عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2009-05-14, 09:10 PM
TAMAP TAMAP غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2007-12-30
المشاركات: 19
TAMAP
افتراضي الإسلام والآخر في مرآة الناسخ والمنسوخ

لعل شبهة العنف في الإسلام وانتشاره بالسيف هي من أكبر الحجج التي يتم طرحها إطلاقا ولكن لإيماني بأن رؤية وقراءة التاريخ تختلف حسب وجهات نظر الدارسين رأيت من الأجدر تجنب جدال تاريخي لن يأتي بجديد. كما أن موقفي هذا نابع من إيمان بأن ما كل ما حصل أو يحصل باسم الإسلام يمثل الإسلام. لذلك رأيت أنه من الأجدر العودة إلى النص والتشريع - من قرآن وسنة - لنعرف موقف الإسلام من الآخر. وهو شيء بالغ الأهمية في عصر الانترنت والعولمة الذي نعيش فيه بلا حدود مع غير المسلمين سواء كدول أو كأفراد.

بالعودة إلى القرآن نجد آيات تدعو إلى التعايش السلمي لكن كذلك أخرى تحض على الحرب... و نجد في القرآن آيات تشجع على التعامل مع غير المسلم وفي المقابل أخرى تنهى عن ذلك. أي بعبارة أخرى هناك تعارض في الأحكام التي تتعلق بالمسألة الواحدة وبما أننا ننزه القرآن عن التضارب فإن الوضعية الراهنة تحيلنا إلى الناسخ والمنسوخ.


فهل توجد فعلا آيات تفيد أحكام متعارضة في موضوع الإسلام وموقفه من الآخر؟
وما هي الآيات المنسوخة وبأي آيات نسخت؟


القاعدة في الناسخ والمنسوخ هي التعارض بين حكمين وبذلك يتم العمل بالحكم المتأخر في النزول -الناسخ- مع ترك الحكم الأول -المنسوخ-. ومن الأمثلة الدالة على وجود الناسخ والمنسوخ آيات حكم تعاطي الخمرالبقرة 219 والنساء 43 وهي آيات منسوخة نسخت بآية المائدة 90. كما أن الآية 106 من سورة البقرة دليل قاطع على وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن على إنكار بعض العلماء لوجوده وتقول: مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

نلاحظ هنا أهمية تاريخ تنزيل الآيات لمعرفة الناسخ من المنسوخ منها لذلك سنعرض فيما يلي وفي تسلسل زمني تقريبي نرجو أن نوفق فيه الآيات التي توجد فيها أحكام تبين ما يدعو إليه الإسلام المسلمين من أعمال وأفعال - وما ينهاهم عنه - تجاه الآخرين من يهود ومسيحيين وبوذيين وهندوس وبهائيين و لادينيين وغيرهم من الأديان والهرطقات والمذاهب. إذ كما بينا سابقا الإسلام دين كل زمان ومكان ولا يهم ما حصل في العصور الغابرة بل وجب النظر إلى الأمام وكم أحوجنا أمة اليوم إلى ترك الخصومات التاريخية القديمة والنظر إلى الأمام لكي لا يفوتنا الركب... أكثر.



وفي ما يلي عرض لبعض الآيات حسب ترتيب النزول وأحكامها:



سورة الكافرون:
سورة مكية أي نزلت قبل الهجرة

الكافرون - قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ1 لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ 2 وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ 3 وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ 4 وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ 5 لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ 6
=> الإسلام يدعو إلى الحرية المطلقة للمعتقد (أمر رائع)


سورة الغاشية:
سورة مكية

الغاشية 21/22 - فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ 21 لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ 22
=> الإسلام يدعو إلى الدعوة السلمية وهو ما يؤكده كتاب صفوة التفاسير في الصفحة 527 "أي لست بمتسلط عليهم ولا قاهر لهم حتى تجبرهم على الإيمان"


سورة النحل:
سورة مكية أي نزلت قبل الهجرة

النحل 82 - فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ

النحل 125 - ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
=> دعوة لنشر الإسلام بالطرق السلمية اعتمادا على الحوار ويقول الصابوني في كتاب صفوة التفاسير صفحة 137 "أي أدع يا محمد الناس إلى دين الله وشريعته القدسية بالأسلوب الحكيم واللطف واللين بما يؤثر فيهم وينجح لا بالزجر والتأنيب والقسوة والشدة" ثم يضيف "وجادل المخالفين بالطريقة التي هي أحسن من طرق المناظرة والمجادلة بالحجج والبراهين والرفق واللين" (أمر أكثر من رائع)


سورة الأنفال:
سورة مدنية نزلت في أعقاب غزوة بدر أولى غزوات الإسلام.

الأنفال 60-61 - وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ 60 وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 61
=> يدعو الإسلام في الآية الأولى إلى الإستعداد للحرب (أمر ضروري في رأيي)
=> في الآية الثانية يدعو الإسلام إلى السلم متى جنح لها العدو (جميل)


سورة البقرة
سورة مدنية نزلت مباشرة بعد الهجرة إثر بدأ تكون الدولة الإسلامية. يقول محمد علي الصابوني "وأما بقية السورة الكريمة فقد تناولت جانب التشريع لأن المسلمين كانوا في بداية تكوين "الدولة الإسلامية""

البقرة 190-193 - وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ 190 وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَ‌ٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ 191 فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 192 وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ 193
=> الإسلام يدعو إلى الحرب للدفاع عن النفس وهو أمر مشروع لكن يتطور الأمر لنشر الدين الإسلامي (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله) ولست أنا من أفسر إذ يقول كتاب صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني صفحة 112: " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله أي قاتلوا المحاربين حتى تكسروا شوكتهم ولا يبقى شرك على وجه الأرض ويصبح دين الله هو الظاهر العالي على سائر الأديان فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم أي فإن إنتهوا عن الشرك فلا تعتدوا عليهم"


سورة الممتحنة
سورة مدنية نزلت قبل فتح مكة

الممتحنة 1 - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ
=> وفي صفوة التفاسير يقول الصابوني: "أي يا معشر المؤمنين يا من صدقتم بالله ورسوله لا تتخذوا الكفار الذين هم أعدائي وأعداؤكم أصدقاء وأحبة" و في المائدة آيات 17 - 72 – 73 تكفير للنصارى وبالتالي القرآن ينهانا عن اتخاذ أصدقاء وأحبة من النصارى لا بل حتى عن إظهار المودة في السر.
وما الآية 51 من سورة المائدة إلا دليل آخر على ضرورة الابتعاد عن أهل الكتاب. إذ تقول هذه الآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وتفسيرها: "نهى تعالى المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى ينصرونهم ويستنصرون بهم ويصافونهم ويعاشرونهم معاشرة المؤمنين. بعضهم أولياء بعض أي هم يد واحدة على المسلمين لاتحادهم في الكفر والضلال وملة الكفر واحدة ومن يتولهم منكم فإنه منهم أي من جملتهم وحكمهم حكمهم قال الزمخشري وهذا تغليظ من الله وتشديد في مجانبة المخالف في الدين واعتزاله.


سورة التوبة:
يقول محمد علي الصابوني في صفوة التفاسير صفحة 481 وفي سياق تقديمه لسورة التوبة: "هذه السورة الكريمة من السور المدنية التي تعنى بجانب التشريع وهي من أواخر ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري عن البراء بن عازب أن آخر سورة نزلت سورة براءة" (البخاري جزأ 8 صفحة 227)
كما يقول ابن كثير"أن أول هذه السورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مرجعه من غزوة تبوك" إذن سورة التوبة من آخر ما نزل في القرآن ونزول كان في حوالي السنة 9 للهجرة

التوبة 5 - فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

التوبة 29 - قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
=> تجد الإشارة هنا بأن الصابوني يقول في تفسيره للآية 191 من سورة البقرة: "أي لا تبدؤوا بقتالهم فإنه تعالى لا يحب من ظلم أو اعتدى وكان هذا في بدء أمر الدعوة ثم نسخ بآية براءة". إذن ها هو أحد أعلام شيوخ الإسلام يؤكد ما ذهبت إليه من أمر النسخ. وبذلك الإسلام أصبح يدعو وتحديدا في الآية 5 من سورة التوبة إلى قتل المشركين وأسرهم حتى يسلموا (أين هذا من أدعو إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة؟) لا بل شمل الأمر في الآية 29 أهل الكتاب من اليهود والنصارى !


التعارض في الأحكام واضح للعيان فلا يمكن أن يدعو الإسلام بالطبع إلى نقيضين. كأن يدعو إلى حرية المعتقد في سورة الكافرون و إلى قتال غير المسلم حتى يسلم ونجد هذا في سورة التوبة 29 بالإضافة إلى إعتماد هذه القاعدة في السيرة النبوية "أسلم تسلم" في رسائل النبي للروم والفرس مثلا وكذلك في الحديث الصحيح: "حدثنا ‏ ‏عبد الله بن محمد المسندي ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أبو روح الحرمي بن عمارة ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏واقد بن محمد ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أبي ‏ ‏يحدث عن ‏ ‏ابن عمر ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏أمرت أن أقاتل الناس حتى ‏ ‏يشهدوا ‏ ‏أن لا إله إلا الله وأن ‏ ‏محمدا ‏ ‏رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك ‏ ‏عصموا ‏ ‏مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" وهو مروي من المسلم والبخاري



أخيرا و للإمانة العلمية لأني في نهاية الأمر باحث عن الحق ولست هنا ابتغاء الفتنة لذلك أردت الإشارة إلى آيتين تطعنان في فرضية كون الإسلام أصبح دينا وحشيا بعد أن قويت الدولة الإسلامية وعلى شأن المسلمين.

الأولى هي سورة البقرة الآية 256: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
=> أمر رائع صراحة خاصة وإن عدنا إلى كتب التفاسير ومرجعي هو نفسه صفوة التفاسير إذ يقول في الصفحة 146 وفي إطار شرح أسباب نزول هذه الآية: "كان لرجل من الأنصار ابنان تنصرا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدما المدينة في نفر من التجار يحملون الزيت فلزمهما أبوهم وقال: لا أدعكما حتى تسلما فنزلت "لا إكراه في الذين قد تبين الرشد من الغي" أمر رااائع وقمة في التسامح الديني. هذان أبناءه ورغم ذلك وقع النهي عن إكراههم للإعتناق الإسلام والسورة هنا مدنية أي بعدما اشتد عود المسلمين.

والآية الثانية هي الآية 20 من سورة آل عمران: "فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" والتي رغم نزولها في المدينة بعد غزوتي بدر وأحد فإن فيها ضمان لحرية المعتقد وهو ما يفند ما يدعيه القمص زكريا بطرس بأن كل الآيات السلمية نزلت في مكة وقبل غزوة بدر.

والآية أخرى وهي: الآية 13 من سورة الحجرات وفيها: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" والتي لروعتها تجدر أن تضاف إلى أحد فصول ميثاق الأمم المتحدة. (:

لكن:
1- ماذا عن التعارض في الآيات السابقة؟
2- ما الذي يجب فعله اليوم تجاه غير المسلم؟ هل وجب قتاله حيث نجده حتى يدفع الجزية وهو صاغر؟ أم وجب دعوته للدين بالحكمة والموعظة الحسنة فإن لم يقتنع فإنما علينا البلاغ المبين و العمل بسورة الكافرون؟
3- ما الذي يجب فعله اليوم تجاه غير المسلم؟ هل وجب إعتزاله وعدم أخذه وليا؟ أم وجب التعارف بين جميع الشعوب والقبائل؟
4- ما الذي يجب فعله اليوم في حال إندلاع حرب بين دولة مسلمة ودولة غير مسلمة؟ هل وجب إيقاف الحرب متى جنح قوادها العسكريون للسلم؟ أم وجب مواصلة الحرب حتى يتوبوا ويقيموا الصلاة؟
5- السؤال الأكبر هو هل نسخت الآية 29 من سورة التوبة والتي تعرف بآية السيف بقية الآيات السلمية؟ خاصة وأن التوبة آخر من نزل من القرآن كما أشرنا؟

أترك الإجابة على هذه الأسئلة للأخ الذي يريد الانضمام إلى هذا الحوار.
رد مع اقتباس