المسلسل الرمضاني صور من حياة السلف - الحلقة الثالثة والعشرون

[غريب مسلم]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى أصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
حياكم الله إخوتي وأخواتي الكرام.
نكمل معكم اليوم بإذن الله تعالى سلسلتنا الأدبية القصصية التاريخية، التي تعرض صوراً واقعية لأناس عاشوا وتربوا على أيدي خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، أو على أيدي أصحابه الأبرار رضوان الله عليهم، وعاشوا في خير القرون وأفضلها، وبذلوا لها كل نفيس، فصاروا أعلاماً يقتدى بهم، وكانوا المؤسسين إلى مدرستنا، مدرسة السلف الصالح.
بطل قصتنا لهذا اليوم علم من أعلام أهل السنة والجماعة، تربى في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.



الحسن البصري
(كيف يضل قوم فيهم مثل الحسن البصري؟!) [مسلمة بن عبد الملك]
جاء البشير يبشر زوج النبي أم سلمة (1) (2) بأن مولاتها (3) خيرة قد وضعت حملها وولدت غلاماً .
فغمرت الفرحة فؤاد أم المؤمنين رضوان الله عليها ، وطفح البشر (4) على محياها (5) النبيل الوقور .
وبادرت فأرسلت رسولاً ليحمل إليها الوالدة ومولودها ، لتقضي فترة النفاس في بيتها .
فقد كانت خيرة أثيرة (6) لدى أم سلمة ، حبيبة إلى قلبها ...
وكان بها لهفة وتشوق ، لؤية وليدها البكر ...

http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif

وما هو إلا قليل حتى جاءت خيرة تحمل طفلها على يديها ...
فلما وقعت عينا أم سلمة على الطفل امتلأت نفسها أساً به ، وارتياحاً له ...
فقد كان الوليد الصغير قسيماً وسيماً (7) ، بهي الطلعة ، تام الخلقة ، يملأ عيرن مجتليه (8) ، ويأسر فؤاد رائيه (9) .
ثم التفتت أم سلمة إلى مولاتها وقالت :
أسميت غلامك يا خيرة ؟.
فقالت : كلا يا أماه ...
لقد تركت ذلك لك ، لتختاري له من الأسماء ما تشائين .
فقالت : نسميه -على بركة الله- الحسن .
ثم رفعت يديها ودعت له بصالح الدعاء .

http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif

لكن الفرحة بالحسن لم تقتصر على بيت أم المؤمنين أم سلمة رضوان الله عليها ، وإنما شاركها فيها بيت آخر من بيوت المدينة .
هو بيت الصحابي الجليل زيد بن ثابت (10) كاتب وحي رسول الله .
ذلك أن يساراً والد الصبي كان مولى له أيضاً .
زكان من آثر (11) الناس عنده ، وأحبهم إليه .

http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif

درج (12) الحسن بن يسار [الذي عرف فيما بعد بالحسن البصري] في بيت من بيت رسول الله ...
وربي في حجر زوجة من زوجات النبي هي هند بنت سهيل المعروفة بأم سلمة .
وأم سلمة -إن كنت لا تعلم- كانت من أكمل نساء العرب عقلاً ، وأوفرهن (13) فضلاً ، وأشدهن حزماً .
كما كانت من أوسع زوجات الرسول الكريم علماً ، وأكثرهن رواية عنه ...
حيث روت عن النبي صلوات الله عليه ثلاثمائة وسبعة وثمانين حديثاً ...
وكانت إلى ذلك كله من النساء القليلات النادرات اللواتي يكتبن في الجاهلية ...
ولم تقف صلة الصبي المحظوظ بأم المؤمنين أم سلمة عند هذا الحد ...
وإنما امتدت إلى أبعد من ذلك ...
فكثيراً ما مانت خيرة أم الحسن تخرج من البيت لقضاء بعض حاجات أم المؤمنين ، فكان الطفل الرضيع يبكي من جوعه ، ويشتد بكاؤه فتأخذه أم سلمة إلى حجرها وتلقمه (14) ثديها ، لتصبره به وتعلله (15) عن غياب أمه ...
فكانت لشدة حبها إياه يدر ثديها لبنا سائغاً في فمه فيرضعه الصبي ويسكت عليه .
وبذلك غدت أم سلمة أما للحسن من جهتين :
فهي أمه بوصفه أحد المؤمنين ...
وهي أمه من الرضاع أيضاً .

http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif

وقد أتاحت الصلات الواشجة (16) بين أمهات المؤمنين ، وقرب بيوت بعضهن من بعض للغلام السعيد أن يتردد على هذه البيوت كلها ...
وأن يتخلق بأخلاق رباتها (17) جميعاً ...
وأن يهتدي بهديهن ...
وقد كان -كما يحدث عن نفسه- يملأ هذه البيوت بحركته الدائبة ، وينزعها بلعبه النشيط ...
حتى إنه كان ينال سقوف بيوت أمهات المؤمنين بيديه وهو يقفز فيها قفزاً .

http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif

ظل الحسن يتقلب في هذه الأجواء العبقة (18) بطيوب النبوة ، المتألقة (19) بسناها ...
وينهل من تلك الموارد العذبة التي حفلت بها بيوت أمهات المؤمنين ...
ويتتلمذ على أيدي كبار الصحابة في مسجد رسول الله ...
حيث روى عن عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي موسى الأشعري ، وعبد الله بن عمر ...
وعبد الله بن عباس (20) ، وأنس بن مالك ، وجابر بن عبد الله ، وغيرهم وغيرهم (21) ..
لكنه أولع أكثر ما أولع بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
فقد راعه منه صلابته في دينه ، وإحسانه لعبادته ، وزهادته بزينة الدنيا وزخرفها ...
وخلبه (22) منه بيانه المشرق ، وحكمته البالغة ، وأقواله الجامعة ، وعظاته التي تهز القلوب هزاً .
فتخلق بأخلاقه في التقى والعبادة ...
ونسج على منواله (23) في البيان والفصاحة ...
ولما بلغ الحسن أربعة عشر ربيعاً من عمره ، ودخل في مداخل الرجال انتقل مع أبويه إلى البصرة واستقر فيها مع أسرته .
ومن هنا نسب الحسن إلى البصرة ...
وعرف بين الناس بالحسن البصري ...

http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif

كانت البصرة يوم أمها الحسن ، قلعة من أكبر قلاع العلم في دولة الإسلام ...
وكان مسجدها العظيم ، يموج بمن ارتحل إليها من كبار الصحابة ، وجلة التابعين ...
وكانت حلقات العلم على اختلاف ألوانها ، تعمر باحات المسجد ومصلاه .
وقد لزم الحسن المسجد ، وانقطع إلى حلقة عبد الله بن عباس حبر أمة محمد (24) ، وأخذ عنه التفسير والقراءات .
كما أخذ عنه وعن غيره الفقه ، واللغة ، والأدب ، وغيرها وغيرها ...
حتى غدا عالماً جامعاً فقيهاً ثقة (25) .
فأقبل الناس عليه ينهلون من علمه الغزير ...
والتفوا حوله يصيخون (26) إلى مواعظه التي تستلين القلوب القاسية ، وتستدر الدموع العاصية .
ويعون (27) حكمته التي تخلب الألباب ...
ويتأسون بسيرته التي كانت أطيب من نشر المسك (28) ...
ولقد انتشر أمر الحسن البصري في البلاد وفشا ذكره (29) بين العباد ...
فجعل الخلفاء يتساءلون عنه ويتسقطون (30) أخباره ...

http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif

حدث خالد بن صفوان (31) قال :
لقيت مسلمة بن عبد الملك (32) في الحيرة (33) فقال لي :
أخبرني يا خالد عن حسن البصرة فإني أظن أنك تعرف من أمره ما لا يعرف سواك .
فقلت : أصلح الله الأمير ...
أنا خير من يخبرك عنه بعلم ...
فأنا جاره في بيته ، وجليسه في مجلسه ، وأعلم أهل البصرة به .
فقال مسلمة : هات ما عندك .
فقلت : إنه امرؤ سريرته كعلانيته ...
وقوله كفعله ...
إذا أمر بمعروف كان أعمل الناس به ...
وإذا نهى عن منكر كان أترك الناس له ...
ولقد رأيته مستغنياً عن الناس ، زاهداً بما في أيديهم ...
ورأيت الناس محتاجين إليه ، طالبين ما عنده ...
فقال مسلمة : حسبك (34) يا خالد حسبك !!.
كيف يضل قوم فيهم مثل هذا ؟!.

http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif

ولما ولي الحجاج بن يوسف الثقفي العراق ، وطغى في ولايته وتجبر ...
كان الحسن البصري أحد الرجال القلائل الذين تصدوا لطغيانه (35) ، وجهروا بين الناس بسوء أفعاله ، وصدعوا (36) بكلمة الحق في وجهه .
من ذلك أن الحجاج بني لنفسه بناء في واسط (37) .
فلما فرغ منه ، نادى في الناس أن يخرجوا للفرجة عليه والدعاء له بالبركة .
فلم يشأ الحسن أن يفوت على نفسه فرصة اجتماع الناس هذه ...
فخرج إليهم ليعظهم ويذكرهم ، ويزهدهم بعرض الدنيا ، ويرغبهم بما عند الله عز وجل ...
ولما بلغ المكان ، ونظر إلى جموع الناس وهي تطوف بالقصر المنيف مأخوذة بروعة بنائه ، مدهوشة بسعة أرجائه (38) مشدودة إلى براعة زخارفه ... وقف فيهم خطيباً ، وكان من جملة ما قاله :
لقد نظرنا فما ابتنى أخبث الأخبثين ، فوجدنا أن فرعون شيد أعظم مما شيد ، وبنى أعلى مما بنى ...
ثم أهلك الله فرعون وأتى على ما بنى (39) وشيد ...
ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه ، وأن أهل الأرض قد غروه (40) ...
ومضى يتدفق على هذا المنوال (41) حتى أشفق عليه أحد السامعين من نقمة الحجاج ، فقال له :
حسبك يا أبا سعيد ... حسبك .
فقال له الحسن :

http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif

لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليبيننه للناس ولا يكتمونه ...
وفي اليوم التالي دخل الحجاج إلى مجلسه وهو يتميز من الغيظ (42) وقال لجلاسه :
تباً لكم وسحقاً (43) ...
يقوم عبد من عبيد أهل البصرة ويقول فينا ما شاء أن يقول ، ثم لا يجد فيكم من يرده أو ينكر عليه !!...
والله لأسقينكم من دمه يا معشر الجبناء .
ثم أمر بالسيف والنطع (44) ... فأحضرا ...
ودعا بالجلاد ، فمثل واقفاً بين يديه .
ثم وجه إلى الحسن بعض شرطه ...
وأمرهم أن يأتوه به ...
وما هو إلا قليل حتى جاء الحسن ، فشخصت (45) نحوه الأبصار ...
ووجفت (46) عليه القلوب .
فلما رأى الحسن السيف والنطع والجلاد ، حرك شفتيه ...
ثم أقبل على الحجاج وعليه جلال المؤمن ، وعزة المسلم ، ووقار الداعية إلى الله .
فلما رآه الحجاج على حاله هذه ، هابه أشد الهيبة وقال له :
ها هنا يا أبا سعيد .. ها هنا ...
ثم ما زال يوسع له ويقول :
ها هنا ... والناس ينظرون إليه في دهشة واستغراض حتى أجلسه على فراشه .
ولما أخذ الحسن مجلسه التفت إليه الحجاج ، وجعل يسأله عن بعض أمور الدين ، والحسن يجيبه على كل مسالة بجنان ثابت ، وبيان ساحر ، وعلم واسع .
فقال له الحجاج :
أنت سيد العلماء يا أب سعيد .
ثم دعا بغالية (47) وطيب له بها لحيته وودعه .
ولما خرج الحسن من عنده ، تبعه حاجب (48) الحجاج وقال له :
يا أبا سعيد ، لقد دعاك الحجاج لغير ما فعل بك ، وإني رايتك عندما أقبلت ورأيت السيف والنطع ، قد حركت شفتيك ، فماذا قلت ؟.
فقال الحسن :
لقد قلت : يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي ، اجعل نقمته برداً وسلاماً علي كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم .

http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif

ولقد كثرت مواقف الحسن البصري هذه مع الولاة والأمراء ، فكان يخرج من كل منها عظيماً في أعين ذوي السلطان ، عزيزاً بالله ، محفوظاً بحفظه ...
من ذلك أنه بعد أن انتقل الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز (49) إلى جوار ربه وآلت (50) الخلافة إلى يزيد بن عبد الملك ، ولى على العراق عمر بن هبيرة الفزاري ...
ثم زاده بسطة في السلطان فأضاف إليه خراسان أيضاً .
وسار يزيد في الناس سيرة غير سيرة سلفه العظيم ...
فكان يرسل إلى عمر بن هبيرة بالكتاب تلو الكتاب ، ويأمره بإنفاذ (51) ما فيها ولو كان مجافياً للحق أحياناً ...
فدعا عمر بن هبيرة كلاً من الحسن البصري ، وعامر بن شراحبيل المعروف بالشعبي (52) وقال لهما :
إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك قد استخلفه الله على عباده وأوجب طاعته على الناس .
وقد ولاني على ما ترون من أمر العراق ثم زادني فولاني فارس .
وهو يرسل إلي أحياناً كتباً يأمرني فيها بإنفاذ ما لا أطمئن إلى عدالته .
فهل تجدان لي في متابعتي إياه وإنفاذ أوامره مخرجاً في الدين ؟
فأجاب الشعبي جواباً فيه ملاطفة للخليفة ، ومسايرة للوالي ...
والحسن ساكت ...
فالتفت عمر بن هبيرة إلى الحسن وقال :
وما تقول أنت يا أبا سعيد ؟.
فقال يا بن هبيرة خف الله في يزيد ، ولا تخف يزيد في الله ...
واعلم أن الله جل وعز يمنعك (53) من يزيد ، وأن يزيد لا يمنعك من الله ...
يا بن هبيرة إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصي الله ما أمره ، فيزيلك عن سريرك هذا ،وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ...
حيث لا تجد هناك يزيد ، وإنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد ...
يا بن هبيرة إنك إن تك مع الله تعالى وفي طاعته ، يكفيك (54) بائقة يزيد بن عبد الملك في الدنيا والآخرة ...
وإن تك مع يزيد في معصية الله تعالى ، فإن الله يكللك (55) إلى يزيد .
واعلم يا بن هبيرة أنه لا طاعة لمخلوق كائناً من كان في معصية الخالق عز وجل .
فبكى عمر بن هبيرة حتى بللت دموعه لحيته ...
ومال عن الشعبي إلى الحسن ...
وبالغ في إعظتمه وإكرامه ...
فلما خرجا من عنده توجها إلى المسجد ، فاجتمع عليهما الناس ، فجعلوا يسألونهما عن خبرهما مع أمير العراقين (56) .
فالتفت الشعبي إليهم وقال :
أيها الناس من يستطيع منكم أن يؤثر (57) الله عز وجل على خلقه في كل مقام فليفعل ...
فوالذي نفسي بيده ما قال الحسن لعمر بن هبيرة قولاً أجهله ...
ولكني أردت فيما قلته وجه ابن هبيرة ، وأراد فيما قاله وجه الله ...
فأقصاني الله من ابن هبيرة وأدناه منه وحببه إليه .

http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif

وقد عاش الحسن البصري نحواً من ثمانين عاماً ملأ الدنيا خلالها علماً وحكمة وفقهاً .
وكان من أجل ما ورثه للأجيال رقائقه (58) التي على ظلت الأيام ربيعاً للقلوب ...
ومواعظه التي هزت وما زالت تهز الأفئدة ، وتستدر الشئون (59) ، وتدل التائهين على الله ، وتنبه الغارين الغافلين (60) إلى حقيقة الدنيا ، وحال الناس معها .
من ذلك قوله لسائل سأله عن الدنيا وحالها :
تسألني عن الديا والآخرة !!...
إن مثل الدنيا والآخرة كمثلالمشرق والمغرب ...
متى ازددت من أحدهما قرباً ازددت من الآخر بعداً .
وتقول لي صف لي هذه الدار !!...
فماذا أصف لك من دار أولها عناء (61) وآخرها فناء ...
وفي حلالها حساب ، وفي حرامها عقاب ...
من استغنى فيها فتن ، ومن افتقر فيها حزن ...
ومن ذلك أيضاً قوله لآخر سأله عن حاله وحال الناس :
ويحنا ماذا فعلنا بأنفسنا ؟!!...
لقد أهزلنا ديننا ، وسمنا دنيانا ...
وأخلقنا (62) أخلاقنا ، وجددنا فرشنا وثيابنا ...
يتكئ أحدنا على شماله ، ويأكل من مال غير ماله ...
طعامه غصب ...
وخدمته سخره (63) ...
يدعو بحلو بعد حامض ...
وبحار بعد بارد ...
وبرطب بعد يابس ...
حتى إذا أخذته الكظة (64) تجشأ (65) من البشم (66) ثم قال :
هات هاضوماً يهضم الطعام ...
يا أحيمق (67) -والله- لن تهضم إلا دينك ...
اين جارك المحتاج ؟!!.
أين يتيم قومك الجائع ؟!!.
أين مسكينك الذي ينظر إليك ؟!!.
أين ما وصاك به الله عز وجل ؟!!.
ليتك تعلم أنك عدد ...
وأنه كلما غابت عنك شمس يوم نقص شيء من عددك ...
ومضى بعضك معه ...

http://www.quicklook4u.com/gallery/d...ails/22/28.gif

وفي ليلة الجمعة من غرة رجب (68) سنة مائة وعشر ، لبى الحسن البصري نداء ربه ...
فلما أصبح الناس وشاع فيهم نعيه ، ارتجت البصرة لموته رجاً ...
فغسل وكفن وصلي عليه بعد الجمعة في الجامع الذي قضى فيه رحابه جل حياته عالماً ومعلماً ، وداعياً إلى الله .
ثم تبع الناس جميعاً جنازته ...
فلم تقم صلاة العصر في ذلك اليوم في جامع البصرة ...
لأنه لم يبق فيه أحد يقيم الصلاة ...
ولا يعلم الناس أن الصلاة عطلت في جامع البصرة منذ ابتناه المسلمون إلا في ذلك اليوم ...
يوم انتقال الحسن البصري إلى جوار ربه (69) ...
ونلتقي غداً إن شاء الله في قصة جديدة لتابعي جليل كريم اسمه محمد بن الحنفية.

http://files2.fatakat.com/2010/12/12927003501249.gif

(1) أم سملة : انظرها في كتاب "صور من حياة الصحابيات" للمؤلف .
(2) (غريب مسلم) انظر قصتها في الحلقة الثامنة من مسلسلنا هذا.
(3) مولاتها : أمتها .
(4) طفح البشر : فاض السرور .
(5) المحيا : الوجه .
(6) أثيرة : عزيزة مكرمة .
(7) قسيماً وسيماً : جميلاً حسن الوجه .
(8) يملأ عين مجتليه : يسر الناظر إليه .
(9) يأسر فؤاد رائيه : يملك قلب رائيه .
(10) زيد بن ثابت : انظره في كتاب "صور من حياة الصحابة" للمؤلف ، الناشر دار الأدب الإسلامي ، الطبعة المشروعة .
(11) من آثر الناس عنده : من أعز الناس وأكرمهم عنده .
(12) درج : نشأ وترعرع .
(13) أوفرهن : أكثرهن .
(14) تلقمه ثديها : تضع ثديها على فمه .
(15) تعلله : تشغله .
(16) الصلات الواشجة : الصلات الوثيقة المتينة .
(17) رباتها : صاحباتها .
(18) العبقة : العطرة .
(19) المتألقة : الملتمعة .
(20) عثمان بن عفان ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، وأنس بن مالك ، وجابر بن عبد الله : انظرهم في كتاب "صور من حياة الصحابة" للمؤلف ، الناشر دار الأدب الإسلامي ، الطبعة المشروعة .
(21) (غريب مسلم) انظر قصتها في الحلقة السادسة عشرة من مسلسلنا هذا.
(22) خلبه : فتنه وسحره .
(23) نسج على منواله : سار على طريقته .
(24) حبر أمة محمد : عالم أمة محمد وعابدها .
(25) الثقة : من يعتمد عليه ، ويوثق بدينه وعلمه .
(26) يصيخون : ينصتون .
(27) يعون حكمته : يحفظون حكمته ويتدبرونها .
(28) نشر المسك : ريح المسك .
(29) فشا ذكره : شاع ذكره وانتشر .
(30) يتسقطون أخباره : يتتبعون أخباره .
(31) خالد بن صفوان : من فصحاء العرب ، جالس عمر بن عبد العزيز وهشام بن الملك ، وعاش حتى أدرك السفاح العباسي وحظي عنده .
(32) مسلمة بن عبد الملك : أمير قائد من أبطال بني أمية ، غزا القسطنطينية ، وبنى فيها مسجد مسلمة .
(33) الحيرة : بلدة قديمة في العراق على بعد ثلاثة أميال من الكوفة ، اندثرت ولم يبق لها وجود اليوم .
(34) حسبك : يكفيك .
(35) تصدوا لطغيانه : ناهضوا طغيانه وعارضوه .
(36) صدعوا بكلمة الحق : جهروا بكلمة الحق .
(37) واسط : مدينة متوسطة بين البصرة والكوفة .
(38) أرجائه : نواحيه .
(39) أتى على ما بنى : دمر ما بنى .
(40) قد غروه : خدعوه ، ونافقوه حتى امتلأ غروراً .
(41) على هذا المنوال : على هذا الأسلوب .
(42) يتميز من الغيظ : يتقطع من الغضب .
(43) تباً لكم وسحقاً : هلاكاً لكم وبعداً .
(44) النطع : بساط من الجلد يفرش تحت المحكوم عليه بقطع الرأس .
(45) شخصت الأبصار : فتحت العيون .
(46) وجفت القلوب : خفقت القلوب .
(47) الغالية : أنواع من الطيب تمزج ويتطيب بها .
(48) حاجب الحجاج : بواب الحجاج .
(49) عمر بن عبد العزيز : انظره ص 80 ، 255 ، 326 .
(50) آلت الخلافة إلى فلان : صارت إليه وتولاها .
(51) إنفاذ ما فيها : إجراء ما فيها .
(52) عامر بن شراحبيل : انظره ص 172 .
(53) يمنعك من يزيد : يحميك من يزيد .
(54) يكفيك بائقة يزيد : يمنع عنك أذى يزيد .
(55) يكلك : يتركك .
(56) العراقان : الكوفة والبصرة .
(57) يؤثر : يفضل .
(58) الرقائق : المواعظ والوصايا ، سميت كذلك لرقتها أو لأنها ترقق القلوب .
(59) الشئون : العروق التي تجري منها الدموع .
(60) الغارين الغافلين : المهملين .
(61) عناء : تعب ونصب .
(62) أخلقنا أخلاقاً : أبلينا أخلاقاً .
(63) السخرة : العمل قهراً وبلا أجرة .
(64) الكظة : ما يعتري الإنسان من الامتلاء من الطعام والضيق والألم .
(65) تجشأ أخرج ريحاً من فمه مع صوت من شدة الشبع .
(66) البشم : التخمة .
(67) الأحيمق : تصغير أحمق وهو القليل العقل الفاسد الرأي .
(68) غرة رجب : الغرة من كل شيء أوله وطلعته ، وغرة رجب : أول رجب .
(69) للاستزادة من أخبار الحسن البصري انظر :
1- الطبقات الكبرى لابن سعد : 7 / 156 ، 179 ، 182 ، 188 ، 195 ، 197 ، 202 ، وغيرها من الصفحات (انظر فهارس الكتاب في المجلد الأخير) .
2- صفة الصفوة لابن الجوزي : 3 / 233 - 237 (طبعة دار الناشر بحلب) .
3- حلية الأولياء للأصفهاني (غريب مسلم: هكذا هي في المصدر، وما أعلمه أنه الأصبهاني وليس الأصفهاني) : 2 / 131 - 161 .
4- تاريخ خليفة بن خياط : 123 ، 189 ، 287 ، 331 ، 354 .
5- وفيات الأعيان لابن خلكان : 1 / 354 - 356 .
6- شذرات الذهب : 1 / 138 - 139 .
7- ميزان الاعتدال : 1 / 254 وما بعدها .
8- أمالي المرتضى : 1 / 152 ، 153 ، 158 ، 160 .
9- البيان والتبيين : 2 / 173 و 3 / 144 .
10- المحبر لمحمد بن حبيب : 235 ، 378 .
11- كتاب الوفيات لأحمد بن حسن بن علي بن الخطيب : 108 ، 109 .
12- الحسن البصري لإحسان عباس .