إلى دعاة تحرير المرأة
:
جاء في دائرة معارف القرن التاسع عشر الميلادي ما نصه: «كانت النساء عند الرومانيين محبات للعمل مثل محبة الرجال، وكن يشتغلن في بيوتهن، أما الأزواج والآباء فكانوا يقتحمون غمرات الحروب في ذلك الحين، ففي حين احتجاب النساء برع الرومانيون في كل شيء واستبدوا بصلوجان الملك والعظمة دون سواهم من الأمم، ولكن دعاهم بعد ذلك دواعي اللهو والترف إلى إخراج النساء من خدورهن؛ ليحضرن معهم مجالس الأنس والطرب، فخرجن كخروج الفؤاد من بين الضلوع، وصرن يحضرن المسارح ويغنين في المنتديات وساد سلطانهم، حتى كان لهن الصوت الأول في تعيين رجال السياسة وخلعهم، فلم تلبث دولة الرومان على هذه الحالة حتى جاءها الخراب من حيث تدري ولا تدري حتى إن القارئ للتاريخ ليدهش حينما يرى ذلك الصرح الروماني الباذخ وقد هدمته المرأة حجرًا بعد حجر بيديها الرقيقتين, لا لسوء نية فيها، ولا لأنها مفطورة على الشر، بل لافتتان الرجال بها وتناظرهم عليها. هذه حقيقة سياسية لا مجال للجدال فيها»
ويقول سامويل سمايلس: «إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ عنه من الثروة للبلاد فإن نتيجته تكون هادمة لبناء الحياة المنزلية؛ لأنه هاجم هيكل المنزل وقوض أركان الأسرة وفرق الروابط الاجتماعية، فإنه يسلب الزوجة من زوجها والأولاد من أقاربهم، صار بنوع خاص لا نتيجة له إلا تسفيل أخلاق المرأة.
إن وظيفة المرأة الحقيقية هي القيام بالواجبات المنزلية مثل ترتيب مسكنها وتربية أولادها والاقتصاد في وسائل معيشتها مع القيام بالواجبات البيتية الأخرى، ولكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل غير المنازل، وأصبح الأولاد يشبون على عدم التربية ويتلقون في زوايا الإهمال وانطفأت المحبة الزوجية، وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة والقريبة المحبة للرجل، وصارت زميتله في العمل والمشاق وباتت معرضة للتأثيرات التي تمحو غالبًا التواضع الفكري والأخلاقي الذي عليه مدار حفظ الفضيلة».
وتقول الدكتورة إيدالين: «إن التجارب أثبتت أن عودة المرأة إلى الحريم هو الطريق الوحيد لإنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يعيش فيه».
|