عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 2009-04-17, 12:19 PM
شيعي حتة النخاع شيعي حتة النخاع غير متواجد حالياً
موقوف مؤقتاً
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-17
المشاركات: 8
شيعي حتة النخاع
عاجل

وهل هذا فحسب ؟! لا .. فإنَّ العذاب مُستمرٌّ ، وإنَّ المُنقلَبَ لإلى خُسرانٍ مُبين ، وهولٍ مُفزع للظالمين .
قال الإمام الصادق جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) : ( ولقد خرجت نفسُ عُبيدِ الله بن زياد ويزيد بن معاوية ، فشهِقت جهنَّمُ شهقةً .. لولا أنَّ الله حبسها بخُزَّانها لأحرقتْ مَن على الأرض مِن فورها ) ( 1 ) .

في أُسر
عودة إلى معاوية الثاني :
وبعد أنْ تعرَّفنا على بعض أعلام بني أُميَّة ، ومَن كان أُميَّة ، ومَن هُمْ أحفاده .. مِن أبي سفيان إلى معاوية فيزيد ، ومِن حمامة إلى هند بنت عتبة إلى غيرهما .. يواجهُنا سؤال تاريخيّ مُلفتٌ وعجيب : هل يُتَوقَّع أنْ يخرج رجلٌ مِن هذا البيت يُخالف أهلَه ، ويُشير إلى الحقِّ ، ويدين الظلم والفجورَ ولو كانا
قلبِ عبدِه طلباً
ته ؟!
والجواب ـ بكلِّ بساطة ـ : نعم ، ذلك مُمكن ، فإذا عرَفَ اللهُ تعالى في
صادقاً للحقيقة ، وتجرُّداً عن التعصُّب الأعمى .. نفخ في عقله وضميره وروحه عرفانَ ونبذَ الباطل ، وأجرى على لسانه البيان الصادع والقول البليغ والكلمة الصادعة .
وكان المَثَل الساطع في هذا هو ابن يزيد ، معاوية .. المُسمَّى
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ كامل الزيارات : 81 .
<hr dir="rtl">

بـ ( معاوية الثاني ) تمييزاً له عن جَدِّه معاوية بن أبي سفيان ، والمُسمَّى بـ ( معاوية الأصغر ) مرَّةً أُخرى ، وإنْ كان هو الأكبر عقلاً وقلباً وإيماناً !
* ذكر البلاذريّ عن محمّد بن مصفّى الحمصيّ قوله : كان ( معاوية الثاني ) فتىً صالحاً ، كثير الفكر في أمر مَعاده ( 1 ) .

* وعبَّر عنه اليعقوبيّ ـ في وصفه إيَّاه ـ قائلاً : وكان له مذهب جميل ( 2 ) .
أمَّا مَن هو معاوية بن يزيد ؟ .. فذلك ما لم يحدِّثنا التاريخ عنه إلاَّ بنزرٍ يسير مِن الأخبار المُقتضَبة ، وذلك لأمرين :
الأوَّل : لأنَّه تُوفِّيَ عن عمر لم يتجاوز الواحد والعشرين عاماً على أغلب الروايات .
والثاني : لأنَّه كان مُعارضاً للبيت الأُمويّ ، فعُتِّم عليه وقُبِر ذِكْرُه مِن قِبَل بني أُميَّة ؛ لأنَّه لم يكن على هواهم ، ولم ينسج نسجهم . ولكنْ .. لا يسقط الميسور بالمعسور ، وما لا يُدرَك كلُّه لا يُترك كلُّه .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ أنساب الأشراف 5 : 382 ( طبعة دار الفكر ـ بيروت ) .
2 ـ تاريخ اليعقوبيّ 2 : 254 .
رد مع اقتباس