منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع

 حفر ابار في الدول الفقيرة   Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2011-08-21, 06:25 PM
الصورة الرمزية غريب مسلم
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 710
غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم
افتراضي المسلسل الرمضاني صور من حياة السلف - الحلقة الحادية والعشرون


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى أصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
حياكم الله إخوتي وأخواتي الكرام.
نكمل معكم اليوم بإذن الله تعالى سلسلتنا الأدبية القصصية التاريخية، التي تعرض صوراً واقعية لأناس عاشوا وتربوا على أيدي خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، أو على أيدي أصحابه الأبرار رضوان الله عليهم، وعاشوا في خير القرون وأفضلها، وبذلوا لها كل نفيس، فصاروا أعلاماً يقتدى بهم، وكانوا المؤسسين إلى مدرستنا، مدرسة السلف الصالح.
بطل قصتنا لهذا اليوم ملك عادل، لا يظلم عنده أحد، كان له دور كبير في حماية الصحابة، وهو وإن لم يرزق برؤية النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه كان موضع ثقة النبي عليه الصلاة والسلام.
قصتنا هذه وإن كنا قد غطينا كثيراً من فقراتها في حلقات مسلسلنا هذا، إلا أن هنالك جوانب خفية لم نتطرق إليها من قبل، وكنت قد فكرت في أن أحذف ما هو مكرر، إلا أني آثرت أن أبقيها، فلا أجمل من إعادة قراءة قصة أعلام هذه الأمة.


النجاشي
أصحمة بن أبجر
(لما مات النجاشي كنا نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور ...) [عائشة أم المؤمنين]
علمنا هذا تابعي إذا ذكر التابعون ...
صحابي (1) إذا عد الصحابة .
راسل النبي عليه الصلاة والسلام ، وراسله النبي ...
ولما لحق بالرفيق الأعلى (2) صلى عليه الرسول صلاة الغائب ، مع أنه لم يصل على غائب سواه .
إنه أصحمة بن أبجر المعروف بالنجاشي (3) ، فتعالوا نقض هذه اللحظات المباركات مع هذا العلم (4) الفذ من أعلام المسلمين .


كان والد أصحمة ملكاً للأحباش ولم يكن له ولد سواه .
فقال بض زعماء الحبشة لبعض :
إن ملكنا لا ولد له غير هذا الغلام ...
وإن ذلك سيفت في عضده (5) وهو حي ، ويقضي على ملكه إذا مات ، ويسوقنا إلى ما لا تحمد عقباه (6) .
فحبذا لو قتلناه ، وملكنا أخاه ، فإن له اثني عشر ولداً يؤازرونه في حياته ، ويرثونه بعد مماته .
وما زال يوسوس لهم الشيطان ، ويبث في روعهم من روعه (7) ، حتى قتلوا ملكهم ، وبايعوا أخاه من بعده .


نشأ أصحمة في كنف (8) عمه ، وأخذت براعمه تتفتح عن ذكاء لامع ، وحزم رائع ، وبيان مشرق ، وشخصية فذة .
حتى ملأ افؤاد عمه إعجاباً به ، وتقديراً لمزاياه ، وتفضيلاً له على أبنائه .
ثم وسوس (9) الشيطان مرة أخرى لسادة الأحباش فقال بعضهم لبعض :
والله إنا لنخشى أن يفضي (10) الملك إلى هذا الشاب .
ولئن تم له ذلك ، لينتقمن منا شر انتقام ...
وليقتلننا أجمعين جزاء ما قتلنا أباه .
ثم مضوا إلى الملك وقالوا :
أيها الملك إنا لا تطيب نفوسنا وتطمئن قلوبنا ، إلا إذا قتلت أصحمة ، أو أخرجته من بين أظهرنا ...
فها هو ذا قد شب ، وإنا لنخشى أن ينتقم منا جزاء ما قتلنا أباه .
فقال لهم الملك : بئس القوم أنتم ...
لقد قتلتم أباه بالأمس ، وتطلبون مني أن أقتله اليوم !!...
والله لا أفعل .
فقالوا : إذن نأخذه ، ونرمي به خارج بلادنا ...
فأذعن (11) لهم على كره منه وعجز .


لم يمض على إبعاد أصحمة غير يوم وبعض يوم حتى وقع ما لم يكن في الحسبان .
فلقد تلبد (12) الأفق بالغيوم الدكن ...
وهاجت السماء بالصواعق وماجت (13) ...
ثم سقطت إحاها على عمه الحزين على فراقه ، فأردته قتيلاً ...
فهب الأحباش إلى أولاد الملك ، ليعهدوا إلى واحد منهم بالملك ، فلم يجدوا فيهم خيراً .
فاشتد عليهم الكرب (14) وضاق في وجوههم الأمر .
وقد زادهم ضيقاً وكرباً أن بعض الشعوب المجاورة للحبشة ، همت بأن تغتنم الفرصة ، وأن تغزو ديارهم ...
فقال بعضهم لبعض : والله لا يقيم أمركم (15) ، ويحفظ ملككم أحد غير ذلك الفتى الذي رميتم به في الأمس .
فإن كان لكم في أمر الحبشة حاجة (16) فأدركوه ، وأعيدوه ...
ثم خرجوا في طلبه ، وأعادوه إلى وطنه ...
ووضعوا على رأسه التاج ، وبايعوه بالملك ، ودعوه بالنجاشي .
فساس (17) البلاد بالحنكة (18) والحكمة ...
وأراح العباد من الاضطراب والفوضى ...
وملأ الحبشة عدلاً وخيراً ،بعد أن امتلأت ظلماً وشراً ...


لم يكد النجاشي يستقر على كرسي ملكة حتى بعث الله نبيه محمداً صلوات الله عليه بدين الهدى والحق ، وأخذ المهتدون السابقون إلى الإسلام يستجيبون له واحداً إثر (19) آخر ...
فهبت قريش تلحق بهم الأذى ، وتنزل بهم الضر (20) .
فلما ضاقت عليهم مكة بما رحبت (21) ، وأنزل بهم المشركون من الأذى ما يزلزل (22) الصم الصلاب (23) ، قال لهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه :
(إن في أرض الحبشة ملكاً لا يظلم أحد عنده ...
فالحقوا ببلاده ، ولوذوا بحماه (24) ، حتى يجعل الله لكم من أمركم فرجاً ، ويهيئ لكم من ضيقكم مخرجاً (25)) .


مضى ركب المهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة .
وكانوا ثمانين بين رجال اونساء .
فتذوقوا لأول مرة طعم الأمن والاستقرار ...
وتمتعوا بحلاوة التقى والعبادة ، دون أن يعكر صفو عبادتهم معكر ، أو يكدر حلاوة إيمانهم مكدر .
لكن قريشاً ما كادت تعلم برحيل هذا النفر (26) الثمانين من المسلمين إلى أرض الحبشة ، زاستقارهم فيها .. حتى هبت تأتمر (27) بهم لتقضي عليهم ، أو تستردهم إلى مكة .


أرسلت قريش إلى النجاشي رجلين من أفذاذ (28) رجالها ذكاء وحنكة (29) .
هما عمرو بن العاص (30) ، وعبد الله بن أبي ربيعة .
وبعث معهما بهدايا وفيرة للنجاشي وبطارقته (31) مما كانوا يستطرفونه (32) من أرض الحجاز .
فلما قدما الحبشة بادرا إلى لقاء البطارقة قبل أن يلقوا النجاشي .
ودفعا إلى كل بطريق هديته ، وقالا له :
إنه قد حل في أرضكم غلمان من سفهائنا ، صبئوا (33) عن دين آبائهم وأجدادهم ، ومزقوا كلمة قومهم ...
فإذا كلمنا الملك في أمرهم ، فأشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا دون أن يسألهم عن دينهم ، فإن أشراف قومهم أبصر بهم ...
وأعلم بما يدينون .


دخل عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أبي ربيعة على النجاشي ، وسجدا له كما كان يسجد له قومه .
فرحب بهما النجاشي أجمل ترحيب لما كان بينه وبين عمرو بن العاص من ود سابق .
ثم قدما له الهديا مشفوعة (34) بتحيات كبار رجال مكة ، وعلى رأسهم أبو سفيان (35) زعيم قريش .
فاستطرف (36) هداياهم وأعجب بها .
ثم كلماه فقالا : أيها الملك ، إنه قد أوى إلى مملكتك نفر من أشرار غلماننا (37) قد فارقوا ديننا ، ولم يدخلوا في دينكم ...
وجاؤوا بدين لا نعرفه نحن ، ولا تعرفونه أنتم ...
وقد بعثنا أشراف قومنا يسألونك أن تردهم إليهم ...
فهم أعلم (38) بما ابتدعوه من دين ، وما أحدثوه من فتنة .
فنظر النجاشي إلى بطارقته ، فقالوا :
صدقاً أيها الملك ، فإننا لم نقف على دينهم الذي استحدثوه ...
زإن قومهم أدرى بهم منا ، وأعلم بما ابتدعوه .
فقال النجاشي :
لا والله لا أسلمهم لأحد حتى أسمع كلامهم ، وأقف على عقيدتهم .
فإن كانوا على شر أسلمتهم لقومهم ...
وإن كانوا على خير حميتهم وأحسنت جوارهم ما داموا في بلادي ...
ثم أردف (39) يقول :
إني -والله- لا أنسى فضل الله علي ...
فلقد ردني إلى أرضي ، وحماني من كيد الكائدين لي ..
وصانني من بغي الباغين علي .


دعا النجاشي الصحابة إلى لقاء بني قومهم عنده ...
فأوجسوا (40) خيفة من ذلك ، وقال بعضهم لبعض :
ما تقولون له إذا سألكم عن دينكم ؟
فقال مقدموهم : نقول ما قال الله عز وجل في كتابه ...
ونعلن ما جاءنا به النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه .
ثم مضوا إليه ، فوجدوا عنده عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أبي ربيعة ...
وألفوا بطارقته جالسين عن يمينه وعن شماله .
وقد اعتجروا (41) قلانسهم ...
ونشروا كتبهم بين أيديهم .
فحيوه بتحية الإسلام ، وجلسوا حيث انتهى بهم المجلس .
فالتفت إليهم عمرو بن العاص وقال :
ما لكم لا تسجدون للملك ؟
فقالوا إننا لا نسجد إلا لله .
فهز النجاشي رأسه إعجاباًبما قالوا ، ونظر غليهم في رفق وقال :
ما هذا الذي استحدثتموه (42) لأنفسكم من دين ، وفارقتم بسببه دين قومكم ، ولم تدخلوا في ديني ؟!
فاستأذنه جعفر بن أبي طالب (43) وقال :
أيها الملك ، إننا لم نستحدث لأنفسنا ديناً ، وإنما جاءنا محمد بن عبد الله ، من عند ربه بدين الهدى والحق ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور ...
فلقد كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ، ونقطع الأرحام (44) ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش (45) ، ونسيء الجوار ، ويبطش القوي منا بالضعيف .
ولقد بقينا على حالنا تلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه ، ونثق بصدقه وأمانته وعفته ، فدعانا إلى الله وأمرنا بعبادته وتوحيده ...
وحضنا على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وأن نجلع (46) ما كنا نعبده من الحجارة والأوثان .
كما أمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم ، وصون الدماء ...
ونهانا عن إتيان الفواحش ، وقول الزور (47) ، وأكل مال اليتيم ...
فصدقناه ، وآمنا برسالته ، واتبعنا ما جاء به ...
وجعلنا نعبد الله وحده لا شريك له ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا .فما كان من قومنا إلا أن عدوا (48) علينا ، وأنزلوا بنا أشد العذاب ، ليفتنونا (49) عن ديننا ، ويردونا إلى عبادة الأوثان بعد أن عبدنا الوحد الديان (50) .
فلما قهرونا ، وظلمونا ، وضيقوا علينا ، وحالوا (51) بيننا وبين ديننا .
رغبنا في اللجوء إلى جوارك ، والإقامة في ديارك .
واخترناك على من سواك ، ورجونا (52) ألا نظلم عندك .
فقال له النجاشي : أمعك شيء مما جاء به نبيكم عن ربه ؟
قال : نعم .
قال : فاقرأه علي .
فقرأ صدراً من سورة مرين ، وكان مما قرأه قول الله عز وجل :
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ (53) مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (54) *
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا (55) ...
فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا (56) فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (57) *
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ (58) مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا *
قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (59) *
قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ (60) وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (61) *
قَالَ كَذَٰلِكِ (62) قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا *
فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا *
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ (63) إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا *
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (64) * (65) .
فبكى النجاشي حتى اخضلت (66) لحيته ...
وبكى أساقفته حتى بللوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلي عليهم ...
وهنا التفت النجاشي إلى عمرو بن العاص وصاحبه وقال :
إن هذا الذي تلى علينا ، والذي جاء به عيسى ، ليخرجان من مشكاة (67) واحدة .
ثم قال لهما :
والله لا أسلمهم إليكما أبداً ، ولا أحمل (68) على ذلك ما حييت ...
قم نهض قائماً فنهض من كان معه ، وانفض المجلس .


خرج عمرو بن العاص وهو يتميز (69) من الغيظ ...
ثم قال لصاحبه : والله لألقين النجاشي غداً ، ولأحدثنه عنهم حديثاً يجتث (70) شجرتهم ، ويقضي عليهم .
فقال له صاحبه -وكان أرق منه قلباً- : لا تفعل يا عمرو ...
فإن لهم فينا ارحاماً ، وإن كانوا قد خالفونا .
فقال : والله لأخبرنه أنهم قالوا في عيسى بن مريم شيئاً ...
وكتموا شيئاً ... وأنهم ينالون (71) منه ، ويقولون عنه أنه عبد .
فلما كان الغد دخل عمرو على النجاشي ، وقال :
ايها الملك ، قلد أسمعوك بالأمس شيئاً وأخفوا عند شيئاً ...
فهم يقولون عن عيسى بن مريم أنه عبد ...
فدعاهم النجاشي وقال : ما تقولون في عيسى بن مريم ؟!.
فقال له جعفر بن أبي طالب :
نقول فيه ما جاءنا به النبي عليه الصلاة والسلام .
فقال : وما الذي جاءكم به ؟.
فقال جعفر :
إنه عبد الله ، ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول (72) .
فقال النجاشي : والله ما خرج عيسى عما قلت قيد (73) أنملة .
فتناخر (74) البطارقة من حوله مستنكرين قوله .
فنظر إليهم شزراً (75) وقال : وإن تناخرتم .
ثم قال لجعفر ومن معه :
اذهبوا فأنتم آمنون في أرضي ...
من نال منكم غرم (76) ...
من نال منكم غرم ...
وإني ما أحب أن أعطى جبلاً من ذهب ، وأوذي أحداً منكم .
ثم قال لحجابه :
ردوا على عمرو وصاحبه هداياهما ، فلا حاجة لنا بها ، وإن الله ما أخذ مني رشوة حين ردني إلى ملكي حتى آخذ الرشوة فيه ...
وما أطاع الناس في أمري حتى أطيعهم في أمره .


هب البطارقة يعلنون بين الناس أن النجاشي قد فارق دينه ، واستبدل به ديناً آخر ...
وطفقوا يدعونهم إلى خلعه ...
فتألب (77) الأحباش عليه ، وعزموا على نقض بيعته .
فأرسل إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه يخبرهم بالأمر .
وأعد لهم سفناً .
وقال لهم :
اركبوها واستعدوا لما سيحدث ...
فإن هزمت ، فامضوا حيث شئتم ...
وإن ظفرت ، فاستقروا كما كنتم .
ثم أحضر رقاً (78) من جلد الغزال وكتب فيه :
"أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ، وخاتم رسله .
وأشهد أن عيسى عبده ورسوله ، وروحه ، وكلمته التي ألقاها إلى مريم" .
ثم حزم الرق على صدره ، ولبس فوقه قباءه (79) ، ومضى إلى لقاء الخارجين عليه .
فلما غدا أمامهم ناداهم قائلاً :
يا معشر الحبشة كيف رأيتم سيرتي فيكم ؟.
فقالوا : خير سيرة .
قال : فما الذي أثاركم علي ؟
فقالوا : لقد فارقت ديننا ، وزعمت أن عيسى عبد .
قال : ما تقولون أنتم في عيسى ؟.
فقالوا : هو ابن الله .
فوضع يده على قبائه ، وجعلها فرق الرق وقال :
وأنا اشهد أن عيسى لم يزد على هذا شيئاً [وهو يعني ما كتبه في الرق] .
فسروا بما قال ، وانفضوا (80) راضين مطمئنين .


وقف النبي عليه الصلاة والسلام على ما كان بين النجاشي وقومه .
وأكبر رعايته للمسلمين الذين هاجروا إلى دياره ، واطمأنوا في جواره .
ولقد سر بما نقل إليه من انحيازه للاسلام ، واعتقاده بصحة ما جاء في القرآن .
ثم أخذت الصلات تتعمق بينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام وتتوثق .
وفي الشهر الأول من سنة سبع للهجرة ، عزم الرسول الكريم على دعوة ستة من عظماء ملوك الأرض وأمرائها ، للدخول في دين الله .
فكتب لكل منهم رسالة يحضه فيها على الإسلام .
ويزين له الإيمان ، ويحذره من الكفر والشرك .
وكان قد أعد لهذا الغرض ستة من خيرة الصحابة .
فتعلم كل منهم لغة القوم الذين سيمضي إليهم ...
ثم خرجوا لأداء هذه المهمة في يوم واحد .
وكان عمرو بن أمية الضمري هو الذي أوفد على ملك الحبشة .


دخل عمرو بن أمية على النجاشي ، وحياه بتحية الإسلام ، فرد التحية بأحسن منها ، ورحب به أجمل ترحيب .
فلما استقر به المجلس قدم للنجاشي الكتاب الذي جاءه به من عند النبي عليه الصلاة والسلام .
فبادر إلى فضه (81) ... فوجد أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه يدعوه فيه إلى الإسلام ، ويتلو عليه شيئاً من القرآن .
فوضع النجاشي الكتاب على عينيه إجلالاً له ...
ونزل عن سريره تواضعاً لما جاء فيه ...
ثم أعلن إسلامه على ملأ (82) من جلاسه ...
وشهد شهادة الحق وقال :
بو كنت أستطيع أن آتي محمداً عليه الصلاة والسلام لذهبت إليه وجلست بين يديه ...
وتمرغت (83) على قدميه ...
ثم كتب إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه رسالة رقيقة ، يجيبه فيها إلى دعوته ...
ويعرب عن إيمانه السابق بنبوته ...
عند ذلك أخرج عمرو بن أمية كتاباً آخر من الرسول إلى النجاشي يدعوه فيه إلى أن يزوجه من رملة بنت أبي سفيان بن حرب .
ولأم المؤمنين رملة المكناة بأم حبيبة قصة حزينة في بدايتها ...
فرحة مستبشرة في نهايتها .
فتعالوا نلم بها إلماماً سريعاً (84) ...


كفرت رملة بنت أبي سفيان بآلهة أبيها سيد قريش ...
وآمنت هي وزوجها عبيد الله بن جحش بالله وحده لا شريك له ...
وصدقت رسالة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام .
فأرهقتهما قريش من أمرها عسراً ...
وأنزلت بهما أشد العذاب حتى باتا لا يطيقان البقاء في مكة .
فكانا في عداد المهاجرين إلى الله بدينهم ، اللاجئين إلى النجاشي بإيمانهم .
فلقيا عنده ما لقيه إخوانهم المهاجرون من كرم الوفادة ، وحسن الجوار .
حتى خيل لأم حبيبة أن الأيام قد صفت لها بعد عبوس (85) .
إذ لم تكن تعلم ما خبأته لها المقادير .
فلقد شاء الله تباركت حكمته أن يمتحن أم حبيبة امتحاناً قاسياً تطيش (86) فيه العقول .
ذلك أن زوجها عبيد الله بن جحش قد ارتد عن دينه وتنصر ، وجعل يهزأ بالإسلام والمسلمين .
ثم أكب (87) على حانات الخمارين ، يعاقر أم الخبائث (88) ، فلا يرتوي منها ولا يشبع .
وقد خيرها بين أمرين أحلاهما مر ..
فإما أن تطلق ...
وإما أن تتنصر ...


وجدت أم حبيبة نفسها بين ثلاث ...
فإما أن تستجيب لزوجها فتتنصر ، وبذلك تبوء بخزي الدنيا ، وعذاب الآخرة ...
وإما أن تعود إلى بيت أبيها في مكة ، وهو ما زال قلعة الشرك ...
وإما أن تبقى في بلاد الحبشة وحيدة شريدة ، ومعها ابنتها الصغيرة حبيبة .
فآثرت رضى الله عز وجل على كل أمر ...
وأزمعت (89) البقاء في الحبشة حتى يأتي الله بفرج من عنده .


لم تطل مأساة أم حبيبة كثيراً
فلقد قضى زوجها نحبه وهو سكران مخمور ...
ثم إنها ما إن أتمت عدتها حتى أتاها الفرج .
ففي ذات ضحى فضي السنا بهي القسمات ... طرق عليها الباب ، فلما فتحته ، فرجئت بأبرهة وصيفة (90) النجاشي وهي تحييها وتقول لها :
إن الملك يهديك السلام ، ويقول لك :
إن محمداً رسول الله قد خطبك لنفسه ...
ووكله أن يعقد له عليك ...
فوكلي عنك من تريدين إذا شئت .
فاستطارت أم حبيبة فرحاً ... وهتفت :
بشرك الله بالخير ...
بشرك الله بالخير ...
ثم قالت : لقد وكلت عني خالد بن سعيد بن العاص (91) .
فهو أقرب الناس إلي في هذه الديار .


وفي قصر النجاشي ، اجتمع الصحابة المقيمون في الحبشة ليشهدوا عقد أم حبيبة على الرسول صلةاتالله وسلامه عليه .
فلما اكتمل الجمع حمد النجاشي الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد ... فإن الرسول عليه الصلاة والسلام طلب مني أن أزوجه رملة بنت أبي سفيان ، فأجبته إلى ما طلب .
وأمهرتها (92) نيابة عنه أربعمائة دينار ذهباً على سنة الله ورسوله .
ثم قام خالد بن سعيد بن العاص ، فحمد الله واستعان به ، وصلى وسلم على نبيه ثم قال :
أما بعد ... فقد أجبت طلب رسول الله عليه الصلاة والسلام ...
وزوجته موكلتي رملة بنت أبي سفيان ...
فبارك الله لرسوله في زوجته ...
وهنيئاً لرملة بما أحظاها (93) الله به من الخير .


أعد النجاشي سفينتين من سفنه ...
وأرسل عليهما أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان وابنتها حبيبة ، ومن بقي عنده من صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام .
كما أرسل معهم طائفة من الأحباش الذين آمنوا بالله ورسوله ...
وتشوقوا للقاء النبي عليه أفضل الصلاة ، وأزكى السلام ...
والتملي (94) منه ...
والصلاة خلفه ...
وأمر عليهم جميعاً جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه .
ثم أهدى إلى رملة أم المؤمنين جميع ما عند نسائه من نفيس الطيب ، والورس ، والعود ، والعنبر (95) .
كما حملهم بعض الهدايا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام .
وكان في جملة ما أهداه إليه ثلاث عصي من روائع عصي الحبشة .
فأمسك الرسول صلوات الله وسلامه عليه بواحدة منها .
أما الثانية والثالة ، فأهداهما لعمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب رضوان الله عليهما .
وقد كان بلال (96) رضوان الله عليه ، يمشي بين يدي النبي بالعصا التي استبقاها لنفسه ... ويركزها أمامه إذا أقيمت الصلاة ...
وذلك في الأماكن التي لا يكون فيها مسجد ولا بناء يحددان القبلة .
وفي أسفار النبي عليه الصلاة والسلام .
وفي العيدين ، وفي صلاة الاستسقاء .
وقد ظل بلال يمشي بها بين يدي أبي بكر الصديق رضوان الله عليه .
فما آلت الخلافة إلى عمر بن الخطاب ، وإلى عثمان بن عفان من بعده ، مشى بها بين أيديهما سعد القرظي .
ثم تتابع الخلفاء على ذلك زمناً طويلاً .
كما أهدى النجاشي للنبي عليه الصلاة والسلام حليلة فيها خاتم من ذهب ...
فأخذه ، وإنه لمعرض عنه .
ثم أرسله إلى أمامة ابنة بنته زينب ، وقال لها :
(تحلي بهذا يا بنية) .


وقبيل فتح مكة بقليل انتقل النجاشي إلى جوار ربه .
فدعا الرسول الصحابة للصلاة عليه ، وقال :
(إن أخاكم أصحمة النجاشي قد توفي فصلوا عليه) .
ثم أمهم ، فصلوا عليه صلاة الغائب .
مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يصل على غائب قبل النجاشي ، ولا بعده .


رضي الله عن أصحمة النجاشي ، وأرضاه ...
وجعل جنات الخلد مثواه .
فلقد قوى المسلمين السابقين من ضعف ...
وأمنهم من خوف ...
وابتغى في ذلك مرضاة الله ورسوله (97) .



(1) (غريب مسلم) هو على ما أرى من التابعين، فالصحابي من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم، أو رآه مؤمناً به، ومات على ذلك.
(2) لحق بالرفيق الأعلى : توفي .
(3) أصحمة : اسمه ، والنجاشي : لقب له ولملوك الحبشة ، مثل كسرى : لملك الفرس ، وقيصر : لملك الروم .
(4) العلم : سيد القوم ، والفذ : الفرد .
(5) سيفت في عضده : يضعفه .
(6) لا تحمد عقباه : لا يسر .
(7) يبث في روعهم من روعه : يثير مخاوفهم .
(8) في كنف عمه : في رعاية عمه وحرزه .
(9) وسوس له : حدثه الشيطان بالشر وأغراه به .
(10) يفضي : ينتهي .
(11) أذعن : انقاد .
(12) تلبد بالغيوم الدكن : تكاثفت عليه الغيوم .
(13) هاجت وماجت : ثارت ، واضطربت .
(14) الكرب : الحزن .
(15) لا يقيم أمركم : لا يحقق غرضكم .
(16) حاجة : أرب .
(17) ساس اليلاد : دبر أمور البلاد .
(18) الحنكة : الخبرة .
(19) إثره : بعده .
(20) الضر : ضد النفع .
(21) رحبت : اتسعت .
(22) يزيزل : يرجف ويهز .
(23) الصم الصلاب : الجبال الراسية .
(24) لوذوا بحماه : الجأوا إليه .
(25) مخرجاً : منفذاً وسبيلاً للخروج .
(26) النفر : الجماعة .
(27) تأتمر بهم : يأمر بعضهم بعضاً بقتلهم .
(28) الأفذاذ : سادة القوم ودهاتهم .
(29) الحنكة : الحكمة والدهاء .
(30) عمرو بن العاص : انظره في كتاب "صور من حياة الصحابة" للمؤلف ، الناشر دار الأدب الإسلامي ، الطبعة المشروعة .
(31) البطارقة : جمع بطريق وهو القائد ذو الرتبة .
(32) يستطرفونه : يرغبون فيه ويجدونه حديثاً .
(33) صبئوا : خرجوا .
(34) مشفوعة : مقرونة .
(35) أبو سفيان : زعيم من زعماء قريش في الجاهلية ، وسيد من ساداتهم في الإسلام .
(36) استطرف هداياهم : استحسنها .
(37) الغلمان : الصبيان .
(38) ابتدعوه : اخترعوه .
(39) أردف : أتبع .
(40) أوجسوا خيفة : شعروا بالخوف .
(41) اعتجروا قلانسهم : تعمموا بما يضعونه على رؤوسهم .
(42) استحدثتموه : ابتدعتموه .
(43) انظره في كتاب "صور من حياة الصحابة" للمؤلف ، الناشر دار الأدب الإسلامي ، الطبعة المشروعة .
(44) نقطع الأرحام : نهجر أهلنا ، ونعق آباءنا وأمهاتنا .
(45) الفواحش : جمع فاحشة ، وعي الكبيرة من الذنوب .
(46) نخلع : نتبرأ .
(47) الزور : الباطل والكذب .
(48) عدوا علينا : ظلمونا واضطهدونا .
(49) فتنه عن دينه : أضله .
(50) الديان : اسم من أسماء الله عز وجل ، وهو المحاسب والمجازي .
(51) حالوا بيننا : منعونا .
(52) رجونا : أملنا .
(53) انتبذت : اعتزلت وانفردت .
(54) شرقياً : من جهة مشرق الشمس .
(55) من دونهم حجاباً : من دون أهلها ستراً يسترها عنهم .
(56) من روحنا : أي جبريل عليه السلام .
(57) فتمثل لها بشراً سوياً : فبدا لها في صورة رجل معتدل الخلقة .
(58) أعوذ بالرحمن : أستجير بالله .
(59) زكياً : طاهراً مطهراً بريئاً من الذنوب .
(60) لم يمسسني بشر : لم يقترب مني إنسان .
(61) ولم أك بغياً : لم أكن مقارفة للعيب .
(62) قال كذلك : قال لها جبريل إن الأمر كما تقولين .
(63) فأجاءها المخاض : أي ألجأها الطلق .
(64) السري : صاحب الفضل والسخاء ، وقيل أنه نهر صغير تشرب منه الماء .
(65) سورة مريم : من الآية 16 - 24 .
(66) اخضلت : نديت وابتلت .
(67) المشكاة : كوة غير نافذة ، أي من مصدر واحد.
(68) لا أحمل : لا أغرى بذلك .
(69) يتميز : يتقطع .
(70) سجتث شجرتهم : يقتلع شجرتهم من أصولها .
(71) ينالون منه : يتهمونه .
(72) البتول : الطاهرة النقية ، وهو يطلق على مريم العذراء .
(73) قيد أنمله : مقدار رأس الإصبع .
(74) تناخر البطارقة : كلم بعضهم بعضاً وأخرجوا من أفواههم أصواتاً كريهة .
(75) شزراً : النظر بمؤخرة العين حال الغضب أو السخرية .
(76) غرم : خسر .
(77) تألبوا عليه : تجمعوا عليه ، وحشدوا له .
(78) الرق : جلد رقيق يكتب فيه .
(79) القباء : ثوب يلبس فوق الثياب كالمعطف .
(80) انفضوا : تفرقوا .
(81) فضه : فتحه .
(82) على ملأ : على مشهد جماعة .
(83) تمرغت : وضعت رأسي على قدميه .
(84) للاستزادة من أخبار رملة وزوجها : انظر كتاب "صور من حياة الصحابيات" للمؤلف .
(85) العبوس : التقطيب والبشاعة .
(86) تطيش : تذهب .
(87) أكب على الشيء : أقبل عليه ولزمه .
(88) يعاقر أم الخبائث : يشرب الخمر ، وقد دعيت بأم الخبائث لأنها تقود شاربها إلى ضروب من الشر .
(89) أزمعت : عزمت .
(90) الوصيفة : المرأة التي تتقن الخدمة .
(91) انظره في كتاب "صور من حياة الصحابة" للمؤلف ، الناشر دار الأدب الإسلامي ، الطبعة المشروعة .
(92) أمهرتها : أعطيتها صداقها ، والصداق : ما يعطى للمرأة من المال مهراً لها .
(93) أحظاها : منحها وأكرمها وخصها .
(94) التملي منه : التمتع به أمداً طويلاً .
(95) الورس ، والعود ، والعنبر : أنواع من الطيب .
(96) بلال بن رباح : انظره في كتاب "صور من حياة الصحابة" للمؤلف ، الناشر دار الأدب الإسلامي ، الطبعة المشروعة .
(97) للاستزادة من أخبار النجاشي انظر :
1- السيرة النبوية لابن هشام : 1 / 356 ، 357 ، 358 ، 359 ، 360 ، 363 ، 369 ، و 2 / 33 و 4 / 3 - 10 ، 295 .
2- أعلام النبلاء للذهبي : 81 ، 123 ، 251 .
3- تاريخ خليفة : 991 .
4- أسد الغابة : 1 / 119 .
5- تهذيب الأسماء واللغات : 9 / 287 .
6- مجمع الزوائد : 9 / 419 .
7- الإصابة : 1 / 109 أو الترجمة (473) .
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 جلابيات فخمة للمناسبات   شركة سياحة في روسيا   بنشر متنقل   شركة تصميم مواقع   شراء اثاث مستعمل بالرياض   ارخص مساج بالرياض   مقاول ساندوتش بانل   شركة تنظيف خزانات بمكة   شركة نقل عفش بمكة   شراء اثاث مستعمل بالرياض   اشتراك كورسيرا   اشتراك لينكد ان   اشتراك اوتوديسك   شركة كشف تسربات المياه بالرياض   خدمة مكافحة النمل الأبيض   استئجار سيارة مع سائق في اسطنبول   تذاكر ارض الاساطير   رحلات سياحية في اسطنبول   رحلة سبانجا ومعشوقية   رحلة بورصة 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   تشليح   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   ربح المال من الانترنت   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   yalla shoot 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 

 الحلوى العمانية   Yalla shoot   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل 

 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 

 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 

 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض

 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 

 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »02:32 AM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى