رَاوي هَذا كَانَ يَنْبَغي لَكَ أنْ تُكَبّرَ عَليهِ
قَالَ البَرذعيُّ:
<O:p</O:p
ذَكرتُ لأبي زُرْعةَ: عَنْ مُسَدّد عَنْ مُحَمَّد بنِ حُمْرَان عَنْ سَلْم بنِ عَبْدِ الرحمن عَنْ سَوَادةَ بنِ الرّبيع (الخيلُ معقودٌ في نواصيهَا)؟
<O:p</O:p
فَقَالَ لي: رَاوي هَذا كَانَ يَنْبَغي لَكَ أنْ تُكَبّر عَليهِ <SUP>([1])</SUP>، ليسَ هَذا مِنْ حَدِيثِ مُسَدّد كَتبتُ عن مُسَدّد أكثر مِنْ سبعةِ آلاف وأكثر مِنْ ثمانية آلاف، وأكثر مِنْ تسعةِ آلاف ما سمعتُهُ قطّ ذَكَرَ مُحَمَّد بنَ حُمْرَان.
<O:p</O:p
قُلْتُ لََهُ: رَوَى هَذا الحَدِيثَ يحيى بنُ عَبْدكَ <SUP>([2])</SUP> عن مُسَدّد.
<O:p</O:p
فَقَالَ: يحيى صَدوقٌ، وَليسَ هَذا مِنْ حَدِيثِ مُسَدّد!.
<O:p</O:p
فَكَتبتُ إلى يحيى فَكَتَبَ إليّ: لاَ جَزى اللهُ الورّاقَ عَني خَيراً، أَدْخَلَ لي أحادِيثَ المُعَلّى بنِ أَسَد في أحَادِيثِ مُسَدّد، وَلم أُميزهَا مُنْذُ عِشْرينَ سَنةً حَتى وَرَدَ كِتَابُكَ وَأنا أرجعُ عَنْهُ.
<O:p</O:p
فَقَرأتُ كِتَابَهُ عَلى أبي زُرْعةَ فَقَالَ: هَذَا كِتَابُ أهلِ الصدقِ))<SUP> ([3]).</SUP>
<HR align=right width="33%" SIZE=1> ([1]) بمعنى أنه هالك بسبب روايته هذا الحديث، ثمّ بين أبو زرعة علته، وهذا التعبير من أبي زرعة من الأساليب اللطيفة التي استعملها النقاد في الحكم على الرواة ولهذا نظائر كثيرة وجميلة وفيها بلاغة ودقة، يراجع في هذا : شرح ألفاظ التوثيق والتعديل النادرة أو قليلة الإستعمال للدكتور سعدي الهاشمي.
([2]) ترجم الذهبي ليحيى فَقَالَ : (الإمام الحافظ الثقة محدث قزوين أبو زكريا يحيى بن عبد الأعظم القزويني، عالم مصنف، كبير القدر ، من نظراء ابن ماجة لكنه أسند وأسن )). سير أعلام النبلاء (12/509)<O:p</O:p
([3])سؤالات البرذعي (2/579). وفيها من الفوائد:
<O:p</O:p
-معرفة طريقة من طرق النقاد في معرفة أخطاء الرواة.
<O:p</O:p
-من علامة الثقة رجوعه عن الخطأ وعدم الإصرار.
<O:p</O:p
-أثر الوراقين على المحدثين.<O:p</O:p
-بيان سبب من أسباب دخول الحديث في الحديث على المُحدّث.<O:p</O:p
-دقة نقد الأئمة المتقدمين للأحاديث والرواة، وجزمهم بما يقولون لأنه صادر عن علم وفهم.<O:p</O:p
__________________
[============================]
لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة.
فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|