التربية هي المشكلة وهي الحـل:

[مى عزت]

اذا اردنا ان نخرج من هذه المشكلة فلابد من النظر الي قيمة التربية والتعليم
فإذا أردنا أن نخرج من دائرة التهميش، وأن يكون لنا مكان في الأرض، فضلاً عن مكانة، فإن علينا أن نعيد النظر في نظمنا التعليمية.
فالتعليم اساس مستقبل البلد ومصيرنا مرهون بمستقبل التعليم في بلادنا.
فلن نستطيع أن نشارك في صناعة المستقبل إلا:
– إذا كان لدينا نظام للتعليم يخرّج الشخصية المرنة المتكاملة، القادرة على التفكير والتأمل والتخيل، وصنع المعرفة الجديدة، والاستخدام الأمثل لها في بناء المجتمع وإعمار الحياة.
حيث يعتبر التحول في مفهوم رأس المال من الموارد الطبيعية إلى المعرفة، يرفض مقولة أن التربية متغير تابع للتحول الاجتماعي.
فلو اعتبرنا ان الهدف النهائي للتربية هو بناء البشر القادرين على إنتاج المعرفة وتوظيفها في بناء القوة والقدرة والتقدم الاجتماعي، إذا فالتربية متغير ومحرك أولي للتغير والتطور والتقدم الاجتماعي الذي يعتبر متغيراً تابعاً لا محالة. هذا هو منطق العلم والفكر في هذا العصر.
ويعتبر مقولة (إن التربية هي المشكلة، وهي الحل)
ليست للنقد او للتعري انما بداية خيط لبداية معرفة وتقدم فالتقدم الهائل الذي أحدثته تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كثير من أقطار العالم الغربي والشرقي، ما هو في جوهره إلا تقدم تربوي في المقام الأول حيث استطاعت النظم التربوية في هذه البلاد أن تخرج شرائح متزايدة من البشر المبدعين القادرين على قيادة التغير وتوجيهه على النحو الذي يحقق لهم مطالبهم، ويحفظ لهم توازنهم الداخلي والخارجي.
فضلا عن ذلك فالتربية علم صناعة الإنسانية، أو علم بناء البشر. وصناعة الإنسانية أهم صناعات عصر المعلومات والمعرفة على الإطلاق.
اما اذا عجزت التربية عن أن تبني بشراً قادرين على الاختيار والانتقاء، وعلى إنتاج المعرفة وتوظيفها، وعلى مواجهة التحديات، وتصور الاحتمالات، ورسم السيناريوهات للمستقبل المنظور منه وغير المنظور، فمآل كل جهود التنمية إلى الفشل المحتوم، مهما توافرت الموارد الطبيعية من أرض وبشر وخامات وصناعات.
فالتربية خير بناء وشر خراب ليست بالهين الميت انما بالسهل الصعب فالتربية اساس كل مجتمع مهما تغيرت ظروفه ومهما تجددت احداثة.
المصدر :موقع أم حسن