![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() كل خلق الله من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب
كل الخلق على هذه الأرض لديهم من الذنوب مايكفي وماهو كفيل بكبنا على وجوهنا في النار ولكن رحمة الله كانت أوسع من كل ذنوب أهل الأرض قصص رواها شيوخ عن شباب أثار معاصيهم تفوح ولكن قلوبهم مازالت بالخير تنبض فلم تمنعهم هذه الذنوب عن إصلاح مايمكن إصلاحه ولم تردعهم عن عمل الصالحات ولو كانت ذنوبهم كالجبال قال الشيخ محمد العريفي في أحد كتبه : خرجت من المسجد يوماً فجاءني شاب عليه آثار المعصية.. وقد اسودت شفتاه من كثرة التدخين.. فعجبت لما رأيته.. ماذا يريد.. فلما سلم عليّ قال : يا شيخ أنتم تجمعون أموالاً لبناء مسجد أليس كذلك ؟ قلت : بلى.. فناولني ظرفاً مغلقاً وقال : هذا مال جمعته من أمي وأخواتي وبعض المعارف.. ثم ذهب.. ففتحت الظرف فإذا فيه خمسة آلاف ريال.. وأنفق هذا المال في بناء المسجد.. واليوم لا يذكر الله في ذلك المسجد ذاكر.. ولا يتلو القرآن قارئ.. ولا يصل مصل.. إلا وكان في ميزان ذاك الشاب مثل أجره.. فهنيئاً له.. ولو أن هذا الشاب استسلم لتخذيل الشيطان وقال : أنا عاص.. فإذا تبت بدأت أخدم الدين وأبني المساجد.. لفاته أجر عظيم.. وقد قال : من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً (8). - وأعرف اثنين من الشباب - المقصرين - هما منذ سنوات.. إذا أقبل شهر رمضان أو موسم الحج ركبا في سيارة وأخذا معهما أدوات خاصة بإصلاح أعطال السباكة والكهرباء.. ثم توجها إلى مكة.. ومرا على جميع دورات المياه التي في طريق الحجاج والمعتمرين وأصلحاً أعطالها.. خدمة لإخوانهم المسلمين.. ولا أحد يعرف عنهما ذلك.. وحدثني أحد الدعاة أنه طرق عليه الباب في آخر الليل.. قال الشيخ : فخرجت فزعاً فإذا شاب عليه آثار التقصير والمعصية.. فسألته : ماذا تريد ؟! فقال : معي في السيارة اثنان من العمال الهنود أسلما على يدي وقد أحضرتهما إليك لتلقنهما الشهادة وتجيب عن أسئلتهما..!! قال الشيخ : فعجبت وقلت.. كيف دعوتهما ؟ فقال : لا زلت أتابعهما بالكتب والأشرطة حتى أسلما.. - وحدثني أحد العاملين في مكتب للدعوة والإرشاد أن شاباً مدخناً.. وعنده معاص أخر. ومع ذلك فإن هذا الشاب إذا أقبل رمضان جمع تبرعات من التجار ثم اشترى آلاف الأشرطة وحملها إلى مكاتب الدعوة لتوزيعها خلال نشاطاتهم في رمضان.. طالما اشتكى العاملون في مكاتب الدعوة والإرشاد من قلة المتعاونين معهم.. ويقسم لي أحدهم : أن بعض العمال الكفار ليس بينه وبين الإسلام إلا أن يتفرغ له شخص أسبوعاً أو أسبوعين يأتي به إلى مكتب الدعوة لحضور المحاضرات.. ولا يجد المكتب متعاوناً يهتم بمثل هذا.. بل.. كم من خادمة كافرة ما نشط أصحابها في دعوتها ولا أهدوا لها كتاباً ولا شريطاً عن الإسلام.. فبقيت على كفرها.. وكم من شاب فاجأه الموت وهو تارك للصلاة.. أو مقيم على كبيرة من الكبائر.. لأن الدعاة ما استطاعوا الوصول إليه.. وأصحابه ما نشطوا في نصيحته.. وكم من فتاة ترى زميلاتها في المدرسة.. يتبادلن الصور الأشرطة المحرمة.. بل وأرقام الهواتف المشبوهة.. ومع ذلك إذا طالبناها بنصيحتهن قالت : أنا احتاج إلى من ينصحني.. أنا مقصرة.. إذا أصبحت ملتزمة نصحتهن.. عجباً.. ما أسعد الشيطان بسماع هذه الكلمات.. كيف دخل الإسلام إلى أفريقيا والهند والصين..!! حتى صار في الهند مائة مليون مسلم.. وفي الصين قريباً من ذلك.. من دعا هؤلاء ؟.. إنهم أقوام من عامة الناس.. ليسوا طلبة علم.. ولا أئمة مساجد.. ولا تخرجوا من كليات شرعية.. أقوام ذهبوا للتجارة.. فدعوا الناس فأسلموا على أيديهم.. فخرج من هؤلاء المسلمين الهنود والصينيين والأفارقة علماء ودعاة.. وأجر هدايتهم لأولئك التجار.. لقد سألت مراراً عدداً من العمال الكفار الذين يعملون في محطات البنزين.. أقول لأحدهم : منذ متى وأنت في هذه البلاد فيقول : منذ خمس سنوات.. وسبع سنوات.. فأقول : هل أعطاك أحد شريطاً أو كتاباً عن الإسلام منذ جئت إلى هنا ؟! فيعتصر قلبي بقوله :لا.. كل الناس يملئون سياراتهم بالوقود ويذهبون.. يا أخي قد تكون مقصراً.. بل قد تستمع إلى الأغاني.. وقد تدخن.. وقد تقع في المعاصي ولكن أنت مسلم أولاً و آخراً.. وقد قال لك النبي : بلغوا عني ولو آية .. أفلا تحفظ آية تبلغها.. إن توزيع الأشرطة.. ونشر الكتب.. وتوزيع بطاقات الأذكار.. أمور لا تحتاج إلى علم.. من منا إذا سافر أخذ معه مجموعة من الأشرطة النافعة ثم إذا وقف في محطة وقود وضع في البقالة بعضها.. والبعض الآخر في مسجد المحطة.. أو وزعها على السيارات الواقفة.. الناس في الطريق لابد أن يستمعوا إلى شيء فكن معيناً لهم على سماع الذكر والخير.. من منا إذا رأى كتاباً نافعاً اشترى منه كمية ثم وزعها في مسجده.. أو أهداها لزملائه في العمل.. أو طلابه في المدرسة.. وأنا بكلامي هذا لا أسوغ الوقوع في المعاصي.. أو أعتذر عن أصحابها.. ولكن.. ذكر إن نفعت الذكرى ولا ينبغي أن تحول المعصية بين صاحبها وبين خدمة هذا الدين..
__________________
![]() ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|