ان الله تبارك وتعالى هورب رمضان ورب الشهور كلها , فعبادته سبحانه حق عبادة لابد أن تكون فيرمضان المبارك وفي سائر الشهور الأخرى .. وعلى المسلم الا تكون عبادته موسمية فيكون موسميا ! أي انه ينشط للعبادة في رمضان ثم يفتر ويتكاسل بعد ذلك .. حيث يضعف عن قرآة القرآن الكريم و صيام التطوع وقيام الليل وباقي العبادات في غير رمضان بل قد يترك بعض من هذه العبادات وينساها بالكلية فلا يصلي قيام الليل الا في رمضان ولا يقرأ القرآن الكريم الا في رمضان وهكذا ..!!! والبعض اذا انتهى رمضان المبارك أغلق المصحف و لا يفتحه الا السنة القادمة في رمضان المقبل !!! ولا شك بان شهررمضان هو مدرسة عظيمة للتزود من العبادات والتقرب الى الله تعالى بالصيام والقيام والدعاء وصالح الاعمال , لهذا يجب على المرء ان يتزود من هذا الشهر الفضيل بهذه العبادات العضيمة , ولا يكون شهره هذا مثل باقي شهور السنة , أو ان يمضي الشهر دون أدنى فائدة تُرجى , وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:( رغم انف امريء خرج رمضان ولم يُغفر له) ... ولا ان يكون الحرص على العبادة كالصلاة وغيرها في رمضان ثم اذا انتهى هذالشهر الكريم تضعف العزيمة بل ويحصل الاهمال الكبير في اداء الصلاة وغيرها والعياذ بالله .فيكون التعبد موسمي في رمضان فقط !!!... ان عبادة الله في كل زمان ومكان , فقد قال الله تعالى ( واعبدربك حتى يأتيك اليقين ) واليقين هو الموت , وقال سبحانه : ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ..) اذا فلنجد العزم ولنحرص دائما على عبادة الله تعالى ونتقرب اليه سبحانه بسائر العبادات حتى يأتينا اليقين باذنه جل وعلا ونحن نعبد الله كما شرع وعلمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم . كما أنه ينبغي الحرص على النوافل ولو القليل المُحبب للنفس فان أحب الأعمال إلى الله ( أدومه وإن قل ) كما قال صلى الله عليه وسلم . و البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وأن نقرأ ما نحفظ في الصلاة والنوافل وغيرها , وا ن في مواصلة الصيام بعد رمضان فوائدعديدة، يجد بركتها أولئك الصائمين لهذه الست من شوال , وقد رغب الرسول صلى الله عليه وسلم في صيام هذه الست فقال عليه الصلاة والسلام ( من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر كله ..) .. ولتكن عبادتنا لله تعالى دائما وأبدا ومستمرة الى حين نلقاه عزوجل باذنه سبحانه ... أخي المسلم : لا تكن مثل التي نقضت غزلها .. فتهدم كثيرا مما بنبت في رمضان ! بل علينا جميعا ان نحرص على الاستمرار بالطاعة لله تعالى في رمضان وغيره ... فرب رمضان هو رب الشهور كلها ...!لا شك أن المسلم مطالب بالمداومة على الطاعات، والاستمرار في الحرص على تزكية النفس , ومن أجل هذه التزكية شُرعت العبادات والطاعات، وبقدر نصيب العبد من الطاعات تكون تزكيته لنفسه، وبقدر تفريطه يكون بُعده عن التزكية. لذا كان أهل الطاعات أرق قلوباً، وأكثر صلاحاً، وأهل المعاصي أغلظ قلوباً، وأشد فساداً. والصوم من تلك العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها.. لذلك فإن شهر رمضان موسمٌ للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب. وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : ( فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً . (
أخي المسلم: ليس للطاعات موسمٌ معين ، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي! بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها، ولا ينقضي حتى يدخل العبد قبره.. قيل لبشر الحافي رحمه الله : إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال:القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها ...