عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-01-23, 06:00 AM
أم الحسين أم الحسين غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-11-13
المشاركات: 33
أم الحسين
افتراضي سجل رايك ؟ حلال أم حرام ..


سجل رايك ؟ حلال أم حرام ..
<HR style="COLOR: #fed34d" SIZE=1><!-- / icon and title --><!-- message -->
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد ..

يقول تعالى : (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام ، لتفتروا على الله الكذب ، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)

ادخل في أي محرك بحث , واكتب العبارة التالية "رأيك حلال أو حرام" ثم ابحث وانظر النتائج المزرية ..

في رأيكم الغناء حلال أم حرام؟

في رأيكم الحب قبل الزواج حلال أم حرام؟

في رأيكم التعدد مشروع أم لا؟

في رأيكم الاختلاط حلال أم حرام ؟

إلى آخر هوس في رأيكم ..

يقول تعالى : ( الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي :

"يقول تعالى: هذا ( كِتَابٌ ) عظيم, ونزل كريم ( أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ) أي: أتقنت وأحسنت, صادقة أخبارها, عادلة أوامرها ونواهيها, فصيحة ألفاظه بهية معانيه ( ثُمَّ فُصِّلَتْ ) أي: ميزت, وبينت بيانا, في أعلى أنواع البيان ( مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ ) يضع الأشياء مواضعها, وينزلها منازلها لا يأمر, ولا ينهى, إلا بما تقتضيه حكمته ( خَبِيرٌ ) مطلع على الظواهر والبواطن فإذا كان إحكامه وتفصيله من عند الله الحكيم الخبير, فلا تسأل بعد هذا, عن عظمته وجلالته, واشتماله على كمال الحكمة, وسعة الرحمة" . اهـ

آيات أحكمت وفصلت من حكيم خبير , ثم بكل جهالة يعدل بعضنا عنها إلى آراء سقيمه , واستنباطات تنظر من أضيق الزوايا ..

في أحد الأيام كنت جالسا مع بعض الشباب , وكانوا يخوضون في بعض المسائل الشرعية , فهذا يفتي بالحل وهذا يفتي بالحرمة , وكأنهم في اجتماع لهيئة كبار العلماء , وليس فيهم من يتوقف في المسألة أو يقول إنها تحتاج لمزيد بحث كما يفعل علماؤنا الكبار (أصلا ليس فيهم من يجيد أساسيات البحث) , فتحدثت لأنكر عليهم فعلهم هذا , وأنهم يخوضون في مسائل لا يعلمون ولا يفقهون فيها شيئا , وقلت لهم : "يا اخوان , إن الشيخ ابن باز رحمه الله عرضت عليه المسأله الفلانية فقال: لا أدري" , فتحدث أحدهم قائلا : "الجواب في هذه المسألة كذا وكذا !!!"

الشيخ ابن باز لا يدري , وأخينا في الله أعلم من ابن باز !!

من هذه القصة وغيرها يتبين لنا أننا لم نتأمل حديث معاذ رضي الله عنه حينما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو على مناخرهم ، إلا حصائد ألسنتهم)

وأتساءل هنا , لماذا لا نحتاط لديننا كما نحتاط لدنيانا ؟

كل علم يؤخذ من أهله , فإذا أصابك ألم في بطنك هل تذهب إلى السباك والميكانيكي أم إلى الطبيب ؟؟

أرأيت لو فتح موضوع في علم التشريح مثلا في المجلس الذي أنت فيه وأنت لست متخصصا في هذا المجال , هل كنت لتتحدث ؟؟ فمالنا نرى بعضنا يتجرأ للحديث في كل مسألة شرعية ؟؟

يستغل عالم الشريعة وقته وجهده وساعاته في العلم وطلبه , حتى إن من علمائنا من ينفق أكثر من عشر ساعات من وقت يومه في قراءة الكتب , وجمع النصوص والأدلة , وبحث كلام أهل العلم من السلف إلى الخلف , واستنباط الحكم الذي يعتقد أنه سيبرئه القول به أمام الله يوم القيامة , ليحمل على عاتقه إخراج الناس من ظلام الجهل إلى نور العلم , ثم يؤثر بعض الناس رأي غيره عليه , رأي من لم يعرف لا في علم ولا في ديانة ولا حتى أخلاق , ممن تصدروا أعمدة الصحافة وغيرهم !!

ولا يعني هذا أن أهل العلم معصومين ولكن كما قال الشافعي -رحمه الله- , رأيهم صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرهم خطأ يحتمل الصواب ..

ثم أقول : نعم , عليك أن تحتاط لدينك ..

عليك أن تحتاط لدينك من أن تقول على الله مالا تعلم ..

وعليك أن تحتاط لدينك وأن تتثبت من أن تنقل كلاما في المجالس والمنتديات من تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله ..

وعليك أن تحتاط لدينك من منافقي كتاب الصحافة من أن تأخذ كلامهم , ممن يجتزئون النصوص ويأخذون ما يوافق هواهم ويطرحون باقي النصوص , كما حدث في قضية الاختلاط الأخيرة (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) وإذا قرأتَ كلامهم يتبين لك كيف أنهم يلفون لفة طويلة لترسيخ مبدأ معين يكون غالبا مخالف لآية أو لحديث, أو يكون متحدثا عن رمز من رموز الدين لإسقاطه من أعين الناس , أو غيره من إبطال الحق وإحقاق الباطل , وأتذكر في هذا المقام قصة ذكرها أحد الدعاة أن أحد الإعلاميين سأل راقصة شهيرة عن الرقص أهو حلال أم حرام , فأجابت : "الرقص عمل والعمل عبادة , إذا الرقص عبادة" يعني ليس فقط حلال , بل عبادة تؤجر عليها ..... ليهنك العلم أنت وإياهم يا فقيهة زمانك ..

قال ابن مسعود رضي الله عنه : " اغد عالما أو متعلما ، ولا تكونن إمعة "

وقال رضي الله عنه في تفسير الإمعة : ( كنا في الجاهلية نسمي الإمعةالذي يأتي الطعام ولم يدع إليه إلا أن الإمعة فيكمالمحقب دينه , وفي رواية : الذي يحقب دينه الرجال) , ولو أن الحديث الأخير ضعيف إلا أن معناه صحيح , ومعنى المحقب دينه : الذي يقلد دينه لكل أحد , يجعل دينه تابعا لدين غيره بلا حجة ولا برهان ولا روية , ولا يرد العلم إلى أهله ..

أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه , وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..


<!-- / message -->
منقول
رد مع اقتباس