1 ـ لا بأس بمُراجعة : النزاع والتخاصم فيما بين بني أُميَّة وبني هاشم ، للمقريزيّ ، ومُلحقه : رسالة الجاحظ في بني أُميَّة : 121 ـ 132 .
2 ـ تذكرة خواصّ الأمّة: 117 .
<hr dir="rtl">
علاقاته مع المُحصنات ، ومنهنَّ ( أُمُّ زياد بن أبيه ) ، فقد وُلِد زياد على فراش عُبيد مولى ثقيف ، فقال أبو سفيان يوماً : واللهِ ، إنّي لأعرف الذي وضعه في رحم أُمِّه . فقال له عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( ومَن هو يا أبا سفيان ؟! ) ، قال : أنا . قال : ( مَهلاً يا أبا سفيان ) . فأنشد أبياتاً داليَّة ( 1 ) .
ومع ( أُمِّ عَمْر بن العاص ) كانت له مُعاشِرة ، حتَّى إنَّ عَمْراً اختصم فيه يوم ولادته رجلان : أبو سفيان والعاص بن وائل ، فقيل : لتَحكمْ أُمُّه ، فقالت : إنَّه مِن العاص ، فقال أبو سفيان : أما إنِّي لأشكُّ ، أنَّني وضعتُه في رحم أُمِّه . فأبت إلاَّ العاص ، فقيل لها : أبو سفيان أشرف نسباً ، فقالت : إنَّ العاص بن وائل كثير النفقة عليَّ ، وأبو سفيان شَحيح . وفي ذلك يقول حسَّان بن ثابت يُخاطب عَمْر بن العاص ـ حينما هَجا رسولَ الله ( صلَّى الله عليه وآله ) ـ :
أبوك أبو سفيان لا شكَّ قد بدَتْ لـنا فيك منه بيِّناتُ الـدلائـلِ
ففاخِرْ بـه إمَّا فخرتَ ولا تكنْ تُفاخر بالعاص الهجينِ بنِ وائلِ ( 2 )
والزِّنا في الأسرة الأُمويَّة أمرٌ عريق ، رافق الكُفر والشِّرك والفِسق ، حتَّى عُرِفت منها نساء كثيرات كُنَّ مِن ذوات الأعلام والرايات ،
ـــــــــــــــــــ
1 ـ الاستيعاب ، لابن عبد البرِّ 1 : 195 . وتاريخ دمشق ، لابن عساكر 5 : 410 .
2 ـ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد 2 : 101 .
<hr dir="rtl">
ومنهنَّ جَدَّة أبي سفيان ـ أمُُّ أُمِّه ـ ( حمامة ) .
ومَن هي حمامةُ يا تُرى ؟!
يُعرِّفها الثقفيّ في خبر طريف يقول فيه : إنَّ عقيل بن أبي طالب ورد على مُعاوية بن أبي سفيان ، فقال له مُعاوية : يا أبا يزيد ، ما تقول فيَّ ؟ قال عقيل : دَعْ عنك . قال : لتقولنَّ . قال : أتعرف حمامة ؟ قال مُعاوية : ومَن حمامة ؟ قال : أخبرتُك .
ومضى عقيل وخرج ، فأرسل مُعاوية إلى بعض النسَّابة فقال : أخبرْني مَن حمامة ؟ قال : أعطني الأمان على نفسي وأهلي . فأعطاه الأمان ، قال : حمامة جَدَّتُك ، وكانت بغيَّةً في الجاهليَّة ـ لها راية ٌ ـ تؤتى .. !!
قال أبو بكر بن الزبير : هي أُمُّ أُمِّ أبي سفيان ( 1 ) .
وأمَّا ( أُمُّ جميل ) فهي أُخت أبي سفيان ، وقد كان لها قَدَم السَّبق في مُحاربة الرسول والرسالة ، ولقيت في ذلك عناءً مِن جمعها الأشواك ، وإلقائها في طريق النبيّ ( صلَّى الله عليه وآله ) كيما تجرح قدميهِ الكريمتين . حتَّى نزلت فيها وفي زوجها سورة كاملة تختم عليهما بالعذاب المُقيم .
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي
ــــــــــــــــــ
1 ـ الغارات ، لأبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفيّ 1 : 65 .
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="98%"><tbody><tr><td>
</td><td>
</td> <td> </td> </tr> </tbody></table>