عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2009-05-08, 11:00 PM
عراقي مهاجر عراقي مهاجر غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-30
المشاركات: 2
عراقي مهاجر عراقي مهاجر عراقي مهاجر عراقي مهاجر عراقي مهاجر عراقي مهاجر
افتراضي

على هذا الصعيد لا بدَّ من الاشارة إلى أنّ الاَمراض النفسية إذا لم تُعالج، فإنّها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، فعلى سبيل الاستشهاد نجد أنّ الفتنة الكبرى التي حصلت للمسلمين في السقيفة، عندما أُقصيت القيادة الشرعية عن مركز القرار، كانت جذورها نفسية، ويكفينا الاستدلال على ذلك بكلام أمير المؤمنين عليه السلام لبعض أصحابه وقد سأله: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحقُّ به ؟ فقال عليه السلام: «... أمّا الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الاَعلون نسباً، والاَشدّون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نوطاً، فإنها كانت أثَرَة شحّت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين، والحَكَم الله» (4).فالشحُّ الكامن في نفوس البعض كان السبب الاَساس في أول وأعظم انحراف شهدته المسيرة الاِسلامية بعد ساعات قليلة من رحيل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. لذلك كان أئمة أهل البيت عليهم السلام مع عصمتهم المحققة، يلجؤون إلى الله تعالى بالدعاء لكي يقيهم هذا المرض النفسي الخطير، فعن الفضل بن أبي قرة قال: رأيت أبا عبدالله عليه السلام يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: «اللهمَّ قني شحَّ نفسي، فقلتُ: جعلتُ فداك ماسمعتك تدعو بغير هذا الدعاء ؟ قال عليه السلام: وأيُّ شيءٍ أشدُّ من شُح النفس، إن الله يقول: (ومن يوقَ شُحَّ نفسهِ فاُولئكَ هُمُ المُفلِحُونَ)» (1).
نهج البلاغة، صبحي الصالح: 427 كتاب 53.
(2) نهج البلاغة: 169 | خطبة 114.
رد مع اقتباس