#1
|
||||
|
||||
وهم العلمانية والحتمية الدينية
الدين .... السياسة .... الدولة .... العلمانية
متى ظهر كل واحدة من هذه المسميات؟ إذا أجبنا عن هذا السؤال أدركنا كذب الدعوة الزائفة الكبيرة التى يريد العلمانيون أن يروجوا لها ألا وهى تنحية الدين من السياسة بل من المجتمع وأنه لا يصلح لإدارة الدولة سوى العلمانية ، والعلمانية فقط لا غير!!!!!!
__________________
قـلــت :
|
#2
|
||||
|
||||
س: متى ظهر الدين؟
ج: ظهر الدين مع أول بشر نزل على الأرض ألا وهو سيدنا آدم وهو أبو بشر وهو نبى وكان دينه هو دين الإسلام ، قال تعالى : إن الدين عند الله الإسلام . س : ما هو الدين؟ ج : الدين هو المنهج الربانى لإدارة الدنيا. س : ما هى السياسة؟ ج: السياسة هى علم إدارة شئون الدولة داخلياً وخارجياً. س: ما هى الدولة؟ ج: هى كل اجتماع بشرى توفر فيه أربعة خصائص : 1- أرض. 2- شعب. 3- سلطة حاكمة. 4- سيادة. س: متى ظهرت أول دولة؟ ج : غير معلوم ، حتى العلوم السياسية التى جعلت الدولة جوهر موضوعها لم تفلح أن تجيب عن تساؤلين : ما هى أول دولة فى تاريخ البشرية؟ ومتى ظهرت. ولكن نستطيع أن نقول - تقريبياً - أن من أول الدول ظهوراً فى التاريخ البشرى هى الدولة الاتحادية التى ظهرت فى وادى النيل - مصر - عام 4242 قبل الميلاد حيث اتحدت جميع أقاليم مصر فى ذلك الوقت فى دولة مركزية واحدة ، طبعاً التأريخ لنشأة الدولة يسبق هذا التاريخ بكثير ، وفى أقل تقدير بمئات السنين وهى الفترة التى كانت توجد فيها دويلات إقليمية صغيرة ، وهى تعتبر دولاً بالمعنى الحقيقى للكلمة وتتوفر فيها كل شروط الدولة ، ولا يشوبها أى شائبة اللهم إلا ضآلة المساحة الجغرافية التى قامت عليها. وإذا علمنا أن أصغر دولة فى العالم هى دولة الفاتيكان الموجودة داخل العاصمة افيطالية - روما - وهى لا تزيد مساحتها عن واحد كيلو متر مربع ، وإذا وضعنا فى الاعتبار أن هناك دولاً كاملة ذات سيادة لا تزيد مساحتها عن كيلومترات - خذ مثلا : إمارة موناكو مساحتها 1.95م مربع - لعلمنا أن الدول المصرية الأولى تستحق مصطلح دولة بكل جدارة. س: هل كان لهذه الدول القديمة قدم التاريخ سياسة تسير شئونها؟ ج: لا شك فالسياسة - كما عرفنا - هى علم إدارة شئون الدولة داخلياً وخارجياً. فالدولة والسياسة موجودان لا ينفصلان كالذكر والأنثى. س: هل كان ثمة ارتباط بين الدول القديمة والدين؟ ج: طبعاً. ذلك أن الدين وجوده سابق على وجود الدولة ، والذى أسس الدولة أناس متدينون ، وهذا القول يجمع عليه كل البشر ولا يخالفه سوى قلة من الملاحدة الذين يروق لهم نفى الأصالة الدينية فى الجنس البشرى ولا يملكون على هذا لا دليل ولا شبه دليل!! س: ما الدليل على ارتباط الدول القديمة بالدين؟ ج: كل الآثار التى عثر عليها الأثريون تثبت بما لا يدع مجالاً للشك - أن الدين كان هو القاسم المشترك الأعلى بين جميع التجمعات البشرية القديمة سواء أكانت هذه التجمعات البشرية صغيرة أو دولاً بالمعنى المعروف. ومثال على هذا الأقاليم المصرية الأربعين التى توحدت فى مصر عام 4242 ق.م كان كل إقليم يدين بدين وتعبد معبوداً وتتخذ له رمزاً من نبات أو حيوان. س: وهل أعاق الدين قيام الدول أو استمرارها؟ ج: لا ، بل العكس هو الصحيح ، فما من دولة إلا وقامت على فكرة ، أو عقيدة ، وأغلب هذه الأفكار كانت دينية ، انتصاراً لمعبود ، أو نشراً لاعتقاد. فالفكرة الدينية هى الشئ الوحيد التى يستطيع المرء أن يقدم روحه رخيصة فى سبيل إعلائها ، ولا شك أن إقامة دولة سيستلزم نهراً من دماء الساعين إلى إنشائها. والإنسان بطبعه غير ملزم أن يضحى بنفسه من أجل حاكم ما ، ولكنه سيضحى بنفسه وهو سعيد من أجل معبوده الذى يقدس. فهو الوحيد الذى يملك المكافأة والمنحة بعد الموت. س: وما دلالة هذا؟ ج: دلالته أن الدين - أى دين حق كان أو باطل - هو الأساس الأول لإقامة الدولة. ففكرة الدولة - بهذا التصور - فكرة دينية مجردة. ومن ثم لا يمكن الفصل بين الدين وبين الدولة ولا بين الدين والسياسة التى هى علم إدارة شئون الدولة ، بأى حال من الأحوال. فالدين هو أبو الدولة. وإذا كانت الدولة هى المولود الشرعى للدين فإن السياسة هى الروح التى بثها الدين لتحيا هذه الدولة. ويستمر التاريخ ...
__________________
قـلــت :
|
#3
|
||||
|
||||
س: ما هى العلمانية؟
ج: العلمانية هى إنكار حق الخالق سبحانه فى إدارة شئون كونه الذى خلقه. س: هذا التعريف من وجهة نظر إسلامية ولكن ما معناها بوجه عام؟ ج: العلمانية مشتقة من الكلمة الانجليزية secularism وهى مشتقة من أخرى لاتينية وهى سيكولوم والتى تعنى الدنيا أو العالم وكانت تطلق ويراد بها النقيض أو الند أو البديل للسلطة الكنسية. س: متى ظهر هذا المصطلح لأول مرة فى التاريخ؟ ج: استخدم مصطلح ( سيكولار ) لأول مرة فى صلح وستفاليا عام 1648م ، والذى أنهى أتون الحروب الدينية - بين الطوائف النصرانية - فى أوربا. وهو المصطلح الذى أسس لظهور الدولة القومية التى تؤمن بتعدد الديانات داخلها ، كما استخدم نفس المصطلح للتعبير عن عملية نقل سلطات الكنيسة عن ممتلكاتها وتسليمها لإدارة غير دينية. ثم وجد مصطلح العلمانية صدى واسع إبان الثورة الفرنسية أى بعد عام 1789 ، ثم اخذ هذا الاصطلاح يتشكل أكثر فأكثر ويستخدم فى العلوم الاجتماعية وخاصة على يد جون لوك ( 1817 - 1906 ) والذى الذي عرف العلمانية بأنها: "الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية دون التصدي لقضية الإيمان سواء بالقبول أو الرفض". س: ما هى مظاهر العلمانية؟ ج: الديمقراطية : هى إنكار حق الله فى إدارة شئون الدولة. الليبرالية : هى إنكار حق الله فى إدارة شئون المجتمع. الرأسمالية : هى إنكار حق الله فى إدارة شئون المال الذى أنزله للناس لإدارة شئون حياتهم. س: ما الأسباب والظروف التى أدت إلى ظهور العلمانية؟ ج: ظهرت العلمانبية فى أوربا دون غيرها من العالمين القديم والحديث ، بسبب افرهاب الدينى الذى فرضته الكنيسة الكاثوليكية فى الدول وفى المجتمعات التى كانت تدين بها. حيث تزاوجت الكنيسة - وهى السلطة الدينية فى الدولة - مع السلطة الزمنية - الحاكم - فى زواج غير شرعى هدفه رعاية المصالح المشتركة بحيث توطد الكنيسة أركان الملك ، عند الناس ، بفرية أن الحاكم هذا قد جاء بإرادة الرب ولا يجوز مخالفته وأن من يفعل يكون كافراً خارجاً فى الدين ، وفى المقابل أعطى الملوك والأمراء والأباطرة لرجال الدين الكثير والكثير من صلاحيات الضبط والتفتيش ، ولا أقول التفتيش فى البيوت عن المخالفين بل التفتيش فى العقول عن المفكرين؟؟ فأُقطعت للكنائس أبعاديات شاسعة وزودت بسلطات مبالغ فيها ، حتى حق الرقابة على التفكير ، وبظهور مرحلة جديدة من العلم المادى ظهرت تعارضات كبير وتناقضات بين ما هو فى الإنجيل المحرف وبين ما يكتشفه العلماء حتى قتلوا وأحرقوا العلماء وكفروا المفكرين وأصدروا صكوك الغفران كما أدى هذا لظهور مارتن لوثر ( 1483 - 1546 ) مؤسس الطائفة البروتستانتية والذى رصد 95 خطأ من أخطاء الكنيسة ظل يكتبها على الجدران والحوائط. كل هذا كان يؤدى إلى النفور من السلطة الدينية النصرانية الكاثوليكية. ويلجئ الناس لتحييد وتهميش دور الكنيسة فى المجتمع وتقييد سلطانها فى الدولة فكانت العلمانية. س: ما هدف العلمانية فى العالم الإسلامى؟ هدف العلمانية في العالم الإسلامي : هدف العلمانية الأكبر هو جعل الأمة الإسلامية تابعة للغرب سياسيا وثقافيا وأخلاقيا واقتصاديا ، وعزل دين الإسلام عن توجيه حياة المسلمين.
__________________
قـلــت :
|
#4
|
||||
|
||||
س: هل العلمانية حتمية؟ وهل وهل يمكن إدارة دولة - على نحو صحيح - بغير الحل العلمانى؟
ج: بالنظر فى التاريخ ، نجد أن العلمانية نتاج بشرى قاصر لعلاج جملة كبيرة جداً من الأخطاء البشرية ، وأن ظهورها ارتبط بأسباب تتعلق بالتعصب المذهبى والطائفى واستبداد رجال الدين الكنسى الكاثوليك على وجه الخصوص. وإن كانت العلمانية فلحت فى وقف الحروب الدينية أو الطائفية فهى قد أنتجت نوعاً آخر من الحروب هو أشد خطراً وأسوأ نتائج من الحروب الدينية ألا وهى الحروب الاستعمارية التى لا تزال تضرب الكثير من البلدان وتحصد الملايين من الأرواح كل عام. فما وقع فيه رجال الدين الكاثوليك قديماً هو هو نفس السلوك الذى يقوم به مروجوا العلمانية الآن من هدم بلدان وتدمير مجتمعات وإسقاط دول من أجل نشر العلمانية وبنفس الطريقة ألا وهى القوة والقوة المفرطة. وعبر التاريخ ظهرت آلاف الدول والامبراطوريات والإمارات وكان لكل منها سياستها فى إدارة شئونها الخاصة الداخلية والخارجية ، وقد نجحت جماعات كثيرة فى إقامة دولاً كبيرة مكتملة الأركان والعناصر ، ونجحت تلك الدول فى تأسيس حضارات كبيرة أخذت بأسباب العلم والرقى ، وقد تم كل هذا فى منأى كامل عن العلمانية ودون الحاجة إليها ، من ذلك حضارات المصريين القدماء وحضارة الإغريق والرومان والصين والهند وخير مثال على هذا من تاريخنا هو تأسيس دولة فى حجم إمبراطورية امتدت من المحيط الأطلنطى غرباً إلى الصين والفلبين وجزر الملايو شرقاً. وقد أثمرت الدولة الإسلامية حضارة كبيرة متكاملة الأركان والمعانى ، وتم هذا فى سياج دينى كامل ، وبعد كامل عن الفكر العلمانى الذى يثقدم لنا على أنه الحل الوحيد لمشاكل الإنسانية!! الخلاصة : ليست العلمانية حتمية ، وليست هى الحل الأوحد لاستمرار البشرية فى مسيرتها ، وليست هى الأنموذج الأوحد الذى يجب أن تقوم عليه دولة حديثة أو حضارة صحيحة. فالعلمانية نتاج بشرى قابل للفشل كالكثير من الأفكار البشرية التى ظهرت وانتشرت ردحاً من الزمن ثم ثبت فشلها فاندثرت وأصبحت فى ذمة التاريخ. وأن ما من دولة أو مجتمع إلا ويقوم على أساس دينى يدين به أفرادها ، وأن الدين لا يمكن فصله عن الدولة ، وأن الدين الحق قادر على إيجاد سياسة صالحة لإدارة شئون الدولة. فالدولة بمكوناتها الجغفرافية والبشرية والمادية هى خلق ربانى ، والكون الذى خلقه الله يشهد أن قد خُلق بنظام بالغ فى الحكمة والروعة والتنظيم. والذى يستطيع أن يخلق كوناً بهذا الحجم ، ويستطيع أن يضع له القوانين والنظم المحكمة التى تكفل تحركه مليارات السنين دونما وقوع ثغرات أو انفلاتات ، اليس هذا الإله - الذى خلق هذا النظام المادى - بقادر على أن يضع نظاماً آخر لإدارة جماعة قليلة من خلقه ألا وهم بنى الإنسان الذين لا يشكلون أكثر من ذرة من ذرات هذا الكون؟؟؟ وصدق الله : ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فالذى خلق السموات بقدرته هو الأولى أن تُحكم الأرض بشريعته. والذى ينازع فى هذا هو منازع فى خاصية من خصوصيات رب العالمين ، ومن لم يرض بحكم الله فليرحل من كون الله!!
__________________
قـلــت :
|
#5
|
|||
|
|||
بارك الله فيك استاذ ابو جهاد، ونفع الله بك الاسلام والمسلمين، لا يستطيع من يقرأ كلامك ومحاورك وما استندت علية من مفاهيم وما استخدمتة من مصطلحات، ان يتجاهل او ينكر ما تم تدوينة، ولكن بجانب هذا ينبغى علينا، معرفة الابعاد من جميع الاتجاهات، والا سيتهمنا القارىء ذو الثقافة انه بحث لا يعنى على الواقع الا نظرة أحادية الجانب، بما يتضمنة من افكار احادية وهذا ما ينظر الية المحققون على انه عاهة فى البحث، وتساعد بالدرجة الاولى على التشوية، وبناءا نستاذنك بوضع بعض النقاط للقارى بجميع مستوياته، حتى يكون معنا فى الصورة؟ 1_ العلمانية،لا يمكننا الحديث عن العلمانية قبل تحديد مستويين، المستوى الاول: الواقع الذى تسعى الية العلمانية او المفروض الذى تسعى لتحقيقة المستوى الثانى: جوهر العلمانية كحركة تاريخية، ولا يمكن ابدا تجاهل الحركة مهما كانت فهى تعنى واقع، 2_السلطة الدينية، معها السلطة الزمنية، كيف اصبحت، وكيف كانت، 3_ عقائد المجتمع بما تضمنة من تداول وتواصل ، وابداع _ وتعايش، ومتابع ان شاء الله للحديث الشيق هذا، اسال الله ان يكون فى موازين حسناتك |
#6
|
||||
|
||||
أخى الحبيب أبا الوليد واشكر لك مرورك الكريم كما ينبغى أن اعبر عن إعجابى التام بطرحك الطيب ومداخلاتك التى اثرت الموضوع بأفضل مما بدأ. فعلاً أنا أقدم نظرة أحادية للموضوع ولكنها فى ذات الوقت نظرة جديدة فلو دخلت لأى موقع يتحدث عن العلمانية أو بحثت فى محركات البحث أو حتى الكتب المصنفة لوجدت الكلام مكرر ومعاد ونسخ طبق الصل أو قريب من ذلك من بعضها البعض. أما محاولتى فهى محاولة تستهدف أحد أمرين: 1- تصحيح المفاهيم. 2- كشف الحقائق المزيفة. ولا يعيب النظرة الصائبة أن تكون أحادية ، بل الصواب أنها تكون كذلك. اضف إلى هذا أن العلمانيون هم ايضاً لهم نظرة أحادية للعلمانية - على أنها هى الحل والحل الوحيد - كما أن نظرتهم للدين وأقصد الدين الإسلامى على وجه الخصوص بنظرة أحادية مطابقة لنظرتهم عن النصرانية التى أنتجت الإلحاد!!! ولى عودة.
__________________
قـلــت :
|
أدوات الموضوع | |
|
|