روايات الحديث
أورد البخاري جزءا من القصة في صحيحه معلقا في باب
وقول الله تعالى { ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون . إلا الذين تابوا }
وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة ثم استتابهم وقال من تاب قبلت شهادته
قال ابن حجر في الفتح (5|256) : قوله وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة ثم استتابهم وقال: من تاب قبلت شهادته وصله الشافعي في الأم قال سمعت الزهري يقول زعم أهل العراق أن شهادة المحدود لا تجوز فأشهد لأخبرني فلان أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكرة : تب وأقبل شهادتك . قال سفيان: سمي الزهري الذي أخبره فحفظته ثم نسيته فقال لي عمر بن قيس : هو بن المسيب قلت: ورواه بن جرير من وجه آخر عن سفيان فسماه ابن المسيب وكذلك رويناه بعلو من طريق الزعفراني عن سفيان .
ورواه بن جرير في التفسير من طريق ابن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب أتم من هذا ولفظه أن عمر بن الخطاب ضرب أبا بكرة وشبل بن معبد ونافع بن الحارث بن كلدة الحد وقال لهم من أكذب نفسه قبلت شهادته فيما يستقبل, ومن لم يفعل لم أجز شهادته فأكذب شبل نفسه ونافع , وأبى أبو بكرة أن يفعل .
قال الزهري: هو والله سنة فاحفظوه .
ورواه سليمان بن كثير عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر حيث شهد أبو بكرة ونافع وشبل على المغيرة وشهد زياد على خلاف شهادتهم فجلدهم عمر واستتابهم وقال : من رجع منكم عن شهادته قبلت شهادته فأبى أبو بكرة أن يرجع أخرجه عمر بن شبة في أخبار البصرة من هذا الوجه , وساق قصة المغيرة هذه من طرق كثيرة ...
وأخرج القصة الطبراني في ترجمة شبل بن معبد والبيهقي من رواية أبي عثمان النهدي أنه شاهد ذلك عند عمر . وإسناده صحيح
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد العزيز بن أبي بكرة مطولا وفيها فقال زياد رأيتهما في لحاف وسمعت نفسا عاليا ولا أدري ما وراء ذلك .
قلت : سعيد عن عمر مرسل
ورواه عبد الرزاق في " تفسيره " من طريق آخر عن ابن المسيب أخبرنا محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن ابن المسيب قال : شهد على المغيرة بن شعبة ثلاثة نفر بالزنا ونكل زياد فحد عمر الثلاثة ثم سألهم أن يتوبوا فتاب اثنان فقبلت شهادتهما وأبى أبو بكرة أن يتوب فكانت شهادته لا تقبل حتى مات وعاد مثل النصل من العبادة .
ورواه ابن سعد في " الطبقات في ترجمة المغيرة " أخبرنا الواقدي حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب فذكره بلفظ عبد الرزاق وزاد : قال : وكان ذلك سنة سبعة عشر ثم ولاه عمر بعد ذلك الكوفة يعني المغيرة كما في نصب الراية للزيلعي (3|349)
والواقدي متروك .
لكن يشهد لمرسل ابن المسيب ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه والطبراني في الكبير من طريق الثوري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال : شهد أبو بكرة و نافع و شبل بن معبد على المغيرة بن شعبة أنهم نظروا إليه كما ينظر إلى المرود في المكحلة فجاء زياد فقال عمر : جاء رجل لا يشهد إلا بحق فقال : رأيت منظرا قبيحا وابتهارا قال : فجلدهم عمر الحد .
قال الهيثمي في المجمع(6|434) : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .
]وقال ابن حجر في الفتح (5|256) : إسناده صحيح[/font]
2- أخرج الحاكم في مستدركه (3|507) حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد ثنا عبد الله بن محمد بن قحطبه بن مرزوق الطلحي ثنا محمد بن نافع الكرابيسي البصري ثنا أبو عتاب سهل بن حماد ثنا أبو كعب صاحب الحرير عن عبد العزيز بن أبي بكرة قال : كنا جلوسا عند باب الصغير الذي في المسجد يعني باب غيلان أبو بكرة و أخوه نافع و شبل بن معبد فجاء المغيرة بن شعبة يمشي في ظلال المسجد و المسجد يومئذ من قصب فانتهى إلى أبي بكرة فسلم عليه فقال له أبو بكرة : أيها الأمير ما أخرجك من دار الأمارة؟ قال : أتحدث إليكم فقال له أبو بكرة : ليس لك ذلك الأمير يجلس في داره و يبعث إلى من يشاء فتحدث معهم قال : يا أبا بكرة لا بأس بما أصنع فدخل من باب الأصغر حتى تقدم إلى باب أم جميل امرأة من قيس قال : و بين دار أبي عبد الله و بين دار المرأة طريق فدخل عليها قال أبو بكرة : ليس لي على هذا صبر فبعث إلى غلام له فقال له : ارتق من غرفتي فانظر من الكوة فانطلق فنظر فلم يلبث أن رجع فقال : وجدتهما في لحاف فقال للقوم : قوموا معي فقاموا فبدأ أبو بكرة فنظر فاسترجع ثم قال لأخيه : انظر فنظر قال : ما رأيت قال : رأيت الزنا ثم قال : ما رابك انظر فنظر قال : ما رأيت قال : رأيت الزنا محصنا قال : أشهد الله عليكم قالوا : نعم قال : فانصرف إلى أهله و كتب إلى عمر بن الخطاب بما رأى ؛فأتاه أمر فظيع صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ فلم يلبث أن بعث أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة ؛ فأرسل أبو موسى إلى المغيرة أن أقم ثلاثة أيام أنت فيها أمير نفسك فإذا كان اليوم الرابع فارتحل أنت و أبو بكرة و شهوده فيا طوبى لك إن كان مكذوبا عليك وويل لك إن كان مصدوقا عليك ؛ فارتحل القوم أبو بكرة و شهوده و المغيرة بن شعبة حتى قدموا المدينة على أمير المؤمنين فقال : هات ما عندك يا أبا بكرة قال : أشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا أبا عبد الله أخاه فشهد فقال : اشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا شبل بن معد البجلي فسأله كذلك ثم قدموا زياد فقال : ما رأيت فقال : رأيتهما في لحاف و سمعت نفسا عاليا و لا أدري ما وراء ذلك ؛ فكبر عمر و فرح إذ نجا المغيرة , و ضرب القوم إلا زيادا
قال : كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولى عتبة بن غزوان البصرة فقدمها سنة ست عشرة و كانت وفاته في سنة تسع عشرة و كان عتبة يكره ذلك و يدعو الله أن يخلصه منها فسقط عن راحلته في الطريق فمات رحمه الله ثم كان من أمر المغيرة ما كان .
قلت : شيخ الحاكم أبو بكر له ترجمة في تاريخ بغداد (5|265) وهو ثقة عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق الصلحي تصحفت في المطبوع إلى الطلحي من شيوخ ابن حبان المشهورين .
وأبو عتاب سهل بن حماد هو الدلال صدوق
وصاحب الحرير هو عبد ربه بن عبيد الأزدي الجرموزي مولاهم أبو كعب البصري وهو ثقة وعبد العزيز بن أبي بكرة صدوق
أما محمد بن نافع البصري إن كان هو أبو بكر له ترجمة في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
ومتن الحديث فيه نكارة فأنا استبعد أن يتجسس أبو بكرة رضي الله عنه على غيره كما في هذه الرواية ويطلب من غلامه النظر من الكوة , والله أعلم .
3- أخرج ابن أبي شيبة (5|545) والبيهقي في السنن الكبرى (8|234) من طريق أبي أسامة عن عوف عن قسامة بن زهير قال : لما كان من شأن أبي بكرة والمغيرة بن شعبة الذي كان قال أبو بكرة : اجتنب أو تنح عن صلاتنا ؛ فإنا لا نصلي خلفك قال فكتب إلى عمر في شأنه قال فكتب عمر إلى المغيرة أما بعد فإنه قد رقى إلي من حديثك حديثا ؛ فإن يكن مصدوقا عليك فلأن يكون مت قبل اليوم خير لك قال فكتب إليه وإلى الشهود أن يقبلوا إليه ؛ فلما انتهوا إليها دعا الشهود فشهدوا فشهد أبو بكرة وشبل بن معبد وأبو عبد الله نافع فقال عمر حين شهد هؤلاء الثلاثة أود المغيرة أربعة وشق على عمر شأنه جدا ؛ فلما قام زياد قال إن تشهد إن شاء الله إلا بحق ثم شهد قال : أما الزنى فلا أشهد به , ولكني رأيت أمرا قبيحا فقال عمر : الله أكبر حدوهم فجلدوهم فلما فرغ من جلد أبي بكرة قام أبو بكرة فقال أشهد انه زان فهم عمر أن يعيد عليه الحد فقال علي إن جلدته فارجم صاحبك فتركه فلم يجلد فما قذف مرتين بعد .
أبو أسامة هو حماد بن أسامة ثقة ثبت ربما دلس
وعوف هو ابن أبي جميلة المعروف بالأعرابي ثقة ولكنه رمي بالتشيع .
وقسامة ثقة4- وأخرج البيهقي في الكبرى (8|235) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (60|32) من طريق يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب أنبأ سعيد عن قتادة : أن أبا بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة وشبل بن معبد شهدوا على المغيرة بن شعبة أنهم رأوه يولجه ويخرجه وكان زياد رابعهم , وهو الذي أفسد عليهم فأما الثلاثة فشهدوا بذلك فقال أبو بكرة : والله لكأني بأثر جدري في فخذها فقال عمر رضي الله عنه حين رأى زياد : إني لأرى غلاما كيسا لا يقول إلا حقا ولم يكن ليكتمني شيئا فقال زياد: لم أر ما قال هؤلاء , ولكني قد رأيت ريبة وسمعت نفسا عاليا قال ك فجلدهم عمر رضي الله عنه وخلى عن زياد .
قلت : وهذا إسناد مرسل
عبد الوهاب هو ابن عطاء قال عنه ابن حجر : صدوق ربما أخطأ
قال البيهقي (8|235) :وقد رويناه من وجه آخر موصولا .
وفي رواية علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة : أن أبا بكرة وزيادا ونافعا وشبل بن معبد كانوا في غرفة والمغيرة في أسفل الدار فهبت ريح ففتحت الباب ورفعت الستر؛ فإذا المغيرة بين رجليها فقال بعضهم لبعض قد ابتلينا فذكر القصة قال فشهد أبو بكرة ونافع وشبل وقال زياد: لا أدري نكحها أم لا ؟ فجلدهم عمر رضي الله عنه إلا زيادا فقال أبو بكرة رضي الله عنه: أليس قد جلدتموني ؟ قال :بلى قال : فأنا أشهد بالله لقد فعل ؛ فأراد عمر أن يجلده أيضا فقال علي : إن كانت شهادة أبي بكرة شهادة رجلين فارجم صاحبك وإلا فقد جلدتموه يعني لا يجلد ثانيا بإعادته القذف .
وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف
وأخرج البيهقي أيضا (8|235) قال أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا بن بنت أحمد بن منيع ثنا عبد الله بن مطيع عن هشيم عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بكرة : فذكر قصة المغيرة قال: فقدمنا على عمر رضي الله عنه فشهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد فلما دعا زيادا قال: رأيت أمرا منكرا قال فكبر عمر رضي الله عنه ودعا بأبي بكرة وصاحبيه فضربهم قال فقال أبو بكرة يعني بعد ما حده والله أني لصادق وهو فعل ما شهد به فهم عمر بضربه فقال علي لئن ضربت هذا فارجم ذاك .
قلت :عبد الله بن مطيع ثقة
وكذلك عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني وولده عيينة
وابن بنت أحمد بن منيع هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوي
ضعيف له ترجمة في الكامل (4|264)