الموضوع: غـَضَبـُها
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-06-06, 06:22 AM
انين الحروف انين الحروف غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-06
المشاركات: 4
انين الحروف
افتراضي غـَضَبـُها


السلام عليكم
أردت أن يندرج الموضوع المتواضع في حق سيدتي فاطمة الزهراء عليها السلام نحو الرواية التي لطالما ترددت على لسان الصغير من محبي آل البيت قبل الكبير من حديث رسولنا الكريم لسيدة نساء العالمين (إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك )
فيكون هذا الحديث الشريف على مبحثين أو محورين أساسيين :
المحورالأول من: نــاحية السنـــد .في مستدرك الحاكم:3/154: (قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة: إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
وفي مجمع الزوائد:9/203: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك . رواه الطبراني وإسناده حسن ).
وهو في الطبراني الكبير:1/108، ولم أجد تصريح الذهبي بتصحيحه في ميزان الإعتدال، وقد يفهم ذلك من توثيقه للقزاز في:2/492 ، وهو في سلسلة رواته عند الطبري .
وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد:11/44: (الرابع: في أن الله تبارك وتعالى يرضى لرضاها ، ويغضب لغضبها. روى الطبراني بإسناد حسن ، وابن السني في معجمه وأبو سعيد النيسابوري في الشرف ، عن علي رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: إن الله تعالى يغضب لغضبك ويرضي لرضاك . انتهى .
وهو مستفيض في مصادرنا ، راجع عيون أخبار الرضا عليه السلام :2/ 26 ، وأمالي الصدوق :1/313 ، وأمالي المفيد ، وغيرها
وهذا دليلا قاطع أن الحديث صحيح من كلا الفريقين ولا غبار عليه ولم يشكك به أي الفريقين فكلاهما يعترفان بصحة هذا الحديث الشريف
والمحور الثاني :من ناحية الدلالة ويندرج تحت هذا المحور ثلاث نقاط لربما لم ننتبه لها من قبل
النقطة الأولى :
ولكن إذا تأملنا الحديث معا نجد أن في كل الأحوال رضى المخلوق تابعٌ لرضى الله عزوجل ولكن في هذا الحديث رسول الله جعل رضى الخالق هو التابع لرضى المخلوق وهنا ونقف هنئية متأملين على باب الزهراء عليها السلام ونرى سيرتها وكيف أن رضى الله المطلق تابعٌ لرضى الـزهـراء المطلق - هنـا ررضى الله هو التــابع - لأن الزهـراء روحي فداها غضبها ورضها مطلقا هو لله تعالى وفيه بينا سائر المخلوقات من بني البشر رضاهم وغضبهم مرتبط برضى وغضب عقولهم وهــذا دليلا على عصمةسيدة نساء العالمين المطلقة روحي فـداها
ويقول الأميني بما يحظرني من كلام له في كتابه الغـدير أن هذا الحديث يدل على عصمة الزهراء عليها السـلام بغض النظر عن الآيات التي ورد ذكرها في القرآن أمثال آية التطهير(ِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) بإجماع المسلمين

روى البخاري:4/41 باب فرض الخمس، عن عائشة (أن فاطمة ابنة رسول الله (صلوات الله عليهما) سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله(صل الله عليه وسلّم)أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله (صل الله عليه وسلّم) مما أفاء الله عليه. فقال لها أبو بكر: إن رسول الله (صل الله عليه وسلّم) قال: لا نورث، ما تركنا صدقة . فغضبت فاطمة بنت رسول الله فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت. وعاشت بعد رسول الله(صل الله عليه وسلّم) ستة أشهر. قالت: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله(صل الله عليه وسلّم)من خيبر وفدك، وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال لست تاركاً شيئا كان رسول الله(صل الله عليه وسلّم)يعمل به إلاعملت به، فإني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ. فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس، فأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر، وقال: هما صدقة رسول الله(صل الله عليه وسلّم) كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه ، وأمرهما إلى من ولي الأمر)!!
النقطــة الثانية :
إن في الحديث إنذار وتبشير فمن الواجب أن ننتبه إلى أنفسنا نراقب ذاتنا حتى لا نكون من المنذرين على لسان الرسول الأمين
النقطـة الثالثة :
إن في هـذا الحديث أمر بطاعة الزهراء عليها السلام وهو مرتبط بطاعة الله إذا أطعنـا الزهراء أصبنا بذلك رضاها التابع لرضى الله وإذا عصيناها أصبنا بذلك غضبها المرتبط بغضب الله تعالى فحــآن الوقت لئن نلاحظ أنفسنـا إن كنــا ممن أطاعها أو ممن عصاها، وعندمـا وقفت فاطمة الزهراء تلقي خطابها العظيم في مسجد ابيها رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) بالمدينة لتجلو درب الرسول الذي رش النور على درب الانسان ،وبإيجاز أختارته الزهـراء فضلا عن كتب المؤلفين ومجلداتهم قال { فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك والصلاة تنزيهاً لكم من الكبروالزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق والصيام تثبيتاً للاخلاص والحج تشييداً للدين والعدل تنسيقاً للقلوب وإطاعتنا نظاماً للملّة وإمامتنا أماناً للفرقة } ومن هُنـا ومن هذا الموقف كم أشتاقُ إلى أن أناشد أخواتي الفاطميات إلى عفة الزهراء وحيائها وأحب أن يكون جانبنا من معرض حديثنا عن عفاف الزهراء عليها السلام نجدها أوضحت هذا الشيء في خطبتها التي زلزلت أرجاء المدينة وعلى نشيجهم وكانت تنتظر هنيئة حتى إذا هــدأ نشيج القوم وسكنت فورتهم إبتدأت بحمد الله والثناء عليه
عندما خرجت لإلقاء خطبتها العصماء لاثت خمارها على رأسها وأشتملمت بجلبابها وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ما تخرم مشيته مشية رسول الله صل الله عليه وآله فهذه الزهراء وهذا مقامها فياليت بني وهبان يعلمون كيف رفعها الله وجعلها من المكرمين
رد مع اقتباس