قال الهيثمي في مجمع الزوائد.<o:p></o:p><?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
عن أنس بن مالك قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلمعلى قوم قد صادوا ظبية فشدوها إلى عمود فسطاط فقالت: يا رسول الله إني وضعت ولدين خشفين فاستأذن لي أن أرضعهما ثم أعود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلوا عنها حتى تأتي خشفيها فترضعهما وتأتي إليكما". قالوا: ومن لنا بذلك يا رسول الله؟ قال: "أنا". فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها. قال: "تبيعوها". قال: يا رسول الله هي لك، فخلوا عنها فأطلقوها فذهبت. <o:p></o:p>
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف. <o:p></o:p>
وعن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحراء فإذا مناد يناديه: يا رسول الله فالتفت فلم ير أحداً ثم التفت فإذا ظبية موثوقة فقالت: ادن مني يا رسول الله، فدنا منها فقال: "حاجتك؟". فقالت: إن لي خشفين في هذا الجبل فخلني حتى أذهب فأرضعهما ثم أرجع إليك. قال: "وتفعلين؟". قالت: عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل. فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها، وانتبه الأعرابي فقال: ألك حاجة يا رسول الله؟ قال: "نعم تطلق هذه". فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. <o:p></o:p>
رواه الطبراني وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف. <o:p></o:p>
J - ومن هذا الباب ماروي من تسخير الأسد لسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا وجهه إلى معاذ باليمن فلقي الأسد فعرفه أنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه كتابه، فهمهم وتنحى عن الطريق، وذكر في منصرفه مثل ذلك.<o:p></o:p>
J - وفي رواية أخرى عنه ـ أن سفينة تكسرت به، فخرج إلى جزيرة فإذا الأسد، فقلت له: أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يغمزني بمنكبه حتى أقامني على الطريق. <o:p></o:p>
ذكره البيهقي في دلائل النبوة قال:<o:p></o:p>
باب ما جاء في تسخير الله عز وجل الأسد لسفينة مولى رسول الله كرامة لرسول الله وما روي في معناه <o:p></o:p>
أخبرنا أبو زكرياء يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأنا جعفر بن عون أنبأنا أسامة بن زيد عن محمد بن عمرو عن محمد بن المنكدر عن سفينه مولى رسول الله قال <o:p></o:p>
ركبت سفينة في البحر فانكسرت فركبت لوحا منها فاخرجني إلى أجمة فيها أسد إذ أقبل الأسد فلما رأيته قلت يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله فأقبل نحوي حتى ضربني بمنكبه ثم مشى معى حتى أقامني على الطريق قال ثم همهم ساعة وضربني بذنبه فرأيت أنه يودعني <o:p></o:p>
وأخبرني أبو نصر بن قتادة حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن زكريا حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي حدثنا يوسف بن عدي حدثنا عبد الله بن وهب عن أسامة بن زيد أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان حدثه عن محمد بن المنكدر <o:p></o:p>
أن سفينة مولى رسول الله قال ركبت البحر فانكسرت بي سفينتي التي كنت فيها فركبت لوحا من ألواحها فطرحني اللوح إلى أجمه فيها الأسد فدخلت فخرج إلي الأسد فأقبل إلي فقلت يا أبا الحارث أنا مولى رسول<o:p></o:p>
الله فطأطأ رأسه وأقبل إلي يدفعني بمنكبيه فأخرجني من الأجمة ووقفني على الطريق ثم همهم فظننت أنه يودعني فكان هذا آخر عهدي به <o:p></o:p>
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العبد ببغداد أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الحجبي عن ابن المنكدر <o:p></o:p>
أن سفينة مولى رسول الله أخطأ الجيش بأرض الروم أو أسر في أرض الروم فانطلق هاربا يلتمس الجيش فإذا هو بالأسد فقال له يا أبا الحارث إني مولى رسول الله كان من أمري كيت وكيت فأقبل الأسد يبصبصه حتى قام إلى جنبه كلما سمع صوتا أهوى إليه ثم أقبل يمشي إلى جنبه فلم يزل كذلك حتى بلغ الجيش ثم رجع الأسد والله تعالى هو أعلم<o:p></o:p>
باب ما جاء في معجزة أخرى ظهرت له في مولاه سفينة وبذلك سمي سفينة <o:p></o:p>
أخبرنا أبو منصور الظفري محمد بن أحمد العلوي رحمه الله أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة حدثنا عبيد الله بن موسى وأبو نعيم عن حشرج بن نباتة قال حدثنا سعيد بن جمهان عن سفينة قال قلت لسفينة ما اسمك قال ما أنا بمخبركم ثم قال سماني رسول الله سفينة قلت ولم سماك سفينة قال خرج رسول الله ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم فقال لي رسول الله ابسط كساءك فبسطته فجعلوا فيه متاعهم فحملوه علي فقال رسول الله احمل فإنما أنت سفينة فلو حملت من يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل علي إلا أن يخفو<o:p></o:p>
J - وأخذ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأذن شاة لقوم من عبد القيس بين إصبعه، ثم خلاها فصار لها ميسماً، وبقي ذلك الأثر وفي نسلها بعد. <o:p></o:p>
J - وما روي عن إبراهيم بن حماد بسنده من كلام الحمار الذي أصابه بخيبر، وقال له: اسمي يزيد بن شهاب.فسماه النبي صلى الله عليه وسلم يعفورا، وأنه كان يوجهه إلى دور أصحابه، فيضرب عليهم الباب برأسه، ويستدعيهم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات، تردى في بئر جزعاً وحزناً، فمات. <o:p></o:p>
قال ابن كثير في البداية والنهاية فأما ما ذكره القاضي عياض بن موسى السبتي في كتابه الشفا وذكره قبل إمام الحرمين في كتابه الكبير في أصول الدين وغيرهما انه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار يسمى زياد بن شهاب وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعثه ليطلب له بعض أصحابه فيجيء إلى باب أحدهم فيقعقعه فيعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبه وأنه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم أنه سلالة سبعين حمارا كل منها ركبه نبي وأنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب فتردى في بئر فمات فهو حديث لا يعرف له إسناد بالكلية وقد أنكره غير واحد من الحفاظ منهم عبد الرحمن بن أبي حاتم وأبوه رحمهما الله وقد سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي رحمه الله ينكره غير مرة إنكارا شديدا وقال الحافظ ابو نعيم في كتاب دلائل النبوة ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى العنبري ثنا أحمد بن محمد بن يوسف ثنا ابراهيم ابن سويد الجذوعي حدثني عبد الله بن أذين الطائي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر حمار اسود فوقف بين يديه فقال من أنت قال أنا عمرو بن فلان كنا سبعة إخوة كلنا ركبنا الأنبياء وأنا أصغرهم وكنت لك فملكني رجل من اليهود فكنت إذا ذكرتك كبوت به فيوجعني ضربا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت يعفور هذا حديث غريب جدا<o:p></o:p>
- وحديث الناقة التي شهدت عند النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبها أنه ما سرقها، وأنها ملكه.<o:p></o:p>
قلت: أخرجه الحاكم في المستدرك<o:p></o:p>
حدثني أبو محمد الحسن بن إبراهيم الأسلمي الفارسي من أصل كتابه حدثنا جعفر بن درستويه حدثنا اليمان بن سعيد المصيصي حدثنا يحيى بن عبد الله المصري حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عمر قال كنا جلوسا حول رسول الله صلى الله عليه وسلمإذ دخل أعرابي جهوري بدوي يماني على ناقة حمراء فأناخ بباب المسجد فدخل فسلم ثم قعد فلما قضى نحبه قالوا يا رسول الله إن الناقة التي تحت الأعرابي سرقة قال أثم بينة قالوا نعم يا رسول الله قال يا علي خذ حق الله من الأعرابي إن قامت عليه البينة وإن لم تقم فرده إلي قال فأطرق الأعرابي ساعة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قم يا أعرابي لأمر الله وإلا فادل بحجتك فقالت الناقة من خلف الباب والذي بعثك بالكرامة يا رسول الله إن هذا ما سرقني ولا ملكني أحد سواه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا أعرابي بالذي أنطقها بعذرك ما الذي قلت قال قلت اللهم إنك لست برب استحدثناك ولا معك إله أعانك على خلقنا ولا معك رب فنشك في ربوبيتك أنت ربنا كما نقول وفوق ما يقول القائلون أسألك أن تصلي على محمد وأن تبرئني ببراءتي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم والذي بعثني بالكرامة يا أعرابي لقد رأيت الملائكة يبتدرون أفواه الأزقة يكتبون مقالتك فأكثر الصلاة علي رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات ويحيى بن عبد الله المصري هذا لست أعرفه بعدالة ولا جرح.<o:p></o:p>
- وفي العنز: التي أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عسكره، وقد أصابهم عطش، ونزلوا على غير ماء، وهم زهاء ثلاثمائة، فحلبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأروى الجند، ثم قال لرافع: أملكها وما أراك. فربطها فوجدها قد انطلقت. رواه ابن قانع و غيره، وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الذي جاء بها هو الذي ذهب بها . <o:p></o:p>
قلت: أخرج البيهقي في دلائل النبوة، قال:<o:p></o:p>
باب ما جاء في الشاة التي ظهرت فحلبت فأروت ثم ذهبت فلم توجد <o:p></o:p>
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأنا اسماعيل بن محمد الصفار حدثنا محمد بن الفرج الأزرق حدثنا عصمة بن سليمان الخزاز حدثنا خلف ابن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن نافع وكانت له صحبة من رسول الله قال <o:p></o:p>
كنا مع رسول الله في سفر لنا كنا أربعمائة رجل فنزلنا في موضع ليس فيه ماء فشق ذلك على أصحابه فقالوا رسول الله أعلم قال فجاءت شويهة لها قرنان فقامت بين يدي رسول الله فحلبها فشرب حتى روي وسقي أصحابه حتى رووا ثم قال يا نافع أملكها الليلة وما أراك تملكها قال فاخذتها فوتدت لها وتدا ثم قمت في بعض الليل فلم أر الشاة ورأيت الحبل مطروحا فجئت النبي فاخبرته من قبل أن يسألني فقال يا نافع ذهب بها الذي جاء بها <o:p></o:p>
وفي كتاب محمد بن سعد أنبأنا خلف بن الوليد أبو الوليد الأزدي حدثنا خلف بن خليفة عن آبان بن بشير عن شيخ من أهل البصرة عن نافع فذكره<o:p></o:p>
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأنا أبو أحمد بن عدي حدثنا العباس بن محمد بن العباس حدثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو حفص الرياحي حدثنا عامر بن أبي عامر الخزاز عن ابيه عن الحسن بن سعد يعني مولى أبي بكر قال <o:p></o:p>
قال رسول الله احلب لي العنز قال وعهدي بذلك الموضع لا عنز فيه قال فاتيت بعنز حافل قال فاحتلبتها واحتفظت بالعنز واوصيت بها قال فاشتغلنا بالرحلة ففقدت العنز فقلت يا رسول الله فقدت العنز قال فقال إن لها ربا <o:p></o:p>
أخبرنا الأستاذ ابو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن ابنه خباب أنها أتت رسول الله بشاة فاعتقلها وحلبها النبي وقال ائتني بأعظم إناء لكم فأتيناه بجفنة العجين فحلب فيها حتى ملأها ثم قال اشربوا وجيرانكم<o:p></o:p>
J - وقالصلى الله عليه وسلم : لفرسه وقد قام إلى الصلاة في بعض أسفاره: لا تبرح، بارك الله فيك حتى نفرغ من صلاتنا وجعله قبلته، فما حرك عضواً حتى صلى صلى الله عليه وسلم. <o:p></o:p>
-ويلتحق بهذا ما رواه الواقدي ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وجه رسله إلى الملوك، فخرج ستة نفر منهم في يوم واحد، فأصبح كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعثه إليهم . <o:p></o:p>
والحديث في هذا الباب كثير، وقد جئنا منه بالمشهور، وما وقع في كتب الأئمة. <o:p></o:p>
الفصل التاسع عشر<o:p></o:p>
في إحياء الموتى و كلامهم، وكلام الصبيان و المراضع و شهادتهم لهم بالنبوة صلى الله عليه وسلم <o:p></o:p>
حدثنا أبوالوليد هشام بن أحمد الفقيه بقراءتي عليه، القاضي أبو الوليد محمد بن رشد، والقاضي أبو عبد الله محمد بن عيسى التميمي، و غيره واحد سماعاً و إذاناً، قالوا: حدثنا أبو علي الحافظ قال: حدثنا أبو عمر الحافظ، حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن يحي، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا ابن الأعرابي... <o:p></o:p>
حدثنا أبو داود، حدثنا و هب بن بقية، عن خالد ـ هو الطحان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه ـ أن يهودية أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر شاة مصلية سمتها، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، و أكل القوم، فقال: ارفعوا أيديكم، فإنما أخبرتني أنها مسمومة. <o:p></o:p>
فمات بشر بن البراء.. وقال لليهودية: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: إن كنت نبياً لم يضرك الذي صنعت، و إن كنت ملكاً أرحت الناس منك. قال: فأمر بها فقتلت. <o:p></o:p>
-وقد روى هذا الحديث أنس، وفيه: قالت: أردت قتلك. فقال: ماكان الله ليسلطك على ذلك. <o:p></o:p>
فقالوا: نقتلها؟ قال: لا.<o:p></o:p>
-وكذالك روى عن أبي هريرة ـ من غير وهب، قال: فما عرض لها. <o:p></o:p>
-ورواه أيضاً جابر بن عبد الله، وفيه: أخبرني هذه الذراع قال: و لم يعاقبها.<o:p></o:p>
-وفي رواية الحسن: أن فخذها تُكَلِّمُني أنها مسمومة. <o:p></o:p>
-وفي رواية أبي سلمة بن عبدالرحمن قالت: إني مسمومة. <o:p></o:p>
-وكذلك ذكر الخبر ابن إسحاق، و قال فيه: فتجاوزعنها.<o:p></o:p>
-وفي الحديث الآخر، عن أنس، قال: فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم. <o:p></o:p>
-وفي حديث أبي هريرة ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ـ في وجعه الذي مات فيه: ما زالت أكلة خيبر تعادُّني، فالآن أوان قطعت أبهري. <o:p></o:p>
-وحكى ابن إسحاق: إن كان المسلمون ليرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات شهيداً مع ما أكرمه الله به من النبوة. <o:p></o:p>
-وقال ابن سحنون: أجمع أهل الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل اليهودية التي سمته. <o:p></o:p>
-و قد ذكرنا اختلاف الروايات في ذلك عن أبي هريرة، وأنس، وجابر. <o:p></o:p>
-وفي رواية ابن عباس رضي الله عنهما ـ أنه دفعها لأولياء بشر بن البراء فقتلوها.<o:p></o:p>
-وكذلك قد اختلف في قتله للذي سحره، قال الواقدي: وعفوه عنه أثبت عندنا.<o:p></o:p>
-وروى الحديث البزار، عن أبي سعيد، فذكر مثله، إلا أنه قال في آخره: فبسط يده وقال: كلوا بسم الله، فأكلنا، وذكر اسم الله، فلم تضر منا أحداً.<o:p></o:p>
*قال القاضي أبو الفضل: وقد خرج حديث الشاة المسمومة أهل الصحيح، وخرجه الأئمة، وهو حديث مشهور. <o:p></o:p>
-واختلف أئمة النظر في هذا الباب، فمن قائل يقول: هو كلام يخلقه الله تعالى في الشاة الميتة أو الحجر أو الشجر وحروف وأصوات يحدثها الله ويسمعها منها دون تغيير أشكالها، و نقلها عن هيئتها. <o:p></o:p>
وهو مذهب الشيخ أبي الحسن، والقاضي أبي بكر رحمهما الله. وآخرون ذهبوا إلى إيجاد الحياة بها، ثم الكلام بعده. -وحكي هذا أيضاً عن شيخنا أبي الحسن، وكل محتمل، والله أعلم، إذ لم نجعل الحياة شرطاً لوجود الحروف والأصوات، إذ لا يستحيل وجودها مع عدم الحياة بمجردها. <o:p></o:p>
فأما إذا كانت عبارة عن الكلام النفسي فلا بد من شرط الحياة لها، إذ لا يوجد كلام النفس إلا من حي، خلافاً للجبائي من بين سائر متكلمي الفرق في إحالة وجود الكلام اللفظي والحروف والأصوات إلا من حي مركب على تركيب من يصح منه النطق بالحروف والأصوات. <o:p></o:p>
والتزم ذلك في الحصى، والجذع، والذراع، وقال: إن الله خلق فيها حياة، وخرق لها فماً ـ ولساناً، وآلة أمكنها بها من الكلام. <o:p></o:p>
وهذا لو كان لكان نقله والتهمم به آكد من التهمم بنقل تسبيحه أو حنينه، ولم ينقل أحد من أهل السير والرواية شيئاً من ذلك، فدل على سقوط دعواه، مع أنه لا ضرورة إليه في النظر، والموفق الله.<o:p></o:p>
وقفة مع حديث الشاة المسمومة<o:p></o:p>
البخاري في كتاب الهبة <o:p></o:p>
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب: حدثنا خالد بن الحارث: حدثنا شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها، فجيء بها، فقيل: ألا نقتلها؟ قال:(لا). فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم.<o:p></o:p>
باب: الشاة التي سمت للنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر.<o:p></o:p>
رواه عروة، عن عائشه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.<o:p></o:p>
- حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث: حدثني سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم.<o:p></o:p>
وروى في كتاب الطب؛ وفي أبواب الجزية والموادعة... <o:p></o:p>
- حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:<o:p></o:p>
لما فتحت خيبر أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم(اجمعوا إلي من كان ها هنا من يهود). فجمعوا له، فقال:(إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه). فقالوا: نعم، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم (من أبوكم). قالوا: فلان، فقال:(كذبتم، بل أبوكم فلان). قالوا: صدقت، قال:(فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه). فقالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال لهم:(من أهل النار؟). قالوا: نكون فيها يسيرا، ثم تخلفونا فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(اخسؤوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبدا). ثم قال:(هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه). فقالوا: نعم يا أبا القاسم، قال:(هل جعلتم في هذه الشاة سما). قالوا: نعم، قال:(ما حملكم على ذلك). قالوا: أردنا إن كنت كاذبا نستريح، وإن كنت نبيا لم يضرك.<o:p></o:p>
قال ابن حجر<o:p></o:p>
حديث أنس أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها الحديث وسيأتي شرحه في غزوة خيبر من المغازي واسم اليهودية المذكورة زينب وقد اختلف في اسلامها كما سيأتي <o:p></o:p>
قوله فأكل منها فجيء بها زاد مسلم وأحمد في روايته من الوجه المذكور هنا فأكل منه فقال أنها جعلت فيه سما وزاد مسلم بعد قوله فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فقالت أردت لأقتلك قال ما كان الله ليسلطك علي قوله فقيل ألا نقتلها في رواية أحمد ومسلم فقالوا يا رسول الله "ألا نقتلها؟ "<o:p></o:p>
قوله في لهوات بفتح اللام جمع لهاة وهي سقف الفم أو اللحمة المشرفة على الحلق وقيل هي أقصى الحلق وقيل ما يبدو من الفم عند التبسم<o:p></o:p>
وقال <o:p></o:p>
قوله باب الشاة التي سمت للنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر أي جعل فيها السم والسم مثلث السين قوله رواه عروة عن عائشة لعله يشير إلى الحديث الذي ذكره في الوفاة النبوية من هذا الوجه معلقا أيضا وسيأتي ذكره هناك <o:p></o:p>
قوله حدثني سعيد هو بن أبي سعيد المقبري قوله لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم هكذا أورده مختصرا وقد سبق مطولا في أواخر الجزية فذكر هذا الطرف وزاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجمعوا لي من كان هاهنا من يهود فذكر الحديث وسيأتي شرح ما يتعلق بذلك في كتاب الطب قال بن إسحاق لما اطمأن النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر أهدت له زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم شاة مشوية وكانت سألت أي عضو من الشاة أحب اليه قيل لها الذراع فأكثرت فيها من السم فلما تناول الذراع لاك منها مضغة ولم يسغها وأكل معه بشر بن البراء فأساغ لقمته فذكر القصة وأنه صفح عنها وأن بشر بن البراء مات منها وروى البيهقي من طريق سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة أن امرأة من اليهود أهدت لرسول اللهصلى الله عليه وسلم شاة مسمومة فأكل فقال لأصحابه أمسكوا فإنها مسمومة وقال لها ما حملك على ذلك قالت أردت إن كنت نبيا فيطلعك الله وإن كنت كاذبا فأريح الناس منك قال فما عرض لها ومن طريق أبي نضرة عن جابر نحوه فقال فلم يعاقبها وروى عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري عن أبي بن كعب مثله وزاد فاحتجم على الكاهل قال قال الزهري فأسلمت فتركها قال معمر والناس يقولون قتلها وأخرج بن سعد عن شيخه الواقدي بأسانيد متعددة له هذه القصة مطولة وفي آخره قال فدفعها إلى ولاة بشر بن البراء فقتلوها قال الواقدي وهو الثبت وأخرج أبو داود من طريق يونس عن الزهري عن جابر نحو رواية معمر عنه وهذا منقطع لأن الزهري لم يسمع من جابر ومن طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة نحوه مرسلا قال البيهقي وصله حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال البيهقي يحتمل أن يكون تركها أولا ثم لما مات بشر بن البراء من الأكلة قتلها وبذلك أجاب السهيلي وزاد إنه كان تركها لأنه كان لا ينتقم لنفسه ثم قتلها ببشر قصاصا قلت ويحتمل أن يكون تركها لكونها أسلمت وإنما أخر قتلها حتى مات بشر لأن بموته تحقق وجوب القصاص بشرطه ووافق موسى بن عقبة على تسميتها زينب بنت الحارث وأخرج الواقدي بسند له عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ما حملك على ما فعلت قالت قتلت أبي وعمي وزوجي وأخي قال فسألت إبراهيم بن جعفر فقال عمها يسار وكان من أجبن الناس وهو الذي أنزل من الرف وأخوها زبير وزوجها سلام بن مشكم ووقع في سنن أبي داود أخت مرحب وبه جزم السهيلي وعند البيهقي في الدلائل بنت أخي مرحب ولم ينفرد الزهري بدعواه أنها أسلمت فقد جزم بذلك سليمان التيمي في مغازيه ولفظه بعد قولها وإن كنت كاذبا أرحت الناس منك وقد استبان لي الآن أنك صادق وأنا أشهدك ومن حضر أني على دينك وأن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قال فانصرف عنها حين أسلمت.... <o:p></o:p>
وقال: قوله باب ما يذكر في سم النبي صلى الله عليه وسلم الإضافة فيه إلى المفعول قوله رواه عروة عن عائشة كأنه يشير إلى ما علقه في الوفاة النبوية آخر المغازي فقال قال يونس عن بن شهاب قال عروة قالت عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم.. وقد ذكرت هناك من وصله وهو البزار وغيره... وقوله أجد ألم الطعام أي الألم الناشىء عن ذلك الأكل لا أن الطعام نفسه بقي إلى تلك الغاية وأخرج الحاكم من حديث أم مبشر نحو حديث عائشة ثم ذكر حديث أبي هريرة في قصة الشاة المسمومة التي أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وقد تقدم ذكره في غزوة خيبر وأنه أخرجه مختصرا وفي أواخر الجزية مطولا <o:p></o:p>
قوله أهديت بضم أوله على البناء للمجهول تقدم في الهبة من رواية هشام بن زيد عن أنس أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجىء بها الحديث فعرف أن التي أهدت الشاة المذكورة امرأة وقدمت في المغازي أنها زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم أخرجه بن إسحاق بغير إسناد وأورده بن سعد من طرق عن بن عباس بسند ضعيف ووقع في مرسل الزهري أنها أكثرت السم في الكتف والذراع لأنه بلغها أن ذلك كان أحب أعضاء الشاة إليه وفيه فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتف فنهش منها وفيه فلما ازدرد لقمته قال إن الشاة تخبرني يعني أنها مسمومة وبينت هناك الاختلاف هل قتلها النبي صلى الله عليه وسلم أو تركها ووقع في حديث أنس المشار إليه فقيل الا تقتلها قال لا قال فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدم كيفية الجمع بين الاختلاف المذكور ومن المستغرب قول محمد بن سحنون أجمع أهل الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلها قوله اجمعوا لي لم أقف على تعيين المأمور بذلك قوله أني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقوني عنه كذا وقع في هذا الحديث في ثلاثة مواضع قال بن التين ووقع في بعض النسخ صادقي بتشديد الياء بغير نون وهو الصواب في العربية لأن أصله صادقوني فحذفت النون للاضافة فاجتمع حرفا علة سبق الأول بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت ومثله وما أنتم بمصرخي وفي حديث بدء الوحي أو مخرجي هم انتهى وإنكاره الرواية من جهة العربية ليس بجيد فقد وجهها غيره قال بن مالك مقتضى الدليل أن تصحب نون الوقاية اسم الفاعل وأفعل التفضيل والأسماء المعربة المضافة إلى ياء المتكلم لتقيها خفاء الاعراب فلما منعت ذلك كانت كأصل متروك فنبهوا عليه في بعض الأسماء المعربة المشابهة للفعل كقول الشاعر وليس الموافيني ليرتد خائبا فإن له أضعاف ما كان أملا ومنه في الحديث غير الدجال أخوفني عليكم والأصل فيه أخوف مخوفاتي عليكم فحذف المضاف إلى الياء وأقيمت هي مقامه فاتصل أخوف بها مقرونة بالنون وذلك أن أفعل التفضيل شبيه بفعل التعجب وحاصل كلامه أن النون الباقية هي نون الوقاية ونون الجمع حذفت كما تدل عليه الرواية الأخرى بلفظ صادقي ويمكن تخريجه أيضا على أن النون الباقية هي نون الجمع فإن بعض النحاة أجاز في الجمع المذكر السالم أن يعرب بالحركات على النون مع الواو ويحتمل أن تكون الياء في محل نصب بناء على أن مفعول اسم الفاعل إذا كان ضميرا بارزا متصلا به كان في محل نصب وتكون النون على هذا أيضا نون الجمع قوله من أبوكم قالوا أبونا فلان فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم كذبتم بل أبوكم فلان فقالوا صدقت وبررت بكسر الراء الأولى وحكى فتحها وهو من البر قوله نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها بضم اللام مخففا أي تدخلون فتقيمون في المكان الذي كنا فيه وضبطه الكرماني بتشديد اللام وقد أخرج الطبري من طريق عكرمة قال خاصمت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا لن ندخل النار إلا أربعين ليلة وسيخلفنا إليها قوم آخرون يعنون محمدا وأصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على رءوسهم بل أنتم خالدون يخلدون لا مخلفكم فيها أحد فأنزل الله تعالى _((وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة: 80 - 81)ومن طريق بن إسحاق عن سيف بن سليم عن مجاهد عن بن عباس أن اليهود كانوا يقولون هذه الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب بكل ألف سنة يوما في النار وإنما هي سبعة أيام فنزلت وهذا سند حسن وأخرج الطبري أيضا من وجه آخر عن عكرمة قال اجتمعت يهود تخاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لن تصيبنا النار فذكر نحوه وزاد فقال النبيصلى الله عليه وسلم كذبتم بل أنتم خالدون مخلدون لا نخلفكم فيها أبدا إن شاء الله تعالى فنزل القرآن تصديقا للنبي صلى الله عليه وسلم ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم حدثني أبي زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليهود أنشدكم الله من أهل النار الذين ذكرهم الله في التوراة قالوا إن الله غضب علينا غضبة فنمكث في النار أربعين يوما ثم نخرج فتخلفوننا فيها فقال كذبتهم والله لا نخلفكم فيها أبدا فنزل القرآن تصديقا له وهذان خبران مرسلان يقوي أحدهما الآخر ويستفاد منهما تعيين مقدار الأيام المعدودة المذكورة في الآية وكذا في حديث أبي هريرة حيث قال فيه أياما يسيرة وأخرج الطبري أيضا من رواية قتادة وغيره أن حكمة العدد المذكور وهو الأربعون أنها المدة التي عبدوا فيها العجل قوله اخسئوا فيها هو زجر لهم بالطرد والابعاد أو دعاء عليهم بذلك قوله والله لا نخلفكم فيها أبدا أي لا تخرجون منها ولا نقيم بعدكم فيها لأن من يدخل النار من عصاة المسلمين يخرج منها فلا يتصور أنه يخلف غيره أصلا قوله أردنا إن كنت كاذبا في رواية المستملي والسرخسي إن كنت كذابا قوله وإن كنت نبيا لم يضرك يعني على الوجه المعهود من السم المذكور وفي حديث أنس المشار إليه فقالت أردت لأقتلك فقال ما كان الله ليسلطك على ذلك وفي رواية سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في نحو هذه القصة فقالت أردت أن أعلم إن كنت نبيا فسيطلعك الله عليه وإن كنت كاذبا فأريح الناس منك أخرجه البيهقي وأخرج نحوه موصولا عن جابر وأخرجه بن سعد بسند صحيح عن بن عباس ووقع عند بن سعد عن الواقدي بأسانيده المتعددة أنها قالت قتلت أبي وزوجي وعمي وأخي ونلت من قومي ما نلت فقلت إن كان نبيا فسيخبره الذراع وإن كان ملكا استرحنا منه وفي الحديث إخباره صلى الله عليه وسلم عن الغيب وتكليم الجماد له ومعاندة اليهود لاعترافهم بصدقه فيما أخبر به عن اسم أبيهم وبما وقع منهم من دسيسة السم ومع ذلك فعاندوا واستمروا على تكذيبه وفيه قتل من قتل بالسم قصاصا وعن الحنفية إنما تجب فيه الدية ومحل ذلك إذا استكرهه عليه اتفاقا وأما إذا دسه عليه فأكله ففيه اختلاف للعلماء فإن ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قتل اليهودية ببشر بن البراء ففيه حجة لمن يقول بالقصاص في ذلك والله أعلم وفيه أن الأشياء كالسموم وغيرها لا تؤثر بذواتها بل بإذن الله لأن السم أثر في بشر فقيل إنه مات في الحال وقيل إنه بعد حول ووقع في مرسل الزهري في مغازي موسى بن عقبة أن لونه صار في الحال كالطيلسان يعني أصفر شديد الصفرة وأما قول أنس فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم فاللهوات جمع لهاة ويجمع أيضا على لهى بضم أوله والقصر منون ولهيان وزن إنسان وقد تقدم بيانها فيما مضى في الطب في الكلام على العذرة وهل اللحمة المعلقة في أصل الحنك وقيل هي ما بين منقطع اللسان إلى منقطع أصل الفم وهذا هو الذي يوافق الجمع المذكور ومراد أنس أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتريه المرض من تلك الأكلة أحيانا وهو موافق لقوله في حديث عائشة ما أزال أجد ألم الطعام ووقع في مغازي موسى بن عقبة عن الزهري مرسلا ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر عدادا حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري ومثله في الرواية المذكورة عند بن سعد والعداد بكسر المهملة والتخفيف ما يعتاد والأبهر عرق في الظهر تقدم بيانه في الوفاة النبوية ويحتمل أن يكون أنس أراد أنه يعرف ذلك في اللهوات بتغير لونها أو بنتوء فيها أو تحفير قاله القرطبي...<o:p></o:p>
مسلم في كتاب السلام باب السم<o:p></o:p>
حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي. حدثنا خالد بن الحارث. حدثنا شعبة عن هشام بن زيد، عن أنس؛<o:p></o:p>
أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة. فأكل منها. فجيء بها إلى رسول الله ص. فسألها عن ذلك؟ فقالت: أردت لأقتلك. قال" ما كان الله ليسلطك على ذاك" قال أو قال "علي" قال قالوا: ألا نقتلها؟ قال "لا" قال: فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم <o:p></o:p>
قال النووي<o:p></o:p>
قوله:(أن يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذاك قالت أردت لأقتلك، قال: وما كان الله ليسلطك على ذاك قال أو قال علي، قالوا: ألا نقتلها؟ قال: لا، قال: فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم). وفي الرواية الأخرى:(جعلت سماً في لحم). أما السم فبفتح السين وضمها وكسرها ثلاث لغات الفتح أفصح جمعه سمام وسموم. وأما اللهوات فبفتح اللام والهاء جمع لهات بفتح اللام وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أصل الحنك قاله الأصمعي. وقيل اللحمات اللواتي في سقف أقصى الفم. وقوله:(ما زلت أعرفها) أي العلامة كأنه بقي للسم علامة وأثر من سواد أو غيره. وقولهم:(ألا نقتلها) هي بالنون في أكثر النسخ وفي بعضها بتاء الخطاب. وقوله صلى الله عليه وسلم "ما كان الله ليسلطك على ذاك أو قال علي" فيه بيان عصمته صلى الله عليه وسلم من الناس كلهم كما قال الله تعالى: {والله يعصمك من الناس} وهي معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سلامته من السم المهلك لغيره وفي إعلام الله تعالى له بأنها مسمومة وكلام عضو منه له فقد جاء في غير مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلمإن الذراع تخبرني أنها مسمومة وهذه المرأة اليهودية الفاعلة للسم اسمها زينب بنت الحارث أخت مرحب اليهودي روينا تسميتها هذه في مغازي موسى بن عقبة ودلائل النبوة للبيهقي قال القاضي عياض: واختلف الاَثار والعلماء هل قتلها النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟ فوقع في صحيح مسلم أنهم قالوا: ألا نقتلها؟ قال: لا. ومثله عن أبي هريرة وجابر. وعن جابر من رواية أبي سلمة أنه صلى الله عليه وسلم قتلها. وفي رواية ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم دفعها إلى أولياء بشر بن البراء بن معرور وكان أكل منها فمات بها فقتلوها. وقال ابن سحنون: أجمع أهل الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلها. قال القاضي: وجه الجمع بين هذه الروايات والأقاويل أنه لم يقتلها أولاً حين اطلع على سمها وقيل له اقتلها فقال لا فلما مات بشر بن البراء من ذلك سلمها لأوليائه فقتلوها قصاصاً، فيصح قولهم لم يقتلها أي في الحال، ويصح قولهم قتلها أي بعد ذلك والله أعلم....<o:p></o:p>
وروى هذا الحديث<o:p></o:p>
أبو داود في أول كتاب الديات باب فيمن سقى رجلاً سماً أو أطعمه فمات، أيقاد منه؟<o:p></o:p>
1- حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي، ثنا خالد بن الحارث، ثنا شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك<o:p></o:p>
أن امرأة يهودية أتت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشاةٍ مسمومة، فأكل منها، فجيء بها إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فقالت: أردت لأقتلك، فقال: "ما كان اللّه ليسلطك على ذلك" أو قال: "عليَّ" قال: فقالوا: ألا نقتلها؟ قال: "لا" فما زلت أعرفها في لهوات رسول اللّه صلى الله عليه وسلم <o:p></o:p>
2- حدثنا داود بن رشيد، ثنا عباد بن العوام، ح وثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عباد، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، قال هارون: عن أبي هريرةأن امرأة من اليهود أهدت إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم شاةً مسمومة قال: فما عرض لها النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو داود: هذه أخت مرحب اليهودية التي سمت النبي صلى الله عليه وسلم <o:p></o:p>
3-حدثنا سليمان بن داود المهري، ثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال:<o:p></o:p>
كان جابر بن عبد اللّه يحدِّث أن يهودية من أهل خيبر سمَّت شاة مصليَّة ثم أهدتها لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأخذ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الذِّراع فأكل منها، وأكل رهطٌ من أصحابه معه، ثم قال لهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ارفعوا أيديكم" وأرسل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية فدعاها، فقال لها: "أسممت هذه الشاة؟" قالت اليهودية: من أخبرك؟ قال: "أخبرتني هذه في يدي" للذراع، قالت: نعم، قال: "فما أردت إلى ذلك" قالت: قلت: إن كان نَبيّاً فلن يضرَّه، وإن لم يكن نبيّاً استرحنا منه، فعفا عنها رسول اللّهصلى الله عليه وسلم ولم يعاقبها، وتوفي بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة، واحتجم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة، حجمه أبو هند بالقَرْن والشفرة، وهو مولًى لبني بياضة من الأنصار.<o:p></o:p>
4- حدثنا وهب بن بقية، ثنا خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة<o:p></o:p>
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أهدت له يهودية بخيبر شاةً مصلية، نحو حديث جابر قال: فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاريُّ، فأرسل إلى اليهودية "ما حملك على الّذي صنعت؟" فذكر نحو حديث جابر، فأمر بها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقتلت، ولم يذكر أمر الحجامة.<o:p></o:p>
5- وثنا وهب بن بقية في موضع آخر، عن خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، ولم يذكر أبا هريرة قال:<o:p></o:p>
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة، زاد: فأهدت له يهودية بخيبر شاةً مصلية سمتها، فأكل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم منها وأكل القوم فقال: "ارفعوا أيديكم فإِنها أخبرتني أنها مسمومةٌ" فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية: "ما حملك على الذي صنعت؟" قالت: إن كنت نبيّاً لم يضرَّك الذي صنعت، وإن كنت ملكاً أرحت الناس منك، فأمر بها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقتلت، ثم قال في وجعه الذي مات فيه: "ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر، فهذا أوان قطعت أبهري".<o:p></o:p>
6- حدثنا مخلد بن خالد، قال: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه،<o:p></o:p>
أن أمَّ مُبشِّر قالت للنبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: ما يتهم بك يارسول اللّه؟ فإِني لا أتهم بابني شيئاً إلا الشاة المسمومة التي أكل معك بخيبر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وأنا لا أتهم بنفسي إلا ذلك، فهذا أوان قطع أبهري".<o:p></o:p>
قال أبو داود: وربما حدّث عبد الرزاق بهذا الحديث مرسلاً عن معمر، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم وربما حدث به عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وذكر عبد الرزاق أن معمراً كان يحدِّثهم بالحديث مرة مرسلاً فيكتبونه ويحدِّثهم مرة به فيسنده فيكتبونه، وكلٌّ صحيح عندنا، قال عبد الرزاق: فلما قدم ابن المبارك على معمر أسند له معمر أحاديث كان يوقفها.<o:p></o:p>
7- حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا إبراهيم بن خالد، ثنا رباح، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالك، عن أمه أمِّ مبشر، قال أبو سعيد بن الأعرابي: كذا قال عن أمه، والصواب عن أبيه، عن أم مبشّر:<o:p></o:p>
دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر معنى حديث مخلد بن خالد [نحو حديث جابر قال: فمات بشر بن البراء بن معرور؛ فأرسل إلى اليهودية فقال: "ما حملك على الذي صنعت؟" فذكر نحو حديث جابر؛ فأمر بها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقتلت، ولم يذكر الحجامة]. <o:p></o:p>
أبن ماجه في كتاب الطب<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
__________________
سيدتي المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة
|