التي تؤدي إلى السعي إلى وصول درجة من البذخ والترف الموهوم. وتتسم الزوجة في هذه الحالة
بعدم المسؤولية، وعندها تكون قد تناست قول الله تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ}. ولأن ظاهرة
الإسراف في الأموال تجسيد لعدم اكتمال في الشخصية، فيترتب عليه العيش في أدوار متضاربة للحياة
الزوجية تؤثر على حقوق كل من الزوجين وواجباته .
إن أقسى مشاعر يمكن أن يواجهها الرجل هو أن تشعره زوجته بالتقصير المادي لأنها مشاعر ترتبط
عنده بمعنى الرجولة والكرامة. والمال في أي أسرة هو مسألة على قدر كبير من الحساسية عند
الرجل، وهو غالباً ما يبذل قصارى جهده لتوفير المال اللازم لإسعاد أسرته إلا إذا كان بخيلاً فهذه حالة
أخرى. وإذا انتفت من الزوج صفة البخل فإن الضغط عليه من أجل المزيد من المال يفقده الثقة بنفسه
ويشعره بالتقصير أو بعدم تقدير زوجته لجهده، وفي المقابل فإن امتناع الرجل عن العطاء أو الإنفاق
على زوجته خاصة إذا كان قادراً يشعرها بالحسرة وربما تتسرب مشاعر الكراهية لزوجها دون أن تدري.
إن مشكلة إسراف الزوجات تكمن غالباً في الخلاف في وجهات النظر بين الرجل والمرأة، فما يراه
الرجل كمالياً تراه المرأة ضرورياً، وما يراه الرجل ضرورياً تراه المرأة كمالياً وهكذا. وبعض النساء لا
تشعر بحب زوجها الحقيقي لها، إلا إذا وفر لها كل ما تريد، وإذا شعرت أنه يبخل عليها بشيء فهي
تشك في حبه لها، والفكرة السائدة عند النساء أنه على قدر الحب يكون العطاء أي الصرف.
إذا وضعت كل زوجة نفسها في مكان زوجها فستتحلى بلا شك بقدر من المسؤولية، لأن دورها أن
تكون مسؤولة عن مال زوجها وراعية في بيتها، وعلى الزوجة ألا تطلب من زوجها إلا ما تحتاجه فعلاً
وحسب مقدراته المالية. وحين تكون المرأة مدبرة مقتصدة حريصة على مال زوجها سيزداد حبه لها،
ويضع ثقته في تصرفاتها، مما يجعله يضع ماله تحت تصرفاتها، ويمنحها حرية التصرف فيه،
وهذا هو منتهى التقدير والاحترام.
يتحقق مبدأ التفاهم المالي باتباع مبدأ الأولويات وترتيب المطالب وفق الأهمية النسبية، وأن يتناقش
الزوجان حول الاحتياجات بشكل أسبوعي، وتحديد إمكانية تأجيل بعض الاحتياجات لصالح البعض
الآخر، وهكذا. على الزوجة أن تتذكر دائماً أن الإسراف هو استهانة بالنعم التي أنعمها الله علينا وهذه
الاستهانة نحن مسؤولون عنها، وقد يحرم الله عنا نعمه بسبب عدم الحفاظ عليها والأفضل للزوجة أن
تواجه زوجها بأسلوب حسن ليّن بما تلاحظه من تجاهل لاحتياجاتها بالحجة والإقناع والتقدير المتبادل.
كتبته منى عبدالفتاح