منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع

 حفر ابار في الدول الفقيرة   Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2009-07-31, 03:51 AM
فؤاد فؤاد غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-27
المشاركات: 3
فؤاد
افتراضي (ان ينصركم الله فلا غالب لكم)صدق الله العظيم

النصر مصطلح فضفاض تنضوي تحته ثلاث اعمدة تحافظ عليه
النفس و الصبر والرزق -النفس
معرفة النفس اختراق للذات ، وسفر خارج حدود الزمان والمكان .. والحديث عن النفس أساس فلسفة الوجود ، ومحاولة لاختراق سر الحياة ..
إن البحث عن حقيقة النفس يختلف تماماً عن البحث في أي مسألة كونية حسية ، لأن ساحة العلوم الكونية هي المادة ، أما النفس – كما سنرى – فمجردة عن المادة .. ولذلك سنتعرض في بحثنا عن النفس إلى الفلسفة والرؤى الحياتية من منظار علمي ،وإلى القرآن الكريم ..
في معظم الديانات القديمة كانت النفس – باعتقاد معتنقي هذه الديانات – مستقلة عن الجسد .. ففي الديانات الفرعونية كان الاعتقاد بأن النفس ترتفع إلى السماء ، وأن الجسد تناله الأرض .. فالمصريون القدماء كانوا يعتبرون النفس ذات أربع شعب :
1 – الروح .
2 – العقل والإرادة .
3 – صورة من الأثير على هيئة الجسم تماماً .
4ـ الجوهر الخالد وهو ما يشترك فيه الإنسان مع الآلهة .
والبابليون كانوا يعتقدون أن نفس الإنسان تنفذ من القبر ، وبالتالي فالنفس غير الجسد لأن الجسد لا ينفذ من القبر ..
ومن معتقدات القدماء الصينيين أن أرواح الأموات تنفصل عنهم بعد موتهم وتبقى في الدنيا مع أسرهم ..
وفي الديانة الطاوية التي أسسها الفيلسوف الصيني (لاوتسي) في القرن السادس قبل الميلاد ، والتي يُعتقد فيها بتناسخ الأرواح ، فإن لكل إنسان ثلاث أنفس هي :
  1. النفس العاقلة : ومقرها الرأس .
  2. النفس الحساسة : ومقرها في الصدر .
  3. النفس المادية : ومقرها في المعدة .
وفي الديانات الهندية تُعد النفس مستقلة عن الجسد ، فمسألة تقمص الأرواح التي تُعد القاسم المشترك لكل الفلسفات الهندية ، مبنية أصلاً على استقلال النفس عن الجسد ..
يقول كريشنه الذي وُلد حوالي سنة (4800) ق.م من امرأة عذراء حيث حلَّ الإله في جسده كما يعتقد الهنود .. يقول : (إن الجسد الذي تهبط إليه النفس شيءٌ زائل ، أما النفس التي لا تدركها العين فهي أبدية .)
ويقول أيضاً : (إذا انحل الجسد بالموت ، طارت النفس التي تتغلب عليها الحكمة إلى الطبقات العليا ، التي يرى فيها الأتقياء الله ، ويدركون كماله ، وإذا كانت الشهوات متغلبة على النفس فإنها تُرد ثانية إلى الأرض .)
وفي المذهب الأوبنيشادي الصوفي الهندي ، يُنظر إلى النفس على أنها كونية شاملة موجودة في كل كائن ، وبناءً على ذلك فالإنسان عينه يكون موجوداً في كل كائن من النبات إلى الإله .. لننظر إلى النص التالي من هذا المذهب : (نفس المخلوقات واحدة ، إلا أنها ماثلة في كل مخلوق ، وهي في الآن عينه وحدة وتعدد ، كالقمر الذي يتلألأ على صفحة المياه .)
وفي الفلسفة اليونانية اعتبر سقراط النفس حقيقة مجردة مستقلة ، فالإنسان الحقيقي عند سقراط هو النفس وليس الجسد ..
ووضع أفلاطون مبدأ الثنائية في الوجود ، فميز تمييزاً قاطعاً بين النفس والجسد .. لننظر إلى النص التالي الذي يبين هذه المسألة : (النفس تشبه أقرب الشبه الإلهي والخالد والمعقول وذا الطبيعة الواحدة – أي البسيط غير المركب – الذي لا يتحلل والذي هو هو ذاته ودائماً على نفس الحال ، أما الجسد يشبه أقرب الشبه ما هو إنساني ، وفإنه متعدد الطبيعة وغير معقول ولا يبقى أبداً هو هو على نفس الحال .)
وفلسفة أفلاطون تَعدَّت الفصل بين النفس والجسد إلى وظائف النفس وعلاقاتها مع الجسد ، فأقام تعارضاً بين النفس والجسد ، معتبراً كل ما يخص الجسد يحمل بذور الشر والتعاسة .. فعلاقة النفس بالجسد ليست علاقة ارتباط عضوي بل علاقة صراع ..
فالنفس عند أفلاطون كيان مفكر ، كانت تعرف المثل الجوهرية في عالم المثل قبل حلولها في الجسد .. وهكذا فالمعرفة –عنده – هي إحدى الوظائف الجوهرية للنفس ..
ولكن أفلاطون رأى أن النفس تقوم بوظائف ثلاث تتعارض أحياناً ، هي : المعرفة والإرادة والشهوة ، فرأى أنه من غير المعقول أن يقوم بهذه الوظائف الثلاث العضو نفسه في النفس ..
وهكذا على الرغم من أن أفلاطون قد اعتبر النفس لا تتحلل ولا تتجزأ ، إلا أنه عاد فاعتبرها مكونة من أقسامٍ ثلاثةٍ : 1- المبدأ العاقل
2- المبدأ الغضبي
3- مبدأ الشهوة
وعاد أفلاطون فقال إن مبدأ العقل يسيطر على المبدأين الآخرين ، وأن القوة العاقلة في النفس هي وحدها الجديرة باسم النفس ، وأن النفس خالدة بقسمها العاقل فقط ، وبالتالي فالإنسان الحقيقي هو العقل .. وما دفعه إلى هذه الأقوال هو التوفيق بين قوله إن النفس لا تتجزأ ، وبين قوله إنها مكونة من ثلاثة أقسام ..
أما الفلسفات التي أنكرت النفس ككيان مستقل عن الجسد ومجرد عن المادة ، فتتمثل في الفلسفات المادية الإلحادية ، التي تنكر أصلاً وجود ما وراء عالم المادة والمكان والزمان .. فوجود عالم غير العالم المادي يهدم فلسفتهم المادية التي تزعم بسرمدية المادة والزمان والمكان ..
هذا – باختصار شديد – مرور سريع على أهم الرؤى الفلسفية بالنسبة لمسألة النفس وعلاقتها مع الجسد ..
ولننظر الآن إلى النفس وعلاقتها بالجسد من منظار الرؤى الحياتية والعلمية لعلاقة أحاسيسنا المختلفة بالجسد ومكوناته ..
لاشك أننا نحس باللذة والألم عبر عناصر أجسادنا المادية .. فصحة الجسد ومرضه، عوامل مادية تجعلنا نتأرجح بين الراحة من الألم وبين الخضوع لسيطرته .. وغريزة الشبع والجوع لا نستطيع التعامل معها إلا عبر مادة الطعام .. ولا شك أن حواس البصر والسمع والذوق والشم واللمس هي مفاتيحنا للدخول إلى هذا العالم المادي ..
ولا شك أن إحساسنا بالزمان والمكان متعلقٌ بجسدنا المادي من جهة ، وبالعالم المادي المحيط بنا من جهة أخرى .. فسيلان الزمن – بالنسبة لنا – هو إدراكنا للتغيرات المادية المحيطة بنا ، من منظار تفاعلنا مع التغيرات المادية لمادة أجسادنا ..
إذاً تتفاعل أنفسنا مع الزمن وفق بُعدين :
  1. الزمن الداخلي : وهو ناتجٌ عن تفاعل النفس مع طبيعة الجسد وماهيته وحركته ، حيث تدرك النفس انسياب زمنها الداخلي نتيجة لهذا التفاعل .. والزمن الداخلي لكل نفس ، هو الأساس والميزان الذي نقيس عليه الزمن الخارجي الذي نتفاعل معه عبر حواسنا .. فإحساس الإنسان بالزمن وهو مريض يختلف عن إحساسه بهذا الزمن وهو معافى ، مع أن المحيط المادي هو ذاته في الحالتين ..
  2. الزمن الخارجي : وهو ناتجٌ عن إدراك النفس – عبر حواسها – لحركة المادة خارج الجسد ، ويتبع ذلك للوضع المكاني لها ، ولنسبية حركتها ، بالنسبة للعالم الخارجي - خارج الجسد – وتقدر النفس سرعة انسيابه بالنسبة لزمنها الداخلي ..
وكلامنا هذا ليس فلسفة تصورية مادتها الخيال ، إنما حقيقة علمية رياضية أُثبتت بالتجارب ، فالنظرية النسبية لآينشتاين وضعت المعادلات الرياضية التي تربط سرعة الحركة بانسياب الزمن وبتغير شكل المادة وكتلتها ..
فلو وضعنا إنساناً في مركبة فضائية تسير بسرعة كبيرة جداً ، وقريبة من سرعة الضوء ، فإن إحساسه بالزمن يختلف عن إحساسنا نحن البعيدين عن الخضوع لهذه السرعة .. فعلى سبيل المثال لو كانت سرعة المركبة هي (240000) كم/ ثا ، لكانت كل (10) دقائق في عالمنا تقابل (6) دقائق في عالم المركبة ، ومع ازدياد سرعة المركبة يزداد الفارق ، حتى إذا بلغت سرعة المركبة سرعة الضوء خرج هو ومركبته من إطار المادة والمكان والزمان ، وأصبحت الثانية في عالمنا تقابل اللانهاية من السنين في عالمه..
وهذا المسافر في المركبة لا يحسّ بتغير الزمن لأن الزمن الداخلي الذي يحسّ به نتيجة تعرض مادة جسده لهذه السرعة الهائلة ، يساوي تماماً تغير مادة عالم مركبته المدفوعة هي الأخرى بالسرعة ذاتها ، ولذلك يحصل توازن ما بين زمنه الداخلي والخارجي ، فلا يحس بأي تغير في انسياب الزمن ..
أما لو أُتيح له النظر إلى عالمنا فسيرى أن زماننا يتسارع مقارنة مع زمنه ، وذلك بنسبة تتعلق بسرعة مركبته .. فلو كانت سرعة مركبته مثلاً قريبة جداً جداً من سرعة الضوء ، فإن الزمن اللازم عنده لشرب فنجان من القهوة في مركبته ،يراه قد مر سنين كثيرة على عالمنا عندما يعود إلى هذا العالم.
هذه الفلسفة العلمية المثبتة رياضياً نستطيع التحقق منها يومياً أثناء نومنا .. فعندما ننام ينتهي إحساسنا بانسياب الزمن وينتهي تفاعلنا مع تغير عناصر المكان فبعد مرور فترة من نومنا يأخذ الجسم حاجته الكاملة من الراحة ، بعد هذه الفترة لا نحس بعد أن نفيق من نومنا بمقدار الزمن الذي مر علينا أثناء هذا النوم سواءً كان يوماً أم مائة عام ، وفي هذا أكبر دليل على أننا في تلك الفترة كنا – كجوهر مجرد من مادة الجسد – خارج حدود الزمان والمكان ..
وبالتالي فجوهر الإنسان (نفسه) ليس مادياً على الإطلاق فلو كان هذا الجوهر مادياً حتى بأيِّ نسبة لكان هناك إحساس بالزمن يقابل هذه النسبة لأن إدراك الزمان والمكان يقتضي مادة تتحرك مكوناتها ضمن حيز من المكان ..
والنفس أثناء النوم على الرغم من وجودها خارج الجسد فإنها تعود إلى الجسد فور تعرضه لمؤثر خارجي كافٍ لعودتها ، وبعد هذه العودة تحس بالعالم خارج الجسد ، أما إذا كان المؤثر الخارجي غير كافٍ لعودتها فإننا لا نحس به إطلاقاً ..
ولذلك نرى أنه حين خضوعنا للتخدير الجراحي لا نحس إطلاقاً بالألم على الرغم من تعرض أجسادنا للعمل الجراحي ، وسبب ذلك أن أنفسنا كانت أثناء التخدير خارج أجسادنا ، وحين عودتها إلى هذه الأجساد بعد زوال تأثير مادة التخدير ، يبدأ إحساس أنفسنا بالألم ..
وعلى الرغم من أن التخدير يكون من خلال المادة ، إلا أن هذه المادة تؤدي إلى خروج النفس من الجسد بدليل عدم إحساسنا بالألم ، وفي هذا دليل على أن هناك علاقة بين النفس والجسد .. هذه العلاقة هي من منظار العالم المادي الذي ينتمي إليه الجسد هي علاقة مادية ، بدليل أن مادة التخدير أخرجت النفس من الجسد .. وهي من منظار العالم المجرد عن المادة الذي تنتمي إليه النفس ، هي علاقة غير مادية على الرغم من أنها تؤثر على مادة الجسد ، والدليل هو إحساسنا بالنشوة والألم حينما نفرح ونحزن عند سماعنا للأخبار السارة والحزينة ، وهذا الفرح والحزن يؤثر على فيزيولوجيا الجسد، فكم من مرضٍ عضوي كان منشؤه نفسياً ، وكم من حالةٍ نفسية ساهمت في علاج أمراضٍ عضوية ..
ودليلٌ آخر على أن النفس جوهر غير مادي ، وتحس باللذة والألم في هذا العالم المادي عبر مادة الجسد ، هو أننا أثناء أحلامنا في النوم نحس باللذة و الألم على الرغم من أن الجسد لم يتعرض لأي مؤثر مادي يؤدي إلى تلك الأحاسيس ..
إذاً الذي يحس بالألم واللذة ليس الجسد ، وإنما النفس .. ولكن الجسد هو الباب الذي تعبر منه النفس في أحاسيسها إلى هذا العالم المادي عبر الحواس المعروفة ..
وهذا لا يعني أن النفس محتاجة في أحاسيسها في العوالم غير المادية لهذه الأبواب الحسية .. ففي النوم - كما قلنا – يتم الإحساس دون هذه الأبواب الحسية ، على الرغم من أن الجسد أحياناً يستجيب لتلك الأحاسيس ، فعندما نفيق نجد أجسادنا – أحياناً – وكأنها هي من تعرض للتأثيرات التي رأيناها في المنام، وهذا – كما قلنا – يتعلق بالعلاقة بين النفس والجسد ..
إن ما نريد قوله هو أن النفس في المنام ترى دون آلية العين الضوئية ، وتسمع دون آلية السمع الأذنية .. وتمارس كل أحاسيسها دون آليات الجسد الحسية ، ودون التأثير المادي للعالم المادي المحيط بأجسادنا ..
إذاً الجسد بحياته ونبضه وحركة مكوناته الداخلية ، ليس أكثر من وعاءٍ للنفس التي تنتمي لعالمٍ غير مادي .. والجسد يعمل بأمر هذه النفس ويستجيب لشهواتها ورغباتها ، وبالمقابل فإن النفس عندما تحل بهذا الجسد تصبح محكومة لإطار المكان والزمان الذي ينتمي إليه الجسد ..
فحركتنا في هذه الحياة تتكون من وجهين متمايزين :
  1. حركة لا شعورية ترتبط بحياة الجسد من حركة للقلب وغيره من أعضاء الجسم ، وهذه الحركة لا علاقة للنفس بها ، بدليل بقاء هذه الحركة مستمرة أثناء النوم .
  2. حركة إرادية تقوم بها النفس عبر الجسد .
وأفضل تشبيهٍ للعلاقة بين النفس والجسد ، هو العلاقة بين السائل والوعاء الذي يُوضع به هذا السائل .. فالسائل هو الذي يعطي الوعاء الوظيفة التي صُنع من أجلها ، والوعاء هو الذي يحجز السائل داخل جدرانه ويمنعه من الانفلات ، ويفرض عليه شكل سطحه الداخلي ..
وما يؤكد أن النفس جوهر غير مادي ، وأن الجسد ليس أكثر من وعاء لها ، هو أنه بتطور العلوم الطبية أصبح من الممكن نقل الأعضاء من إنسانٍ لآخر ، واستبدال بعض الأعضاء كالقلب والكلى بأجهزة من صناعة البشر .. وعلى الرغم من ذلك لا يتبدل الإنسان كنفسٍ عاقلة مدركة نتيجة استبدال بعض أعضائه ..
إذاً القوة العاقلة المدركة التي تقف وراء استقراء الإنسان وتعقله وشهوته ، هي قوة تابعة للنفس المجردة عن عالم المادة ، فالعقل والإرادة ودوافع الشهوة (دون الغريزة) ، كل ذلك يصدر عن النفس .
وكما أن الجسد بكليته وبحركته وحياته وعاء للنفس ، فإن الدماغ وعاءٌ للعقل .. وبما أن الدماغ يقود الجسم ويقف – مادياً – وراء كل الأوامر التي يتلقاها الجسد ، فإن القوة العاقلة (بما فيها الإرادة) تقف وراء كل الدوافع النفسية التي تأمر بها النفس الجسد ..
ولما كان الجسد مادياً وينتمي لهذا العالم المادي الذي يحوي المتناقضات في الوقت ذاته ، ولما كانت النفس بوجهها المجرد تنتمي لعالم لا يحتوي المتناقضات في الوقت ذاته .. نرى أنه يمكننا تصور المسألتين الماديتين المتناقضتين للمسألة الواحدة في الوقت ذاته ، ولا يمكننا أبداً تصور المسألتين الرياضيتين المجردتين للمسألة الواحدة في الوقت ذاته ..
فيمكننا أن نتصور أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى تمدد أقطار الجسم ، ويؤدي إلى تقلص أقطار الجسم أيضاً ، فمعلومٌ أن الماء في الدرجة (+4) مئوية يزداد حجمه بانخفاض درجة الحرارة ، ولكننا حينما تصورنا أن الاثنين أكبر من الواحد كقضية مجردة، فإن هذا التصور ينفي أبداً تصور القضية المعاكسة لهذه القضية ، وهي أن الواحد أكبر من الاثنين كقضية مجردة .. ومرد هذا أن هذه القضية المجردة هي قضية عقلية تنبع من النفس المجردة عن المادة ..
ولكن حينما ننزل هذه القضية العقلية المجردة إلى عالم الحس فإننا نقبل المتناقضات لهذه القضية في الوقت ذاته .. فالبرتقالة الكبيرة أكبر من برتقالتين صغيرتين ..
الأمر ذاته بالنسبة لإرادة النفس ، فلا يمكن للنفس أن تحمل في الوقت ذاته للمسألة ذاتها إرادتين متناقضتين ، ولكن حينما تنزل هذه الإرادة إلى عالم الحس والوجود المادي، وتتفاعل مع مادة تنفيذ هذه الإرادة ، وتتحول إلى مشيئة ، فمن الممكن أن تكون هناك طرقٌ متناقضة لتنفيذ الإرادة الواحدة .. ومرد ذلك أن عالم المشيئة يحتوي المتناقضات في الوقت ذاته ، لأنه عالم مادي متغير غير ثابت ..
هذه هي أهم معالم النفس ومتعلقاتها من منظار الفلسفة والعلم والتجربة الحياتية ..
ولنبحر الآن مع القرآن الكريم عبر بعض النصوص القرآنية التي ترد فيها كلمة النفس ومشتقاتها، وكلمة الروح ومشتقاتها ..
  1. النفس في القرآن الكريم مستقلة عن الحياة الجسدية .. قال تعالى :
( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الزمر : 39/42 -
فأثناء النوم – كما يقول القرآن الكريم – تكون النفس خارج الجسد ، وعلى الرغم من ذلك نرى أن جسد الإنسان لا يفقد الحياة والنمو .. وعلى الرغم من استقلالية النفس عن الجسد في القرآن الكريم ، فإن القرآن الكريم لم يغفل تعلق النفس بالإطلالة الحسية على عالم المادة من خلال الجسد .. فالنفس تشتهي وتأكل عن طريق الجسد .. قال الله تعالى :
( أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ) - السجدة : 32/ 27 –
2 – النفس الإنسانية موجودة قبل حلولها في الجسد ، فنفوس جميع البشر دون استثناء موجودة منذ أخذ الله تعالى العهد والميثاق على الإنسان في عالم ما وراء المادة والمكان والزمان .. لننظر إلى قول الله تعالى :
( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين <172> أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ) الأعراف : 7/172-173-
وموت النفس يكون بخروجها خروجا نهائيا من الجسد ، مع خروج الحياة منه .. وتعود النفس إلى عالمها ما وراء المادة والمكان والزمان ، ويعود الجسد إلى مادته التي خلق منها وهي التراب .. لننظر إلى قول الله تعالى :
( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ) الأنعام :6/93-
3 – النفس في القرآن الكريم لا تأتي مرتبطة – من بين جميع المخلوقات – إلا بالإنسان ، فلا يوجد نص قرآني واحد يدل على أن للحيوانات أنفسا .. بالإضافة إلى أن هناك إشارات تدل على أن النفس مسألة تخص الإنسان فقط من بين جميع المخلوقات .. لننظر إلى قول امرأة العزيز في القرآن الكريم :
( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم ) يوسف : 12/53 –
إن العبارة القرآنية (إن النفس لأمارة بالسوء ) تشير إلى ارتباط النفس بالإنسان فقط ، لأن الحيوانات تشتهي بغريزتها ، ولا يوجد لديها أمر بالسوء أو بغير السوء ..
ولننظر إلى قول الله تعالى :
( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) المائدة : 5 /32 -
إننا نرى ورود النفس في هذه الصورة القرآنية بصيغة النكرة ( نفساً ) التي تفيد الإطلاق ، وأنه من يقتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً .. فلو كانت الذبابة نفساً فسيكون حكم من يقتلها كحكم من يقتل الناس جميعاً ..
وكما يؤكد القرآن الكريم فإن الإنسان هو من يُحاسب يوم القيامة ، لأنه هو المكلف في الحياة الدنيا من بين جميع المخلوقات المحسوسة في هذه الدنيا .. وورود كلمة النفس في النص التالي بالصيغة المطلقة التي تشمل كل نفس دليل على أن النفس خاصة بالإنسان من بين المخلوقات الأخرى المحسوسة في هذا الكون ..
( ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد <20> وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد <21> لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) ق : 50 /20 – 22 –
4 – ما يؤكد أن النفس جوهر مستقل عن المادة ، هو أن الإنسان بعد الموت لا يحس بسيلان الزمن ، فالموت الذي يعني خروج النفس خروجاً نهائياً من الجسد ، يعني أيضاً خروجها خروجاً نهائياً من إطار المكان والزمان .. لننظر إلى النصوص القرآنية التالية :
- ( فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام ... ) البقرة : 2/259 –

  1. ( يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون )
    الروم : 30 / 55 –
    - ( ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين ) يونس : 10/ 45 –
    5 – لما كانت النفس خاصة بالإنسان من بين المخلوقات المحسوسة ، فإن العقل مسألة خاصة بالإنسان من بين هذه المخلوقات ، لأن قوة التعقل ترتبط ارتباطاً كاملاً بالجانب المجرد للنفس .. ولذلك فعدم تعقل الإنسان يجعله كالأنعام .. لننظر إلى قول الله تعالى :
    ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ً) الفرقان : 25 /44
    وترتبط بالنفس أيضاً قوة الشهوة ( المجردة عن الغريزة ) والهوى .. لننظر إلى قول الله تعالى :
    - ( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ) الزخرف : 43 /71 –
    - ( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ) النجم : 53 /

الصبر


الصبر عادة الأنبياء والمتقين، وحلية أولياء الله المخلصين، وهومن أهم ما نحتاج إليه نحن في هذا العصر الذي كثرت فيه المصائب وتعددت، وقلّ معها صبر الناس على ما أصابهم به الله تعالى من المصائب، والصبر ضياء، بالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم وبين ذوي الجبن والضعف والخور،والصبر ليس حالة جبن أويأس أوذل بل الصبر حبس النفس عن الوقوع في سخط الله تعالى وتحمل الأمور بحزم وتدبر, والصابرون يوفون أجورهم بغير حساب: أُوْلَـئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَـٰماً [الفرقان:75]، وقال تعالى عن أهل الجنة: سَلَـٰمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ [الرعد:24]، هذا هو الصبر، المحك الرئيسي، لصدق العبد في صبره، واحتسابه مصيبته عند الله.



وفي كتاب الله آية عظيمة كفى بها واعظة ومسلية، عند وقوع المصائب: وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157]، (إنا لله وإنا إليه راجعون) علاج ناجع لكل من أصيب بمصيبة دقيقة أو جليلة ومصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق، لابد أن يخلف في الدنيا يوما ما وراء ظهره، ويدخل قبره فردا كما خلق أول مرة بلا أهل ولا عشيرة ولا حول ولا قوة ولكن بالحسنات والسيئات، فمن صبر واحتسب إيماناًورضى بقضاء الله يجد الثواب الجزيل والخير العميم في ذلك اليوم .روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبة وأخلفه خيرا منها))، قالت: ولما توفي أبو سلمة؛ قلت: ومن خير من أبي سلمة صاحب رسول الله,فقلتها –قالت: فتزوجت رسول الله . وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي قال: ((ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه ))



وليعلم المصاب علم اليقين أنّ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ لّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا ءاتَـٰكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد:22، 23].



فوطن نفسك على أن كل مصيبة تأتي إنما هي بإذن الله عز وجل وقضائه وقدره فإن الأمر له، فإنه كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض . واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك أو يضروك فلن يحصل ذلك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، واستعن على الصبر: بالاستعانة بالله، والاتكال عليه، والرضا بقضائه. وعن أبي يحيى صهيب بن سنان قال: قال رسول الله : ((عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) رواه مسلم.

ويقوي على الصبرالعلم بتفاوت المصائب في الدنيا، ومن حصل له الأدنى من المصائب يتسلى بالأعلى والأعظم من المصائب التي أصيب بها غيره والعلم بأن النعم زائرة وأنها لا محالة زائلة، والصبر أنواع فمنه الصبر على طاعة الله فيصبر المسلم على الطاعة؛ لأنه يعلم أن الله خلقه لعبادته، وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]. فيصبر على العبادة صبرَ المحبِّ لها الراغب فيها الذي يرجو بصبره ثواب الله. شاكراً لله نعمتَه وفضله عليه. صابر على صومه وحجه. صابر على بره بأبويه، ولا سيما عند كبرهما وضعف قوتهما، فهو يصبر على برهما صبر الكرام، تذكراً أعمالهما الجميلة وأخلاقهما الفاضلة، وتذكراً لمعروفهما السابق، فهو يصبر على برهما، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا [الإسراء:22، 23]، فلا يضجر منهما، ولا يستطيل حياتهما، ولا يسأم منهماويرى فضلهما ومعروفهما سابقاً قبل ذلك ,صابر ومحتسب على ما قد يناله من أذية من الخلق، فهو يصبر صبر الكرام، وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ [الشورى:43]. فالصبرعلى الطاعات عنوان الاستقامة والثبات على الحق، إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَـئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلآخِرَةِ [فصلت:30،31].والنوع الثاني من الصبر صبرالمسلم عن معاصي الله، يصبر عن الأمور التي حرمها الله عليه، يكفُّ نفسه عنها، ويُلزمها الصبرَ والتحمُّل، يصبر عن مشتهيات النفس التي تدعو إلى المخالفة، يصبر فيغضّ بصره، يصبر فيحصِّن فرجه، يصبر فيمتنع عن الحرام وكل المغريات التي تدعوه إلى المخالفة، فهو يصبر عنها،صابر في مكاسبه فيلزم الحلال وإن قلَّ، ويبتعد عن الحرام وإن كثر، قُل لاَّ يَسْتَوِى ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ [المائدة:100]. المؤمن صابر في كونه يؤدي الأمانة، يؤدي الحقوق إلى أهلها، صابر في أمانته، صابر في حسن تعامله مع الناس بالخلق الحسن وبين الزوج وزوجته, الزوجان لا بد من مشاكل في الغالب بينهما، فصبرُ الرجل على امرأته وتحمُّله المتاعب عونٌ له على استمرار الحياة الزوجية، وضجره ومعاتبتُه مما يقلِّل تحمله ويفسد الثقةَ بينهما. وكذلك صبر المرأة على زوجها مما يسبِّب صفاءَ الحال وتعاونَ الجميع على الخير والتقوى.وصبرالرجل على أولاده، ومحاولة جمع كلمتهم، والصبر على ما قد يناله منهم فيه خيرٌ كثير، ولهذا نُهي المسلم أن يدعو على نفسه أو ولده، فلعلها أن توافق ساعةَ إجابة، بل يصبر على الأبناء والبنات، يرجو من الله الفرج والتيسير، ولا يحمله الضجر على الدعاء عليهم، فربما حلّت بهم عقوبة يندم عليها ولا ينفع الندم.فالصبر عون للعبد على كل خير، صبرٌ يعينه على الاستقامة على الطاعة، وصبر يعينه على الكفّ عن المعاصي، وصبر يعينه على تحمل الأقدار والرضا بها والطمأنينة، والنوع الثالث الصبر علىالبلاء النازل بالإنسان سواء بجسده أوتلف ماله أو موت عزيز عليه فلا بد ةمن صبر على أقدار الله المؤلمة التي قد تناله في جسده أو في ماله أو في ولده، فيصبر على قضاء الله وقدره، يؤمن حقَّ الإيمان بأن الله على كل شيء قدير، وأن الله علم الأشياء قبل كونها، وكتبها، وشاءها، وقدرها، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، يؤمن بقضاء الله وقدره، فالصابرون المحتسبون يتلقون



المصائب بالصبر والتحمل، يتلقونها أولاًَ بالصبر عليها، ثم ثانياً يتلقونها بالرضا،فلاتحمل نفوسهم تسخطاً على قضاء الله وقدره، ولايتلفظون بألفاظ الإعتراض الكفرية كمسبة الله أو القدر أو نسبة الظلم إلى الله تعالى والتسخط فهذا عمل الكافرين المعترضين على قدرالله وحكمته , والتسليم والرضى والصبر عمل أهل الإيمان، فيصبرون ويحتسبون، ولا يظهر منهم ضجر ولا تسخط على قضاء الله وقدره. فصبر المسلم على المصائب إنما هو من ثمرات الإيمان الصادق بأن الله حكيم عليم فيما يقضي ويقدر, وأن هذا التقدير تقدير الحكيم العليم،حكيم عليم فيما يقضي ويقدر، فلا اعتراض ولا ملامة، ولكن صبرٌ واحتساب ورضا عن الله، وأكمل المؤمنين من جمع بين الصبر على المصيبة والرضا عن الله تعالى يرجو ما عند الله من الثواب الذي وعد به الصابرين الصادقين، إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10].وما أحوجنا في هذه الظروف الصعبة إلى الصبر والإتكال على الله وعدم اليأس وأن نرجو دفع البلاء بالطاعة والصلاة والعبادة وحبس الألسن عن الإعتراض على الله تعالى فالله الأمر في الأولى والأخرة وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على سيدنا محمد الذي تنفرج به الكرب وتحل به العقد وتقضى به الحوائج وحسن الخواتيم.

اما الرزق نجد
1.أن الرزق يُطْلَقُ على كل ما يحصل به سد الحاجة في الحياة، كما يطلق على العطاء دنيويا كان أو أخرويا.
2.أن الرزق يأتي في القرآن الكريم على معان عدة منها: الطعام، الشكر، العطاء، الرزق، الغذاء، النفقة، الفاكهة، والثواب، والجنة، والحرث والأنعام.
3.أن الرزق قسمان قسم مادي يتمثل في فيما يمنحه الله للمرء من عطاء كثيرا كان أو قليلا، في حين يشمل غير المادي الهداية والتوفيق، والفهم والعلم وما شابه ذلك.
4.أن الله تعالى: هو مسبب الأسباب، وأنه الهادي إلى الأسباب، وأنه خير الرازقين، ومن هنا فلا يصح أن ينسب الفضل في الرزق لأحد سواه أيا كان.
5.أن الله تعالى تكفل لعباده بالرزق قبل خلقهم، وأن رزقه عام للمؤمن والكافر، وأن المقدر من الرزق هو الذي يحصل عليه الإنسان ، وذلك فضل عدل الله بين عباده سبحانه وتعالى.
6.أهمية العمل في تحصيل الرزق وأن القعود عن العمل سبب رئيس في الفقر والعوز والحاجة إلى الآخرين.
7.أن الله تعالى فضل بعض الناس على بعض في الرزق وأن هذا التفضيل لا يدل على كرامة أحد أو إهانته.
8.أن الله تعالى رزق الإنسان رزقا حلالا وأنه مأمور شرعا بالبحث عن الرزق الحلال ومطالب بالبعد عن الحرام وأن الرزق حلاله وحرامه من الله تعالى .
9.أظهرت الدراسة أن أسباب زيادة الرزق كثيرة وهي على نوعين:
النوع الأول: معنوية كالإيمان بالله تعالى والتوكل على الله ، والعبادة بأنواعها المختلفة ، وتقوى الله ، والتوبة والاستغفار ، والذكر والدعاء ، والاستقامة على شرع الله ، والصدق والأمانة، .
والنوع الثاني :مادية ومنها التبكير في طلب الرزق. والجهاد في سبيل الله، الصدقة والإنفاق. والزواج. والهجرة والأسفار. وكثرة الأولاد.و صلة الأرحام.
والنوع الثالث : أسباب دنيوية ومنها : التجارة، والزراعة ، والصناعة ، والرعي
10.أن للرزق موانع تحول دون سعته وإدراره ومن أهمها:
قطع الأرحام، وعقوق الوالدين. وكفران النعم .والغش والخداع ،وترك الاستقامة والتعامل بالربا، والبخل والشح.
من يتق الله في الافكار ويباعد بين النفس و الاضرار
يحمي الدار من اطماع الجار ومكر الاشرار
ان العقل السليم في الجسم السليم
لو توحدت الاعمدة الثلاث بتوحد ابناء امتنا في برامج وانشطة تربوية رياضية دينية تتقبلها النفس البشرية ستعافى باذن الله تعالى وتصبح قادرة على ركب درب الهدى ورفع راية الاسلام:تق :
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2009-08-01, 10:46 AM
فؤاد فؤاد غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-27
المشاركات: 3
فؤاد
افتراضي

لو حاكمتم الشيعة وغيرهم ممن تقاعسو عن الحفاظ عن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لانتحرت الامة الاسلامية ،اخي الفاضل الامتداد الشيعي بالبلاد العربية اصبح داء ودواءه بتنوير العقول وليس بضرب الاعناق
الطبيب المجتهد من يعالج الجرح باليد بدلا من بترها.
مابقي سوى القليل ممن يناصرون السنة فركزوا على جمع الشمل بدلا من القتل الطاعون بدارنا فهل نقاتل بعضنا البعض ؟؟؟
الحرب داخلية يعني انها تحتاج الى الجهاد الاكبر الا وهو جهاد النفس دون استعمال السيف
كيف نكترث للاخر وننسى انفسنا؟كيف نهزم العدو ونحن متفرقون مهتمين بامور الدنيا عباد الهوى ضعفاء قلة؟
الوطن العربي كالرجل النائم مربوط بخيوط العنكبوت مخضر بسم العقرب لا يقوى على الحركة به صراعات داخلية انتم العلاج الذي يحاول ايقاظ الرجل
انصحكم يزيادة جرعة من الدواء بدلا من بتر الاعضاء منه و
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 شراء اثاث مستعمل بالرياض   ارخص مساج بالرياض   مقاول ساندوتش بانل   شركة تنظيف خزانات بمكة   شركة نقل عفش بمكة   شراء اثاث مستعمل بالرياض   اشتراك كورسيرا   اشتراك لينكد ان   اشتراك اوتوديسك   شركة كشف تسربات المياه بالرياض   خدمة مكافحة النمل الأبيض   استئجار سيارة مع سائق في اسطنبول   تذاكر ارض الاساطير   رحلات سياحية في اسطنبول   رحلة سبانجا ومعشوقية   رحلة بورصة 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   تشليح   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   ربح المال من الانترنت   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   yalla shoot 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 

 الحلوى العمانية   Yalla shoot   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل 

 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 

 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 

 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض

 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 

 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »05:26 PM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى