جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
اختصار كتاب (المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير) الجزء الرابع
فتح مكة<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> آذن رسول الله (ص) بالرحيل عام الفتح في ليلتين خلتا من رمضان, فغزا رسول الله (ص) مكة, فأصبح الناس منهم الصائم والمفطر, حتى بلغوا الماء, دعا رسول الله (ص) بقدح من ماء, فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب, فقيل له إ، بعض الناس قد صام, فقال رسول الله (ص): أولئك العصاة, أولئك العصاة, فلم يزل رسول الله (ص) مفطرا حتى انسلخ رمضان.<o:p></o:p> قصة كتاب حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه إلى المشركين:<o:p></o:p> كتب حاطب إلى ناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله (ص), فأوحى الله تعالى إلى رسوله (ص) بذلك, فدل رسول الله (ص) على المرأة التي معها الكتاب, فأرسل إليها علي بن أبي طالب والزبير بن العوام والمقداد بن الأسود رضي الله عنهم, وقال لهم: ائتوا روضة خاخ, فإن بها امرأة معها كتاب فخذوه, فانطلق الثلاثة, فإذا هم بالمرأة, فقالوا لها: أخرجي الكتاب, فقالت: ما معي كتاب, فأخرجته من عقاصها, فأتوا به رسول الله (ص), فقال: يا حاطب, ما هذا!؟ , فقال حاطب: لا تعجل علي يا رسول الله, إني كنت امرءا ملصقا في قريش, وكان ممن كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم, فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن اتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي, ولم أفعله كفرا.<o:p></o:p> التماس قريش خبر رسول الله (ص): <o:p></o:p> وقد بلغ قريشا مقدم رسول الله (ص), فخرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام يلتمسون الخبر عن رسول الله (ص), فأقبلو يسيرون حتى أتوا مر الظهران, فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة!<o:p></o:p> فرآهم ناس من حرس رسول الله (ص) فأدركوهم فأخذوهم, فأتوا بهم رسول الله (ص), فلما سار رسول الله (ص) ومن معه حيس سالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أبا سفيان خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين, فجعلت القبائل تمر مع النبي (ص), تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان, فأقبل ناس إلى دار أبي سفيان, وأغلق ناس أبوابهم, ودخل رسول الله (ص) مكة يوم الفتح من أعلى مكة وهو على ناقته, دخلها وهو يقرأ سورة الفتح, وعلى رأسة المغفر, وعليه عمامة سوداء بغير إحرام, وأبى رسول الله (ص) أن يدخل البيتوفيه الآلهة, فأمر بها فأخرجت, وأمر النبي عمر بن الخطاب أن يمحو الصور,فبل عمر ثوبا ومحاها به, فدخلها رسول الله (ص) وما فيها منها شيء, فأقبل رسول الله (ص) حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت, فلما فرغ رسول الله (ص) من طوافه أتى الصفا, فعلا عليه حتى نظر إلى البيت, ثم رفع يديه, فجعل يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو. <o:p></o:p> خطبة الفتح:<o:p></o:p> ثم قام رسول الله (ص) خطيبا بعد أن فتح الله تعالى مكة على الناس, فأوضح لأهلها حرمتها حتى لا يقع في قلوبهم من ذلك شك ولا التباس, وقال رسول الله (ص) يوم فتح مكة وعو على درج الكعبة: الحمد لله الذي صدق وعده, ونصر عبده, وهزم الأحزاب وحده.<o:p></o:p> الغزوات بعد الفتح:<o:p></o:p> بعد أن فتح الله تعالى على رسوله 0ص) بلده الحرام, بعث رسول الله (ص) أصحابه لدعوة القبائل والفئام, فبعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى بني جذيمة, فدعاهم إلى الإسلام, فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا, فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا, فجعل خالد يقتل منهم ويأسر, فلما أخبر النبي (ص) قال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد.<o:p></o:p> يوم حنين ( هوازن وغطفان):<o:p></o:p> ولما كن يوم حنين جمعت هوازن وغطفان لرسول الله (ص) جمعا كثيرا, فجاؤوا بالصبيان والنساء والإبل والنهم فجعلوهم صفوفا, يكثرون على رسول الله (ص), فجعلوهم خلف ظهورهم, وكان رسول الله (ص) في عشرة آلاف أو أكثر, ومعه الطلقاء, فحمل المسلمون يومئذ على المشركين فانكشفوا, فأكب المسلمون على الغنائم, فاستقبلتهم هوازن بالسهام, فرشقوا المسلمين رشقا ما يكادون يخطئون, فولى المسلمون مدبرين, وثبت مع رسول الله (ص) ثمانون رجلا من المهاجرين والأنصار, وهم الذين أنزل الله عز وجل عليهم السكينة.<o:p></o:p> وكان في المشركين رجل يحمل على المسلمين فيدقهم ويحطهم, فلما رأى ذلك النبي (ص) نزل, فهزمهم الله عز وجل, وولى المشركين أدبارهم, وقسم رسول الله (ص) غنائمهم بين المسلمين, فجعل يجاء بهم أسارى رجلا رجلا, فيبايعونه على الإسلام.<o:p></o:p> قدوم وفد هوازن مسلمين:<o:p></o:p> فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم, فقال لهم رسول الله (ص): معي ما ترون, وأحب الحديث إلي أصدقه, فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي وإما المال, قالوا: فإنا نختار سبينا. <o:p></o:p> غزوة أوطاس:<o:p></o:p> لما فرغ النبي من حنين بعث أيا عامر عبيد بن سليم الأشعري رضي الله عنه على جيش إلى أطاوس, فلقي دريد بن الصمة, فقتل دريد وهزم الله أصحابه, فلما خبرنا رسول الله (ص) عن عامر وطلبنا منه أن يستغفر لأبو عامر, فدعا رسول الله (ص) بماء فتوضأ به, ثم رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه, ثم قال: اللهم اغفر لعبيد أبي عامر, اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك.<o:p></o:p> غزوة الطائف<o:p></o:p> لما امتن الرب جل جلاله على رسوله (ص) بفتح حنين وهزمهم الله تعالى, قبض رسول الله (ص) أموالهم ثم انطلق بها إلى الطائف, وكان ذلك في شوال سنة ثمان, فحاصر رسول الله (ص) حصن الطائف, وكان رسول الله (ص) يقول لأصحابه: من بلغ بسهم في سبيل الله عز وجل فله درجة في الجنة, ومن أصابه شيب في سبيل الله عز وجل فهو له نور يوم القيامة, وأيما رجل أعتق رجلا مسلما جعل الله وقاء كل عظم من عظامه عظاما من عظام محرره من النار.<o:p></o:p> فلما رأى رسول الله (ص) بعد أربعين ليلة أنه لم ينل من أهل الطائف شيئا, قال لأصحابه: إنا قافلون إن شاء الله, وكان رسول الله (ص) يعتق من جاءه من عبيد أهل الطائف إذا أسلموا قبل مواليهم, فأعتق يوم الطائف رجلين.<o:p></o:p> عمرته (ص) من الجعرانة:<o:p></o:p> ثم رجع رسول الله (ص) من الطائف, ونزل بالجعرانة بين مكة والمدينة, فبينما رسول الله (ص) ومعه بلال بن أبي رباح وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما, وبينما النبي بالجعرانة وعليه ثوب قد أظل به, ومعه ناس من أصحابه, إذ جاءه أعرابي عليه جبة متضمخ بطيب, فقال يا رسول الله: كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبة بعدما تضمخ بالطيب, فقال النبي: أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات, وأما الجبة فانزعها, ثم اصنع عمرتك كما تصنغ في حجك.<o:p></o:p> ثم توجه رسول الله (ص) إلى مكة فاعتمر من الجعرانة حين قسم غنائم حنين, وكان ذلك في ذي القعدة, وقصر معاوية بن أبي سفيان من رأس رسول الله (ص) عند المروة بمشقص.<o:p></o:p> غزوة تبوك:<o:p></o:p> لما غزا رسول الله (ص) غزوة تبوك, وهو يريد الروم ونصارى العرب بالشام خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالمينة!, فقال: يا ريول الله, ما كنت أحب أن تخرج وجها إلا وأنا معك, أتخلفني في النساء والصبيام؟!, فقال رسول الله (ص): أما ترضى أن تكون مني بنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي.<o:p></o:p> وكان رسول الله (ص) يجمع الصلاة الظهرين معا و العشاء معا, فلما أن أصبح, صلى رسول الله (ص) بالناس صلاة الصبح.<o:p></o:p> فبينما معاذ على أثر رسول الله (ص), قال له : يا رسول الله, أتأذن لي أسألك عن كلمة قد أمرضتني وأشقمتني وأحزنتني, فقال معاذ: يا نبي الله, حدثني بعمل يدخلني الجنة, فقال النبي (ص) أن تؤمن بالله واليوم الآخر, وتقيم الصلاة, وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئا, حتى تموت وأنت على ذلك, ثم قال النبي (ص): إن شئت حدثتك يا معاذ برأس الأمر وعموده وذروة سنامة, أما رأس الامر: فالإسلام, وأما عموده: فإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة. وأما ذروة سنامه: فالجهاد في سبيل الله , إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلا, ويؤتوا الزكاة.<o:p></o:p> فلما قدم رسول الله (ص) تبوك قال: ستهب عليكم الليلة ريح شديدة, فلا يقم فيها أحد منكم, فمن كان له بعير فليشد عقاله.<o:p></o:p> وقد قام رسول الله (ص) من الليل يصلي, فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه, حتى إذا صلى وانصرف إليهم قال لهم: لقد أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد قبلي: أما أنا, فأرسلت إلى الناس كلهم عامة, كان من قبلي إنما يرسل إلى قومه.<o:p></o:p> ونصرت على عدوي بالرعب, ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر لملىء منه رعبا.<o:p></o:p> وأحلت لي الغنائم آكلها, وكان من يعظمون أكلها, كانوا يحرقونها.<o:p></o:p> وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا, أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت,وكان من قبلي يعظمون ذلك, إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعه.<o:p></o:p> وللخامسة هي ما هي, قيل لي: سل فإن كل نبي قد سأل, فأخرت مسألتي إلى يوم القيامه, فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله.<o:p></o:p> قصة كعب بن مالك رضي الله عنه والمخلفين:<o:p></o:p> وتأملوا حديث كعب بن مالك رضي الله عنه أحد رجالات الأنصار, وهو يذكر ما حدث له إثر تخلفه عن غزوة تبوك, مما يوجب العظة والاعتبار.<o:p></o:p> قال كعب بن مالك رضي الله عنه: كان من خبري في غزوة تبوك: أني لم أكن قط أقوة ولا أيسر مني, والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الفزوة, فغزاها رسول الله (ص) في حر شديد, فتجهز رسول الله (ص) والمسلمون معه, وطففت أغدو لكي أتجهز معهم, فأرجع ولم أقض شيئا, فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أشرعوا وتفارطوا الغزو, فهممت أن أرتحل فأدركهم, فيا ليتني فعلت, ثم لم يقدر ذلك لي, ولم يذكرني رسول الله (ص) حتى بلغ تبوكا, فقال وهو جالس في القوم بتبوك: ما فعل كعب بن مالك؟ قال رجل من بني سلمة: يا رسول الله, حيسه برداه, والنظر في عطفيه, فلما بلغني أن رسول الله (ص) قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي, فطففت أتذكر الكذب, وأقول: بم أخرج من سخطه غدا؟ عرفت أني لن أنجو منه بشيء أبدا, فأجمعت صدقه.<o:p></o:p> وصبح رسول الله (ص) قادما, وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد, فركع فيه ركعتين, ثم جلس للناس, فلما فعل ذلك, جاءه المخلفون, فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له, وكانوا بضعه وثمانين رجلا, فقبل منهم رسول الله (ص) علانتيهم, وبايعهم واستغفر لهم, ووكل سرائرهم إلى الله, حتى جئت, فلما سلمت: تبسم رسول الله (ص) تبسم المغضب, ثم قال: ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟ فقلت: يا رسول الله, إني والله ما كان لي عذر, والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك, فقال رسول الله (ص): أما هذا فقد صدق, فقم حتى يقضي الله فيك.<o:p></o:p> ونهى رسول الله (ص) المسلمين عن كلامان نحن الثلاثة مرارة بن ربيعة العامري و هلال بن أمية الواقفي وانا من بين من تخلف عنه, فاجتنبنا الناس, وتغيروا لنا, حتى تنكرت لي في نفسي الأرض, فما هي بالأرض التي أعرف.<o:p></o:p> فلبثنا على ذلك خمسين ليلة, فأما صاحباي فاستكانا, وقعدا في بيوتهما يبيكيان, وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم, فكنت أخرج فأشهد الصلاة, وأطوف الأسواق, ولا يكلمني أحد, حتى إذا طال ذلك علي من جفوة المسلمين, مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة, وهو ابن عمي, وأحب الناس إلي, فسلمت عليه, فوالله مارد علي السلام<o:p></o:p> فبينما أنا أمشي في سوق المدينة, إذا نبطي من نبط أهل الشام جائني فدفع إلي كتابا من ملك غسان, فقرأته, فإذا فيه: فإنه بلغنا أن صاحبك قد جفاك, ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة, فألحق بنا نواسك, فسجرتها بالتنور.<o:p></o:p> فلبثت بذلك عشر ليال, فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهي عن كلامنا, ثم صليت الفجر صباح خمسين ليلة, فبينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله عز وجل منا: قد ضاقت علي نفسي, وضاقت علي الأرض بما رحبت, سمعت صوت صارخ, يقول يا كعب بن مالك! أبشر, فخررت ساجدا, وعرفت أنه قد جاء فرج, فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني, نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته, ووالله, ما أملك غيرهما يومئذ, واستعرت ثوبين فلبستهما.<o:p></o:p> وانطلقت والناس يهنئوني بتوبة الله علي, فإذا رسول الله (ص) جالس في المسجد وحوله الناس, فلما سلمت على رسول الله (ص) وهو يبرق وجهه من السرور, ويقول: أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك, وكان رسول الله (ص) إذا سر استنار وجهه كأن وجهه قطعه قمر, وكنا نعرف ذلك, وقلت: يا رسول الله, إن الله إنما أنجاني بالصدق, وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت.<o:p></o:p> قال كعب: كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله (ص) حين حلفوا له, فبايعهم واستغفر لهم, وأرجأ رسول الله (ص) أمرنا حتى قضي الله فيه, وليس الذي ذكر الله تخلفنا عن الغزو, وإنما هو تخليفه إيانا, وإرجاؤه أمرنا, عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه.<o:p></o:p> عام الوفود<o:p></o:p> فبعد فتح مكة وغزوة تبوك التي هي آخر غزواته, قدمت عليه الوفود, ليؤمنوا به ويعزروه.<o:p></o:p> وفد ثقيف:<o:p></o:p> فقدم وفد ثقيف على رسول الله (ص), فأنزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم, فبايعوا رسول الله (ص) واشترطوا عليه أن لا صدقه عليهم ولا جهاد, فقال النبي (ص): سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا.<o:p></o:p> وفاة عبدالله بن أبي ابن سلول:<o:p></o:p> ولما توفي جاء ابنه عبدالله رضي الله عنه إلى رسول الله (ص), فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه, فأعطاه رسول الله (ص), ثم سأله أن يصلي عليه, فلما قام رسول الله (ص) ليصلي عليه, فأخذ عمر بثوب رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله, أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ قال رسول الله (ص): وإني خيرت فاخترت, لو اعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له, لزدت عليها, فقال عمر: إنه منافق, فصلى عليه رسول الله (ص) ثم انصرف, ثم جاء رسول الله (ص) إلى عبدالله بن أبي بعدنا أدخل حفرته, فأخرجه من قبره فوضعه على ركبتيه ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه, فما صلى رسول الله (ص) بعده على منافق, ولا قام على قبره حتى قبضه الله.<o:p></o:p> وفد بني تميم<o:p></o:p> وقدم ركب من بني تميم على النبي (ص), وفيهم الأقرع بن حابس, فقال أبو بكر الصديق: استعمله على قومه يا رسول الله, فقال عمر بن الخطاب: لا تستعمله يا رسول الله, فكاد الخيران أن يهلكا حتى ارتفعت أصواتهما, فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}.<o:p></o:p> وفد عبد القيس:<o:p></o:p> وأتى وفد عبد القيس رسول الله (ص), فقال رسول الله (ص): من الوفد؟ قالوا: ربيعة, فقال رسول الله (ص): مرحبا بالقوم غير خزايا ولا ندامى, فقالوا: يا رسول الله, إنا نأتيك من شقة بعيدة, وإن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر, وإنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام, فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا ندخل به الجنة, فقال رسول الله (ص): آمركم بأربع, وأنهاكم عن أربع: آمركم بالإيمان بالله وحده, وخي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان, وإن تعطوا من المغنم الخمس, وأنهاكم عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير.<o:p></o:p> وكان وفد عبد القيس لما قدموا المدينة جعلوا يتبادرون من رواحلهم فيقبلوا يد النبي (ص), وانتظر المنذر الأشج حتى أتى عيبته فلبس ثوبيه, ثم أتى النبي (ص), فقال له النبي (ص): إن فيك خلتين يحبهما الله: الحلم, والأناة, فقال أشج عبد القيس: الحمد لله الذي جلبني على خلتين يحبهما الله ورسوله, ثم قال رسول الله (ص): اللهم اغفر لعبد القيس إذ اسلموا طائعين غير كارهين, غير خزايا ولا موتورين, إذ بعض قومنا لا يسلمون حتى يخزوا ويوتروا, وابتهل وجه رسول الله (ص) حتى استقبل القبلة, ثم دعا لعبد القيس, وقال: إن خير أهل المشرق عبد القيس.<o:p></o:p> وفد مسيلمة الكذاب:<o:p></o:p> ثم قدم مسيلمة الكذاب على النبي (ص) المدينة, فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته, فقدمها مسيلمة الكذاب في بشر كثير من قومه, فأقبل إليه النبي (ص) وفي يده قطعة جريدة, حتى وقف على مسيلمة في أصحابه, فقال النبي(ص): لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها, ولن أتعدى أمر الله فيك, ولئن أدبرت ليعقرنك الله, وإني لأراك الذي أريت فيك ما أريت, وقد جاء رسول الله (ص) كتاب مسيلمة الكذاب, فقال رسول الله (ص) للرسولين حين قرأ الكتاب: فما تقولان أنتما؟ فقالا: نقول كما قال, فقال رسول الله (ص): والله, لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما.<o:p></o:p> وفد نجران:<o:p></o:p> وجاء العاقب عبد المسيح والسيد الأيهم صاحبا نجران إلى رسول الله (ص) يحاجان في أمر عيسى ابن مريم عليه السلام, ويريدان أن يلاعنا رسول الله (ص), فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل, فوالله لئن كان نبيا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا, فقالا: إنا نعطيك ما سألتنا, وابعث معنا رجلا أمينا, فقال رسول الله (ص): قم يا أبا عبيدة بن الجراح, فلما قام, قال رسول الله (ص): هذا أمين هذه الأمة.<o:p></o:p> إسلام ضمام بن ثعلبة رضي الله عنه:<o:p></o:p> وبينما النبي (ص) جالسا مع أصحابه في المسجد, إذ دخل رجل على جمل فأناخه في المسحد ثم عقله, ثم قال: أيكم محمد؟ والنبي (ص) متكئ بين ظهرانيهم, فقالوا: هذا الرجل الأبيذ المتكئ, فقال الرجل للنبي (ص): إني سائلك فمشدد عليك في المسألة, فلا تجد علي في نفسك, فقال النبي (ص): سل عما بدا لك, فقال الرجل عدة أسئلة وهي: أنشدك بالله, الله أمرك أن تأمرنا أن نعبه ولا نشرك به شيئا, وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا يعبدون معه؟ الله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ الله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ الله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فنقسمها على فقرائنا؟ الله أمرك أن يحج هذا البيت من استطاع إليه سبيلا؟ وفي كل مره يقول النبي (ص): اللهم نعم.<o:p></o:p> فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أنك رسول الله, آمنت بما جئت به, وأنا رسول من ورائي من قومي, وأنا ضمام بن ثعلبة, وسأفعل ما أمرتني به.<o:p></o:p> إسلام عدي بن حاتم رضي الله عنه:<o:p></o:p> قال عدي بن حاتم: لما بلغني خروج رسول الله (ص) كرهت خروجه كراهة شديدة, فخرجت حتى وقعت ناحية الروم حتى قدمت على قيصر, فكرهت مكاني ذلك أشد من كراهيتي لخروجه, فقلت: والله, لولا أتيت هذا الرجل, فإن كان كاذبا لم يضرني, وإن كان صادقا علمت, فقدمت فأتيته, فإذا هو جالس في المسجد, قال القوم: هذا عدي بن حاتم, فجئت بغير أمان ولا كتاب, فلما دفعت إلى رسول الله (ص) أخذ بيدي, ثم قال: يا عدي بن حاتم, أسلم تسلم, أسلم تسلم, فقال عدي: إني على دين, فقال رسول الله: ما يفرك أن تقول: لا إله إلا الله؟ فهل تعلم من إله سوى الله, فقال عدي: لا, فقال رسول الله (ص): فإن اليهود مغضوب عليهم, وإن النصارى ضلال, أما إني أعلى ما الذي يمنعك من الإسلام, تول: إنما اتبعه ضعفة الناس ومن لا قوة له, وقد رمتهم العرب, فقال عدي: فإني جئت مسلما, قال: فرأيت وجه رسول الله (ص) تبسط فرحا.<o:p></o:p> وفد دوس:<o:p></o:p> وقدم رجال من دوس, وفيهم الطفيل وأصحابه, فقالوا: يا رسول الله, إن دوسا قد كفرت وأبت, فادع الله عليها, فاستقبل رسول الله (ص) القبلة ورفع يديه, فظن الناس أنه يدعو عليهم, فقيل: هلكت دوس, فقال الرؤوف الرحيم: اللهم أهد دوسا وائت بهم, الله اهد دوسا وائت بهم.<o:p></o:p> وفد أهل اليمن:<o:p></o:p> وكان ممن قدم على رسول الله (ص) من الودود: أهل اليمن, فقال رسول الله (ص): جاء اهل اليمن, هم أضعف قلوبا, وأرق أفئدة, الإيمان يمان, والفقه يمان, الحكمة يمانية.<o:p></o:p> وفد كندة:<o:p></o:p> وفد وفد كندة على رسول الله (ص), وفيهم الأشعث بن قيس, فقال: نعم, ولوددت أن مكانه شبع القوم, فقال رسول الله (ص): لا تقولن ذلك, فإن فيهم قرة عين وأجرا إذا قبضوا, ولئن قلت ذاك: إنهم لمجبنة محزنة.<o:p></o:p> وفد بجلة وتحريق ذي الخلصة:<o:p></o:p> وكان ممن قدم على رسول الله (ص) مبايعا: جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه, فقال: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي, ثم لبست حلتي, ثم دخلت فإذا رسول الله (ص) يخطب, إذ عرض له في خطبته وقال: يدخل عليكم من هذا الباب, أو من هذا الفج ذو يمن, ألا إن على وجهه مسحة ملك,قال جرير: فحمدت الله عز وجل على ما أبلاني, ثم بايعت رسول الله (ص) على إقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, والسمع والطاعة, والنصح, وكان في الجاهلية بيت يقال له: ذو الخلصة, وكان يقال له: الكعبة اليمانية, فقال رسول الله (ص) لجرير: يا جرير, ألا تريحني من ذي الخلصة؟<o:p></o:p> وكان ذو الخلصة بيتا ظاهرا لخثعم وبجيلة, فيه نصب تعب يقال له: الكعبة, فأتاها جرير فحرقها بالنار وكسرها.<o:p></o:p> إسلام تميم الداري رضي الله عنه وحديث الجساسة:<o:p></o:p> وقد قدم تميم الداري رضي الله عنه على رسول الله (ص) ليبايعه, فأخر رسول الله (ص) العشاء الآخرة ذات ليلة, ثم خرج فقال: إنه حبسني حديث كان يحدثنيه تميم الداري.<o:p></o:p> حديث الراعي:<o:p></o:p> قال رسول الله (ص) لراع يسوق غنمه بالمدينة: صدق, والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس, ويكلم الرجل عذبه سوطه وشراك نعله, يخبره بما أحدث أهله بعده. <o:p></o:p> إرسال معاذ وأبي موسى رضي الله عنه إلى اليمن ووصيته (ص) لهما:<o:p></o:p> فقال لهم النبي (ص): يسرا ولا تعسرا, وبشرا ولا تنفرا, وتطاوعا ولا تختلفا.<o:p></o:p> إرسال علي رضي الله عنه إلى اليمن:<o:p></o:p> وبعث رسول الله (ص) عليا إلى اليمن, فقال على: يا رسول الله, تبعثني إلى قوم أسن مني, وأنا حيث لا أبصر القضاء؟<o:p></o:p> فوضع رسول الله (ص) يده على صدره, وقال: اللهم ثبت لسانه, واهد قلبه, يا علي, إذا جلس إليك الخصمان: فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول, فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء, قال علي: فما اختلف علي القضاء بعد. <o:p></o:p> <o:p></o:p> |
#2
|
||||
|
||||
__________________
اللهمّ صلّ على محمد عدد ماذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون سلفي سني وهابي وأفتخر
|
أدوات الموضوع | |
|
|