أهمية الإطار النظري في البحث العلمي

[محمد العوضي]

الإطار النظري العلمي: تعريفه وأهميته في البحث العلمي
يُعد الإطار النظري العلمي من أهم الأجزاء في البحث العلمي، حيث يُسهم بشكل كبير في توجيه الباحث نحو فهم أعمق للموضوع قيد الدراسة ويحدد الأساس النظري الذي يتم بناء عليه تحليل الظواهر. يعتبر الإطار النظري بمثابة الإطار المرجعي الذي يستند إليه الباحث لتوضيح المفاهيم، النظريات، الدراسات السابقة، ومنهجية البحث، ويعمل على تحديد التوجهات التي سيتم اتباعها في الدراسة. في هذا المقال، سنتناول مفهوم الإطار النظري، أهميته، مكوناته، كيفية صياغته، ودوره في تحسين جودة البحث العلمي.

مفهوم الإطار النظري العلمي
الإطار النظري هو جزء من البحث العلمي يتم فيه عرض وتوضيح المفاهيم والنظريات التي ترتبط بالموضوع الذي يقوم الباحث بدراسته. يهدف هذا الجزء إلى تقديم تفسير علمي حول الظاهرة موضوع الدراسة استنادًا إلى الأدبيات العلمية المتاحة والنظريات التي تفسر الظاهرة. يعتمد الباحث في الإطار النظري على الدراسات السابقة والنظريات العلمية التي تشرح الخلفية العلمية للمشكلة أو الظاهرة.

بعبارة أخرى، فإن الإطار النظري يُعد بمثابة خريطة طريق توجه الباحث نحو تحديد أسئلة البحث، فرضياته، ومنهجية الدراسة التي ستُستخدم. كما يساهم في توجيه الباحث للتركيز على جوانب معينة من الموضوع مع تجنب التشتت في موضوعات غير ذات صلة.
شاهد ايضا
مجلة البيان


رسائل ماجستير لموضوع الذكاء الاصطناعي pdf




صحيفة البيان

توجيه الدراسة:

الإطار النظري يساعد الباحث على تحديد أهداف الدراسة وتسليط الضوء على الأسئلة البحثية الأكثر أهمية. من خلال الإطار النظري، يتمكن الباحث من اختيار المفاهيم والنظريات المناسبة التي ستساعد في تفسير الظاهرة أو المشكلة البحثية.
تعزيز الفهم العميق للمشكلة:

يوفر الإطار النظري السياق الضروري لفهم الخلفية العلمية حول المشكلة البحثية. من خلال الإطار، يتعرف الباحث على ما تم دراسته مسبقًا في المجال نفسه، مما يسهم في تعزيز الفهم النظري للظاهرة.
توجيه اختيار المنهجية:

الإطار النظري يُسهم في اختيار المنهجية المناسبة للدراسة. فمثلاً، إذا كانت الدراسات السابقة قد استخدمت منهجًا معينًا، قد يستفيد الباحث من ذلك لاختيار المنهجية التي تناسب بحثه.
التنبؤ بنتائج البحث:

الإطار النظري يساهم في التنبؤ بنتائج البحث بناءً على النظريات والمفاهيم التي تم دراستها مسبقًا. يمكن للباحث تحديد الافتراضات أو الفرضيات التي سيتم اختبارها في الدراسة بناءً على ما توصل إليه في هذا الجزء.
دعم التحليل والتفسير:

بعد جمع البيانات، يساعد الإطار النظري في تفسير النتائج وتحليلها. حيث يتم استخدام النظريات التي تم تحديدها في البداية لتفسير النتائج وعلاقتها بالظاهرة التي يتم دراستها.
مكونات الإطار النظري
يتكون الإطار النظري من مجموعة من العناصر التي تشكل البنية الأساسية له، ومن أبرز هذه المكونات:

المفاهيم الأساسية:

يتضمن هذا الجزء التعريفات الدقيقة للمفاهيم والمصطلحات الرئيسية التي ستُستخدم في البحث. قد تكون هذه المفاهيم مستخلصة من الأدبيات العلمية أو من تجارب الباحث. وتساعد هذه المفاهيم في بناء إطار شامل لفهم الموضوع.
النظريات ذات الصلة:

من المهم أن يتم استعراض النظريات التي تفسر الظاهرة أو المشكلة البحثية. قد تكون هذه النظريات قديمة أو حديثة، ولكن الهدف هو إبراز كيف تفسر هذه النظريات الموضوع ومساهمتها في توجيه البحث.
الدراسات السابقة:

مراجعة الدراسات السابقة تعد جزءًا حيويًا من الإطار النظري، حيث يتم استعراض ما تم دراسته مسبقًا في نفس المجال أو في مجالات ذات صلة. من خلال الدراسات السابقة، يمكن للباحث التعرف على النتائج المتوصل إليها في الأبحاث المماثلة ويحدد الفجوات البحثية التي يسعى لتغطيتها في دراسته.
الفرضيات:

بناءً على النظريات والدراسات السابقة، يتم صياغة فرضيات أو أسئلة بحثية يمكن اختبارها خلال الدراسة. تساعد الفرضيات في توجيه البحث وتحديد ما سيتم اختباره.
العوامل والمتغيرات:

يجب تحديد العوامل أو المتغيرات التي تؤثر في الظاهرة المدروسة. تساعد هذه المتغيرات في بناء النماذج والنظريات التي يتم اختبارها في البحث.
التعريفات التشخيصية:

من المهم توضيح أي مصطلحات قد تكون غامضة أو متداخلة ضمن الإطار النظري، ويتم توضيحها بشكل دقيق بحيث يفهم القارئ المصطلحات العلمية المستخدمة في البحث.
كيفية صياغة الإطار النظري
صياغة الإطار النظري تتطلب عدة خطوات رئيسية، هي:

مراجعة الأدبيات السابقة:

الخطوة الأولى هي البحث في الأدبيات العلمية المتاحة حول الموضوع قيد الدراسة. يتضمن ذلك دراسة المقالات، الكتب، الأبحاث السابقة، والتقارير التي تتعلق بالموضوع. هذه المراجعة تمنح الباحث رؤى متعمقة حول كيفية تناول الآخرين للموضوع وأين تكمن فجوات المعرفة.
اختيار النظريات ذات الصلة:

بعد مراجعة الأدبيات، يجب على الباحث تحديد النظريات الرئيسية التي تفسر الظاهرة المدروسة. يشمل ذلك تحديد الأفكار الرئيسة التي تتماشى مع موضوع البحث.
مناقشة العلاقة بين المتغيرات:

يجب على الباحث توضيح كيفية ارتباط المتغيرات والعوامل المختلفة ببعضها البعض في الإطار النظري. يتم ذلك من خلال رسم علاقة بين المفاهيم والنظريات والفرضيات.
صياغة الأسئلة والفرضيات:

بناءً على ما تم جمعه من الأدبيات والنظريات، يمكن صياغة الأسئلة أو الفرضيات التي سيتم اختبارها خلال البحث.
تنظيم الإطار النظري:

يجب أن يكون الإطار النظري منظمًا ومترابطًا بشكل منطقي. يجب أن يكون التسلسل بين الأقسام واضحًا بحيث يسهل فهمه على القارئ.
دور الإطار النظري في تحسين جودة البحث
التوجيه والتحليل:

يساعد الإطار النظري في توجيه الباحث خلال كل مرحلة من مراحل البحث. فهو يقدم الأساس العلمي الذي يساعد في تفسير البيانات وجعلها أكثر دقة وموثوقية.
دعم الفرضيات:

من خلال بناء فرضيات تستند إلى الأدبيات السابقة والنظريات العلمية، يساعد الإطار النظري في دعم صحة الفرضيات المطروحة.
تركيز الدراسة:

يسهم الإطار النظري في التركيز على جوانب معينة من الموضوع، مما يمنع الباحث من التشتت ويضمن توافق البحث مع الأهداف المحددة.
تنظيم الأفكار:

يساهم الإطار النظري في تنظيم الأفكار والمعرفة المتعلقة بالموضوع بشكل منظم ومنهجي، مما يسهل للباحث تتبع المعلومات وتوثيقها بشكل فعال.