معلومات قيمة لا شك لكني أرى الحوار يسير في خطين متوازيين غير متطابقين.<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
لا أشك في تضلعك في الدين ولقد استفدت حقا بمعلومات كثيرة لكن وللأسف لم أخرج بنتائج لأن نقطة الاختلاف بيننا هو أن لك مسلمات لا أسلم بها بل أريد أن أقتنع بها.
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
لست ممن يعبدون المادة. لا. لي جانب روحي وأقبل التسليم بأشياء لكن شريطة أن أقتنع ولو بنسبة ضئيلة. وهو ما لم يحصل للأسف.
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
لا أريد أن أركب في قارب لا أعرف إلى أين يسير. قل لي إلى أين نذهب وسأركب.
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
سألتني ما الحل في رأيي لهذه الأمة. الحل بسيط في نظري: أن نحدد موقفنا من الآخر كي يحدد الآخر موقفه منا.
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
ملاحظة: تقدم لي أمثلة عن وحشية الدين المسيحي. أولا أعرف هذه الآيات ثم أنها لا تهمني لأني لا أؤمن بها أصلا لكن على الأقل المسيحيون حددوا موقفهم من هذه الآيات:
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
- آيات نزلت في العهد القديم (عهد الناموس) غيرها عيسى بموته على الصليب ليغفر كل الخطايا وليبدأ عهد جديد (عهد النعمة).<o:p></o:p>
- آيات نزلت في العهد الجديد لكن معناها هو معنى روحي لا مادي.
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
بالرغم من أنه كلام لا يقنعني شخصيا لأن مشكلتي مع المسيحية لا تقتصر على آيات عنيفة بل هو دين ضعيف إن لم نقل غائب الإسناد وفيه خروقات أخرى.
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
ومن الحلول كذلك أن بلدانهم أصبحت لائكية بالأساس فلا يهم رأي الكنيسة اليوم ولا يمثل ضررا للبلدان الأخرى.
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
واليهود حددوا موقفهم من الآخر باعتناقهم لليهودية كمجرد إرث أما الدولة فهي دولة "عصرية".
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
وكلها مواقف واضحة يطمئن لها الآخر.
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
أما نحن فنعيش بنظرية المؤامرة والعيب فينا وليس فيهم (أنا أتكلم كلاما جارحا يؤسفني لكن الكل مسلم في هذا القسم الخاص). لم نحدد موقفنا من الآخر ثم ندعي بأنهم يكرهوننا بدون سبب.
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
أفسر: يا أخي عندما تسمي اليهود بأحفاد القردة والخنازير ماذا تريد منهم أن يفعلوا؟ عندما تكفر النصارى (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَ) وتدعو على الكفار في صلاة الجمعة (اللهم شتت/دمر/فرق شملهم إلخ) ماذا تريدونهم أن يفعلوا؟<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
وهل نعتقد أن هذا الكلام لا يصلهم؟ بلا. ماذا تفعل مراكز الدراسات الإستراتيجية عندهم إذن؟ الكلام يصلهم وهم يضعون الخطوط العريضة لسياستهم الخارجية على ضوء هذا. هذا بالإضافات إلى اللوبيات الصهيونية التي تلمع صورة إسرائيل لديهم على حساب صورة الإسلام ونحن ماذا نفعل؟<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
لا أطالب أن نفعل مثلهم ونهمش الإسلام لكن نحن في حاجة إلى حل.
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
مثلنا الحالي كمثل رجل لا نفوذ له في وسطه الإجتماعي لكنه يتطاول على "كبار الحومة" و يستغرب من ردة فعلهم. السياسة أمر مختلف جدا. لماذا لم نترك لنا صديقا ولا وليا ولا حليفا: الكل إما معي وإما ضدي. إما أن تكون من ديني وإلا فأنت عدوي (التوبة 29).
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
الإسلام دين جميل والجزية أخف على كاهل المواطنين من ضرائب المدنية الحديثة. الإسلام دين البر والإحسان والمعروف ودين الزكاة و دين إعانة الفقير. الإسلام دين الصدق والإخلاص للإله والعباد. فيه ما يحسده علينا غيرنا سرا وعلانية ولكن وضح لي موقفك مني - و أنا أتكلم بلسان الآخر هنا - لنعيش في سلام وشعاراتنا:
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
في السلم لأحباء الخير (ويوجد منهم في الغرب وحتى في أمريكا وفي إسرائيل بل هم أغلبية وكفانا من نظرية المؤامرة التي أهلكتنا ورمتنا في الحضيض، ربما هم أغلبية غير مؤثرة لكن أؤكد لكم أنهم الأغلبية الساحقة ربما باستثناء إسرائيل)<o:p></o:p>
الحجرات 13 -
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
<o:p></o:p> <o:p> </o:p>
في السلم لأحباء الشر (لن يخلو منهم العالم وليسوا فقط في الغرب ففي الدنيا قد يغدر بك أقرب الناس إليك)<o:p></o:p>
الأنفال 60-61 -
وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ 60 وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 61
<o:p></o:p> <o:p> </o:p>
في الدعوة:<o:p></o:p>
النحل 125 -
ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
<o:p></o:p> و<o:p></o:p>
الغاشية 21/22 -
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ 21 لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ 22
<o:p></o:p> <o:p> </o:p>
في الحرب:<o:p></o:p>
البقرة 190-193 -
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ 190 وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ 191 فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 192 وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ 193
<o:p></o:p> <o:p> </o:p>
لكن يا أخي في أي سياق تريدني أن أنزل هذه الآية بالخصوص؟<o:p></o:p>
التوبة 29 -
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
<o:p></o:p> <o:p> </o:p>
لا أقبل أن يكون ديني دين رفوف. عندما أتكلم مع غير المسلم أخرج له آيات السلم وعندما أتحدث مع المسلم أخرج له آيات الجهاد.
<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
وهنا أذكرك بقولين وردا في "ماكينق أف: آخر فيلم" للنوري بوزيد.<o:p></o:p>
النوري بوزيد: - ما نحبش الدين متاعي des tiroirs .<o:p></o:p>
و<o:p></o:p>
"بهته": - مانيش باش نكمل كان ماتوضحلي إل position متاعك مالدين شنية<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
بالطبع استعملت قول "بهته" في غير معناه الحرفي (هو كان يريد أن يعرف موقف المخرج من الإسلام لأنه رأى أن في الفيلم تعدي على الإسلام) لكن أنا أعنى بالقول وجب توضيح موقفنا وموقف الدين من الآخر لما فيه الخير للجميع.<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
ربما تعتقد بأن كلامي غير مقنع وفيه تهرب أو ما إلى ذلك. إذن هذا الدليل على ما قلته: الحوار يسير في خطين متوازيين غير متطابقين.