دراسة حديثية لحديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً : « إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه »
دراسة حديثية لحديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً : « إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه »
سعد بن ضيدان السبيعي
* دراسة حديثية لحديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً :
« إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه » .
رواه ابن عدي في الكامل (2/146) ، (5/200) ، (5/314) ، وابن الجوزي في الموضوعات (2/265) بلفظ « فارجموه » ، وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/155) كلهم من طريق مجالد بن سعيد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري .
ورواه ابن عدي في الكامل (7/83) والبلاذري في أنساب الأشراف (5/136) , وابن الجوزي في الموضوعات (2/256) وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/55) كلهم من طريق علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري .
ورواه ابن عدي في الكامل (2/209) وابن حبان في المجروحين (1/35) وابن الجوزي في الموضوعات (2/265) كلهم من طريق عباد بن يعقوب الرواجني عن الحكم بن ظهير عن عاصم عن زر عن ابن مسعود مرفوعا به (1) .
ورواه ابن عدي في الكامل (6/112) قال حدثنا علي بن سعيد حدثنا الحسين بن عيسى الرازي ثنا سلمة بن الفضل ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التميمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه مرفوعاً « إذا رأيتم فلاناً على المنبر فاقتلوه » .
ورواه ابن عدي في الكامل (6/112) من طريق أحمد بن الحسين الصدفي عن سفيان بن محمد الفزاري عن منصور بن سلمة عن سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا : « إذا رأيتم على منبري فقتلوه يعني فلان ... » (2) .
ورواه ابن عدي في الكامل (3/419) ثنا ابن سعيد ثنا أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن جعفر عن جماعة من أهل بدر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ورواه ابن عدي في الكامل (5/101) والعقيلي في الضعفاء (3/997) والخطيب في تاريخه (12/181) وابن الجوزي في الموضوعات (2/266) وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/157) كلهم من طريق سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال قيل لأيوب أن عمرو بن عبيد يروي عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
« إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه » فقال كذب عمرو (3) .
الإسناد الأول :
فيه مجالد بن سعيد الهمداني الكوفي .
قال البخاري : كان يحيى القطان يضعفه وكان ابن مهدي لا يروي عنه .
وقال الجوزجاني : يضعف حديثه (4) .
وقال أحمد : ليس بشيء .
وفي رواية قال أحمد : كذا وكذا ، وحرك يده ولكنه يزيد في الإسناد .
وفي رواية : مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف كم من أعجوبة لمجالد .
وقال يحيى : كان ضعيفا وقال لا أحتج بحديثه .
وقال النسائي : كوفي ضعيف (5) .
وقال ابن عدي : وعامة ما يرويه غير محفوظ (6) .
الإسناد الثاني :
فيه علي بن زيد بن جدعان قال أحمد : ليس بشيء .
وقال يحيى بن معين : ليس بذاك القوي (7) , وفي رواية : ليس بذاك . وفي رواية الدوري : ليس بحجة (8) .
وقال الجوزجاني : واهي الحديث ضعيف لا يحتج به (9) .
وقال أبو حاتم : ليس بالقوي , يكتب حديثه , ولا يحتج به , وكان يتشيع (10) .
وقال ابن خزيمة : لا أحتج به لسوء حفظه .
وقال ابن سعد : كان كثير الحديث , وفيه ضعف , ولا يحتج به (11) .
وقال أبو زرعة : ليس بالقوي .
وقال الترمذي : صدوق . إلا أنه ربما يوضع الشيء الذي يوقفه غيره . (12)
وقال الدارقطني : لا يزال عندي فيه لين (13) .
قال ابن عدي في الكامل (5/201) : كان يغلي في التشييع ومع ضعفه يكتب حديثه .
وقال حماد بن زيد : يقلب الأحاديث (14) .
وضعفه النسائي وابن عيينه (15) .
وقال ابن حبان في المجروحين (2/78) : كان يخطئ وكثر ذلك فاستحق الترك .
وقد توبع علي بن زيد بن جدعان تابعه عبدالملك بن أبي نضرة عن أبيه به .
كما في المجروحين لابن حبان (1/173) إلا أنها متابعة ساقطة في سندها شيخ ابن حبان أحمد بن محمد بن بشر بن فضالة ، أبو بشر الفقيه ، قال ابن حبان في المجروحين (1/171) :
« كان مما يضع المتون للآثار ويقلب الأسانيد للأخبار حتى غلب عليه أخبار الثقات ، وروايته عن الأثبات بالطامات على مستقيم حديث فاستحق الترك » .
وذكر له ابن حبان في المجروحين (1/171) أحاديث هذا منها ثم قال : « وهذه الأحاديث التي ذكرناها أكثرها مقلوبة ومعمولة عملت يداه » .
الإسناد الثالث :
في سنده الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي
قال ابن حبان في المجروحين (1/304) : « روى عنه الكوفيون ، كان يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات وهو الذي يروي عن عاصم عن زر ........ » فذكر الحديث
قال يحيى بن معين : ليس بشيء
وقال مرة : كذاب
وقال النسائي : متروك الحديث كوفي (16) .
وقال البخاري : منكر الحديث (17) .
وقال الجوزجاني : ساقط (18) .
وقال ابن عدي في الكامل (2/210) : عامة أحاديثه غير محفوظة .
وقال ابن حبان في الثقات ( 6/444) وكان في آخر أمره يخطئ فيما روى تغير عليه حفظه . فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا بواسطة ليس فيه تخليط مثل يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق ، وسماع المتأخرين منه بالكوفة فيه أوهام كثيرة .
وقد تابع الحكم بن ظهير شريك بن عبدالله القاضي كما عند ابن حبان في كتاب المجروحين (2/163) وشريك بن عبدالله القاضي أبو عبدالله الكوفي ضعيف فيما حديث به من حفظه بعد توليه القضاء .
قال ابن عدي في الكامل (4/22) :
الغالب على حديثه الصحة والإستواء ، والذي يقع في حديثه من النكرة إنما أتي به من سوء حفظه لا أنه يتعمد شيئًا مما يستحق أن ينسب فيه إلى شيء من الضعف .
وقال صالح جزرة : صدوق ولما ولي القضاء اضظرب حفظه (19) .
الإسناد الرابع :
أشار ابن عدي في الكامل ( 6/112) إلى نكارته فقال :
وهذا بهذا لم أكتبه إلا عن علي بن سعيد .
فيه سلمة بن الفضل أبو عبدالله الأبرش وهو ضعيف الحديث له مناكير وغرائب وما رواه عن محمد بن إسحاق في المغازي فقط أقوى من غيره وإن كان حديث ضعيف مطلقا .
قال البخاري : عنده مناكير ، وهنه علي بن المديني (20) ، قال علي : ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديثه (21) .
وقال أبو حاتم : محله الصدق وفي حديثه إنكار يكتب حديثه ولا يحتج به . (22)
وضعفه النسائي واسحاق بن راهويه (23) .
وقال الحاكم : ليس بالقوي عندهم .
وذكره ابن حبان في الثقات وقال : يخطئ ويخالف (24) .
ووثقه ابن معين وأبو داود وابن سعد .
قال ابن عدي في الكامل (3/341) في ترجمة سلمة بن الفضل : « وعنده سوى المغازي عن ابن إسحاق وغيره إفرادات وغرائب ولم أجد في حديث حديثا قد جاوز فيه الحد في الإنكار وأحاديثه مقاربة ومحتملة » .
وكذلك في الإسناد عنعنة محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي فقد وصف رحمه الله بالتدليس فإذا عنعن فإنه يتأنى في خبره لا سيما إذا كانت روايته في غير المغازي فإذا ثبت تدليسه رد خبره ونكارة الخبر تدل على أنه دلس (25) .
الإسناد الخامس :
فيه سفيان بن محمد الفزاري المصيصي ، قال ابن عدي في الكامل (3/419) :
« يسرق الحديث ويسوي الأسانيد » ؛ ثم ذكر له هذا الحديث وقال : «
سواه سفيان الفزاري هذا فقال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر ورواه عن منصور بن سلمة عن سليمان بن بلال وسليمان ثقة ومنصور لا بأس به وإنما يروي جعفر بن محمد عن جماعة من أهل بدر عن النبي صلى الله عليه وسلم .... ولسفيان بن محمد غير ما ذكرت من الأحاديث ما لم يتابعه الثقات عليه وفي أحاديثه موضوعات وسرقات يسرقها من قوم ثقات وفي أسانيد ما يرويه تبديل قوم بدل قوم واتصال مراسيل (26) وهو بين الضعف » (27) .
الإسناد السادس :
فيه خالد بن مخلد القطواني وهو وإن كان من رجال البخاري إلا أنه ضعيف الحديث .
قال أحمد : له مناكير (28) .
وقال ابن سعد : منكر الحديث في التشيع مفرطًا (29) .
وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به (30) .
وقال أبو داود : صدوق لكنه يتشيع (31) .
وقال يحيى بن معين وابن عدي : لا بأس به (32) .
ووثقه العجلي وابن حبان (33) .
الإسناد السابع :
فيه عدة علل :
1- مروي بصيغة التمريض كما عند ورواه ابن عدي في الكامل (5/101) والعقيلي في الضعفاء (3/997) والخطيب في تاريخه (12/181) وابن الجوزي في الموضوعات (2/266) وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/157) « قيل لأيوب أن عمرو بن عبيد يروي عن الحسن » ولا يعرف من القائل !
2- أيوب السختياني رحمه الله قال عن هذا الحديث كذب كما عند ابن عدي في الكامل (5/101) ، (5/103) .
3- في سنده عمرو بن عبيد ، أبو عثمان البصري .
قال أيوب ويونس بن عبيد : كان عمرو بن عبيد يكذب في الحديث .
وقال الدارقطني : ضعيف .
وقال ابن معين : ليس بشيء (34) .
وقال النسائي : متروك الحديث (35) .
وقال ابن حبان : كان داعية إلى الاعتزال ويشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكذب مع ذلك في الحديث توهماً لا تعمداً (36) .
وقال ابن عدي : مذموم ضعيف الحديث جداً معلن بالبدع (37) .
فعمرو بن عبيد كذاب لاسيما فيما رواه عن الحسن نص على هذا حميد الطويل وأيوب السختياني وابن عون .
فالحديث لم يثبت إسناده ولو ثبت فهو من مراسيل الحسن ومراسيل الحسن ليست بشيء .
وفي المنتخب من العلل قال لخلال ( 229 ) :
وأخبرنا عبدالله : حدثني أبي : حدثنا سليمان بن حرب : حدثنا حماد بن زيد ، قال : قال رجل لأيوب : إن عمرو بن عبيد روى عن الحسن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا رأيتم – يعني – معاوية على المنبر » .
فقال : كذب عمرو .
قال : وسألت أبي أن يحدثني بحديث عمرو بن عبيد قلت : أعرفها . فأملي علي ، عن سهل بن يوسف عن عمرو بن عبيد عن الحسن فقال : أتركه ، كذب على الحسن .
أخبرني عبيد الله بن حنبل : حدثني أبي : سمع أبا عبدالله يقول : كان عمرو بن عبيد يحدث الناس : « قول الحسن » ، فيكتب عنه : « قال الحسن » ، وإنما يعني نفسه ، وكان عمرو بن عبيد بن عبيد يتهم بالكذب وكان يغلو في رأيه .
فتبين أن هذا الحديث باطل متنا وسندا .
وقد نص جمع من أهل العلم على بطلانه :
1- البخاري في التاريخ الأوسط (71) قال رحمه الله :
« وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة أن معاوية لما خطب على المنبر فقام رجل فقال قال ورفعه إذا رأيتموه على المنبر فاقتلوه وقال آخر اكتبوا إلى عمر فكتبوا فإذا عمر قد قتل وهذا مرسل لم يشهد أبو نضرة تلك الأيام وقال عبدالرزاق عن بن عيينة عن علي بن زيد عن أبي سعيد رفعه وهذا مدخول لم يثبت ورواه مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد رفعه وهذا واه قال أحمد أحاديث مجالد كلها (38) حلم وقال يحيى بن سعيد لو شئت لجعلها كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبدالله ويروى عن معمر عن بن طاوس عن أبيه عن رجل عن عبدالله بن عمرو رفعه في قصته وهذا منقطع لا يعتمد عليه وروى الأعمش عن سالم عن ثوبان رفعه في قصته وسالم لم يسمع من ثوبان والأعمش لا يدري سمع هذا من سالم أم لا ؟!
قال أبو بكر بن عياش عن الأعمش أنه قال : نستغفر الله من أشياء كنا نرويها على وجه التعجب اتخذوها ديناً وقد أدرك أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم معاوية أميراً في زمان عمر وبعد ذلك عشر سنين فلم يقم إليه أحد فيقتله قال البخاري :
وهذا مما يدل على هذه الأحاديث أن ليس لها أصول ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم خبره على هذا النحو في أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إنما يقوله أهل الضعف بعضهم في بعض إلا ما يذكر أنهم ذكروا في الجاهلية ثم اسلموا فمحا الإسلام ما كان قبله » .
2- أبو جعفر العقيلي في الضعفاء (1/280) بعد أن ذكر عدة أحاديث منها هذا الحديث قال :
« ولا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام في هذا المتون من وجه يثبت » (39) .
3- قال ابن حبان في المجروحين (1/171) ترجمة أحمد بن محمد بن بشر بن فضالة بعد أن ذكر له أحاديث هذا منها قال : « وهذه الأحاديث التي ذكرناها أكثرها مقلوبة ومعمولة ، عملت يداه » .
لذا قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (3/164) : « وقال غيره (40) أنكر ما روى ما حدث به حماد بن سلمة عنه عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه إذا رأيتم ......... » .
قال ابن الجوزي في الموضوعات ( 2 / 266 ) ( هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وفي الموضوعات ( 2 / 264 ) ذكره ابن الجوزي من الأحاديث التي وضعت في ذم معاوية .
__________________
وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله:
انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق.
و ما ضر المسك معاوية عطره
أن مات من شمه الزبال والجعل
رغم أنف من أبى
|