رجل من الفولاد

[هازمة إبليس]

بهدوء عميق أخذت ورقة الخريف قسطاً من الهواء ، وبدأت تزدهر ازدهاراً يبهر العين ، وتنطق بعبارات تتعجب لها الأذن ، بدأت تبتسم ابتسامة صافية لأنها أخيراً وبعد طول بحث وجدت ضالتها ووجدت ما تسعى إليه ، أخيراً وجدت ذلك الرجل الفولاذى ، جندياً مجهولاً يسعى بالخير فى عالم النت الذى امتلأ بشرور النفس البشرية ، فليس معنى وجوده أن يقترن بوجود الشيطان بأفعاله المؤدية للمعصية، أقصد بذلك الرجل الفولاذى الذى يعين على الطاعة ولا مجال للشيطان فى حياته ، فكل شىء لحظة حضور الشيطان مباح ، إلا ذلك الرجل الفولاذى الذى اكتسب صلابة وهدوء نفس وصبراً وفهماً عميقاً للأمور من حفظه للقرآن الكريم وسيره على طريق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، كانت تلك الورقة يحركها الهواء تارة إلى أعلى الأرض وتارة إلى أدنى الأرض فتصطدم ببعض الصخور غير الرحيمة التى تبغى تحطيمها ،أو تصطدم ببعض الصخور التى تهملها خوفاً أن تصيبها فتنة ، فقد كانت تلك الورقة على يقين أن يوماً ما ستصل لمنبع يرويها فتزدهر وتصير فى أجمل صورة، ويكتمل لها الرداء الجميل الذى ستدخل به جنتها الأبدية ، فكانت فى ليلة تعبث بها الرياح وزادت بها المصائب ، فوقعت بالقرب من ذلك الرجل الفولاذى ، فقام بالترحيب لها ولكن كان ترحيباً مختلفاً ، وهى هذه المرة كانت ورقة خريف ذكية ، كانت تخطط طريقها للوصول لهدفها بحكمة وتركيز ، فصارت تختبر ذلك العابد الزاهد بكل الأساليب، فتنوعت فى السبل ، فكانت المفاجأة التى أسعدتها ، كان هذا العابد له قدرة عجيبة فى الرد بحكمة ،فلم ينهها عن ما كانت تفعله ، كان صامتاً معظم الوقت ،وبعد أن تنتهى تلك الورقة من حوارها ، كان يتحدث بهدوء نفس ويقول "ماذا أعددت لأولادك على العشاء من طعام؟ "، كان دائماً يعطى لها سؤالاً يذكرها بواجباتها التى تهملها وبعد أسبوع من التواصل ، سألت ورقة الخريف ذلك الداعية لماذا لم تعمل لى بلوك؟ ولماذا لم تنهنى عن أسلوبى الجرىء فى التعامل؟ ولماذا تركتنى أتجاوز الحدود فى التعامل؟ لماذا كان صمتك طويلاً؟ وعباراتك قصيرة وكلها كانت تشير بإصبع الاهتمام إلى أولادى؟ .
فرد بنبرة حزينة ، كنت أعلم جيدأ أنك تائهة وأنك تبحثين عن سبيل لإنقاذك ، فإن عملت لك بلوك غيرى سيفتح لك البالتوك ويستقبلك أروع استقبالاً ، لاحظت عدم تركيزك ، وعبارتك الغريبة التى تدل على مشكلة عميقة، رأيت فيك إنسانة مثقفة رزينة ولكن هناك شىء خطأ يحتاج إلى إصلاح ، فعزمت على تركك تفعلى ما تريديه وترسلى ما ترسليه من عبارات ، وأنا ماعلى سوى ترك رسالة تذكرك بأنك إنسانة ولك واجبات وعليك حقوق يجب تذكرها ، فأحببت أن أحيى فيك الأمومة التى تلاشت من عندك ، فقد كنت أبكى على حالك لأنه حال مسلمة تنتمى للإسلام.
وإذا بورقة الخريف فى تلك اللحظة تحس بأن نبض الحياة قد جاءها عندما أحست بأنه مازال الخير موجوداً ومازال هناك من يحس بها ويتفهم حالها بحكمة وعقلانية ، كان لهذا الموقف أثراً رائعاً فى توجيه تلك الورقة نحو الطريق الصحيح ، هذا الرجل الفولاذى ، أحيا بعد فضل الله قلب تلك الورقة فصار ينبض بالحياة ، كان لها مثالاً عملياً لرجل يمتلك قوة صبر وتحمل وخوف عظيم من الله يجعل بصره وأذنه وحواسه موجهين إلى طاعة الله عز وجل ، فانتهت تلك الورقة من الحوار معه وهى كلها أمل وفرحة بعظمة الإيمان بالله وأثره فى تهذيب الأخلاق والرقى بها.
فعلمت جيداً أن البشر أنواع ، فليس معنى أن تتواجد ورقة الخريف فى طريق رجل أو داعية أنها مصدر لفتنة فيركلها بقدميه خوفاً على نفسه فيجب مراعاتها هى الأخرى لأنها عضو من أعضاء كيان الأمة الإسلامية ، ويجب تقوية النفس البشرية بحيث لا تتأثر بنداء الشيطان أنها تمثل فتنة وعلينا إهمالها والبعد عنها ، لأن الشيطان يعمل بعزيمة خارقة على أن يحطم كل عائد وباحث عن الله عز وجل .
إن صاحب الإيمان القوى والمؤمن بالدعوة حقاً لله عز وجل سيبنى له حصناً متيناً ضد الشيطان الرجيم .
وإنى أقولها بصوت عال وبجراءة قد اكتسبتها من قربى لله عز وجل وإيمانى القوى بأننا أقوى من الشيطان بقوة الإيمان (((يامن تدعو إلى الله وتحس بضعف نفس فلا تستطيع أن تواجه مكائد الشيطان لك ،وأنك فريسة سهلة له يحركك كيفما يشاء ، ابعد عن نفسك مواطن الفتن ووجه هؤلاء الذين تخشى الفتنة بهم لمن هو أقوى منك فى العزيمة فالإسلام يحتاج لرجال أقوياء يرهبون إبليس اللعين بقوة عزمهم بشدتهم على أنفسهم ، فإن ضعفك هو ضعف للإسلام والمسلمين لأنك مثال يحتذى به))). اعلم جيدا أن منزلتلك عظيمة فقد قال صلى الله عليه وسلم "إن العالم ليستغفرُ له من فى السموات ومن فى الأرض حتى الحيتانُ فى الماء، فإنه لما كان العالم سببا فى حصول العلم الذى به نجاةُ النفوس من أنواع المهلكات، وكان سعيه مقصورًا على هذا، وكانت نجاة العباد على يديه، جُوزى من جنس عمله، وجُعل مَنْ فى السموات والأرض ساعيًا فى نجاته من أسباب المهلكات، باستغفارهم له".

وإذا كانت الملائكة تستغفر للمؤمنين ، فكيف لا تستغفر لخاصتهم وخلاصتهم وهم الدعاه والعلماء.
ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم " وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائرالكواكب" تشبيه مطابق لحال القمر والكواكب، فإن القمر يضئ الآفاق، ويمتد نورهُ إلى العالَم، وهذه حالُ العالِم. وأما الكوكب فنوره لا يجاوز نفسَه أو ما قرُب منه، وهذه حالُ العابد الذى يُضِيئُ نور عبادته عليه دون غيره، وإن جاوز نورُعبادته غيرَه فإنما يجاوزه غير بعيد، كما يجاوزُ ضوءُ الكوكب الكوكب مجاوزة يسيرة.
.
وقوله صلى الله عليه وسلم "إن العلماء ورثة الأنبياء"
هذا من أعظم المناقب لأهل العلم، فإن الأنبياء خيرُ خلق الله، فورثتُهم خيرُالخلق بعدهم.

وإلى هنا قد انتهيت ولكم منى دعاء متواصل أن يقوى عزيمتكم ويبنى لكم حصناً متيناً ضد الشيطان الرجيم. (لا تنسونى من الدعاء بارك الله فيكم جميعاً).

"ولى سؤال متكرر أين أنتن أيتها الدعيات لله المجال أمامكم لتضعو بايديكم بصمة فى عقول التائهات هنا على النت؟"

أختكم فى الله : هازمة إبليس

[هازمة إبليس]

أقول لكل ورقة خريف الأمل متجدد فكونى قريبة لله عز وجل فهو منبع يهبك نضارة للأبد
ولكل رجل من الفولاذ جزاك الله خيرا فأنت وأمثالك قدوة لغيرك اللهم يسر أموركم للخير ويحفظكم من أى شر

[هازمة إبليس]

رجاء من المارين هنا لو فيه قصص توضع حسن الأخلاق وحسن المعاملة والصبر فى النصيحة وضعها فى هذا الموضوع بارك الله فيكم جميعاً