#1
|
|||
|
|||
المتعبة
أهدي كل مشاعر الود والإخاء لأروع ريحانة, فلا ضير إن و صفتها بالأمل الغريق في ثنايا القلب الجريح, لكنها الحب النازف الذي لا يعرف للسكون مضرب, هي الأخوة الصادقة حين لقيتها, وهي التفاؤل اللامع حين عرفتها, وهي الحكمة المترنمة في العقل لاهية, وهي جودة الخلق الرفيع, وهي العاطفية التي لا تحب سوى الحق حيث كان ومع من كان رافضة للبؤس الذي يسيطر على كثير من مثلها, هي حكاية حب لا متناهية, وهي القلب الدافء الذي يحتضن كل جمال, هي لم تغني للحب لكنها راقصته بكلمات الحب في الله فكان نعم نغم عزف على وجه الأرض, قد لا يعجبك في الناس الكثير من الصفات لكن إن بحثت عن صفة السوء فيها ما وجدتها.
إنها الحكيمة الفيلسوفة الآملة الحالمة المؤمنة بسر الحياة, العارفة لحكمة الوجود, جعلتها هذه المعرفة تهرب من أماكن السوء والفساد تهرب ليس لأن العلم الذي وجهت إليه لم يعجبها, لكن هربت من فساد في الأخلاق عند الزميلات والرفيقات لأن الجميع يرضى ويقنع بفكرة التحرر لا الحرية لأن الأولى تعني الحيوانية والثانية تعني كل شيء مقدس, عرفت أن في الأمر خدعة وأنه تلاعب بالعفة فهربت دون أن تعرف الوجهة, لكن الله إذا أراد بامرئ خيرا هيئه له . لقد لجأت إلى مكان فكان خير ملجأ, حكت قصتها للذين آووها فاحتضنوها, لأنها أخت في الدين والأرض, أخت هاربة من حزب الشيطان وعباد الهوى, إلى حزب هواه الرحمن وأتباعه عباد عرفوا الحق فاتبعوه, فشربت حبا صادقا بعيدا عن النفاق وعوضت بخير مما تركت فراحت ترسل دمعات التوبة لمن جعل باب التوبة مفتوحا إلى يوم الدين, ثم فتحت بابا للطموح فلا يغلق ولأحلام ليست لنفسها وإنما مشروع أمة تائبة عائدة لربها لقد عرفت سلك الدعاة فشغفها حبا, إنها تذرف دموع الداعي العاجز الذي عرف الطريق الحق لكن لم يجد من يمد له يد العون, بالرغم من أنها تعلم بأن الله مع الجماعة فهي تعتب على أولئك الذين يعلّمون ويحمّسون ويشعلون نيرانا لا تنطفئ ثم لا يرعون مثل هذه الأصناف التي تتقد حماسا وهي مليئة بالحب الكافي لصناعة أمة. لربما السائل عنها يجدها بنت أميرية وهناك رسمت لنفسها لوحة لم يرسمها أحدا من الرسامين المشهورين, وكتبت قصة لم يكتبها الأدباء المحنكين ورسمت طريقا لم يرسمه سوى خير المرسلين , عرفت طريقا اسمه الإيمان فتعلق قلبها به, وقرأت قصة عنوانها محمد – صلى الله عليه وسلم – فقالت هذا قدوتي دون الناس أجمعين تعلق فؤادها بأناس ترى فيهم المثل الأعلى في هذا الزمان فلم تعبأ بما يقال وإنما شدت إليهم الرحال, فتاة في الثانية والعشرين ربيعا وقادة الطموح , كثيرة الأمل لو أنه وجدت اليد التي تمد لانتشالها من فوضى تفكيرها الناتج عن كثير مشاريعها لكان خيرا لأمة الإسلام , لكن هيهات هيهات ,لأنات قد ألجمت. وإنما هذه الفتاة نموذجا, للكثيرات والكثيرين الذين لا يسمع صراخهم, ولا يلتفت إليهم, فيموتون نتيجة طاقاتهم المعطلة, نتيجة البركان الثائر الذي لم يجد فسحة لثورانه فثار دون أن يحسب لغيره حساب, فكان ذلك طامة على الأمة بدلا من الخير الوفير, لكن حتى لا نجني ما قدمت أيدينا من إهمال لمثل هذا الطموح المتوقد لابد من إيجاد الثلة التي تفجر هذه الطاقات فبدلا من النياح على ضياع الشباب احتضنوهم ولا تندبوهم وانتشلوهم قبل أن تسبقوا إليهم فيكونون ضدكم لا معكم , وخصوما لكم لا حماة, و أعداء لكم لا إخوانا. بقلم :أورالنادر فوزية يوم22:رمضان 1432 |
أدوات الموضوع | |
|
|