وقد قسم اهل العلم الشرك بالله الى قسمين :
شرك أكبر يخرج صاحبة من الملة الاسلامية والشريعة السوية , وشرك أصغر لا يخرج من الملة ولكن يخشى على صاحبة وبالمداومة عليه أن يروح إلى الشرك الأكبر, سلمنا الله تعالى منهما أجمعين.
شرك يحدث فى هذا الزمان :
1. شرك كثير من المتصوفة , يذهبون الى الأضرحة , يسجدون على الأعتاب , ويدعون الأموات , ويستجيرون بالرفات .
2. شرك الشيعة المجوس الروافض الأمامية الأثنا عشرية عباد النار أبناء الظلمة وغيرهم من سار على نحلتهم , هؤلاء لما غلوا فى على رضى الله عنه وفى الأئمة الأطاهر أنزلوهم بمنزلة الألة , يتصرف فى الكون , يعلم متى يموت , لا يموت إلا باخياره وإرادته ).
3. شرك النصارى من أربعة وجوه ( جعلوا المسيح إلها من دون الله – إتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله – أعتقادهم أن خبز سر التناول يتحول إلى الإله ويخرون له سجدا – سجودهم إلى باباواتهم )
4. إدعاء علم الغيب وترسيخ مبادئ الطيرة والتشاؤم بين الناس فيما يسمى ( أنت والنجوم – حظك اليوم – علم التنجيم ) فكلها محرمة فى دين الله تعالى تعتمد على الكواكب والنجوم وهو شرك قوم إبراهيم عليه السلام.
5. التقول على الله تعالى بغير علم وهو أكبر من الشرك نفسه , وهذا كثير جدا بين طبقة المغيبين العرب ( المثقفين العرب ) الذين حرروا العقول من عبودية الله الى قيود عبودية الأهواء الباطلة والألهة النفسية الزائفة , وياحسرة على العباد إذ أن مثل هؤلاء يمنحون الجوائز على رؤوس الأشهاد فى غرابة عجيبة , فأصبح الذين يتقولون على الله ويسبون رسول الله ويتهكمون على الاسلام وثوابتة أبطالاً أحراراً, فأنظر إلى أى هوان صار القوم.
وواحدة من هذه وهى ليست على الحصر كفيلة بأن تخرج صاحبها وتنقله نقلةً حضارية متطورة من دين الأسلام إلى دين الكفر والعصيان وفقا لمصطلحاتهم , بل إن الشرك الذى أرسل الله جل وعلا من أجله الرسل كان فى عبادة الأصنام التى هم أعترفوا بأنها لا تضر ولا تنفع بل هى وسيلة مقربة لله تعالى , وهؤلاء كالقبوية مثلا لا يستحى أحدهم أن يجهر بأن البدوى ينفع وأن الحسين يشفى وأن فاطمة تدخل السرور على المرضى وتداويهم , حتى بلغت الوقاحة بأن أحدهم وهو من علماء الأمة أن يدعوا البدوى مخبرا بأنه إذا دعى فى البر أو البحر أجاب , ورب محمد ما كان يقول ذلك المشركون الذين أمر بقتالهم محمداً.
وإليك أخى الحبيب نبذةً من هذه الشركيات لتتوقاها :
أولاً : شرك المتصوفة .
يبدأ هذا الشرك منذ أن يذهب المريد إلى شيخ الطريقة أخذاً منه العهد على القيام بواجبات الطريقة والتعبد والتحدث والأنقطاع للعبادة , ولا يدرى هذا الرجل المسكين أن مع عهده هذا قد كتب عقداً وسطر عهداً مع شيخه على مخالفة أوامر الله ومعصية رسول الله , لأن التصوف مهما جمَّل فيه المبطلون وهذَّب فيه الأثمون لابد من محادة الله والرسول , ولو أقسموا بأغلظ الأيمان , وحبروا الأوراق وأحسنوا المقال , فحتم عليهم من أضاعة الدين وحرق ما تبقى من صناعة الرجال .
إن طاعة غير الله فى ضد ما أنزل الله هو الشرك بالله ولذلك قال الله تعالى أن طاعة المشركين فى الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه شرك به جل وعلا , لأن الشيطان قد دخل على هؤلاء قائلاً لهم أتأكلون مما قتلتم وتتركون ما قتل الله , فلبس عليهم , ولذا لما قال الشيطان قولته مع وجود ما له الله تعالى كان المطيع مقدما الشيطان وجعله الهاً يقول , وهو الذى جاء فيه النهى ولئن أطعتموهم إنكم لمشركون .
المهم أن مراحل الشرك تبدأ منذ أن يأخذ الأنسان العهد من شيخه وربما كانت قبل ذلك , فاذا تكلم الرجل بكلمة , لا تخالف حتى لو كانت بمحادة لله وللرسول , طالما أن الشيخ قال فلا يضر مع قوله شئ .
كن كالميت بين يدى شيخك , هذه العبارة من العبارات السقيمة التى يحتال بها الدجاجله على الاتباع , إذا أردت أن تكون فى الطريقة فعليك الطاعة العمياء , لا تسأل كيف ولا لما ولا أى شئ ,إذ أن حكمة الحكم أن الشيخ قد حكم .
وكم رأينا هؤلاء جالسون فى مقراتهم والمريدون عندهم بقلوب وجله , وانفس محبوسة , خائفون منهم , يصنعون لهم ما لو كان للنبى ما صنع ,يسلمون عليهم ويرجعون للخلف بظهورهم , يخافون أن يولوا الأدبار لشيوخهم , ومنهم من يأكل براز سيده ومولاه , تبركاً وتيمناً , وتعظيماً وتشريفاً , ومنهم من يلحس الأيدى لحسا , ويلهث لهثا وراء هذه الترهات ولا يعلمون أن هذا التعظيم والتبجيل قد يخرج من دين الله إذا ما صاحب تعظيم كتعظيم الله أو خشية كخشية الله .
ومن هؤلاء من قال أنا هو الله وهو مذهب معروف عند غلاة الصوفية , ويعتقدون أن الفناء فى الذات الألهية أسمى مراتب العبودية , والفناء هذا هو عين وحدة الوجود , الذى دعا إليه الزنادقة للفسوق , حتى أنهم ليقولون أن الفرعون مات مؤمنا استناداً إلى الفناء هذا , أذ أن كل شئ هو الرب والرب هو كل شئ والفرعون قال أنا ربكم الأعلى , إذا النتيجة أن الفرعون مات مؤمناً.
لكن عن السجود للقبور , ودعاء الأموات لقضاء صالح الحاجات والرغبات , وعن الذبح والنذور , والمدد والبخور , فالكلام طويل , فمن هؤلاء من إذا ذهب إلى الحسين أو البدوى أو أى قبر مشرف أستلم الحجر الأخضر وطاف السبع طوفات , ولف السبع لفات , مشبها إياها علم ذلك أو لا بالكعبة المشرفة , قلبه وجل خائف , قد لا يرتد إليه طرفه من الخوف والاحترام , أبتلت لحية المقدرة بتقدير منع من ظهوره التعذر , وأدهش فى البكاء , رغباً فى الحاجات والأمداد , والمقبور قد مات وأكلة الدود , ويحتاج إلى صالح الدعوات , لا أن يغيث ويعطى ويمنع ويضر .
وإليك أخى فى الله بعض ما قيل فى التصوف :
يقول الشيخ الفوزان :
• قصرهم العبادة على المحبة ، فهم يبنون عبادتهم لله على جانب المحبة ، ويهملون الجوانب الأخرى ، كجانب الخوف والرجاء ، كما قال بعضهم : أنا لا أعبد الله طمعا في جنته ولا خوفا من ناره ـ ولا شك أن محبة الله ـ تعالى ـ هي الأساس الذي تبنى عليه العبادة , ولكن العبادة ليست مقصورة على المحبة كما يزعمون.
• الصوفية في الغالب لا يرجعون في دينهم وعبادتهم إلى الكتاب والسنة والاقتداء بالنبي ، " صلى الله عليه وسلم " ، وإنما يرجعون إلى أذواقهم وما يرسمه لهم شيوخهم من الطرق المبتدعة ، والأذكار والأوراد المبتدعة ، وربما يستدلون بالحكايات والمنامات والأحاديث الموضوعة لتصحيح ما هم عليه .
• من دين الصوفية التزام أذكار وأوراد يضعها لهم شيوخهم فيتقيدون بها ، ويتعبدون بتلاوتها ، وربما فضلوا تلاوتها على تلاوة القران الكريم ، ويسمونها ذكر الخاصة , وأما الذكر الوارد في الكتاب والسنة فيسمونه ذكر العامة , فقول لا إله إلا الله عندهم هو ذكر العامة ، وأما ذكر الخاصة : فهو الاسم المفرد " الله " وذكر خاصة الخاصة " هو " .
• غلو المتصوفة في الأولياء والشيوخ خلاف عقيدة أهل السنة والجماعة .
• من دين الصوفية الباطل تقربهم إلى الله بالغناء والرقص ، وضرب الدفوف والتصفيق ,ويعتبرون هذا عبادة لله .
• ومن دين الصوفية الباطل ما يسمونه بالأحوال التي تنتهي بصاحبها إلى الخروج عن التكاليف الشرعية نتيجة لتطور التصوف.
أما عن شركياتهم :
• الغلو في الرسول .
• الحلول والاتحاد .
• وحدة الوجود .
• الغلو في الأولياء .
• الادعاءات الكثيرة الكاذبة ، كادعائهم عدم انقطاع الوحي ومالهم من المميزات في الدنيا والآخرة .
• ادعاؤهم الانشغال بذكر الله عن التعاون لتحكيم شرع الله والجهاد في سبيله ، مع ماكان لبعضهم من مواقف طيبة ضد الاستعمار مثل الأمير عبد القادر الجزائري .
• كثيراً ما يتساهل بعض المحسوبين على التصوف في التزام أحكام الشرع .
• طاعة المشايخ والخضوع لهم ، والاعتراف بذنوبهم بين أيديهم، والتمسح بأضرحتهم بعد مماتهم .
• تجاوزات كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان ، في هيئة ما يسمونه الذكر ، وهو هز البدن والتمايل يميناً وشمالاً ، وذكر كلمة الله في كل مرة مجردة ، والادعاء بأن المشايخ مكشوف عن بصيرتهم ، ويتوسلون بهم لقضاء حوائجهم ، ودعاؤهم بمقامهم عند الله في حياتهم وبعد مماتهم .
----------------------------------------------------------------
الشيخ محمد سعيد رسلان – شرح العقيدة السفارينية – حفظة الله .
حقيقة التصوف وموقف الصوفية من أصول العبادة والدين بتصرف بسيط - صالح بن فوزان الفوزان .
طـــلائـــع الصوفيـة - ابو العزايم جاد الكريم بكير .
|