جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الإسلام دين الوسطية/د.عائض القرني
الإسلام دين الوسطية الدكتور عائض القرني مدح الله الأمة الإسلامية بالوسطية فقال: « وكذلك جعلناكم أمة وسطا »، فهي وسط بين الغالي والجافي والمفرط والمفرّط، فالنصارى ألّهوا أنبياءهم وادّعوا أن عيسى ابن الله وأن الله ثالث ثلاثة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، واليهود قتلوا أنبياءهم، وتوسط المسلمون؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله، نوقّره ونقدّره ونحبه ونتبعه، لكننا لا نجفو في حقه ولا نؤلهه ولا نغلو في وصفه، ومن الأمم من وقع في الملاذّ حتى تعدى إلى الحرام وأكل السحت والربا وأفرط في حق الجسم على حساب الروح، وقابلهم قومٌ عذّبوا أنفسهم وشقوا عليها بالرهبانية المحرّفة والتجويع والسهر وسكون الأديرة والكهوف والقعود عن أسباب العيش والكسب الحلال، وحرّموا على أنفسهم الطيبات، وتوسط أهل الإسلام فأعطوا الجسم حقه والروح حقها، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: « لكني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم وأتزوج النساء فمن رغب عن سنّتي فليس مني ». وفي باب الفكر، توسط أهل الإسلام بين الفلاسفة والماديين، فالفلاسفة ذهب بهم الخيال وجنح بهم الفكر إلى غيبيات لا سبيل للعلم بها إلا بالوحي، فضلّت أقيستهم وطاشت سهام أفكارهم، وقابلهم الماديون ففكروا في شهوات الجسم والملاذ المؤقتة وحجبوا عقولهم عن العلم النافع والمعرفة الصحيحة، وتوسط أهل الإسلام، فأعملوا أفكارهم في خلق السماوات والأرض وفي نصوص الكتاب والسنّة، فزاد إيمانهم بربهم واتباعهم لرسولهم، صلى الله عليه وسلم، وهكذا على مسيرة تاريخ البشرية، ما من طائفة تغلو في مسألة إلا قابلتها طائفة جافية في هذه المسألة، وتجد أهل الإسلام وسطا في هذه المسألة، ثم إن أهل السنة وسط بين الطوائف كوسطية أهل الإسلام بين الأمم، فهم وسط في باب الأسماء والصفات، بين مَن عطّل الأسماء والصفات ونفى معانيها وبين من شبّه الله سبحانه وتعالى بخلقه، فأهل السنة أثبتوا لله الأسماء الحسنى والصفات العلى التي أثبتها لنفسه، من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل « ليس كمثله شيء وهو السميع البصير »، وهم وسط في باب الوعد والوعيد، بين من كفّر المسلمين بالكبائر وبين من قال إنه لا يضر مع الإيمان ذنب، فأثبتوا نقص إيمان صاحب الكبيرة وفسقه بكبيرته وعدم خروجه من الإسلام بالذنب، وهو تحت مشيئة الله إن شاء رحمه وإن شاء عذّبه، وهم وسط في باب القضاء والقدر بين من نفى القدر أصلا وبين من قال بأن العبد مجبور وليس له مشيئة ولا اختيار، فتوسط أهل السنة وقالوا كل شيء بقضاء وقدر وللعبد مشيئة تحت مشيئة الله وله اختيار بعد اختيار الله، وهم وسط في أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، بين من جفاهم وهضمهم حقهم وأبغضهم وقاتلهم وبين من غلا في حبهم وادّعى في بعضهم العصمة، فتوسط أهل السنة، فعرفوا حقهم وأحبوهم لمكانتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولوهم وذبوا عنهم، ولكنهم لم يغلوا فيهم بل أنزلوهم المنزلة الشرعية اللائقة بهم، وهم وسط في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، بين من ناصبهم العداء وشتمهم وسبّهم وبين من غلا فيهم ورفعهم إلى منزلة النبوّة أو بعضهم وادّعى عصمة أناسٍ منهم، فتوسط أهل السنة بمعرفة حق الصحابة والتّرضي عنهم وعدم الخوض فيما شجر بينهم والدعاء لهم والتنويه بذكرهم ومعرفة مقاماتهم الجليلة في الإسلام، وتوسطوا في باب العلم، بين من أعرض عن العلم وأهمل المعرفة ورضي بحظوظه الدنيوية وبين من جعل العلم إلها يُعبد من دون الله فجعل الوسائل مقاصد وصار علمه علم الظاهر من الحياة الدنيا، فتوسط أهل العلم والإيمان في ذلك، فطلبوا العلم النافع من علوم الدنيا والآخرة وجعلوه وسيلة لرضوان الله والفوز بجنته وعمار الدنيا وإصلاح النفس والمجتمع، وهذه هي الربانيّة في الإسلام، وتوسطوا في معاملة الحاكم، بين من خرج عليه بالسيف ونابذه وقاتله فجرّ ويلات من الفتن والدماء وبين من رضي منكره وسكت عن ظلمه، فأهل السنة يناصحون الحاكم المسلم النصيحة الشرعية ولا يخرجون عليه ما لم يرتكب مكفّرا ولا يرضون بظلمه ولا يقرونه على المنكر، بل يسلكون السبيل الشرعي الذي سلكه أئمة الإسلام مع حكام عصرهم، وكان الكثير منهم مسلمين ظلمة، وهذا منهج أبي حنيفة ومالك والثوري والأوزاعي والليث والشافعي وأحمد، فالواجب على المسلم دراسة هذا المنهج الوسطي، وأفيد كتب في هذا الباب هي كتب المحدثين كأصحاب الكتب الستة، وأحسن من نظّر هذه المسائل في كتبه هو شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله. عن الشرق الأوسط |
#2
|
||||
|
||||
رد: الإسلام دين الوسطية/د.عائض القرني
[align=justify]
الإسلام دين الوسطية في كل شيء فهو وسط بين الإفراط والتفريط وبين الغلو والتهاون، فالوسطية في الإسلام إذا منهج في الحياة، والأخلاق، والعلاقات الفردية والجماعية، وكذا في العبادات الوسطية في الإنفاق: ويد عليه، قول الله تعالى: ﴿ وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ﴾ [الإسراء:29]. وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ﴾ [الفرقان:67]. الوسطية في الحب والبغض: عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: " أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما, وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبيك يوما ما"( الوسطية في احترام الآخرين وحسن إقامة العلاقة معهم وتوقيرهم: فالإسلام ينهى عن القطيعة والهجر، كما جاء في حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام "(8)، كما يحرم الإسلام الغلو في التعظيم، فقد روي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله الوسطية في التعامل مع العدو: نهى الإسلام عن الظلم، والبغي حتى مع العدو، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [الشورى:42]، وقال سبحانه: ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة:8]، وأعطى الحق للمظلوم حتي ينتصر فقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ﴾ [الشورى:39]، وقال: ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ﴾ [الشورى:41]، وجعل من صفات المنافق مجاوزة الحد في الخصومة، ففي الحديث: "وإذا خاصم فجر" Nabil موضوع جميييل جزآك ربي الفردووس الاعلى [/align] |
#3
|
||||
|
||||
رد: الإسلام دين الوسطية/د.عائض القرني
اقتباس:
مشاركة رائعة جدا بارك الله بكم وجزاكم كل الخير |
#4
|
||||
|
||||
رد: الإسلام دين الوسطية/د.عائض القرني
تعليق على الموضوع منقول عن أحد المنتديات الإسلام دين الوسطية في كل شيء فهو وسط بين الإفراط والتفريط وبين الغلو والتهاون، فالوسطية في الإسلام إذا منهج في الحياة، والأخلاق، والعلاقات الفردية والجماعية، وكذا في العبادات الوسطية في الإنفاق: ويد عليه، قول الله تعالى: ﴿ وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ﴾ [الإسراء:29]. وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ﴾ [الفرقان:67]. الوسطية في الحب والبغض: عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: " أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما, وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبيك يوما ما"( الوسطية في احترام الآخرين وحسن إقامة العلاقة معهم وتوقيرهم: فالإسلام ينهى عن القطيعة والهجر، كما جاء في حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام "(8)، كما يحرم الإسلام الغلو في التعظيم، فقد روي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله الوسطية في التعامل مع العدو: نهى الإسلام عن الظلم، والبغي حتى مع العدو، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [الشورى:42]، وقال سبحانه: ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة:8]، وأعطى الحق للمظلوم حتي ينتصر فقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ﴾ [الشورى:39]، وقال: ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ﴾ [الشورى:41]، وجعل من صفات المنافق مجاوزة الحد في الخصومة، ففي الحديث: "وإذا خاصم فجر" |
أدوات الموضوع | |
|
|