جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
اختصار كتاب (المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير) الجزء الثالث
صلح الحديبية <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> خرج النبي (ص) عام الحديبية في خمس عشرة مائة من أصحابة, وبعث النبي (ص) عينا له من خزاعة, وسار حتى إذا كان بغدير الأشطاط أتاه عينه, فقال: إن قريشا جمعوا لك جموعا, وقد جمعوا لك الأحابيش, وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ومانعوك, فقال النبي (ص): أشيروا أيها الناس علي, أترون أن أميل إلى عيال وذراري هؤلاء الذين يريدون أن يصدونا عن البيت؟ فأشار أبوبكر رضي الله عنه بالتوجه إلى البيت. <o:p></o:p> ثم أتوا بعد ذلك بئر الحديبية فنزحوها, فلم يتركوا فيها قطرة, فبلغ ذلك النبي (ص), فأتى وقعد على شفيرها, ثم قال: ائتوني بدلو من مائها, ثم تفرق الناس في ظلال الشجر, ثم أحدقوا بالنبي (ص), فقال عمر بن الخطاب لابنه عبدالله رضي الله عنهما: انظر ما شأن الناس قد أحدقوا بالنبي, فوجدهم يبايعون النبي (ص), فبايع عبدالله ثم رجع إلى أبيه, فخرج عمر فأخذ بيد النبي (ص). <o:p></o:p> وكان عثمان رضي الله عنه أعز من ببطن مكة, فبعثة رسول الله (ص) إليهم, فقال رسول الله (ص) بيده اليمنى: هذه يد عثمان, فضرب بها على يده الأخرى, فقال: هذه لعثمان, فبايع النبي الناس على: أن لا يفروا. <o:p></o:p> وبينما كان رسول الله (ص) بالحديبية وأصحابة محرمون, قد حصرهم المشركون, وقد صلى رسول الله (ص) صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل, فلما انصرف رسول الله (ص) من صلاته أقبل الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ فقال رسول الله (ص): أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر, فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته, فذلك مؤمن بي, كافر بالكوكب, وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا, فذلك كافر بي, مؤمن بالكوكب. <o:p></o:p> فبينما رسول الله (ص) وأصحابه بالحديبية, إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة, وكانوا عيبة نصح, رسول الله (ص) من أهل تهامة, فقال بديل: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية, وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت, فقال رسول الله (ص): إنا لم نجيء لقتال أحد, وإن قريش قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم, فإن شاؤوا ماددتهم مدة, ويخلوا بيني وبين الناس, فإن أظهر, فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا, وإلا فقد جموا إن هم أبوا, فو الذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ولينفذن الله أمره, فقال بديل: سأبلغهم ما تقول, فانطلق حتى أتى قريشا, فقال: إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل, وسمعناه يقول قولا, فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا.<o:p></o:p> فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه شيء, وقال ذوو الرأي منهم: هات ما سمعته يقول, فقال بديل: سمعته يقول كذا وكذا..., فحدثهم بما قال النبي (ص). <o:p></o:p> فأتى عروة, فجعل يكلم النبي (ص), فقال له النبي (ص) نحوا من قوله لبديل, فقال عروة عند ذلك: أي محمد, أرأيت إن استأصلت أمر قومك, هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك؟! وإن تكن الأخرى, فإني والله لأرى وجوها, وإني لأرى أشوابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك. <o:p></o:p> وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية, فقتلهم, وأخذ أموالهم, ثم جاء فأسلم, فقال النبي (ص): أما الإسلام فأقبل, وأما المال فلست منه في شيء, فجعل عروة يرمق أصحاب النبي (ص) بعينيه, فما تنخم رسول الله (ص) نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده, وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده, وما يحدون إليه النظر تعظيما له, فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم, والله لقد وفدت على الملوك, ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي, والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا, والله ما تنخم إلا وقعت في كف رجل منهم فذلك بها وجهه وجلده. <o:p></o:p> فجاء سهيل بن عمرو, قال النبي (ص) لأصحابه رضي الله عنهم: لقد سهل لكم من أمركم, فقال سهيل للنبي (ص): هات اكتب بيننا وبينكم كتابا, فدعا النبي (ص) علي بن أبي طالب رضي الله عنه, فكتب الصلح بين النبي (ص) وبين المشركين يوم الحديبية, فقال النبي (ص): اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم, فاعترض سهيل, فقال النبي (ص): اكتب: باسمك اللهم, فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك, ولكن اكتب: محمد بن عبدالله, فقال النبي (ص): والله إني لرسول الله وإن كذبتموني. <o:p></o:p> فصالح النبي (ص) المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء: على أن من جاء منكم لم نرده عليكم, ومن جاءكم منا رددتموه علينا, وعلى أن يدخلها من العام القابل ويقيم بها ثلاثة أيام, ولا يدخلها بسلاح إلا بجلبان السلاح: السيف والقوس ونحوه ومافيه. <o:p></o:p> غزو خيبر <o:p></o:p> خرج المصطفى المختار لقتال يهود خيبر الأشرار, فدخل نبي الله (ص) القرية حين بزغت الشمس وقد أخرجت يهود مواشيهم, وخرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم, فلما رأوا رسول الله (ص) قالوا: محمد والله, محمد والخميس, ورجعوا إلى الحصن يسعون, فرفع رسول الله (ص) يديه ثم قال: الله أكبر, خربت خيبر, إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين, حتى قالها رسول الله (ص) ثلاث مرات. <o:p></o:p> ولما مال رسول الله (ص) إلى عسكره, ومال الآخرون إلى عسكرهم, كان في أصحاب رسول الله (ص) رجل ممن يدعي الإسلام, لا يدع للعدو شاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه, فقال أصحاب رسول الله (ص): ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان, فقال رسول الله (ص): إنه من أهل النار, فكاد بعض الناس أن يرتاب, فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدا, فخرج معه, فجرح الرجل جرحا شديدا, فاستعجل الموت, فوضع نصل سيفه وذبابه بين ثدييه, ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه, فخرج الرجل إلى رسول الله (ص) فقال: أشهد أنك رسول الله, فقال رسول الله (ص): وماذاك؟ فقال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار.<o:p></o:p> فقال رسول الله (ص): الله أكبر, أشهد أني عبدالله ورسوله, إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار, وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة. <o:p></o:p> فبينما رسول الله (ص) في حصاره خيبر قد أصابته وأصحابه مخمصة شديدة, إذ أخذ اللواء أبو بكر الصديق رضي الله عنه, فانصرف ولم يفتح له, ثم أخذه من الغد عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فخرج فرجع ولم يفتح له, وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد, فقال رسول الله (ص): لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه, يحب الله ورسوله, ويحبه الله ورسوله, لا يرجع حتى يفتح له, فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (ص) كلهم يرجون أنا يعطاها, فقال رسول الله (ص): أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه, فقال رسول الله (ص) فأرسلوا إليه, فأتى به, فبصق رسول الله (ص) في عينيه ودعا له, فبرأ علي حتى كأن لم يكن به وجع. <o:p></o:p> فأعطاه رسول الله (ص) الراية, ففلق علي رأس مرحب بالسيف فقتله, وكان الفتح على يديه, وكانت خيبر قد فتحت عنوة, ولم يغنم فيها رسول الله (ص) ذهبا ولا فضة, إنما غنم البقر والإبل والمتاع والحوائط. <o:p></o:p> قصة الشاة المسمومة: <o:p></o:p> وقد أهدت امرأة يهودية- وهي أخت ملكهم مرحب- رسول الله (ص) شاة مصلية قد سمتها, وكان رسول الله (ص) يقبل الهدية, ولا يأكل الصدقة, فأكل رسول الله (ص) منها وأكل القوم, فقال رسول الله (ص) لأصحابه رضي الله عنهم: ارفعوا أيديكم, فإنها أخبرتني انها مسمومة, فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري رضي الله عنه, فأرسل رسول الله (ص) إلى اليهودية: ما حملك على الذي صنعت؟, فقالت: إن كنت نبيا لم يضرك الذي صنعت, وإن كنت ملكا أرحت الناس منك, فأمر بها رسول الله (ص) فقتلت. <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> زواجة صلى الله عليه وسلم من صفية بنت حيي رضي الله عنها:<o:p></o:p> وجمع السبي, فجاء دحية لرسول الله (ص) فقال: يا رسول الله, أعطني جارية من السبي, فقال له رسول الله (ص): اذهب فخذ جارية, فأخذ دحية جارية جميلة, هي صفية بنت حيي- سيد قريظة والنضير-! ما تصلح إلا لك, فقال رسول الله (ص): ادعوه بها, فجاء دحية بصفية, فلما نظر إليها النبي (ص) اشتراها بسبعة أرؤس, ثم قال لدحية: خذ جارية من السبي غيرها, فاصطفاها رسول الله (ص) لنفسة وأعتقها, وتزوجها وأصدقها نفسه, فخرج بها حتى إذا بلغ سد الصهباء حلت له, فدفعها إلى أم سليم تصنعها له وتهيؤها, فجهزتها له أم سليم فأهدتها له من الليل, فأصبح النبي (ص) عروسا, ثم أقام بين خيبر والمدينة ثلاث ليال, فأولم رسول الله (ص) على صفية, فشبع الناس, فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين, أو ما ملكت يمينه؟ فقالوا: إن حجبها فهي إحدى أمهات المؤمنين, وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمنه, فلما ارتحل رسول الله (ص) وأراد أن يركب: حجبها, ووضع ركبته فوضعت صفيه رضي الله عنها رجلها على ركبته حتى تركب, فقعدت على عجز البعير, فعرف المسلمون أن رسول الله (ص) قد تزوجها. <o:p></o:p> قدوم مهاجري الحبشة رضي الله عنهم:<o:p></o:p> ووافى جعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم- حين قدموا من الحبشة بالسفينة- رسول الله (ص) حين افتتح خيبر, فأسهم لهم وأعطاهم منها, وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه, وقد دخلت أسماء بنت عميس- زوج جعفر بن أبي طالب- رضي الله عنها على حفصة زوج النبي (ص) زائرة- وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر-, فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها, فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ فقالت حفصه: أسماء بنت عميس, فقال عمر: سبقناكم بالهجرة, فنحن أحق برسول الله (ص) منكم, فغضبت أسماء وقالت: كلا والله, كنتم مع رسول الله (ص) يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم, وكنا في دار البعداء البغضاء بالحبشة, وايم الله, لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله (ص), ونحن كنا نؤذى ونخاف, وسأذكر ذلك للنبي (ص) وأسأله, والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه, فقالت رسول الله (ص): فما قلت له؟ فقالت: قلت كذا وكذا, فقال رسول الله (ص): ليس بأحق بي منكم, وله ولأصحابه هجرة واحدة, ولكم أنتم هجرتان. <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> إتيان الحجاج بن علاط رضي الله عنه مكة وجمعه ماله وذهابه به:<o:p></o:p> وكان الحجاج بن علاط رضي الله عنه قد أتى رسول الله (ص) بعد فتح خيبر, فقال: يا رسول الله, إن لي بمكة مالا, وإن لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم, فأنا في حل إن نلت منك, أو قلت شيئا؟ فأذن له رسول الله (ص) أن يقول ما شاء, فأتى الحجاج بن علاط امرأته حين قدم, فقال: اجمعي لي ما كان عندك, فإني أريد أن اشتري من غنائم محمد (ص) وأصحابه, فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم, ففشا الخبر في مكة, وانقمع المسلمون, وأظهر المشركون فرحا وسرورا, وبلغ الخبر العباس عم رسول الله (ص), فعقر رضي الله عنه, وجعل لا يستطيع أن يقول, فأخذ ابنا له يقال له: قثم- وكان يشبه النبي (ص)-, ثم أرسل العباس غلاما إلى الحجاج بن علاط: ويلك! ما جئت له, وما تقول؟ فما وعد الله خير مما جئت به, فقال الحجاج لغلامه: اقرأ على أبي الفضل السلام, وقل له: فليخل لي في بعض بيوته لآتيه, فأن الخبر على ما يسره, فجاء غلامه, فلما بلع باب الدار قال: أبشر يا أبا الفضل, فوثب العباس فرح حتى قبل بين عينيه, فأخبره الغلام ما قال الحجاج, فاعتقه العباس, ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول الله (ص) قد افتتح خيبر وغنم أموالهم, ثم قال الحجاج لكني جئت لمال كان لي ههنا أردت أن أجمعه فأذهب به, فأستأذنت رسول الله (ص), فأذن لي, أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا, وقالت: لا يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك, فقال العباس: أجل لا يخزني الله, فتح الله خيبر على رسوله (ص), واصطفى رسول الله (ص) صفية بنت حيي لنفسه, فقال لهم العباس: لم يصبني إلا خير بحمد الله, قد أخبرني الحجاج: أن خيبر قد فتحها الله على رسوله, وقد سألني أن أخفي عليه ثلاثا, وإنما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شيء ههنا ثم يذهب, وخرج المسلمون حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر, فسر المسلمون, ورد الله ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين.<o:p></o:p> عمرة القضاء <o:p></o:p> قدم رسول الله (ص) وأصحابه مكة لعمرة القضاء التي تصالحوا مع المشركين بالحديبية عليها, وقاضاهم رسول الله (ص) على أن يعتمر من العام المقبل, فاعتمر (ص) من العام المقبل, فبلغه أن قريشا تقول: إنه يقدم عليكم غدا وقد وهنتهم الحمى, فقال الصحابة رضي الله عنهم: لو انتحرنا من ظهرنا فأكلنا من لحمه, وحسونا من مرقة, أصبحنا غدا حين ندخل على القوم وبنا جمامة, فقال لهم رسول الله (ص): لاتفعلوا, ولكن اجمعوا لي من أزوادكم, فجمعوا له وبسطوا الأنطاع, فأكلوا حتى تولوا, ثم أقبل رسول الله (ص) حتى دخل المسجد, وقعدت قريش نحو الحجر, وأمر رسول الله (ص) أصحابه رضي الله عنهم أن يرملوا ثلاثة أشواط, ويمشوا ما بين الركنين, ليرى المشركون جلدهم, فاستلم رسول الله (ص) الركن ثم دخل, حتى إذا تغيب بالركن اليماني مشى إلى الركن الأسود, فقالت قريش: هؤلاء الذين زعمتهم أن الحمى قد وهنتهم, ففعل ذلك رسول الله (ص) ثلاثة أطواف فكانت سنة, فلما اعتمر رسول الله (ص): ستره أصحابه رضي الله عنهم من المشركين وغلمانهم أن يؤذوا رسول الله (ص), وقد أقام رسول الله (ص) بمكة ثلاثا, ونكح بها ميمونه بنت الحارث رضي الله عنها. <o:p></o:p> غزوة مؤته<o:p></o:p> لما رجع رسول الله (ص) إلى المدينة: جهز جيشا إلى مؤته, واستعمل عليهم زيد بن حارثة رضي الله عنه, وقال لهم: إن قتل زيم أو استشهد فأميركم جعفر, فإن قتل أو استشهد فأميركم عبدالله بن رواحة. <o:p></o:p> فأتى خبرهم النبي (ص), فخرج إلى الناس, فحمد الله وأثنى عليه, ثم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم, وإن عيني رسول الله (ص) لتذرفان, وكان خالد رضي الله عنه يقول: لقد انقطعت في يدي يوم مؤته تسعة أسياف, فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية, وقد التمس جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فوجد في القتلى: بضعا وتسعين ما بين طعنة ورمية, وقد قطعت يداه, فقال رسول الله (ص): رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة. <o:p></o:p> وحاص المسلمون يومئذ حيصة, فلما برزوا قالوا: كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟ فقدموا المدينة فاختبؤا بها وقالوا: هلكنا, فجلسوا لرسول الله (ص) قبل صلاة الفجر, فلما خرج قاموا إليه فقالوا: يا رسول الله, نحن الفرارون, فقال لهم رسول الله (ص): بل أنتم العكارون, وأنا فئة المسلمين, فدنوا فقبلوا يد رسول الله (ص). <o:p></o:p> أمهل رسول الله (ص) آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم, ثم أتاهم, فقال: لا تبكوا على أخي بعد اليوم, ادعوا إلي ابني أخي, فجيء بهم كأنهم أفرخ, فشمهم رسول الله (ص) وذرفت عيناه, فقال: ادعوا إلي بالحلاق, فجيء بالحلاق فحلق رؤوسهم, ثم قال اللهم اخلف جعفرا في أهله, وبارك لعبد الله في صفقة يمينه, قالها رسول الله (ص) ثلاث مرات, فجاءت أمهم أسماء بنت عميس رصي الله عنها فذكرت لرسول الله (ص) يتمهم, فقال لها رسول الله (ص) العيلة تخافين عليهم, وأنا وليهم في الدنيا والآخرة؟!! ثم قال النبي (ص): اصنعوا لآل جعفر طعاما, فقد أتاهم أمر يشغلهم. <o:p></o:p> كتب الرسول (ص) إلى الملوك <o:p></o:p> كتابه (ص) إلى هرقل: <o:p></o:p> لقد كان للفتح الذي فتحه الله تعالى على نبيه (ص) في صلح الحديبية أمارات, وعليه دلائل وعلامات, فقد خاطب رسول الله (ص) إبان مدة الصلح الملوك العظام, وأرسل البعوث إلى القبائل والفئام, يقول أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه: إن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش, وكانو تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله (ص) ماد فيها كفار قريش, فدعاهم هرقل في مجلسه وحوله عظماء الروم, ودعا بترجمانه, فقال هرقل لترجمانه: سلهم أيهم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: أنا أقربهم إليه نسبا, ثم قال هرقل لترجمانه: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل, فإن كذبني فكذبوه, ثم دعا هرقل بكتاب رسول الله (ص) الذي بعث به دخية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه إلى عظيم بصرى, فدفعه إلى هرقل فقرأه, فإني أدعوك بدعاية الإسلام, أسلم تسلم, يؤتك الله أجرك مرتين, فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين. <o:p></o:p> كتابه (ص) إلى كسرى: <o:p></o:p> وبعث رسول الله (ص) رجلا بكتابه, وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين, فدفعه إلى كسر ملك الفرس, فلما قرأه مزقه! فدعا عليهم رسول الله (ص) أن يمزقوا كل ممزق. <o:p></o:p> البعوث والسرايا <o:p></o:p> <o:p></o:p> بعث رسول الله (ص) عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى ذات السلاسل, فاحتلم في ليلة باردة شديدة البرد, فأشفق إن اغتسل أن يهلك, فتيمم ثم صلى بأصحابه صلاة الصبح, فلما قدموا على رسول الله (ص) ذكروا ذلك له, فضحك رسول الله (ص) ولم يقل شيء. <o:p></o:p> وبعث رسول الله (ص) بعثا قبل الساحل, فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق قني الزاد, فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع ذلك كله, فكان يعطيهم تمرة تمرة, فكانوا يمصونها, ثم يشربون عليها من الماء, فتكفيهم إلى الليل, وتزودوا من لحمه وشائق, فأكلوا من دابة تدعى العنبر نص شهر, وادهنوا حتى صلحت أجسامهم وسمنوا, فلما قدموا المدينة أتوا رسول الله (ص) فذكروا ذلك له, فأرسلوا إليه منه فأكله. <o:p></o:p> وبعث رسول الله (ص) بعثا من المسلمين إلى قوم من المشركين في الحرقة من جهينة, فكان في المشركين رجل إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله, فقصد أسامة بن زيد بن الحارثة رضي الله عنه غفلته, فلحقه هو ورحل من الأنصار, فلما غشياه ورفعا عليه السيف, قال الرجل: لا إله إلا الله, فكف عنه الأنصاري, وطعنه أسامة برمحه حتى قتله, فجاء البشير إلى النبي (ص), فسأله فأخبره, فدعا رسول الله (ص) أسامة فسأله: لم قتلته؟ فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟! فقال أسامة: يا رسول الله, استغفر لي, فما زال رسول الله يكررها ختى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. <o:p></o:p> نعيه (ص) النجاشي: <o:p></o:p> نعى رسول الله (ص) للناس النجاشي ملك الحبشة في اليوم الذي مات فيه, وقال: مات اليوم عبد الله صالح, أصمحة النجاشي, فخرج رسول الله (ص) بالناس إلى المصلى, فصفهم صفين وأمهم, فصلى عليه فكبر أربع تكبيرات, وقال: استغفروا لأخيكم. |
#2
|
||||
|
||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
__________________
اللهمّ صلّ على محمد عدد ماذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون سلفي سني وهابي وأفتخر
|
أدوات الموضوع | |
|
|