![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() ![]() الله نور السماوات والارض ![]() ![]() 1_ وقد فسر ابن القيم قوله تعالى :"الله نور السماوات والارض " بكونه منوّرا السماوات والارض وهادي أهل السماوات والارض فبنوره اهتدى اهل السماوات والارض وهذا إنما هو فعله , وإلا فالنور هو من أوصافه قائم به ومنه اشتق اسم النور الذي هو أحد الأسماء الحسنى . " أعلام الموقعين لابن القيم ج1 / 180" وضرب الله عز وجل لهذا النور ومحله وحامله ومادته مثلا بالمشكاة وهي الكوة في الحائط فهي مثل الصدر وفي تلك المشكاة زجاجة من أصفى الزجاج حتى شبهت بالكوكب الدري في بياضه وصفائه وهي مثل مثل القلب وشبه بالزجاجة لأنها جمعت أوصافا هي في قلب المؤمن وهي الصفاء والرقة والصلابة فيرى الحق والهدى بصفائه وتحصل منه الرأفة والرحمة والشفقة برقته ويجاهد أعداء الله تعالى ويغلظ عليهم ويشتد في الحق ويصلب فيه بصلابته ولا تبطل صفة منه صفة أخرى ولا تعارضها بل تساعدها وتعاضدها كما قال الله تعالى في وصفهم "أشداء على الكفار رحماء بينهم ". وفي الزجاجة مصباح وهو النور الذي في الفتيلة وهي حاملته ولذلك النور مادة وهو زيت قد عصر من زيتونة في أعدل الأماكن تصيبها الشمس أول النهار وآخره فزيتها من أصفى الزيت وأبعده من الكدر حتى إنه ليكاد من صفائه يضيء بلا نار فهذه مادة نور المصباح . وكذلك مادة نور المصباح الذي في قلب المؤمن :هو من شجرة الوحي التي هي أعظم الأشياء بركة وأبعدها عن الإنحراف بل هي أوسط الأمور وأعدلها وأفصلها لم تنحرف انحراف النصرانية ولا انحراف اليهودية بل هي وسط بين الطرفين المذمومين في كل شيء . فهذه مادة مصباح الإيمان في قلب المؤمن . ولما كان ذلك الزيت قد اشتد صفاؤه حتى كاد أن يضيء بنفسه , ثم خالط النار فاشتدت بها إضاءته وقويت مادة ضوء النار به كان ذلك نورا على نور . وهكذا المؤمن : قلبه مضيء يكاد يعرف الحق بفطرته وعقله ولكن لا مادة له من نفسه فجاءت مادة الوحي فباشرت قلبه وخالطت بشاشته فازداد نورا بالوحي على نوره الذي فطره الله تعالى عليه فاجتمع نور الوحي إلى نور الفطرة. فليتأمل اللبيب هذه الآية العظيمة ومطابقتها لهذه المعاني الشريفة فذكر سبحانه وتعالى نوره في السماوات والأرض ونوره في قلوب عباده المؤمنين : النور المعقول المشهود بالأبصار الذي استنارت به أقطار العالم العلوي والسفلي فهما نوران عظيمان أحدهما أعظم من الآخر . وكما انه إذا فقد أحدهما من مكان أو موضع لم يعش فيه آدمي ولا غيره لأن الحيوان إنما يتكون حيث النور ومواضع الظلمة التي لا يشرق عليها نور لا يعيش فيها حيوان ولا يتكون البتة . فكذلك أمة فقد فيها نور الوحي والإيمان ميتة وقلب فقد منه هذا النور ميت ولا بد لا حياة له البتة كما لا حياة لحيوان في مكان لا نور فيه . " انظر تفسير القيم لان القيم 374 , والوابل الصيب 736" 2_ وقد فسر الطبري قوله تعالى :ط يهدي الله لنوره من يشاء " يوفق الله لاتباع نوره وهو هذا القرآن من يشاء من عباده. وقوله تعالى :ط ويضرب الله الأمثال للناس " يقول : ويمثل الله الأمثال والأشباه للناس كما مثل لهم مثل هذا القرآن في قلب المؤمن بالمصباح في المشكاة وسائر ما في هذه الآية من الأمثال . " والله بكل شيء عليم ط والله يضرب الأمثال وغيرها من الأشياء كلها ذو علم . "انظر تفسير الطبري 18/143" ما يستفاد من الآية : 1- أن الله جعل للمؤمن نورا يهتدي به . 2- أن الله يهدي من يشاء من عباده إلى الإيمان . 3- أن هذه الهداية هي هداية التوفيق. 4- أن هداية التوفيق بيد الله لا يقدر عليها أحد . 5- استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعاني إلى الأذهان والفهم . 6- أن اسم النور من أسماء الله تعالى. 7- النور نوعان : نور محسوس كضوء الشمس لا يستغني عنه انسان ولا حيوان ولا نبات , ونور معنوي وهو القرآن الذي سماه الله نورا لا يستغني عنه انسان يريد سعادة في الدارين . 8- إذا ظهر نور الشمس المحسوس الذي خلقه الله تعالى لم يكن للمصابيح والشموع نور يذكر وكذلك إذا ظهر نور الاسلام الذي أنزله الله لغباده –وهو نور معنوي – يجب أن تزول المبادئ المخالفة له : كالعلمانية والماسونية والرأسمالية والشيوعية وستزول بقية الانظمة المخالفة للاسلام باذن الله تعالى .وصدق الشاعر حين قال : الله أكبر إن ديــن محمـد *** وكتابه أقوى واقوم قيلا لا تذكر الكتب السوالف عنده *** طلع الصباح فأطفئ القنديلا من كتاب: كيف نفهم القرآن أنواع التفسير وشرح بعض آي القرآن اعداد : محمد بن جميل زينو( ص 105) |
#2
|
|||
|
|||
![]() ![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]()
وفيكم بارك الرحمن
الله يسلمكم من كل سوء |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|