![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
بين الدين والعلم
الحمد لله ، والصلاةوالسلام على رسول الله وبعد ،،،
بعدما نفض الأوربيون عنهم غبار الجهل والتخلف ، وكسروا القيود التى فرضتها الكنيسة على عقولهم وجيوبهم ، أخذوا يسيرون فى ضرب العلم المادى الذى تطور كثيراً على أيديهم فى شتى المجالات ، حتى ظن الكثيرون منهم أن التمسك بالدين هو سبب التخلف ، وأن فى تركه يتحقق التقدم والرقى ، ورغم أن النقيض الذى حدث فى تاريخ الأمة الإسلامية كان على النقيض من هذا ، فما تقدم المسلمون وارتقوا إلا بعد ظهور الإسلام وانتشاره ، وما تخلف المسلمون إلا لما ابتعدوا عن دينهم. أقول ، رغم كل هذا فإننا لا زلنا نسمع من الكثيرين أن هناك تناقض بين الدين والعلم. وأنا لا أخطئهم فى كل ما يدعون ، نعم إن هناك تناقض بين الدين وبين العلم ، ولكن ليس كل دين ، فقط هو الدين الباطل الذلا يتناقض مع العلم المادى. أما الدين الحق فلا يمكن أن يتناقض مع العلم المادى بحال من الأحوال. فالعلم المادى يكتشف حقائق خلق الله ، والدين هو شرع ، ولا تناقض بين خلق الله وشرعه. قال تعالى : ( ألا له الخلق والأمر ) وقال أيضاً : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ). ونحن - المسلمين - عندنا مسلمات دينية يجب التنبه إليها عند التعامل مع العلوم المادية ألخصها فى الآتى :- 1- لا يوجد ثمة تعارض بأى وجه من الوجوه بين ما جاء به الإسلام (قرآنا وسنة) وبين الاكتشافات العلمية الحديثة فى هذا الزمان وفى كل زمان. ( وعلى من أراد التعمق فى هذه المسألة الرجوع إلى كتاب التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ) للعالم الفرنسى المسلم موريس بوكاى. 2- العلم المادى أساسه يرتكز - فى بداية بحثه - على الظنيات ، والظنيات لا تعارض قطعيات الدين. 3- الظنيات العلمية المعروفة بمصطلح النظريات تتغير وتتبدل وتختلف من عصر لآخر كنظريات نشأة الكون مثلاً كلها ( رجماً بالغيب ) ولا توجد واحدة منها تقطع بأن نشأة الكون تتخلص فى خطوات محددة ، ولكن كل نظرية تستطيع فقط أن تقدم ( أساسيات تفكير ) وليست ( صورة نهائية ) ، وأقصى ما تستطيعه نظرية ما هو أن تقدم رؤية أفضل من النظرية السابقة لها ، وأن تنقض فروض السابقة لها ، وأن تأتى بأقل عدد ممكن من الانتقاضات حولها. وأصحاب ومؤسسوا تلك النظريات أنفسهم يعلمون أن بنظرياتهم وفروضهم خروقات كبيرة ، ولكن المشكلة ، جُلّ المشكلة من أشباه العلماء الذين يتعاطون هذه الفروض ويجعلون منها مسلمات ينطلقون منها لإنكار خالق الكون. مثال ذلك واضح جداً فى تاريخ العلم ، مؤسس نظرية التطور ( تشارلز دارون) لم يكن ملحداً بل كان يهودياً يؤمن بوجود خالق واحد لهذا الكون ، أما من جاءوا بعده فجعلوا من آرائه - التى ثبت خطؤها لاحقاً - جعلوا منها أساساً ومنطلقاً للإلحاد. أليس هذا بالأمر العجيب حقاً. فإن كان التطور هو فكر دارون فمن أين أتيتم يا من جئتم بعده بالإلحاد استناداً إلى فكر دارون!؟ لذا وجب عدم التعامل مع هذه الظنيات (النظريات) على أنها حقائق قاطعة دامغة يُنقض بها مسلمات الدين. إن العلم المادى يبحث فى المحسوسات أم الدين فموضوعه الغيبيات. العلم وسيلته العقل فقط ، والدين وسائله العقل والقلب معاً. العلم المادى هدفه الدنيا العاجلة ، والدين بغيته الآخرة الباقية. ولنطبق كلامنا هذا على مسألة خلق الكون ، فالدين يقول أن الله هو خالق الكون من لا شئ ، خلاص انتهت المسألة مفهومة جداً وواضحة ، أما القائلون بأى قول آخر كالصدفة أو الانفجار أو التطور أو أية نظرية أخرى ستأتى ، لاشك أنهم سيقعون فى تناقضات رهيبة لا يستطيعون الخروج منها ، وستلقى عليهم أسئلة ستنوء بها عقولهم ، فموضوع الانفجار الذى ذكر هنا ، والقول بأن الكون بدايته ذرة واحدة أو بروتون أو نيوترون - أيا ً كان المسمى - أنا لا أنكر إمكانية حدوث هذا بالمرة ، ولكنى أسألهم : فمن خلق البروتون الأول؟ من الذى خلق وأوجد الذرة الأولى لهذا الكون؟ كذلك : إذا قالوا بالانفجار ، فركز معى جيداً : انفجار يعنى تباعد يعنى تفرق يعنى خلل يعنى فوضى ، ولكن الكون ليس على هذه الوتيرة ، الكون فى غاية النظام والإحكام ، إذا نجحت الصدفة أو التطور أو الطبيعة أو الانفجار فى خلق الكون فهل نجح أيضاً فى خلق نظام محكم دقيق لهذا الكون!؟ هنا أمور فى غاية الغرابة : فإن أجابونى بـ (لا) إذن فقد نقضوا ما جاءوا به. وإن أجابوا بـ (نعم) فدعنى أسألهم فهل تم هذا الشئ وهذا الخلق وهذا النظام عن إرادة أم عن غير إرادة؟ فإن أجابوا بـ (لا) فكيف إذن لمن ليس له إرادة أن يخلق من له إرادة!؟ وإن إجابوا بـ (نعم) فأقول وهل تم هذا الخلق بمقتضى علم وحكمة أم لا؟ فإن أجابوا بـ (لا) فكيف لمن ليس له علم ومن ليس عنده حكمة أن يخلق عالماً وحكيماً يتكلم باسم العلم!؟ وإن قالوا : (نعم) فنحن نقول لهم ، خالق ذو قدرة وعلم وإرادة وحكمة أنتم تسمونه : الصدفة ، الطبيعة ، التطور ، الانفجار .... إلخ ونحن نقول إنه هو الله.
__________________
![]() قـلــت :
|
#2
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() ![]()
__________________
اللهمّ صلّ على محمد عدد ماذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]() ![]() ![]() ![]() يرفع للفائدة |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|