وبالجملة فأن شركيات التصوف تكمن فيما يلى :
1. دعاء الأموات وطلب الحاجات منهم .
2. الأستغاثة والأستعانة والأستعاذة بالمقبوين .
3. الذبح والنذر للمقبورين بحجة أنهم ينفعون أو يضرون .
4. إستلام الأضرحة والطواف بها سبع مرات مشبهينها بالكعبة المشرفة .
5. السجود على أعتاب الأولياء والصالحين .
6. المدد .
7. اعقادهم بأن الأموات يشفعون عند الله جل وعلا .
8. خلطهم لمفهوم الوسيلة والقربى فبدلاً من صرفها لله جعلوها للأموات .
9. إستعانتهم بالجن فى إدعائهم معرفة الغيب .
10. المحبة والتعظيم للشيوخ وأصحاب الطرق أكثر من محبتهم لله وللرسول حتى أنهم قدموا قول الشيوخ على حرمات الله تعالى فيما أحلوه .
11. أستهزاء كثيرٌ منهم بالدين الأسلامى وأن أدعوا غير ذلك ورأيت منهم من يسب دين الله جل وعلا بلا تورع .
12. ذكر الله تعالى باللأوراد الشركية الخاصة بهم كما يكون من منادة أسماء ملوك الجان وتسخيرهم ووقوع السحر منهم والكهانة .
13. التحلل من الدين احتجاجاً بقصة الخضر عليه السلام ,إذ أنهم يأخذون دينهم وحلالهم وحرامهم من عنديات أنفسهم , وأنه يسعهم الخروج عن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عند دعوة موسى عليه السلام .
ثانياً : شرك الشيعة .
أنشائها ابن السوداء عبد الله بن سبأ , رأس الكفر والزندقة , وتطور المذهب الشيعى حتى خرج علينا بثوبة الجديد ليتحول إلى دين جديد اسمه دين الإمامية الإثنى عشرية , بدأ بتأليه الإمام على رضى الله عنه , لما قال ابن السوداء أنت انت فقال له ما أنا أنا فقال له أنت الله , فطلبه أمير المؤمنين على رضى الله عنه , وفر ابن السوداء إلى المدائن لينشر دينه الجديد .
هؤلاء يعتقدون فى أئمتهم الأثنى عشر اعتقادات هى للكفر أقرب منها للإيمان فمما يعتقد هؤلاء فى الأئمة رضى الله عنهم وهم منهم برآء :
ذكر الشيخ ممدوح الحربى نقلاً من فهارس بعض كتبهم ما يلى :
أنهم ولاة أمر الله وخزنة علمه و نور الله عز وجل وإذا شاءوا أن يعلموا علموا و يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم و يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء و تعرض الأعمال على النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام والأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة وأن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم و الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها و الأئمة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل عليهم السلام وأن الله تعالى يرفع للإمام عموداً ينظر إلى أعمال العباد و أنه لا يُحجب عنهم شيء من أحوال شيعتهم وما تحتاج إليه الأئمة من جميع العلوم ، وأنهم يعلمون ما يصيبهم من البلايا ويصبرون عليها، وأنهم يعلمون ما في الضمائر وعلم المنايا والبلايا وفصل الخطاب والمواليد و أنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام وأنهم يعلمون متى يموتون وأن لحومهم حرام على الأرض وأنهم يُرفعون إلى السماء و أنهم يظهرون بعد موتهم ويظهر منهم الغرائب وأن أسماءهم عليهم السلام مكتوبة على العرش والكرسي واللوح وجباه الملائكة وباب الجنة وأن الجن خدامهم يظهرون لهم ويسألونهم عن معالم دينهم و أنهم يقدرون على إحياء الموتى وإبراء الأكْمه والأبرص وجميع معجزات الأنبياء عليهم السلام ,وأن الملائكة تأتيهم وتطأ فُرُشَهم، وأنهم يرونهم صلوات الله عليهم أجمعين وأنهم عليهم السلام لا يُحجب عنهم علم السماء والأرض، والجنة والنار، وأنه عرض عليهم ملكوت السموات والأرض، ويعلمون علم ما كان، وما يكون إلى يوم القيامة , والإمام يرى ما بين المشرق والمغرب وأن من زار الحسين كان كمن زار الله في عرشه , وزيارة الحسين والأئمة عليهم السلام تعدل زيارة قبر رسول الله وآله , و زيارة الحسين تحط الذنوب وتعدل عمرة و تعدل حجة و يُنفس بها الكرب، ويقضي بها و إن طين قبر الحسين شفاء وأمان .
وبالجملة فأن الشيعة الروافض الأمامية الأثنى عشرية تعتقد :
1. اعتقاد الشيعة بأن الرب هو الإمام حيث تعتقد الشيعة بأن الرب هو الإمام الذي يسكن الأرض، كما جاء في كتابهم (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار) [ صفحة 59] أن علياً – كما يفترون عليه – قال: (أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به)، وكقول إمامهم العياشي في تفسيره [2/353] لقول الله تعالى: ( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا): قال العياشي: (يعني التسليم لعلي رضي الله عنه، ولا يشرك معه في الخلافة من ليس له ذلك، ولا هو من أهله) انتهى كلامه.
2. اعتقاد الشيعة بأن الدنيا والآخرة بيد الإمام وكذلك تعتقد الشيعة أن الدنيا والآخرة، كلها للإمام يتصرف بها كيف يشاء، وقد عقد إمامهم الكليني في كتابه (الكافي) [1/407-410] باباً بعنوان: (باب أن الأرض كلها للإمام) جاء فيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (أما علمتَ أن الدنيا والآخرة، للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء) انتهى كلامه.
3. إسناد الحوادث الكونية لأئمتهم: فهى تُسند الحوادث الكونية التي لا يتصرف فيها إلا الله تعالى، إلى أئمتهم، فكل ما يجري في هذا الكون من رعدٍ وبرقٍ وغير ذلك، فأمره إلى أئمتهم كما ذكر ذلك إمامهم المجلسي، في كتابه (بحار الأنوار) [27/33]: (عن سماعَة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، فأرعدت السماءُ وأبرقت، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم، قلت: من صاحبنا ؟ قال: أمير المؤمنين عليه السلام).
4. اعتقاد الشيعة الإمامية أن علياً يركب السحاب: وهذه العقيدة يتوافق فيها الشيعة الإمامية مع الشيعة النصيرية, وقد أثبت هذا شيخهم المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) [27/34] أن علياً أومأ إلى سحابتين، فأصبحت كل سحابة، كأنها بساط موضوع، فركب على سحابة بمفرده، وركب بعض أصحابه على الأخرى، وقال فوقها: (أنا عين الله في أرضه، أنا لسان الله الناطق في خلقه، أنا نور الله الذي لا يُطفأ، أنا باب الله الذي يؤتى منه، وحجته على عباده).
5. اعتقاد الشيعة أن أئمتهم يعلمون الغيب فهى تعتقد بأن أئمتهم يعلمون الغيب حيث أقر هذه العقيدة، شيخهم الكليني، إذ بوب في كتابه الكافي (1/258) باباً بعنوان: (باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم)، وكذلك بوب في كتابه الكافي (1/260) باباً بعنوان: (باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان، وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم شيء)، وكذلك روى إمامهم المجلسي في كتابه بحار الأنوار [26/27-28] عن الصادق عليه السلام كذباً وزوراً أنه قال: (والله لقد أُعطينا علمُ الأولين والآخرين، فقال له رجل من أصحابه: جُعلت فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له: ويحك إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء).
6. اعتقاد الشيعة بأن أئمتهم ينزل عليهم الوحي: فهى تعتقد بنزول الوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أئمتهم عن طريق جبريل عليه السلام، بل عن طريق ملك أعظم من جبريل وأفضل فهم بذلك يُشرعون ويعلمون الغيب، وكل ما هو كائن إلى يوم القيامة.
وهذه العقيدة متناثرة في كتب الشيعة ككتب الحديث والتفسير بروايات عديدة، فقد أورد إمامهم محمد بن الحسن الصفار المتوفى عام290ه، والذي يعدونه من أصحاب الإمام المعصوم الحادي عشر، كما يعدونه من أقدم المحدثين لديهم، بالإضافة إلى أنه شيخ الكليني الذي يلقب عندهم بحجة الإسلام.
وكذلك من جملة اعتقادهم وتعتبر خرقا فى توحيد الله تعالى :
1. اعتقاد الشيعة بأن أئمتهم الواسطة بين الله وبين خلقه:
فتعتقد الشيعة الإمامية بأن أئمتهم الإثنا عشر هم الواسطة بين الله وبين خلقه، حيث قال إمامهم المجلسي في كتابه بحار الأنوار [23/97] عن أئمتهم ما نصه: (فإنهم حُجب الرب، والوسائط بينه وبين الخلق) , وكما بوب شيخهم المجلسي في كتابه المذكور آنفاً باباً بعنوان (باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم).
2. استغاثة الشيعة الإمامية بقبور أئمتهم:
حيث تستغيث الشيعة الإمامية بأئمتهم في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى، وأن أئمتهم، الشفاء الأكبر والدواء الأعظم، لمن استشفى بهم كما قال المجلسي في كتابه بحار الأنوار [94/29] ما نصه: (إذا كان لك حاجة إلى الله عز وجل فاكتب رقعة على بركة الله، واطرحها على قبرٍ من قبور الأئمة إن شئت، أو فشدها واختمها، واعجن طيناً نظيفاً واجعلها فيه، واطرحها في نهرٍ جارٍ، أو بئرٍ عميقة، أو غديرَ ماء، فإنها تصل إلى السيد عليه السلام، وهو يتولى قضاء حاجتك بنفسه).
3. اعتقاد الشيعة الإمامية بأن أئمتهم لهم حق التحليل والتحريم في شرع الله تعالى:
وكذلك يعتقد الشيعة الإمامية بأن أئمتهم لهم حق التحريم والتحليل والتشريع حيث ذكر إمامهم الكليني في أصول الكافي [1/441] والمجلسي في بحار الأنوار [25/340] ما نصه: (خلق أي الله محمداً وعلياً وفاطمة، فمكثوا الف دهرٍ، ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها، وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورهم إليها، فهم يحلون ما يشاءون ويحرمون ما يشاءون) انتهى كلامهم.
4. عبادة الشيعة الإمامية لقبور أئمتهم والذبح والنذر عندها:
إن الشيعة الإمامية يعبدون قبور أئمتهم، فيذبحون عندها، وينذرون لها، ويحلفون بها، ويطلبون منها حاجاتَهم وحوائجَهم، فيستغيثون بها، ويستعينون فيها، كما يسجدون ويركعون عندها وينذرون الأموال لهذه الأضرحة والمشاهد، حتى بلغ الأمر أن لكل قبر وضريح في إيران، رقماً خاصاً به في البنوك، تجتمع فيه النذور والتبرعات.
5. اعتقاد الشيعة الإمامية أن قبر الحسين شفاء من كل داء:
وتعتقد الشيعة أيضاً أن قبر الحسين بن علي شفاء من كل داء فقد ذكر شيخهم المجلسي قرابةً من ثلاثٍ وثمانين رواية في كتابه بحار الأنوار عن تربة الحسين وفضائلها وأحكامها وآدابها، ومنها قوله: ( قال أبو عبد الله: حنكوا أولادكم بتربة الحسين فإنه أمان) وقال أيضاً: (ثم يقوم ويتعلق بالضريح ويقول: (يا مولاى يابن رسول الله إني آخذ من تربتك بإذنك اللهم فاجعلها شفاء من كل داء، وعزاً من كل ذل، وأمناً من كل خوف، وغنى من كل فقر) انتهى ما جاء في كتاب بحار الأنوار للمجلسي.
كما أفتى الخميني لأتباعه ومريديه بأن يأكلوا من تربة الحسين للاستشفاء بها حيث أنه يرى لها فضيلة لا تلحق بها أي تربة حتى تربة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال في كتابه تحرير الوسيلة 2/164 ما نصه: (يُستثنى من الطين، طين قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام للاستشفاء ولا يجوز أكله بغيره، ولا أكل ما زاد عن قدر الحمصة المتوسطة، ولا يلحق به طين غير قبره، حتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة عليهم السلام) انتهى كلام الخميني.
بل قد غلت الشيعة الإمامية في الحسين بن علي رضي الله عنهما، حتى أنك ترى ثلاجات الماء التي يضعونها للشرب في شوارع وطرقات دولتهم إيران، قد كُتب عليها (بنو شيد بنام حسين) أي (اشرب باسم الحسين) عياذاً بالله تعالى من هذا الشرك.
6. اعتقاد الشيعة الإمامية بأن زيارة قبور أئمتهم أعظم من الحج:
كذلك تعتقد الشيعة بأن زيارة مشاهد وقبور أئمتهم أعظم من الحج إلى بيت الله العتيق، قال شيخهم وأمامهم الكليني في فروع الكافي صفحة59 مانصه: (إن زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة).
ثالثاً : شرك النصارى أهل الضلال الحيارى .
مما لايخفى على كل ذى عقل رشيد من أبناء المسلمين هذا الشرك الجليل الذى دائما يضرب به الأمثال فى رق العقل وخضوعه لرجال الكنيسة , يجبرون عقولهم على تصديق شيئ واحد , أن ثم والد قد أنذر ابنه أن لا يتركب شيئاً قد نهى عنه , لكن هذا الولد العاق يذهب ليعصى كلام الأب فى قلة حياء وأنشقاق , فيغضب عليه الوالد ويصير إلى تربية هذه الغلام فيضرب ضرباً , ويعذب تعذيباً , فى غير المخطئ من الأبناء , لكن فى آخر برئ .
هذا ملخص الحدث الذى قام عليه هذا الدين , أن آدم عليه السلام أكل من الشجرة وخالف وعصى , ثم غضب عليه الرب وأراد الأنتقام , لكن الشفقة حالت دون القصاص , لذا تجسد الآله فى صورة شاب هو المسيح وسموه الكلمة ليصلب على الصليب ليحرر الناس من ذل عبودية ذنب آدم .
ولما ينزل الرب من سماه , ولما لم يغفر الخطا فى علاه , أو يذهب الخلق ويأتى بأخرين , يقولون لأن هكذا الناموس .
فعبد هؤلاء الرسول عيس عليه السلام واعتبروه الهاً خالقاً رازقاً , عليماً حكيماً , فعبدوه من دون الله جل وعلا , وأعتمدوا على نصوص الكتاب المقدس عندهم وكلها نصوص متشابهات لا يقم بها ولا عليها الدليل فضلا عن خسران الدليل العقلى الذى قال فيه أحد علمائهم أنه يستحيل أن يثبت هذا الثالوث بالأدلة العقلية , وهو أعتراف منه , وقد ورط جيله لما قال ما قاله المسلمون قديما , ودعى إلى أثبات هذا الثالوث بالأدلة النقلية من كتابه , فأوقع نفسه فى الدور وهو باطل , لما أعتمد على الكتاب فى أثبات رب الأرباب , وأصلا يحتاج الكتاب أن يثبت أنه من عند رب الأرباب لذا وقعوا فى هذا المأزق الصعب .
قال تعالى "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)
وقال تعالى " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)
وقال تعالى " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171)
لقد أقام الله تعالى على هؤلاء الحجة والبراهين حتى لا يكون لهم عذر فى الكفر والشرك بعد ذلك :
أن المسيح وأمة ومن فى الأرض جميعا لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا , أن الملك كله لله جل وعلا , فكيف يترك هذا الأله مالك الأرض والسماوات ويذهب إلى الضعفاء , والله على كل شئ قدير , وهذه من أكبر الأدلة على كذب إدعاء ألوهية المسيح , القدرة التى طالما أفتقدها هذا المخلوق , فى مناجاته لخالقة يوم محنته على الصليب وقبل الصلب , ويوم كان بين الناس لم يكن قادرا على معرفة ما على الأشجار من الثمار .
المسيح قالها صريحة كما أتت فى الكتب السماوية , أعبدوا الله ما لكم من إله غيره , ولما سئل المسيح كما كتب فى الأنجيل قال أنى ذاهب إلى ربى وربكم , فالدعوة صريحة من المسيح عليه السلام على أنه مباين لخالقه ومولاه , ولقد تبرأ منهم كما أخبر الله جل وعلا , وحذرهم قائلا : إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة , ومصيره إلى النار .
أنكر الله جل وعلا على هؤلاء هذا الثالوث الموهوم , والذى لا يوجد عليه دليل عقلى ولا نقلى يفيد أحتمال وجوده , بل أن الفطر السليمة والعقول المستقيمة والقلوب العليمة تنكر هذا الشرك الأكبر.
والخلاصة أن النصارى مشركون لأنهم :
• عبدوا الرسول البشرى من دون الله تعالى ووصفوه بالخلق والتدبير والملك والعلم والحكمة والكرم وغير ذلك مما لا يوصف به إلا الله جل وجلا , لإنهم وصفوه بالعلم المطلق والقدرة المطلقة وهو غلط بالدليل العقلى والنقلى .
• أتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله جل وعلا , وأطاعوهم في أمور مخالفة لصريح المعقول وصحيح المنقول , وقدموا أقوالهم وفحش كلامهم على قول المسيح عليه السلام وشرعوا لهم بعد ذلك تشريعات ما أنزل الله بها من سلطان , ولذا قال الله تعالى فاضح لهؤلاء القوم " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مجيبا على عدى بن حاتم بشأن عباده النصارى لهؤلاء " كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه "
• أنهم لما أعتقدوا أن المسيح الهاً وقد مات وصلب على الصليب , أقام لهم ذكرى بزعمهم , وهى الدم و الجسد , متماثلان فى الخبز والخمر , فيتعقدون أن المسيح يتحول فى الخبز والخمر , ظلمات بعضها فوق بعض , كفر وشرك ثم كفر وشرك أخران , يقول الشيخ رحمة الله الهندى معلقا على هذا الأعتقاد :" فرقة البروتستنت ترد على فرقة الكاثلك في استحالة الخبز إلى المسيح في العشاء الرباني بشهادة الحس وتستهزئ بها، فهذا الرد والهزء يرجعان إليهما أيضًا لأن الذي رأى المسيح ما رأى منه إلا شخصًا واحدًا إنسانًا، وتكذيب أصدق الحواس الذي هو البصر يفتح باب السفسطة في الضروريات، فيكون القول به باطلًا كالقول بالاستحالة، والجهلاء من المسيحيين من أية فرقة من فرق أهل التثليث كانوا قد ضلوا في هذه العقيدة ضلالًا بينًا، ولا يميزون بين الجوهر اللاهوتي والناسوتي كما يميز بحسب الظاهر علماؤهم، بل يعتقدون ألوهية المسيح عليه السلام باعتبار الجوهر الناسوتي ويخبطون خبطًا عظيمًا، نقل أنه تنصر ثلاثة أشخاص وعلمهم بعض القسيسين العقائد الضرورية سيما عقيدة التثليث أيضًا، وكانوا في خدمته فجاء محب من أحبَّاء هذا القسيس وسأله عمن تنصر؟ فقال: ثلاثة أشخاص تنصروا، فسأل هذا المحب: هل تعلموا شيئًا من العقائد الضرورية، فقال: نعم، وطلب واحدًا منهم ليرى محبه فسأله عن عقيدة التثليث، فقال: إنك علمتني أن الآلهة ثلاثة أحدهم الذي هو في السماء والثاني تولد من بطن مريم العذراء والثالث الذي نزل في صورة الحمام على الإله الثاني بعد ما صار ابن ثلاثين سنة، فغضب القسيس وطرده، وقال: هذا مجهول، ثم طلب الآخر منهم وسأله فقال: إنك علمتني أن الآلهة كانوا ثلاثة وصلب واحد منهم فالباقي إلهان، فغضب عليه القسيس أيضًا وطرده، ثم طلب الثالث وكان ذكيًا بالنسبة إلى الأولين وحريصًا في حفظ العقائد فسأله فقال: يا مولاي حفظت ما علمتني حفظًا جيدًا وفهمت فهمًا كاملًا بفضل الرب المسيح أن الواحد ثلاثة والثلاثة واحد وصلب واحد منهم ومات فمات الكل لأجل الاتحاد، ولا إله الآن وإلا يلزم نفي الاتحاد " .
• ومن شركهم أنهم يسجدون لهذا الخبز المتحول زعموا ,ولقد رأينا من مات على هذا الشرك , على عند هذا الخبز , فيلقى الله غدا بخزى وسوء منقلب.
• ومن شركهم أنهم يسجدون لقساوستهم ولقد رأينا من دخل وسجد لكبيرهم , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
----------------------------------------------------------
سنن الترمذى .
موسوعة فرق الشيعة بتصرف - ممدوح الحربى .
إظهار الحق - رحمة الله الهندى .
|