غاية خلق الأنسان والحذر من أتْباع الشيطان
خلق الله جل وعلا الخالق لغاية سامقة عالية وهى عبادته وحده لا شريك له , وهى العبودية التى قالها الله " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (56), وارسل الله جلا وعلا من أجل تحقيقها الانبياء والمرسلين الى العباد جميعا وإن من أمة إلا جاءها رسول يدعو الى ترك الكفر والشرك وعبادة الطاغوت ويتخلص من رق عبودية الشيطان إلى التنعم بعبودية الرحمن .
دعا الى توحيد الله تعالى نوح وصالح وشعيب أن أعبدوا الله ما لكم من إله غيره , فستجاب من أستجاب , وكفر بالدعوة الكثير من البشر , حتى إن اكثرهم يؤمن بالله وهم مشركون , ولقد حذر الله تعالى عن اتباع مثل هؤلاء الأقوام , لأن طاعتهم يجلب الضلال والغواية والزيع والبدع .
وكل ما دعا رسول إلى إقامة التوحيد فى أرض الله , وأخلاص العبودية له جل وعلا , وأستقام دين الله وأستبان , استدار الزمان كهيئة يوم أن عبد مع الله ألهة أخرى , فأرسل الله الرسل , وأقام الحجج , وظهرت الرسالات على الشركيات , ودحض الباطل , وانتصر الحق , حتى يعود الناس الى المنهاج القبيح مرة أخرى , حتى ختم الله تعالى لهذه الرسالات أشرف الخلق , الصادق الحق , والأمين المستحق , فأيد الله بها تمام الرسالات , وخشت الأرضون الى الحكم بكلام رب البريات , وأستقام الدين وظهر على دولة الصليب والنار , وانتشر التوحيد الى العالم كله , فى إنسه وجنه , وخضع العالم فى قيادة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم , ومع توالى السنين نسى الكثير الغاية التى لها خلقوا , والرسالة التى من أجلها تعبدوا , فظهر الشرك كما كان فى أيام أبى لهب , ودعى غير الله ممن استحوذ عليه الشيطان , حتى قال احدهم ان فلان القطب الجليل , له دعوة فى البر والبحار, تنفع من دعها والدعاء له مجاب , ورأينا من يسجد لغير الله , ويتضرع بدموعه إلى غير خالقه ومولاه , وتقسم له بالله أن هذا هو شرك أبى جهل , فينظر إليك نظر المشفق عليك , ورأينا من يقدس الأشجار والأيام والنجوم والكواكب , والحيوانات , وليتها عادت التصرفات إلى جاهليتها الأولى , فلقد كانوا أكرم من أن يعبدوا من دون الله الأولياء والصالحين , لكن لما كانت الجاهلية الأولى موجودة أرسل الله تعالى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم , فقضى على الجاهلية بأسرها , ومحى الله به تعالى الكفر محوا , فلم تعد جاهلية عمياء تعيس فى الأرض فسادا , لكن هذه الجاهلية التى يعيشها كثير من الناس , وفيهم الكثير من العوام , قيد الله تعالى لها أهل السنة , فقبروا منها الكثير , وحرروا العقائد للناس والتى أخذت من دين العجائز , ولله الحمد والمنة.
أما عن العوام فأنه بفضل الله تعالى لمجرد أن تعرض الآيات القرانية والأحاديث النبوية , والحجج الفتية , تراه يرتمى إلى أحضان الشريعة الغراء , ويستحى أنه فعل هذا الغباء , فيتبع بحمد الله , ويسير على طريق السعادة الألهية , ويصرخ بأعلى الأصوات يارب اغفر لى باقى الخطايات المكفرات .
لكن الكارثة المحدقة التى دقت من نواحى الزنادقة المحلدين , الملبسين على الناس باسم الدين , هم يزينون للناس الكفر البواح , ويسترقون الضعاف من الناس بآيات متشابهه , وأحاديث واهية , ولتعرفنهم فى لحن القول , مخنثون أمام العلماء , متأسدون إذا ما خلوا بالضعفاء, لكن السنة لهم بالمرصاد , سنة الرسول و سنة الجماعة , فكلما أحدثوا خرقا فى سفينة التوحيد , سدوا الخرق , وأخذوا على أيدى الفجرة الأثمين , فبينوا العور , وفضحوا ما أستتر, حتى زلزلوا وقالوا متى نصر الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون .
فالحذر كل الحذر منهم ومن طريقتهم , فهم يتكلمون باسم الأئمة الأطاهر , وباسم الأولياء الأتقياء , وباسم التقديم والتحضر , باسم العلم والتمدين , فكل من دعاك الى دين الله من غير ما يبين لك الدليل فى كتاب الله وسنة رسول الله بفهم صحابة رسول الله , فهو أما جاهل فلا نأخذ منه الأحكام , أو داعى إلى ضلالة فخذ عليهم بإحكام .