الفاتحه

[امير عبد القادر]

سورة الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، اشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق الجهاد، حتى أتاه اليقين .
اللهم صلِّي وسلم على عبدك ورسولك محمد وسلم تسليمًا كثيرا
ثم أما بعد:

إن المتدبر في المساجد يرى أنها تضج في الصلاة بكلمة أمين وتتكرر في كل ركعة من الصبح إلى العشاء
إي إن هنالك دعاء أين الدعاء حتى أقول أمين ؟
نعم أن الدعاء هو سورة الفاتحة
روى مسلم في والنسائي في سننه من حديث ابن عباس قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبرائيل، إذ سمع نقيضاً فوقه فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال: هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط، قال: فنزل منه ملك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ حرفاً منهما إلا أوتيته،
تدبر معي هذه الجملة لم تقرأ حرفاً منهما إلا أوتيته،
اى سعداٌ بعد هذا انك تطلب الصراط المستقيم في الدنيا لتسير فئ درب الصالحين الذين انعم الله عليهم فى الدنيا وفى الآخرة وتبعد عن الضالين والمغضوب عليهم في اليوم أكثر من عشره مرات في اليوم ولكن هل نسير فى درب الصالحين الذي انعم الله عليهم ؟
الجواب لا
لماذا ؟
لأننا وفقنا في الصلاة كأداء واجب صلينا من غير تدبر ولا خشوع حتى احدنا ان سال ماذا قراء الأمام لا يذكر ورد
عَن أبي هُرَيْرَةَ ، انه قالَ قَالَ رَسُولُ الله : «أُدْعُوا الله وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الله لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ» .
الترمذي
و أيضا من حديث عقبة بن عامر الجهني يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى صلاة غير ساه ولا لاهٍ كفر عنه ما كان قبلها من شيء».المسند
وان هذا هو المطلوب من صلى غير ساه ولا لاه نال ما طلب من الدعاء
قبل ان أتحدث عن سورة ألفاتحه أتحدث عن فضل هذه السورة
أخرج البخاري من حديث أبي سعيد بن المعلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، قال : فأخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت : يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن ؟ قال : نعم ، الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته
ونجد أيضا من فضل هذه السورة عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن .
وأخرجه النسائي وأخرج أحمد في المسند من حديث عبد الله بن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له : ألا أخبرك بأخير سورة في القرآن ؟
قلت : بلى يا رسول الله ، قال : اقرأ الحمد لله رب العالمين حتى تختمها .
وان هذه السورة لها ما يقارب ألاثني عشر اسم ومنها
أم الكتاب ، قال البخاري في أول التفسير : وسميت أم الكتاب ؛ لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ، ويبدأ بقراءتها في الصلاة .
ويقول : فاتحة الكتاب .
ويقال لها الفاتحة لأنها يفتتح بها القراءة ، وافتتحت بالمصحف
ويفتتح بها الإمام الصلاة .
قال ابن كثير: وصح تسميتها بالسبع المثاني ، قالوا : لأنها تثنى في الصلاة فتقرأ في كل ركعة .
وهى ام القران
وهى السبع المثاني
وهى القران العظيم
وأخرج أحمد من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: هي أم القرآن ، وهي السبع المثاني ، وهي القرآن العظيم .
وأخرج ابن جرير في تفسيره عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : هي أم القرآن ، وهي فاتحة الكتاب ، وهي السبع المثاني .
وإسناده كلهم ثقات .

وهى الوافية
وهى سورة الحمد ،
وهى الصلاة .
وهى الكافية
لأنها تكفي عن سواها ولا يكفي سواها عنها
وأخرج أبو نعيم والديلمي عن أبي الدر داء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن ، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان ، وجعل القرآن في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات .
وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن مرسلا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان .
و هي الراقية
و رد الصحيحين وغيرهما من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لما أخبروه بأن رجلا رقى سليما بفاتحة الكتاب : وما كان يدريه أنها رقية
وأخرج سعيد بن منصور في سننه ، والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي سعيد ألخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : فاتحة الكتاب شفاء من كل سقم .
وأخرج الدرامي ، والبيهقي في شعب الإيمان بسند رجاله ثقات عن عبد الملك بن عمير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فاتحة الكتاب : شفاء من كل داء
وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن السني في عمل اليوم والليلة ،
وقد وجب أن نعلم أن هذه السورة لا تتم الصلاة الا بها كما جاء من
حديث أبي هريرة : من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج - ثلاثا - غير تامة .
هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ» ثَلاَثاً، غَيْرُ تَمَامٍ. فَقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّا نَكُونَ وَرَاءَ الإِمَامِ. فَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ. فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: «قَالَ الله تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ. وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ الله تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ}. قَالَ الله تَعَالَى: أَثْنَىٰ عَلَيَّ عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي (وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي) فَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}. قَالَ: هٰذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}.مسلم
وان المتدبر إلى سورة الفاتحة يتعلم منها أدب الدعاء وان الدعاء المستحب لا بدا أن يكون بين يده عمل صالح وهو الوضوء والوقوف أما الله عز وجل
لا بداء أن يكون هنالك استفتاح وهو حمد الله عز وجل واثبات ما اثبت الله لنفسه
الخضوع و طلب العون من الله إياك نعبد وإياك نستعين
بعد ذلك طلب الدعاء أهدنا الصراط المستقيم
ثم الخاتمة وهى ربنا تقبل وهي كلمة امين
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين
عباد الله اسألوا الله وانتم متيقنون الإجابة واعلموا إنكم بين يدي غفور رحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏