الموضوع: قصة اشواق
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2019-10-24, 03:23 AM
عمر ايوب عمر ايوب غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 862
عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب
افتراضي قصة اشواق

قصة اشواق
_____________

جئت اليوم لاحدثك عن قصة، لم احدثك بها من قبل الا لماما و على استحياء ، انها قصة حبي و اشواقي ، و لا تلمني يا صاحبي على ركاكة الاسلوب ، فاني اذا حدثك بقصة لم اكن احد طرفيها لا اجد صعوبة في بيان لهفة البدايات و لا مشقة في ترجمة لوعة النهايات ، و لكن اذا تعلق الامر بذات نفسي و ما اجده في خلجات صدري ، حرنت بي الالفاظ و اعرضت عني التعابير .

لازلت اذكر يوم قابلته اول مرة ، كان يوما ممطرا ، ملات فيه الامطار ما بين السماء و الارض ، و كيف يتسنى لي نسيان ذلك اليوم و ادق تفاصيله ، و هو يوم اخذت فيه حياتي طريقا اخر ، فقد انبهرت به و بجماله ، حتى اصبح بعد ذلك منبع الهامي و مصدر فكري و خيالي .

سبع سنوات انقضت في حب هذا الحبيب ، كتبت احداثها و ما تعاقب عليها ، لا باليراع و الاقلام و انما كتبتها باشواقي و نبضات قلبي ، سبع سنوات غربت ورائي هي بقياس الزمن كانما فتحت كتابا فتصفحت فهرسه ثم اعدت اغلاقه ، اما بقياس الاحداث فكانك عاكف على تاريخ بغداد او سير اعلام النبلاء ، سبع سنوات قضيتها بين فتيان ليس لهم هم الا نصرة السنة ، طمعا في ثواب الله ، فتراهم يصلون المناظرة بالمناظرة و الرد بالرد ، صحبوني حتى استحصدت و اشتد عودي و قوي فكري و نظري و وضعت قدمي على الطريق الصحيح ، فاستغنيت بهم عن كثير من سواهم ، و ركبت معهم خيل المعالي ، فااخلصت لهم في حبي و همت على دنياهم هيام العاشق الولهان .

سبع سنوات قضيتها بين احضان " منتدى انصار السنة " اكتب و ارد و اجادل ، و ألحق الفكرة بالفكرة ، و اضرب الراي بالراي ، و ادقق في ما تجود به عقول رجاله و ما تنتجه قرائحهم ، طائفا بفكري في بحر من الاراء و الاساليب ، كموجة تسرح في المحيطات ، فما بين لين و شديد ، و محب للاسترسال في الكلام و بين محب الاختصار ، و بين من يفزع الى التفريع و بين من يركن الى التدقيق .

" اعرف اني مقصر في حقك ، لكن لن اتركك حتى تضع قدمك على الطريق الصحيح "
سمعتها من قائلها ، فظننتها مجرد كلمات وليدة لحظة يغمرها الود و الالفة ، و لن يكون لها اي اثر ملموس مع مرور الايام ، لتطوى في غيابات النسيان و تختفي في ظلمات السنين ، و ذلك انني رجل لا يحفل بالوعود و لا يلتفت للعهود ، فقد تعودت على الخذلان ، و لكن خاب ظني ، و صدق هذا (( الشيخ )) وعده ، و حفظ وده .فكان لي ملجئا الجأ اليه اذا نزلت المعضلة ، و حلا اذا ما واجهتني مشكلة او احتار لبي في بعض المسائل العلمية و المنهجية ، و عونا استعين به حين تبرز الشبهات انيابها و تطلق الزنادقة عنقها ، في الوقت الذي توصد فيه جميع الابواب ، و تتقطع الاسباب، و تتفرق السبل ، و يقف من توسمنا فيهم الخير و المعونة ، يرقبون من برجهم العالي كاتمين ما قد يكون سببا الجامهم بلجام من نار يوم القيمة.

في مثل هذا اليوم عرفت انصار السنة ، و رايت اهله يقومون بما عجزت عنه دول يمؤسساتها ، فيذبون عن الدين تاويل الجاهلين و تحريف المبطلين و شبهات الزنادقة و الملحدين ، فجعلتهم اهلي و شددت بهم منكبي ، و انا اعرف ان مقالة كتبت في بضع دقائق و على عجل لن توفيهم حقهم و تظهر تفضلهم ، و ما ذلك الا لضيق الوقت و كثرة المشاغل ، و لكن عز علي ان تمر هذه الذكرى ، التي لها الاثر الجميل في حياتي ، من غير ان اكتب شيئا ، ففزعت الى قلبي و اشواقي ، فلاذت معنى من هنا و معنى من هنا ، من غير تزيين للعبارة او تحسين للفظ

كتب: الاربعاء 24 صفر 1441 ( 23/10/2019)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
رد مع اقتباس