![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() لقد حثت الشريعة الإسلامية على الألفة والمحبة والتآزر والتعاضد والتعاون بين المسلمين، ونهت عن التدابر والتنافر والتهاجر والتباغض بينهم. قال تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 63]. ونهى النبي ![]() قال ابن حجر الهيتمي: "التهاجر: أن يهجر المسلم أخاه فوق ثلاثة أيام لغير غرض شرعي. والتدابر: هو الإعراض عن المسلم، بأن يلقى أخاه، فيعرض عنه بوجهه والتشاجن: هو تغير القلوب المؤدي إلى التهاجر والتدابر". وقال النبي ![]() وقال ![]() قال النووي: "قال العلماء: في هذا الحديث تحريم الهجر بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال، وإباحتها في الثلاث الأولى بنص الحديث والثاني بمفهومه، قالوا: وإنما عفي عنها في الثلاث، لأن الآدمي مجبول على الغضب وسوء الخلق ونحو ذلك، فعفي عن الهجرة، في الثلاث ليذهب ذلك العارض، وقيل إن الحديث لا يقتضي إباحة الهجرة في الثلاثة، وهذا على مذهب من يقول: لا يحتج بالمفهوم، ودليل الخطاب". قوله: «يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا» وفي رواية: «فيصد هذا ويصد هذا» ومعنى يصد: يعرض، أي يوليه عرضه، بضم العين أي جانبه. قوله ![]() أي: هو أفضلهما، وفيه دليل لمذهب الشافعي ومالك ومن وافقهما أن السلام يقطع الهجرة، ويرفع الإثم فيها ويزيله. وقال أحمد وابن القاسم المالكي: "إن كان يؤذيه لم يقطع السلام هجرته". قالت الشافعية: "ولو كاتبه أو أرسله عند غيبته عنه، هل يزول إثم الهجرة؟ وفيه وجهان: أحدهما: لا يزول، لزوال الوحشة، وأصحهما: يزول لزوال الوحشة". أخي الحبيب: هل تعلم أن هجر المسلم أخاه بغير سبب شرعي عده العلماء كالذهبي وصاحب الزواجر من كبار الذنوب والمعاصي؟ ومع ذلك نرى كثيراً من الناس يتساهلون بالهجر والقطيعة.. فعند أهون سبب يهجر الصديق صديقه، والصاحب صاحبه، والجار جاره، والقريب قريبه! فأين الحلم والأناة وكظم الغيظ؟! أين سعة الصدر وسلامة وإحسان الظن بالمسلم؟! أين التسامح والعفو والتواضع وخفض الجناح؟! قال أحد السلف: "خيركم من راعى وداد لحظة". وقال رجل لابن السماك: غداً نتعاتب فقال له ابن السماك: بل غداً نتغافر.. كيف يستمر بعضنا في الهجران والقطيعة، والنبي ![]() كيف تمر الأيام والأشهر والأعوام: ولا يرق قلب ولا تدمع عين، ولا يعترف بخطئه مخطئ؟! بل يصر الجميع على العناد والكبر وكأن قلم الحساب قد رفع عنهم جميعاً! أين أنتم أيها المتهاجران من قول النبي ![]() أين أنتم أيها المتقاطعان من قوله ![]() جسد واحد: قال ابن حبان رحمه الله: "لايحل التباغض، ولا التنافس، ولا التحاسد، ولا التدابر بين المسلمين، والواجب عليهم أن يكونوا إخواناً، كما أمرهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإذا تالم واحد منهم، كما أمرهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا تألم واحد منهم، تألم الآخر بألمه، وإذا فرح فرح الآخر بفرحه، بنفي الغش والدغل، مع استسلام الأنفس لله جل وعلا مع الرضا بما يوجب القضاء في الأحكام كلها، ولا يجب الهجران بين المسلمين عند وجود ذلة من أحدهما، بل يجب عليهما صرفها إلى الإحسان، والعطف عليه بالإشفاق وترك الهجران". ومن ذا من عيوب الناس ناجٍ بحـــق قيـــل فيـــه أو قـــراف قبيــح بي إذا خاللــــت خـلاً إذا لم تحتمل حق المصافي فأما في الكلام فكــم وفـــى ولكن في الشدائد لا يوافي أسباب الهجران قال أبو حاتم: "السب المؤدي إلى الهجران بين المسلمين ثلاثة أشياء: 1- إما وجود الزلة من أخيه: ولا محالة يزل فلا يغضي عنها، ولا يطلب لها ضدها. 2- وإبلاغ واش يقدح فيه: ومشي عازل بسلب له، فيقبله ولا يطلب لتكذيبه سبباً، ولا لأخيه عذراً. 3- ورود ملل به: يدخل على أحدهما، فإن الملالة تورث القطع، ولا يكون لملول صديق". قواعد في الهجر الشرعي وهناك حالات يجوز فيها هجر المسلم، مثل أن يكون مبتدعاً، داعياً إلى بدعته، أو مهاجراً بالمعاصي، أو سيء الخلق داعياً إلى بدعته، أو مجاهراً بالمعاصي، أو سيء الخلق بعد نصحه حتى يعود إلى جادة الصواب ولكن يلتفت إلى ما يلي: أولاً: الإخلاص واتباع الشرع: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فالهجرة الشرعية هي من الأعمال التي أمر الله بها ورسوله، فالطاعة لابد أن تكون خالصة لله، وأن تكون موافقة لأمره، فتكون خالصة لله صواباً، فمن هجر لهوى نفسه، أو هجر غير مأمور به، كان خارجاً عن هذا، وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهواه، ظانة أنها تفعله طاعة لله، والهجر لأجل حظ الإنسان، لا يجوز أكثر من ثلاث، فينبغي أن يفرق بين الهجر لحق الله، وبين الهجر لحق نفسه، فالأول مأمور به، والثاني منهي عنه، لأن المؤمنين إخوة". ثانياً: أنواع الهجر الشرعي: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والهجر الشرعي نوعان: أحدهما: بمعنى الترك للمنكرات. والثاني: بمعنى العقوبة عليها. فالأول هو المذكور في قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68]. وقوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} [النساء: 140]. فهذا يراد أنه لا يشهد المنكرات لغير حاجة، مثل قوم يشربون الخمر يجلس عندهم، وقوم دعوه إلى وليمة فيها خمر وزمر، لا يجب دعوتهم، وأمثال ذلك بخلاف من حضر عندهم للإنكار عليهم، أو حضر بغير اختياره. النوع الثاني: الهجر على وجه التأديب: وهو هجر من يظهر المنكرات، يهجر حتى يتوب منها، كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون الثلاثة الذين خلفوا، حتى أنزل الله توبتهم، حين ظهر منهم ترك الجهاد المتعين عليهم بغير عذر. ولم يهجر من أظهر الخير وإن كان منافقاً، فإن الهجر بمنزلة التعزيز، والتعزيز يكون لمن ظهر منه ترك الواجبات، وفعل المحرمات، كتارك الصلاة والزكاة، والتظاهر بالمظالم والفواحش، والداعي إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بدع.. فالمنكرات الظاهرة يجب إنكارها بخلاف الباطنة فإن عقوبتها على صاحبها خاصة. ثالثاً: اعتبار المصالح والمفاسد: قال شيخ الإسلام: "وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم، وقلتهم، وكثرتهم، فإن المقصود به: زجر المهجور وتأديبه، ورجوع العامة عن مثل حاله، فإن كانت المصحلة في ذلك راجحة، بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً، وإن كان لا المهجور، ولا غيره يرتدع بذلك، بل يريد الشر والهاجر ضعيف، بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهرج، بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر". رابعاً: النظر في طبائع النفوس: قال شيخ الإسلام: "والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوماً، ويهجر آخرين، كما أن الثلاثة الذي خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم لما كان أولئك سادة مطاعين في عشائرهم، فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم، وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير، فكان في هجرهم عز الدين، وتطهيرهم من ذنوبهم". هدية الرسالة: عن أبي الحسن المدائني قال: "جرى بين الحسن بن علي، وأخيه الحسين كلام، حتى تهاجروا، فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه، أقبل إلى الحسن وهو جالس، فأكب على رأسه فقبله، فلما جلس الحسن، قال له الحسين: إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك، أنك أحق بالفضل مني، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به". فمتى تفعل فعل لاحسن يا عباد الله!!
__________________
![]() ![]() ![]() |
#2
|
|||
|
|||
![]() ![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]()
جزاك الله خير اخيتى
بارك الله فى جهودك
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. ![]() [align=center] ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|