(((من غشنآ فليس منآ)))

[فهد الدين]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم ... والصلاة و السلام على رسول الله

أما بعد:

بما إننا نعيش هذه الأيام أيام إختبارات, أحببت أن أقدم لكم هذا الموضوع:

أخواني أخواتي من منّا لا يريد النجاح ولا يطمح إليه؟ جميعنا يريد ذلك
ولكن ما أحلى أن يكون هذا النجاح بالحلال وبمجهود نجازى عليه ونستحقه / وما أقبح أن يكون هذا النجاح بالحرام(بالغش) .
جميعنا يعلم حكم الغش و عاقبته, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منّا) ...
هل فكر يا من تغش بمعنى هذا الحديث(من غشنا فليس منّا) ...
يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تبرء ممّن يغش , وأنه قد طرد من الملة, فهل تسوى تلك الدرجات الخروج الملة والحرمان من الجنة؟؟؟
ألم تفكر يا من تغش أنك بسبب درجة أو درجتين قد كسبتها بالحرام(بالغش) ألم تفكر في العقوبة المترتبة على الغش ألم تفكر أنك قد خرجت من الملّة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام قد تبرءا منك .. فمالفائدة من ذلك النجاح إذا ترتب عليه الخسران في الآخرة وخسران آخرتك... (هذا هو الخسران الحقيقي)

ما أتعس ذلك النجاح الذي تخسر به آخرتك / وما أجمل ذلك النجاح الذي تكسب به دنياك و مستقبلك وتكسب به الآخرة بإذن الله... (هذا هو الفوز الحقيقي)


هل فكرت يوماً أنك عندما تغش كلمة أو عبارة أو جملة أو علامة...
أنك قد تنجح بسبب تلك الإجابة التي غششتها ثم تنجح بالمادة وأنت سعيد بذلك النجاح (التعيس) وثم تتوظف بسبب نجاح قد كسبته بالحرام فإن الدرجة التي اكتسبتها عن طريق الغش حتماً قد سجلت عليك لا لك وتكون قد توظفت وبعدها يصرف لك مرتباً شهرياً , فهل تظن أن ما كسبته من مال مقابل هذه الوظيفة هل تظن أنه مالاً حلالاً؟
أبداً ليس بـ حلال , بل هو مالاً حرام والسبب؟ فقرة قد أخذتها من فلان بالحرام وقد تنجح بدون هذه الدرجة...فمالفائدة؟ ألم ترى أنك خسرت جميع مجهودك مجهود 16 سنة من الدراسة أو أقل أو أكثر وأطعمت نفسك مالاً حرام وأطعمت أهلك و أبنائك مالاً حرام , فاحسب كم نفساً ظلمتها معك وأطعمتها بالحرام...

وقبل هذا تذكر (من غشنا فليس منا) هل رأيت جرم الغش و عواقبه؟

لاتظن الموضوع بسيط وكلها كلمة أو كلمتين وإجابة أو إجابتين ودرجة أو درجتين والسلام .. لا والله لتسجل هذه الدرجة عليك.
وقد أفتى العلماء أن كفارة الغش والنجاح بالغش ليست مجرد توبة إلى الله , إنما هي توبة إلى الله مع وجوب تكفير ما فعلت. فكيف يكون ذلك التكفير؟

ذكر العلماء أنه حتى تكفر ما فعلت يجب عليك إعادة دراسة السنوات التي تجحت فيها بالغش. أجل تظن المسألة, لأنها متعلقة بحقوق أناس آخرين. لأن شروط التوبة هي:

1_الإستغفار إلى الله.
2_ الندم على ما فعلت من ذنب.
3_العزم على عدم العودة إلى الذنب.
4_ إعادة الحقوق إلى أصحابها, إذا كان الذنب يتعلق ببخس الآخرين حقوقهم.

فـ 3 الشروط الأولى نفرض أنها تحققت, والشرط الرابع كيف يتحقق إلا بإعادة تلك السنوات التي نجحت فيها بالغش.فالموضوع خطير وليس سهل ولا تستهونوا به فالموضوع في غاية الخطورة.


والله والله والله تكفي براءة الرسول ممّن يمارس الغش , فبراءة الرسول ممن يمارس الغش كانت خير ارتداع عن هذه المعصية الكبيرة ... يا من تغش ألم تكفيك براءة الرسول صلى الله عليه وسلم منك؟ ماذا ترتجي بعد ذلك؟ لا خير في مستقبل بعد ذلك. أرأيت جرم ما فعلت

ومن يمارس الغش يتعود عليه ويصبح الأمر لديه سهل ويصبح عادة و هواية ويصبح بعدها لا يستعظم حرمة هذا الفعل.


قد يقول البعض المقصود هنا بـ (من غشنا فليس منا) المقصود الغش في البيع و التجارة ... أقول له:
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد أيّ نوع من الغش فقال: من غشنا وعمم الغش بشتى أنواعه .. لأنك بفعلك هذا قد غششت مدرس المادة وهو قد وضع هذه الأسئلة حتى يختبر مجهودك ويختبر نتيجة مذاكرتك وعليها يحدد نجاحك أو رسوبك,
وحينما تغش أنت هذا المدرس وتضحك عليه فإنك تأخد درجة ليست بـ لك ولا تستحقها وقد تأخذ منصب ليس بـ لك ولا تستحقه أيضاً...

ويأتي آخر ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم قال: من غشنا..... وأنا بفعلي لم أغش أحد ولم أضر أحد ... أقول له:
ألم تغش نفسك أولا وتضحك عليها؟ وتغش مدرس المادة وتضحك عليه؟ وتكسب وظيفة ليست بـ لك ولم تستحقها؟.. ألم يدخل هذا كله تحت ( من غشنا........؟
يا من تغش/ الحلال بيّن والحرام بيّن, والحيل على الله لا تفيد جدوى ... هل تريد بكلامك هذا تحليل الغش أم ماذا؟

وتخيل أنك كنت في الإمتحان ولديك فقرة لم تعرف إجابتها وتركتها بدون غش لوجه الله تعالى وقد أتتك الإجابة دون قصد الحصول عليها بالغش وتركتها لوجه الله ... هل تظن أن الله سيخيب أملك ويضيع أجرك؟ (من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه)
وافرض أنك رسبت في الإمتحان بسبب تلك الفقرة التي تركتها لوجه الله تعالى , فما أجمله من رسوب إذا كان لوجه الله وابتعاداً عن ما حرم الله, والله عندها تشعر بسعادة وأنت راسب تشعر بسعادة لم ولن يشعر بها غيرك ممن نجح بالغش, شعادة تحسد عليها / كيف لاتكون سعيداً وأنت تركت شيئاً لله مخافة العقوبة ... هذا هو الشرف بعينه عندما تترك شيئاً لله, ولا تنسى أن الله سيعوضك ماهو خيراً منه .. وتكون بذلك قد كسبت نجاح الآخرة وهو النجاح الحقيقي والأبدي, وأيضاً تعويض الله لك سيكون في الدنيا ربما بحصولك على درجة أقوى من الدرجة التي كنت ستحصل عليها لو نجحت في السنة التي قبلها وربما يكون هنالك ما ينتظرك من منصب أكبر كما لو كنت حصلت عليه من نجاحك من قبل.
تذكر أن الله لا يخيب أمل عبد ولا يضيع أجر من أحسن عملا...

قال تعالى: ((إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا))


فنصيحتي لنفسي وللجميع الإبتعاد عن الغش وعن ما حرم الله وتأكد بأن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا.

وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم التوفيق لنا ولجميع المسلمين في الدنيا و الآخرة
.
.

((وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين))

[حفيد صلاح الدين]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب..فهد الدين..

بارك الله فيك..
وجزاك الله خيراً..

أسأل الله العلي القدير ان يوفقك لكل خير ويحفظك من كل شر ويفتح لك أبواب كل خير..
اللهم أمين..اللهم أمين..اللهم أمين..

[يعرب]

جزاك الله خير اخى الكريم

ووفقك لكل خير

[بنت أبو بكر]

من هم الذين يصلون ولا يضعون أيديهم على صدورهم هل هم من السنة والجماعة؟

[درة مكنونة]

بارك الله فيك اخي..

جزاك الله خير على طرحك...

اسأل الله للجميع التوفيق والسداد..