نقلا عن مدونة
شرح أبوجاسر حفظه الله للنقطة الثانية عقيدة اريوس:
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد:
يقول الاستاذ فاضل سليمان ان اريوس و اتباعه مسلمين وهم موحدين
نعم فرقة اريوس تسمى موحدة لن هذا الفخ وقع فيه الكثيرين من الباحثين لأنهم اعتمدوا على قول أريوس لا اله الا الله و عيسى رسول الله.
نعم اريوس يقول هذا لكن هل معنى هذا انه موحد بناء على عقيدته هنا الفخ الذى يقه فيه كثيرين من الباحثين و المتخصصين فى المسيحية .
وسأكتفى بذكر أقوال ثلاثة من الأئمة رحمهم الله رحمه واسعة
1- الإمام ابن تيمية - كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح
2- الإمام ابن حزم - الفصل فى الاهواء و الملل و النحل
3- الامام محمد ابو زهرة - محاضرات فى النصرانية - وينقل فيها الشيخ رحمه الله رأى الامام ابن حزم رحمه الله
رأى الامام ابن تيمية:
الامام ابن تيمية – الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح
وقد اختلف النصارى في عامة ما وقع فيه الغلط حتى في الصلب فمنهم من يقول المصلوب لم يكن المسيح بل الشبه كما يقوله المسلمون ومنهم من يقر بعبوديته لله وينكر الحلول والاتحاد كالأريوسية ومنهم من ينكر الاتحاد وإن أقر بالحلول كالنسطورية
وهم متفقون على أن المتحد بالمسيح والحال فيه هو أقنوم الكلمة وهو الذي يسمونه الابن دون الأب ومن انكر الحلول والاتحاد منهم كالأريوسية يقول إن المسيح عليه السلام عبد مرسل كسائر الرسل صلوات الله عليهم وسلامه فوافقهم على لفظ الأب والابن وروح القدس ولا يفسر ذلك بما يقوله منازعوه من الحلول والاتحاد .
وذهبت شرذمة من النصارى إلى أن عيسى كان ابنا لله على جهة الكرامة فكما اتخذ الله إبراهيم خليلا كذلك اتخذ عيسى ابنا # قالوا وهؤلاء يقال لهم الأريوسية فهذا نقل طائفة من نظار المسلمين وهذا قول لمن قاله من النصارى وفيه ما هو مخالف لصريح أمانتهم وما عليه جمهورهم مثل قوله إنهم لا يسمون العلم قبل تدرعه بالمسيح ابنا بل المسيح مع ما تدرع به ابن فإن هذا خلاف ما عليه فرق النصارى من الملكانية واليعقوبية والنسطورية وخلاف ما تضمنته أمانتهم إذ صرحوا فيها بأن الكلمة ابن قديم أزلي مولود قبل الدهور وهذا صفة اللاهوت عندهم وفيها أشياء يقولها بعض النصارى لا كلهم .
قلت ومن أخبر الناس بمقالاتهم من كان من علمائهم وأسلم على بصيرة بعد الخبرة بكتبهم ومقالاتهم كالحسن بن أيوب الذي كتب رسالة إلى أخيه علي بن أيوب يذكر فيها سبب إسلامه ويذكر الأدلة على بطلان دين النصارى وصحة دين الإسلام قال في رسالته إلى أخيه لما كتب إليه يسأله عن سبب إسلامه .
قال ولما نظرت في مقالات النصارى وجدت صنفا منهم يعرفون بالأريوسية يجردون توحيد الله ويعترفون بعبودية المسيح عليه السلام ولا يقولون فيه شيئا مما يقوله النصارى من ربوبية ولا بنوة خاصة ولا غيرهما وهم متمسكون بإنجيل المسيح مقرون بما جاء به تلاميذه والحاملون عنه فكانت هذه الطبقة قريبة من الحق مخالفة لبعضه في جحود نبوة محمد ودفع ما جاء به من الكتاب والسنة .
المجمع النيقاوى :
فوجه قسطنطين برسول إلى الإسكندرية فأشخص البطرك وجمع بينه وبين أريوس ليناظره فقال قسطنطين لأريوس اشرح مقالتك . قال أريوس أقول إن الأب كان إذ لم يكن الابن ثم الله أحدث الابن فكان كلمة له إلا أنه محدث مخلوق ثم فوض الأمر إلى ذلك الابن المسمى كلمة فكان هو خالق السماوات والأرض وما بينهما كما قال في إنجيله إذ يقول وهب لي سلطانا على السماء والأرض فكان هو الخالق لهما بما أعطى من ذلك ثم إن الكلمة تجسدت من مريم العذراء ومن روح القدس فصار ذلك مسيحا واحدا فالمسيح الآن معنيان كلمة وجسد إلا أنهما جميعا مخلوقان قال فأجابه عند ذلك بطرك الإسكندرية وقال تخبرنا الآن أيما أوجب علينا عندك عبادة من خلقنا أو عبادة من لم يخلقنا قال أريوس بل عبادة من خلقنا قال له البطرك فإن كان خالقنا الابن كما وصفت وكان الابن مخلوقا فعبادة الابن المخلوق أوجب من عبادة الأب الذي ليس بخالق بل تصير عبادة الأب الخالق للابن كفرا وعبادة الابن المخلوق إيمانا وذلك من أقبح الأقاويل .
رأى الامام ابن حزم والامام محمد ابو زهرة:
يقول ابن حزم فى بيان فرقة اريوس: والنصارى فرق منهم اصحاب اريوس و كان قسيساً بالاسكندرية و من قوله التوحيد المجرد وان عيسى عليه السلام مخلوق و انه كلمة الله تعالى التى بها خلق السموات و الارض .
والأن ليقول لى الاخوة الكرام من احق الان ان يقال موحد اذا افترضنا انه موحد البطريرك و قسطنطين ام أريوس كما يقول الاستاذ فاضل سليمان .
كلمة موحد التى تطلق على الفرق المسيحية ليس معناها توحيد المسلمين كما يقول فاضل لكن كل شئ بحسبه فهم بالنسبة للباقين يعتبروا موحدين لكن الكفر كله ملة واحدة
وحسبنا الله و نعم الوكيل
نقلا عن مدونة