الموضوع: فضائل الصحابة
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2009-04-17, 03:41 PM
شيعي حتة النخاع شيعي حتة النخاع غير متواجد حالياً
موقوف مؤقتاً
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-17
المشاركات: 8
شيعي حتة النخاع
هذ نمذج من الصحابة الذين تمدحيهم من صحيح البخاري وغيرة ( في تجسُّر عمر على النبي ( صلّى الله عليه { وآله } وسلّم ) وسوء أدبه معه في مواردَ شتّى ) ( * ) . 1 ـ روى البخاري بسنده ، عن ابن عمر : أنَّ عبد الله بن أُبيّ لمَّا توفِّي جاء ابنه إلى النبي ( صلّى الله عليه { وآله } وسلّم ) ، فقال : يا رسول الله ، أعطني قميصك أُكفِّنه فيه ، وصلِّ عليه ، واستغفِر له ، فأعطاه النبي ( صلّى الله عليه { وآله } وسلّم ) قميصه ، فقال : ( آذنِّي أصلِّي عليه ) ، فآذنه فلمَّا أراد أنْ يُصلِّي عليه جذبه عمر ( 1 ) ، فقال : أليس الله نهاك أنْ تُصلِّي على المُنافقين ؟!
[ فقال : ( أنا بين خيرتين ) ] ( 2 ) .
قال : ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ... ) ؛ فصلَّى عليه . ( الحديث ) ( 3 ) .
ــــــــــــــــــــــــ
( * ) ـ فيه ثلاثة أحاديث .
( 1 ) جَذَبَه حوَّله عن موضعه . النهاية في غريب الحديث لابن الأثير .
( 2 ) ما بين المعقوفين حُذِف مِن طبعة استانبول : 7/36 ، ومِن طبعة الحلبي حاشية السندي : 4/25 ، والمؤلِّف رحمة الله نقل الحديث مِن طبعة مصر المطبعة الخيريَّة عام 1320هـ .
( 3 ) صحيح البخاري . بحاشيه السندى : 4/25 ، باب لبس القميص صحيح البخاري : 7/36ط استانبول . سُنن ابن ماجة : 1/487 ـ 488 ، باب الصلاة على أهل القبلة ، وفيه ( أنا بين خيرتين ) . صحيح الترمذي : 2/185ط بولاق مصر عام 1292هـ . سُنن النسائي : 4/36 ، ولم يسقط الناشر العبارة الواردة بين المعقوفين . الاستيعاب في معرفة الأصحاب : 3/941 تحقيق على محمد البجاوي. وفيه : ( أنا بين خيرتين ) .
<hr dir="rtl" align="justify">

2 ـ روى مسلم بسنده ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، أنَّ عائشة زوج النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) قالت : أعتم ( 1 ) رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ليلة مِن الليالي بصلاة العشاء ، وهي التي تُدعى العُتْمَة ، فلم يخرج رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ، حتَّى قال عمر بن الخطاب : نام النساء والصبيان ، فخرج رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) لأهل المسجد ، حين خرج عليهم وساق الحديث ـ إلى أنْ قال ـ قال ابن شهاب : وذُكِر لي أنَّ رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) قال : ( ما كان لكم أنْ تنزروا ( 2 ) رسول الله { صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم } على الصلاة ) ، وذلك حين صاح عمر بن الخطاب( 3 ) .
3 ـ روى أبو نعيم بسنده ، عن أبي عسيب ، قال : خرج رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ليلاً ، فدعاني فخرجت إليه ، ثمَّ مَرَّ بأبي بكر فدعاه ؛ فخرج ثمَّ مَرَّ بعمر فدعاه ؛ فخرج إليه ، فانطلق حتَّى دخل حائطاً لبعض الأنصار ، فقال لصاحب الحائط : ( أطعمنا بُسراً ) ؛ فجاء بعِذق فوضعه فأكلوا . ثمَّ دعا بماء فشرب .
فقال : ( لتُسئلُنَّ عن هذا يوم القيامة ) . قال : وأخذ عمر العِذق ، فضرب به الأرض ، حتَّى تناثر البُسر نحو وجه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) .
ثمَّ قال : يا رسول الله ، إنّا لمَسئولون عن هذا يوم القيامة ؟
قال : ( نعم ) . ( الحديث ) ( 4 ) .
المؤلِّف : أمّا جذب عمر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في الرواية الأُولى ، لمّا أراد أنْ يُصلِّي على عبد الله بن أُبي ، وقوله له :
أليس الله نهاك أنْ تُصلِّي على المُنافقين ، فإنَّ فيه دلالة واضحة ، على تجسُّر عمر على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وسوء أدبه معه ، بلْ يظهر منه أنَّ عمر كان يرى الصلاة على عبد الله أمراً حراماً شرعاً ، وأنَّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قد ارتكب الحرام الشرعي ، فأراد أنْ ينهاه عن المُنكر ،
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أيْ أبطأ وتأخَّر .
( 2 ) أيْ تستعجلوا .
( 3 ) صحيح مسلم : 2/115ط استانبول ، باب وقت العشاء وتأخيره . صحيح مسلم : 1/441 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي .
( 4 ) حلية الأولياء : 2/27 ـ 28 . الإصابة في تمييز الصحابة : 4/134 ، وورد الحديث في ترجمة أبي عصيب مِن الإصابة . مُسند أحمد بن حنبل : 5/81 . جامع البيان للطبري : 30/185 ـ 186 مُرقاة المفاتيح : 4/397ط مصر 1309 ، وقال : رواه أحمد والبيهقي في شِعب الإيمان .
<hr dir="rtl" align="justify">

ولم يكتف بالنهي عنه بالكلام فقط ، بلْ نهاه عنه قولاً وعملاً ؛ فجذبه وقال له :
أليس الله نهاك أنْ تُصلِّي على المُنافقين ؟!
ومِن المعلوم أنَّ مَن يَنهى النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عن المُنكر ، هو يرى نفسه أتقى لله وأورع .
وهذا ـ لَعمري ـ إنْ لم يكُن كُفراً مَحضاً ـ كما لا يبعد ـ فهو ضلال بيِّن لا مَحالة ، لا يرتاب فيه إلاّ أهل الضلال .
ولو كان مقصود عمر ، مُجرَّد الاستفهام والاطلاع ، على السبب الباعث لصلاة النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) على ابن أُبيّ ؛ لتقدَّم إلى استفهامه بالكلام الطيِّب ، ولم يتجسَّر عليه بجذبه عن الصلاة ، وبالقول الخشن ( 1 ) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) وإلى القاري الكريم ، نورد هنا كلام الأُستاذ الكاتب المصري صالح الورداني ، على تصرُّف عمر مع النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) .
قال : وهذا الحديث ، يُشير الى دلالات خطيرة . ليست في صالح عمر ، بلْ تضعه في موقفٍ مُحرِجٍ شرعاً .
فالقوم أرادوا أنْ يُثبِتوا له مَنقبة الفقه ، فطعنوا في الرسول ..
وأرادوا أنْ يُثبتوا له الموافقة مع القرآن ؛ فأوقعوه في الرسول ..
أمّا الدلالات التي يُشير إليها الحديث ، فهي :
ـ أنَّ الرسول كان يجهل النهي وذكَّره به عمر ..
ـ أنَّ الرسول أصرَّ على موقفه المُخالف للقرآن ..
ـ أنَّ عمر جذبه مِن ثوبه كي يَمنعه مِن ارتكاب هذه المُخالفة ..
ـ أنَّ الرسول تحايل على النَّصِّ القرآني بمنع الاستغفار للمُنافقين ..
ـ أنَّ القرآن نزل يوافق عمر ..
وما يُثير الشكَّ في هذا الحديث ، هو أنَّ آية النَّهي عن الصلاة على المُنافقين / نزلت بعد صِدْام عمر مع الرسول .
بينما عمر يقول للرسول : أتُصلِّي عليه ، وقد نهاك الله أنْ تُصلِّي عليه قبل نزولها ؟!
ـ فهل كان عمر يعلم الغيب ؟! أم كان على اتِّصال بالوحي ؟! ..
إنَّ مِثل هذا الموقف مِن عمر ـ على فرض التسليم بصِحَّة هذه الرواية ـ يضعه في زُمرة المُنافقين ؛ إذ كيف لصحابي أنْ يعترض على الرسول بهذه الطريقة ، ويُخاطبه بهذا القول الذي هو مِن أخصِّ خصائصه وهو الوحي ؟!
وكأنَّ الرسول لا يعرف الأمر والنهي !
ثمَّ هو يجذبه مِن ثوبه .
أليس مِثل هذا الموقف يُشكِّك في مصداقيَّة الرسول ، ويُقلِّل مِن هيبته أمام المسلمين ؟!
وكيف تُبارك السَّماء مثل هذا السلوك مِن عمر مع رسول الله ، وتُنزل القرآن موافقة لموقفه ؟!
ألاْ يعني هذا أنَّ ثِقة السَّماء قد ضَعفت برسول الله ؟!..
الخُدعة : ص130ط دار النخيل بيروت .
<hr dir="rtl" align="justify">

وأمَّا صياح عمر بن الخطاب ، على النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في الرواية الثانية ، حين تأخَّر في الخروج الى صلاة العشاء ، كما يَظهر مِن آخر الرواية ؛ حيث قال :
وذلك حين صاح عمر بن الخطاب ؛ فهو تَجسُّر أوضح مِن الأوَّل ، غير أنَّ الأوَّل كان نهياً عن المُنكر بزعمه ، وهذا أمرٌ بالمعروف ؛ حيث حرَّض النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) على الخروج إلى صلاة العشاء .
وهذا ـ لعمري ـ عجيب مِن عمر .
ألم يَسمع قول الله تبارك وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ... ) ؟! الحُجرات : 4 ـ 5 .
ألم يَسمع قول الله تبارك وتعالى ـ في أوَّل السورة ـ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ ) .
وقد تقدَّم في مطاعن أبي بكر ـ في باب رفع أبي بكر وعمر أصواتهما عند النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، حتَّى نزل النهي ـ أنَّهما قد رفعها أصواتهما عند النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، حين قَدِم عليه ركب بني تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس ، أنْ يستعمله على قومه ، وأشار الآخر برجل آخر ؛ فتماريا ؛ حتَّى ارتفعت أصواتهما ونزل النهي .
وأمَّا أخذ عمر العِذْق في الرواية الثالثة ، وضرب به الأرض ؛ حتَّى تناثر البُسر نحو وجه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وقوله له :
إنَّا لمسئولون عن هذا يوم القيامة ، فهو تجسُّر على الله ورسوله جميعاً ، لا على الرسول فقط ، وتحقير لنعمة الله جَلَّ وعلا ؛ فكأنَّ البُسر كان في نظره شيئاً حَقيراً هيّناً ، لا
<hr dir="rtl" align="justify"> يُعتدُّ به ؛ فقال في حَقِّه ما قال ، وهو مِمَّا يَدلُّ على جهله ، وقِلَّة علمه ، مُضافاً إلى تجسُّره وعدم كونه شاكراً خاضعاً لأنعُم الله تعالى .
ولكنَّ الذي يُهوِّن الخَطْب في هذا كلِّه ، أنَّ الذي يَتجسَّر على الله ورسوله ، ويقول للنبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عند مَماته ـ حين قال : ( ائتوني بكتاب أكتُب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده ) ـ [ فقال أحدهم : هجر ، أو ليَهجر] ( 1 ) إنَّه يهجر ، أو غلبه الوَجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا ، أو حسبنا كتاب الله ، وقد تقدَّم التفصيل مشروحاً في باب مُستقلٍّ ؛ فأمثال هذه الأمور المذكورة ههنا في هذا الباب ، هي هيِّنة يسيرة جِدَّاً ، لا ينبغي التعجُّب منها أبداً .
* * *
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) ما بين المعقوفين لم يكن في الأصل ، والقائل كان عمر ، كما جاء في النهاية لابن الأثير ( الرضوي ) .
رد مع اقتباس