عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2007-09-04, 07:26 PM
سيف الكلمة سيف الكلمة غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-23
المشاركات: 144
سيف الكلمة
افتراضي


<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p>قلت: قال أبو نعيم في دلائل النبوة:<o:p></o:p>
ثم قلت قد نال الرحيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت هذا الطلب قلد لحقنا يا رسول الله فقال: "لا تحزن إن الله معنا" فلما دنا منا فكان بيننا وبينه قيد رمحين أو ثلاثة قلت هذا الطلب يا رسول الله قد لحقنا وبكيت قال لم تبكي قلت أما والله ما على نفسي أبكي يا رسول الله ولكن أبكي عليك فقال رسول الله: "اللهم اكفناه بما شئت" فساخت فرسه في الأرض إلى بطنها فوثب عنها ثم قال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه فو الله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي خذ سهما منها فإنك ستمر على إبلي وغنمي بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حاجة لنا في إبلك"... فانطلق راجعا إلى أصحابه.<o:p></o:p>
قال الإمام رحمه الله الرحل للناقة بمنزلة السرج للفرس أظهرنا دخلنا في وقت الظهر وقائم الظهر وقت الزوال أنفض ما حولي أي أنظر هل أرى أحد اعتقل شاة أي أمسك رجلها وكثبة من لبن أي كثرة رويت ملأت هذا الطلب أي الطالب يقع على الواحد والجمع فساخت فرسه أي دخل يداها ورجلاها في الأرض لأعمين لأخفين..<o:p></o:p>
وقال ابن كثير في البداية والنهاية:<o:p></o:p>
قال ابن شهاب فأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن مالك ابن جعشم يقول: جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج إذ أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال: يا سراقة إني رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدًا وأصحابه, قال سراقة: فعرفت أنهم هم فقلت له: إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانًا وفلانًا انطلقوا بأعيننا ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت من ظهر البيت فخططت بزجه الأرض وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها فدفعتها ففرت بي حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذي أكره فركبت فرسي وعصبت الأزلام فجعل فرسي يقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت, وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها فأهويت ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها غبار ساطع في السماء مثل الدخان فاستقسمت الأزلام فخرج الذي اكره فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرداني ولم يسألاني إلا أن قالا أخف عنا فسألته أن يكتب لي كتاب أمن فأمر عامر ابن فهيره فكتب لي رقعة من أدم ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم. <o:p></o:p>
وقد روى محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم عن أبيه عن عمه سراقة فذكر هذه القصة إلا أنه ذكر أنه استقسم بالأزلام أول ما خرج من منزله فخرج السهم الذي يكره لا يضره وذكر أنه عثر به فرسه أربع مرات وكل ذلك يستقسم بالأزلام ويخرج الذي يكره لا يضره حتى ناداهم بالأمان وسأل أن يكتب له كتابا يكون أمارة ما بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فكتب لي كتابا في عظم أو رقعة أو خرقة وذكر أنه جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة مرجعه من الطائف فقال له يوم وفاء وبر أدنه فدنوت منه وأسلمت قال ابن هشام هو عبد الرحمن بن الحارث بن مالك بن جعشم وهذا الذي قاله جيد. <o:p></o:p>
ولما رجع سراقة جعل لا يلقى أحدا من الطلب إلا رده وقال كفيتم هذا الوجه فلما ظهر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وصل إلى المدينة جعل سراقة يقص على الناس ما رأى وما شاهد من أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما كان من قضية جواده واشتهر هذا عنه فخاف رؤساء قريش معرته وخشوا أن يكون ذلك سببًا لإسلام كثير منهم وكان سراقة أمير بني مدلج ورئيسهم فكتب أبو جهل لعنه الله إليهم. <o:p></o:p>
بني مدلج إني أخاف سفيهكم * سراقــة مستغو لنصر محمد<o:p></o:p>
عليكم به ألا يفرق جمعكـم * فيصبح شتى بعد عز وسؤدد<o:p></o:p>
قال فقال سراقة بن مالك يجيب أبا جهل في قوله هذا: <o:p></o:p>
أبا حكم والله لو كنت شاهدا * لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه<o:p></o:p>
عجيب ولم تشكك بأن محمدا * رسول وبرهان فمن ذا يقاومه<o:p></o:p>

عليك فكف القوم عنه فإنني * أخال لنا يوما ستبدو معالمه<o:p></o:p>
بأمر تود النصر فيه فإنهم * وإن جميع الناس طرا مسالمه<o:p></o:p>
وذكر هذا الشعر الأموي في مغازيه بسنده عن أبي إسحاق وقد رواه أبو نعيم بسنده من طريق زياد عن ابن إسحاق وزاد في شعر أبي جهل أبياتا تتضمن كفرًا بليغًا <o:p></o:p>
و قال الصفدي في الوافي بالوفيات<o:p></o:p>
سراقة المدلجي الصحابي سراقة بن مالك، هو الذي يسأل عن متعة الحج أللأبد هي? توفي في حدود الأربعين للهجرة. نقلت من خط الشيخ فتح الدين محمد بن سيد الناس بعدما حدثني به قال: سراقة بن مالك بن جعشم الكناني يكنى أبو سفيان روى عنه من الصحابة ابن عباس وجابر، وروى عنه سعيد بن المسيب وابنه محمد بن سراقة. <o:p></o:p>
وقيل: مات سراقة سنة أربع وعشرين في خلافة عثمان. وقيل: مات بعد عثمان. عن أبي عمر رحمه الله تعالى. انتهى. وقال الشيخ شمس الدين في سنة أربع وعشرين: وفيها توفي سراقة بن مالك المدلجي الذي ساخت قوائم فرسه. ثم أسلم وحسن إسلامه. ثم ذكره في من مات في خلافة علي بن أبي طالب مجملاً، وهي حدود الأربعين. قلت: وروى لسراقة البخاري والأربعة... <o:p></o:p>
-وفي خبر آخر: أن راعياً عرف خبرهما، فخرج يشتد، يعلم قريشاً، فلما ورد مكة ضرب على قلبه، فما يدري ما يصنع، وأنسي ما خرج له حتى رجع إلى موضعه. <o:p></o:p>
-وجاءه ـ فيما ذكر ابن إسحاق وغيره ـ أبو جهل، بصخرة وهو ساجد، وقريش ينظرون، ليطرحها عليه، فلزقت بيده، وبست يداه إلى عنقه، وأقبل يرجع القهقرى إلى خلفه، ثم سأله أن يدعو له، ففعل, فانطلقت يداه، وكان قد تواعد مع قريش بذلك، وحلف لئن رآه ليدمغنه، فسألوه عن شأنه، فذكر أنه عرض لي دونه فحل، ما رأيت مثله قط، هم بي أن يأكلني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذاك جبريل، لو دنا لأخذه. <o:p></o:p>
قلت:روى البيهقي في دلائل النبوة: <o:p></o:p>
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني شيخ من أهل مصر قديم منذ بضع وأربعين سنة عن عكرمة عن ابن عباس في قصة طويلة جرت بين مشركي مكة وبين رسول الله فلما قام عنهم رسول الله قال أبو جهل بن هشام يا معشر قريش إن محمدًا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا وشتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وسب آلهتنا وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر فإذا سجد في صلاته فضحت به رأسه فليصنع بعد ذلك أبو عبد مناف ما بدا لهم <o:p></o:p>
فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرًا ثم جلس لرسول الله ينتظر وغدا رسول الله كما يغدو وكانت قبلته الشام فكان إذا صلى صلى بين الركنين الأسود واليماني وجعل الكعبة بينه وبين الشام فقام رسول الله ثمة يصلي وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينظرون فلما سجد رسول الله احتمل أبو جهل الحجر ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منتها منتقعا لونه مرعوبًا قد يبست يداه على حجره حتى قذف الحجر من يده وقامت إليه رجال من قريش فقالوا: مالك يا أبا الحكم فقال قمت إليه لأفعل ما قلت لكم البارحة فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل والله ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحل قط فهم أن يأكلني..<o:p></o:p>
-وذكر السمرقندي أن رجلاً من بني المغيرة أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليقتله، فطمس الله على بصره، فلم ير النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع قوله، فرجع إلى أصحابه فلم يرهم حتى نادوه. <o:p></o:p>
-وذكر أن في هاتين القصتين، نزلت: ( إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ( 8 ) وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (9) – يس. <o:p></o:p>
قلت:ذكره القرطبي في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " قال:<o:p></o:p>
"إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا". قيل: نزلت في أبي جهل بن هشام وصاحبيه المخزوميين؛ وذلك أن أبا جهل حلف لئن رأى محمدًا يصلي ليرضخن رأسه بحجر؛ فلما رآه ذهب فرفع حجرًا ليرميه، فلما أومأ إليه رجعت يده إلى عنقه، والتصق الحجر بيده؛ قاله ابن عباس وعكرمة وغيرهما؛ فهو على هذا تمثيل أي هو بمنزلة من علت يده إلى عنقه، فلما عاد إلى أصحابه أخبرهم بما رأى، فقال الرجل الثاني وهو الوليد بن المغيرة: أنا أرضخ رأسه. فأتاه وهو يصلي على حالته ليرميه بالحجر فأعمى الله بصره فجعل يسمع صوته ولا يراه، فرجع إلى أصحابه فلم يرهم حتى نادوه فقال: والله ما رأيته ولقد سمعت صوته. فقال الثالث: والله لأشدخن أنا رأسه. ثم أخذ الحجر وانطلق فرجع القهقرى ينكص على عقبيه حتى خر على قفاه مغشيا عليه. فقيل له: ما شأنك؟ قال شأني عظيم رأيت الرجل فلما دنوت منه، وإذا فحل يخطر بذنبه ما رأيت فحلا قط أعظم منه حال بيني وبينه، فو اللات والعزى لو دنوت منه لأكلني. فأنزل الله تعالى: "إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقمحون".<o:p></o:p>
- ومن ذلك ما ذكره ابن إسحاق، وغيره في قصته، إذ خرج إلى بني قريظة، في أصحابه، فجلس إلى جدار بعض آطامهم، فانبعث عمرو بن جحاش أحدهم ليطرح عليه رحى، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فانصرف إلى المدينة وأعلمهم بقصتهم.<o:p></o:p>
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال ثم خرج رسول الله إلى بني النضير يستعينهم في ذينك القتيلين من بني عامر الذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري فيما حدثني يزيد بن رومان وكان بين بني النضير وبني عامر عقد وحلف فلما أتاهم رسول الله يستعينهم في الدية قالوا نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت مما استعنت بنا عليه ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه ورسول الله إلى جانب جدار من بيوتهم قاعد فقالوا من رجل يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيقتله بها فيريحنا منه فانتدب لذلك منهم عمرو بن جحاش بن كعب فقال أنا لذلك فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال ورسول الله في نفر من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم فأتاه الخبر من السماء بما أراد القوم فقام وقال لأصحابه لا تبرحوا فخرج راجعا إلى المدينة, فلما استبطأ النبي أصحابه قاموا في طلبه فلقوا رجلًا مقبلًا من المدينة فسألوه عنه فقال رأيته داخلًا المدينة فأقبل أصحاب رسول الله حتى انتهوا إليه فأخبرهم الخبر بما أرادت يهود من الغدر وأمر رسول الله بحربهم والسير إليهم فسار بالناس حتى نزل بهم...<o:p></o:p>
- وقد قيل: أن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (المائدة: 11 ) في هذه القصة نزلت. <o:p></o:p>
-وحكى السمرقندي أنه خرج إلى بني النضير يستعين في عقل الكلابيين اللذين قتلهما عمرو بن أمية، فقال له حيي بن أخطب: اجلس يا أبا القاسم حتى نطعمك ونعطيك ما سألتنا. فجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وتوامر حيي معهم على قتله، فأعلم جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقام كأنه يريد حاجته حتى دخل المدينة.<o:p></o:p>
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي قال حدثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد قال أخبرنا أبي قال أخبرنا ابن لهيعة قال حدثنا أبو الأسود عن عروة (ح) وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبد الله بن عتاب قال أخبرنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى ابن عقبة قال هذا حديث رسول الله حين خرج إلى بني النضير يستعينهم في عقل الكلابيين وكانوا زعموا قد دسوا إلى قريش حين نزلوا بأحد لقتال رسول الله فحضوهم على القتال ودلوهم على العورة فلما كلمهم رسول الله في عقل الكلابيين قالوا اجلس يا أبا القاسم حتى تطعم وترجع بحاجتك ونقوم فنتشاور ونصلح أمرنا فيما جئتنا له فجلس رسول الله ومن معه من أصحابه في ظل جدار ينتظرون أن يصلحوا أمرهم فلما خلوا والشيطان معهم ائتمروا بقتل رسول الله فقالوا لن تجدوه أقرب منه الآن فاستريحوا منه تأمنوا في دياركم ويرفع عنكم البلاء فقال رجل منهم إن شئتم ظهرت فوق البيت الذي هو تحته فدليت عليه حجرا فقتلته وأوحى الله عز وجل إليه فأخبره بما ائتمروا به من شأنهم فعصمه الله عز وجل وقام رسول الله كأنه يريد أن يقضي حاجة وترك أصحابه في مجلسهم وانتظره أعداء الله فراث عليهم فأقبل رجل من المدينة فسألوه عنه فقال لقيته قد دخل أزقة المدينة فقالوا لأصحابه عجل أبو القاسم أن يقيم أمرنا في حاجته التي جاء لها ثم قام أصحاب رسول الله فرجعوا ونزل القرآن والله أعلم بالذي أراد أعداء الله فقال عز وجل (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم) إلى قوله وعلى الله فليتوكل المؤمنون) فلما أظهر الله عز وجل رسوله على ما أرادوا به وعلى خيانتهم أمر الله عز وجل رسوله بإجلائهم وإخراجهم من ديارهم..<o:p></o:p>
- وذكر أهل التفسير والحديث، عن أبي هريرة رضي الله عنه ـ أن أبا جهل وعد قريشاً لئن رأى محمداً يصلي ليطأن رقبته. فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم أعلموه، فأقبل، فلما قرب منه ولى هارباً ناكصاً على عقبيه، متقياً بيديه، فسئل فقال: لما دنوت منه أشرفت على خندق مملوء ناراً كدت أهوي فيه، وأبصرت هولاً عظيماً، وخفق أجنحة قد ملأت الأرض.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة، لو دنا لاختطفته عضواً عضواً. <o:p></o:p>
قلت: روى مسلم قصة أبي جهل حين أراد ان ينفذ فعلته الشنيعة التي أقسم بمعبوداته الباطلة لئن رأى رسول الله ساجدًا ليطأن رقبته، قال:<o:p></o:p>
باب قوله تعالى: (إن الإنسان ليطغى* أن رآه استغنى).<o:p></o:p>
حدثنا عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى القيسي. قالا: حدثنا المعتمر عن أبيه. حدثني نعيم بن أبي هند عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال فقيل: نعم. فقال: واللات والعزى! لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته. أو لأعفرن وجهه في التراب. قال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي. زعم ليطأ على رقبته. قال فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه. قال فقيل له: مالك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا".<o:p></o:p>
قال فأنزل الله عز وجل - لا ندري في حديث أبي هريرة، أو شيء بلغه -: {كلا إن الإنسان ليطغى* أن رآه استغنى* إن إلى ربك الرجعى* أرأيت الذي ينهى* عبدا إذا صلى* أرأيت إن كان على الهدى* أو أمر بالتقوى* أرأيت إن كذب وتولى (يعني أبا جهل) * ألم يعلم بأن الله يرى* كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية* ناصية كاذبة خاطئة* فليدع ناديه* سندع الزبانية* كلا لا تطعه} [96 /العلق /6 - 19].<o:p></o:p>
زاد عبيد الله في حديثه قال: وأمره بما أمره به.وزاد ابن عبد الأعلى: فليدع ناديه. يعني قومه.<o:p></o:p>
ثم أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم: (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى *إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْداً إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَه * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ * (. سورة العلق 6-19).<o:p></o:p>
- وروي أن شيبة بن عثمان الحجبي أدركه يوم حنين، وكان حمزة قد قتل أباه وعمه، فقال: اليوم أدرك ثأري من محمد.فلما اختلط الناس أتاه من خلفه، ورفع سيفه ليصبه عليه، قال: فلما دنوت منه ارتفع إلي شواظ من نار أسرع من البرق، فوليت هارباً، وأحس بي النبي صلى الله عليه وسلم فدعاني، فوضع يده على صدري، وهو أبغض الخلق إلي، فما رفعها إلا وهو أحب الخلق إلي. وقال لي: ادن فقاتل... فتقدمت أمامه أضرب بسيفي وأقيه بنفسي، ولو لقيت أبي تلك الساعة لأوقعت به دونه . <o:p></o:p>
قلت: قال البيهقي في دلائل النبوة:<o:p></o:p>
اخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني قال حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا هشام بن خالد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة مولى ابن عباس عن شيبة بن عثمان قال لما رأيت رسول الله يوم حنين قد عرى ذكرت أبي وعمي وقتل عليّ وحمزة إياهما فقلت اليوم أدرك ثأري من محمد قال فذهب لأجئه عن يمينه فإذا أنا بالعباس بن عبد المطلب قايم عليه درع بيضاء كأنها فضة يكشف عنها العجاج فقلت عمه ولن يخذله قال ثم جئته عن يساره فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فقلت ابن عمه ولن يخذله قال ثم جئته من خلفه فلم يبق إلا أن أسوره سورة بالسيف إذ رفع لي شواظ من نار بيني وبينه كأنه برق فخفت تمحشني فوضعت يدي على بصري ومشيت القهقري والتفت رسول الله وقال: يا شيب يا شيب أدن مني اللهم أذهب عنه الشيطان قال فرفعت إليه بصري ولهو أحب إلي من سمعي وبصري وقال يا شيب قاتل الكفار.. <o:p></o:p>
وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى بن الفضل قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا العباس بن محمد قال حدثنا محمد بن بكير الحضرمي قال حدثنا أيوب بن جابر عن صدقة بن سعيد عن مصعب بن شيبة عن أبيه قال خرجت مع رسول الله يوم حنين والله ما أخرجني إسلام ولا معرفة به ولكن أنفت أن تظهر هوازن على قريش فقلت وأنا واقف معه يا رسول الله إني أرى خيلاً بلقاً قال يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر فضرب يده على صدري ثم قال: "اللهم اهدِ شيبة" ثم ضربها الثانية ثم قال: "اللهم اهدِ شيبة" ثم ضربها الثالثة فقال: "اللهم اهدِ شيبة" فو الله ما رفع يده من صدري في الثالثة حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إليّ منه...<o:p></o:p>
- وعن فضالة بن عمرو: أردت قتل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح، وهو يطوف بالبيت، فلما دنوت منه قال: أفضالة؟ قلت: نعم. قال: ما كنت تحدث به نفسك؟ قلت: لا شيء. فضحك واستغفر لي، ووضع يده على صدري، فسكن قلبي، فو الله ما رفعها حتى ما خلق الله شيئاً أحب إلي منه.<o:p></o:p>
قلت: لعل القاضي عياض رحمه الله أراد فضالة بن عمير الذي ذكره ابن كثير في البداية والنهاية، قال:<o:p></o:p>
وحدثني يعني بعض أهل العلم أن فضالة بن عمير بن الملوح يعني الليثي أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح فلما دنا منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضالة؟ قال نعم فضالة يا رسول الله.. قال: "ماذا كنت تحدث به نفسك؟" قال: لا شيء، كنت أذكر الله. قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: استغفر الله.. ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه فكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه.. قال فضالة فرجعت إلى أهلي فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها فقالت: هلم إلى الحديث.. فقال: لا وانبعث فضالة يقول: <o:p></o:p>
قالت هلم إلى الحديث فقلت لا * يأبى عليك الله والإســـلام<o:p></o:p>
أو مـــا رأيت محمدا وقبيله * بالفتح يوم تكسر الأصنــام<o:p></o:p>
لرأيت ديـن الله أضحى بينا * والشرك يغشى وجهه الأظلام<o:p></o:p>
- ومن مشهور ذلك خبر عامر بن الطفيل، وأربد بن قيس ـ حين وفدا على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عامر قال له: أنا أشغل عنك وجه محمد فاضربه أنت. فلم يره فعل شيئاً، فلما كلمه في ذلك قال له: والله ما هممت أن أضربه إلا وجدتك بيني و بينه، أفأضربك.<o:p></o:p>
قلت: قال ابن كثير في البداية والنهاية:<o:p></o:p>
وفد بني عامر وقصة عامر بن الطفيل واربد بن مقيس <o:p></o:p>
قال ابن إسحاق وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عامر بن الطفيل وأربد بن مقيس ابن جزء بن جعفر بن خالد وجبار بن سلمى بن مالك بن جعفر وكان هؤلاء الثلاثة رؤساء القوم وشياطينهم وقدم عامر بن الطفيل عدو الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد الغدر به وقد قال له قومه يا أبا عامر إن الناس قد أسلموا فأسلم, قال: والله لقد كنت آليت ألا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي فأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش ثم قال لاربد إن قدمنا على الرجل فإني سأشغل عنك وجهه فإذا فعلت ذلك فأعله بالسيف فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر بن الطفيل يا محمد خالني قال لا والله حتى تؤمن بالله وحده قال يا محمد خالني قال وجعل يكلمه وينتظر من أربد ما كان أمره به فجعل أربد لا يحير شيئًا فلما رأى عامر ما يصنع أربد قال يا محمد خالني قال لا حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له فلما أبى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما والله لاملأنها عليك خيلاً ورجالًا فلما ولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اكفني عامر بن الطفيل" فلما خرجوا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر بن الطفيل لاربد أين ما كنت أمرتك به والله ما كان على ظهر الأرض رجل أخوف على نفسي منك وأيم الله لا أخافك بعد اليوم أبدًا قال لا أبالك لا تعجل علي والله ما هممت بالذي أمرتني به إلا دخلت بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك أفأضربك بالسيف, وخرجوا راجعين إلى بلادهم حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث الله عز وجل على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه فقتله الله في بيت امرأة من بني سلول فجعل يقول يا بني عامر أغدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني سلول قال ابن هشام ويقال أغدة كغدة الإبل وموت في بيت سلولية وروى الحافظ البيهقي من طريق الزبير بن بكار حدثتني فاطمة بنت عبد العزيز بن موءلة عن أبيها عن جدها موءلة بن جميل قال أتى عامر بن الطفيل رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال له: يا عامر أسلم. فقال: أسلم على أن لي الوبر ولك المدر قال لا ثم قال: أسلم فقال أسلم على أن لي الوبر ولك المدر قال لا فولى وهو يقول والله يا محمد لأملأنها عليك خيلاً جردًا ورجالًا مردًا ولأربطن بكل نخلة فرسًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اكفني عامرًا وأهد قومه" فخرج حتى إذا كان بظهر المدينة صادف امرأة من قومه يقال لها سلولية فنزل عن فرسه ونام في بيتها فأخذته غدة في حلقه فوثب على فرسه وأخذ رمحه وأقبل يجول وهو يقول غدة كغدة البكر وموت في بيت سلولية فلم تزل تلك حاله حتى سقط عن فرسه ميتًا.<o:p></o:p>
وذكر الحافظ أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب في أسماء الصحابة موءلة هذا فقال هو موءلة بن كثيف الضبابي الكلابي العامري من بني عامر بن صعصعة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرين سنة فاسلم وعاش في الإسلام مائة سنة وكان يدعى ذا اللسانين من فصاحته روى عنه ابنه عبد العزيز وهو الذي روى قصة عامر بن الطفيل غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية.<o:p></o:p>
قال الزبير بن بكار حدثتني ظميا بنت عبد العزيز بن موءلة بن كثيف بن جميل بن خالد بن عمرو بن معاوية وهو الضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة قالت حدثني أبي عن أبيه عن موءلة أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلم وهو ابن عشرين سنة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح يمينه وساق أبله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصدقها بنت لبون ثم صحب أبا هريرة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاش في الإسلام مائة سنة وكان يسمى ذا اللسانين من فصاحته قلت والظاهر أن قصة عامر بن الطفيل متقدمة على الفتح وإن كان ابن إسحاق والبيهقي قد ذكرها بعد الفتح وذلك لما رواه الحافظ البيهقي عن الحاكم عن الأصم أنبأنا محمد بن إسحاق أنبأنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس في قصة بئر معونة وقتل عامر بن الطفيل حرام بن ملحان خال أنس بن مالك وغدره بأصحاب بئر معونة حتى قتلوا عن آخرهم سوى عمرو بن أمية كما تقدم قال الأوزاعي قال يحيى فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على عامر بن الطفيل ثلاثين صباحًا: "اللهم اكفني عامر بن الطفيل بما شئت وابعث عليه ما يقتله". فبعث الله عليه الطاعون وروى عن همام عن إسحاق ابن عبد الله عن أنس في قصة ابن ملحان قال وكان عامر بن الطفيل قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخيرك بين ثلاث خصال: يكون لك أهل السهل ويكون لي أهل الوبر وأكون خليفتك من بعدك أو أغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء, قال فطعن في بيت امرأة فقال غدة كغدة البعير وموت في بيت امرأة من بني فلان ائتوني بفرسي فركب فمات على ظهر فرسه.<o:p></o:p>
قال ابن إسحاق ثم خرج أصحابه حين رأوه حتى قدموا أرض بني عامر شاتين فلما قدموا أتاهم قومهم فقالوا وما وراءك يا أربد قال لا شيء والله لقد دعانا إلى عبادة شيء لوددت لو أنه عندي الآن فأرميه بالنبل حتى أقتله الآن فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين معه جمل له يبيعه فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما قال ابن إسحاق وكان أربد بن قيس أخًا لبيد بن ربيعة لامه فقال لبيد يبكي أربد <o:p></o:p>
ما أن تعرى المنون مـــن أحد * لا والد مشفق ولا ولــــد<o:p></o:p>
أخشى على أربــد الحتوف ولا * أرهب نوء السماك والأســد<o:p></o:p>
فعين هلا بكيت أربــــد إذ * قمنا وقام النساء في كبــــد<o:p></o:p>
إن يشغبوا لا يبـــال شغبهم * أو يقصدوا في الحكوم يقتصـد<o:p></o:p>
حلو أريب وفي حلاوتــــه * مر لصيق الأحشاء والكبـــد<o:p></o:p>

وعين هلا بكيت أربـــد إذ * ألوت ريــاح الشتاء بالعضد<o:p></o:p>
وأصبحت لاقحـــًا مصرمة * حتى تجلت غوابر المــــدد<o:p></o:p>
أشجع من ليث غابة لحـــم * ذو نهمة في العــــلا ومنتقد<o:p></o:p>
لا تبلغ العين كــــل نهمتها * ليلة تمسي الجياد كالفــــدد<o:p></o:p>
الباعث النــــوح في مآتمه * مثل الظباء الأبكار بالجــــرد<o:p></o:p>
فجعني البرق والصواعق بالفــا * رس يـوم الكريهـة النجـــد<o:p></o:p>
والحارب الجابــر الحريب إذا * جــــاء نكيبا وإن يعد يعـد<o:p></o:p>
يعفو على الجهد والسؤال كمـا * ينبت غيث الربيع ذو الرصــد<o:p></o:p>
كــــل بني حرة مصيرهم * قــــل وإن كثروا من العدد<o:p></o:p>
إن يغبطــوا يهبطــوا وإن * أمروا يوما فهم للهلاك والنفــد<o:p></o:p>
وقد روى ابن إسحاق عن لبيد أشعارا كثيرة في رثاء أخيه لأمه أربد بن قيس تركناها اختصارا واكتفاء بما أوردناه والله الموفق للصواب.<o:p></o:p>
قال ابن هشام وذكر زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال فانزل الله عز وجل في عامر وأربد قوله تعالى: (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يده ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم ثم ذكر أربد وقتله، فقال الله تعالى: ( وإذا أراد الله بقوم سوءًا فلا مرد له ومالهم من دونه من وال هو الذي يريكم البرق خوفًا وطمعًا وينشىء السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال).<o:p></o:p>
... وقد وقع لنا إسناد ما علقه ابن هشام رحمه الله فروينا من طريق الحافظ أبي القاسم سليمان بن احمد الطبراني في معجمه الكبير حيث قال حدثنا مسعدة بن سعد العطار حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثني عبد العزيز بن عمران حدثني عبد الرحمن وعبد الله ابنا زيد بن أسلم عن أبيهما عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أن أربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر بن كلاب وعامر بن الطفيل بن مالك قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيا إليه وهو جالس فجلسا بين يديه فقال عامر بن الطفيل: يا محمد ما تجعل لي إن أسلمت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك ما للمسلمين وعليك ما عليهم. قال عامر: أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس ذلك لك ولا لقومك ولكن لك أعنة الخيل. قال: أنا الآن في أعنة خيل نجد اجعل لي الوبر ولك المدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا...فلما قفا من عنده قال عامر أما والله لاملأنها عليك خيلاً ورجالًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمنعك الله. فلما خرج أربد وعامر قال عامر يا أربد أنا اشغل محمدًا بالحديث فاضربه بالسيف فان الناس إذا قتلت محمدًا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب فسنعطيهم الدية قال أربد أفعل فأقبلا راجعين إليه, فقال عامر يا محمد قم معي أكلمك فقام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم فخليا إلى الجدار ووقف معه رسول الله يكلمه وسل أربد السيف فلما وضع يده على السيف يبست يده على قائم السيف فلم يستطع سل السيف فأبطأ أربد على عامر بالضرب فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما ينصع فانصرف عنهما فلما خرج أربد وعامر من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانا بالحرة حرة وإرقم نزلا فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير فقالا اشخصا يا عدوا الله لعنكما الله, فقال عامر: من هذا يا سعد قال أسيد بن حضير الكتائب فخرجا حتى غذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته وخرج عامر حتى إذا كان بالحرة أرسل الله قرحة فأخذته فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول فجعل يمس قرحته في حلقه ويقول غدة كغدة الجمل في بيت سلولية يرغب عن أن يموت في بيتها ثم ركب فرسه فأحضرها حتى مات عليه راجعًا فأنزل الله فيهما: (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد) إلى قوله (له معقبات من بين يديه ومن خلفه) يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم, ثم ذكر أربد وما قتله به فقال (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء) الآية وفي هذا السياق دلالة على ما تقدم من قصة عامر وأربد وذلك لذكر سعد بن معاذ فيه والله أعلم..<o:p></o:p>
- ومن عصمته له تعالى أن كثيراً من اليهود والكهنة أنذروا به وعينوه لقريش، وأخبرهم بسطوته بهم، وحضوهم عل قتله، فعصمه الله تعالى حتى بلغ فيه أمره. <o:p></o:p>
ومن ذلك نصره بالرعب أمامه مسيرة شهر، كما قال صلى الله عليه وسلم. <o:p></o:p>
قلت: حديث "" نصرت بالرعب "" رواه الشيخان <o:p></o:p>
1-البخاري في كتب وأبواب متفرقة، منها:<o:p></o:p>
* في كتاب التيمم<o:p></o:p>

حدثنا محمد بن سنان قال: حدثنا هشيم (ح). قال: وحدثني سعيد بن النضر قال: أخبرنا هشيم قال: أخبرنا سيار قال: حدثنا يزيد، هو ابن صهيب الفقير، قال: أخبرنا جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعطيت خمسا، لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة).<o:p></o:p>
* في أبواب المساجد<o:p></o:p>

باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم : (جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا).<o:p></o:p>
- حدثنا محمد بن سنان قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا سيار، هو أبو الحكم، قال: حدثنا يزيد الفقير قال: حدثنا جابر بن عبد الله قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطيت خمسا، لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة).<o:p></o:p>
* في كتاب الجهاد والسير<o:p></o:p>
باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (نصرت بالرعب مسيرة شهر).<o:p></o:p>
وقوله جل وعز: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله }/آل عمران: 151/. قاله جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.<o:p></o:p>
- حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، فبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي).<o:p></o:p>
قال أبو هريرة: وقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلوها.<o:p></o:p>
* في كتاب التعبير<o:p></o:p>

باب: رؤيا الليل.رواه سمرة.<o:p></o:p>
- حدثنا أحمد بن المقدام العجلي: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: حدثنا أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة قال:<o:p></o:p>
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعطيت مفاتيح الكلم، ونصرت بالرعب، وبينما أنا نائم البارحة إذ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض حتى وضعت في يدي).قال أبو هريرة: فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتقلونها.<o:p></o:p>
* في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة<o:p></o:p>
باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم : (بُعِثتُ بجوامع الكلم).<o:p></o:p>
- حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(بُعِثتُ بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم رأيتني أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوُضِعت في يدي). قال أبو هريرة: فقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تَلْغَثونها، أو تَرْغَثونها، أو كلمة تشبهها.<o:p></o:p>
2-مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة.<o:p></o:p>
حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا هشيم عن سيار، عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبدالله الأنصاري؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي. كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود. وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي. وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ومسجدا. فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان. ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر. وأعطيت الشفاعة".<o:p></o:p>
وأخرجه ابن حبان في كتاب الصلاة، و الترمذي في أبواب السي، و النسائي في كتاب الجهاد، و البيهقي في كتاب الصلاة، و الحاكم في كتاب التفسير، و أحمد في مسند، و الدارمي في كتاب السير... وغيرهم.

<o:p>http://nosra.islammemo.cc/onenew.aspx?newid=2281</o:p>
</o:p>
__________________
سيدتي المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة
رد مع اقتباس