مصر تلعب فى الطين
محمد أمين المصرى اليوم
طار الأمريكان وهبطنا.. انتصروا وانهزمنا.. نلعب سياسة بمراهقة شديدة.. لا كنا عبدالناصر، ولا كنا السادات، ولا حتى مبارك.. ضهرى انكسر، والثورة أيضاً.. طار الأمريكان، ولوحوا فى وجوهنا بعلامة الانتصار.. شعرت بالانكسار.. مصر العظيمة تنكسر.. تلعب فى الطين.. تلوى ذراع الأمريكان، ثم تعطيهم الفرصة للوى رقبتها.. كان لازمته إيه من الأول؟!
ركعت مصر أم انهزمت؟.. ركع المشير أم ركع المصريون؟.. ركعت الثورة أم تم تركيعها؟.. فهل تركع مرة أخرى فى قضية مبارك؟.. لا يستبعد المصريون شيئاً؟.. هناك آثار سلبية لما جرى.. لا قانون يمكن أن يضبط حركة المصريين.. هوه يعنى القانون علينا إحنا؟.. فضيحة قضية التمويلات بجلاجل.. تمس مصر، وتمس عسكرها، وتمس قضاءها، وتمس كبرياءها!
حدثت التمثيلية بينما كانت الطائرة الأمريكية رابضة فى مطار القاهرة.. يعنى إيه؟.. هل كانت هناك عملية قرصنة سوف تتم للمتهمين؟.. هل آثر العسكر إنهاء القضية بفضيحة أخف؟.. هل حدثت مشاورات بين العسكر والقاضى عبدالمعز، وتم احتواء الأزمة؟.. هل كان ما حدث تدخلاً فى عمل القضاء؟.. هل نصدق «عبدالمعز» فى إدارة الانتخابات؟.. هل ينبغى أن يستقيل الآن؟!
الألغاز فى حياتنا وجبة يومية.. نحتاج لأمهات المعاجم، السياسية والقانونية، لفك طلاسمها.. أشياء كثيرة لا ندرى لماذا حدثت؟.. وكيف انتهت؟.. فجأة قبضنا على المتهمين.. جريمة فى حق الوطن.. كلام كبير عن الكرامة الوطنية.. مصر لن تركع.. قلنا لابد أن هناك مصيبة.. وقفنا خلف القرار السياسى.. أصبحنا أمام قضية وقضاء.. لا يمكن أن تحل القضية بعيداً عن القضاء.. هكذا نفهم!
فجأة أخرى سمعنا كلاماً عن مشاورات سياسية.. زيارات أمريكية م****ة.. تساءلت: كيف يحدث والقضية فى حيازة المحكمة؟.. كان هناك حل غريب.. أن تتنحى المحكمة؟.. ولكن كيف؟.. الحل بيد القاضى عبدالمعز؟.. وهنا تكون الثغرة.. معركة الثغرة.. محكمة تتنحى، ومحكمة تسمح.. فلماذا يتحدث القضاة بعد ذلك عن قانون؟.. وكيف نتحدث عن تدخل فى شؤون القضاء؟!
تحدثت مع المستشار زكريا عبدالعزيز.. كان الألم يعتصره كما يعتصرنى.. طالب بمساءلة من تدخل ومن تنحى.. وطالب بضرورة كشف ملابسات التنحى.. كما طالب بتفسير لوجود طائرة فى المطار بينما هناك إجراءات تتم بالإفراج.. على ما يبدو أن الطائرة جاءت لمهمة.. ولا يتصور أن تعود دون إتمامها.. إذن سبق التنحى قرار آخر.. يعرفه المجلس العسكرى!
«عبدالمعز» يعترف: طلبت من المستشار شكرى التنحى.. جميل جداً.. ماذا حدث بعد ذلك؟.. الطائرة فى المطار، تنتظر القرار.. محكمة أخرى: رفع الحظر عن منع الأمريكيين المتهمين من السفر.. خلصت الحدوتة بعلم «عبدالمعز».. لا نيابة مسؤولة ولا عسكر.. مسألة قضائية انتهت.. قضاء أو رضاء.. كيف نطبق عليهم الحكم؟.. هل نضعهم على قوائم الترقب والوصول؟!
هل يتصور عاقل أن تأتى طائرة عسكرية دون اتفاق مسبق؟.. السؤال: كيف عرف القاضى بما يجرى خارج المحكمة؟.. هل القاضى يضع فى اعتباره مواءمات سياسية؟.. هل اكتشف أن القضية مضروبة؟.. هل يطلق سراح المصريين أيضاً؟.. هل تفاجئنا المحكمة بالعفو عن «مبارك» خشية ثغرة جديدة؟.. هل كان «مبارك» يحافظ على كرامتنا أكثر من المجلس العسكرى الآن؟.. ماذا يكتبون فى مذكراتهم غداً؟!