جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
كان يعد فلسطين وطنه
تطالب بمعرفة سبب اغتياله في غزة
والدة فيتوريو أريغوني: كان يعدّ فلسطين وطنه روما - أيمن أبوعبيد: عام انقضى على حادثة اغتيال الإيطالي فيتوريو أريغوني، ذاك الشاب الذي لم يتجاوز السادسة والثلاثين، ولكن حمل في قلبة رسالة إنسانية ثقيلة، مفادها إنهاء حصار غزة ولفت انتباه العالم إلى مأساة الوضع في القطاع . عرف عنه أنه كان على متن أول قارب دولي يكسر حصار غزة منذ عام ،1967 وهو الأجنبي الوحيد الذي سجد على أرض غزة وقبّل ترابها حين وطئت قدماه تلك الأرض الصامدة، وعلى مر ثلاث سنوات جعل من نفسه درعاً بشرية في مواجهة همجية الآلة العسكرية للمحتل، فكان يرافق الصيادين في قواربهم والمزارعين في حقولهم، كما لعب دور المراسل الصحفي من خلال إنشائه موقعاً على الإنترنت ينقل فيه مشاهداته اليومية على جرائم الصهيونية كما كان يحلو له تسميتها، إضافة إلى قيامه بتأليف كتاب وضع له عنوانا هو “ابق إنساناً” وسعى من خلال ترجمته إلى عشرات اللغات إلى مخاطبة ضمير العالم الحر وإخبارهم بتلك البقعة من العالم غزة التي افتقدت* أبسط مقومات الحياة الكريمة، ولكنها لم تفتقد أشخاصاً حملوا لها حباً وأفنوا عمرهم على ترابها من مثل فيتوريو أريغوني . في الذكرى الأولى على رحيله التقينا ايجيديا والدة أريغوني التي تتحدث بمشاعر الأم التي فقد نجلها في هذا الحوار . كيف كانت نشأة فيتوريو؟ وما الذي ترعرع عليه ودفعه إلى تبني خط الدفاع عن المظلومين ؟ - فيتوريو كان طفلاً كجميع أقرانه بوجه عام، لكن تشعر أن لديه رغبة في تحسس معنى الحرية، ربما تعلم من والديه قيماً سامية مثل الحرية والعدالة الاجتماعية في بداية نشأته، حيث أسست مع والده جمعية لمساعدة المحتاجين، وكان مكتب الجمعية هو منزلنا، يقصده المحتاجون ونستقبل فيه شكاوى الناس ونستمع إلى مشاكلهم، غير أن فيتوريو شق طريقه من تلقاء نفسه بعد ذلك . أعتقد أنه قام برحلة طويلة داخل نفسه، بدأها بالقراءة الكثيرة وصقلها بتجربة السفر نحو مناطق مهمشة من هذا العالم، بدأها بزيارة إلى جمهورية بيرو خلال معسكر صيفي للتضامنيين، ثم توجه إلى بلدان شرق أوروبا، يدفعه مبدأ الشعور بالمساواة بين البشر إلى العمل على تجسيد ذاك الاحساس على أرض الواقع . وفي تلك المعسكرات تعرف إلى* ثقافات شعوب أخرى، وأصدقاء متطوعين من بقاع مختلفة من العالم، وفي كل مرة كان ينضم إلى معسكر متطوعين كان يتعلم شيئاً جديداً يضاف إلى رصيده السابق، وأدرك من خلال هذا الخبرات المعنى الحقيقي للفقر والظلم . إلى أن وصل إلى فلسطين في ،2002 مع منظمة إيطالية ناشطة في منطقة القدس الشرقية، لكنه ما لبث أن تحرك نحو مناطق في الضفة الغربية، وهناك بدأ يتحسس ذروة الظلم من خلال مظاهر مختلفة مثل نقاط التفتيش والبيوت المحتلة، وفي تلك التجربة شعر بضرورة العودة من جديد إلى الضفة . *وما قصته مع غزة ؟ - عام ،2005 أراد العودة من جديد لزيارة الضفة من خلال مؤتمر للسلام في بيت لحم، لكنه وجد اسمه على القائمة السوداء في مطار اللد، فاعتقلته القوات “الإسرائيلية” وقامت بترحيله إلى إيطاليا . وفي ربيع العام نفسه حاول الدخول إلى الضفة من خلال الأردن، ظناً منه أن الولوج أسهل عبر هذا المعبر، لكنه تعرض للإيقاف من جديد وأبعد إلى إيطاليا . عندما عاد إلى إيطاليا زاول قليلاً العمل مع والده في توزيع أجهزة كهربائية، إلى أن عرف بأمر انتخابات ستجرى في الكونغو، فتقدم بطلب إلى المشاركة في مراقبة الانتخابات عبر احدى المنظمات العاملة مع الأمم المتحدة . وكان سعيداً بتلك التجربة وفخوراً بأنه أسهم في تنظيم عملية الاقتراع وهو يرى الشعب هناك يدلي بصوته ويمارس حقه الديمقراطي . بعدها سافر إلى لبنان في ،2007 حيث زار مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين، وهناك شعر ببعض الرضا وكأنه زار فلسطين، غير أن هذا الرضا لم يغنه عن الرغبة في زيارتها من جديد، فكرر المحاولة ونجح في ذلك عام 2008 على متن أحد قوارب حركة غزة الحرة . *لماذا هذا الإصرار على دخول فلسطين ؟ - فهم أن فلسطين هي المثال الأبرز للظلم وانعدام المساواة والحرية، لهذا قرر أن يظل هناك، وصرح في أحد مقاطع الفيديو أن ذلك هو وطنه، ولاحظنا جميعاً كيف اندمج بين الغزيين وأسس علاقات وطيدة معهم وكان دائم الحضور في أفراحهم وأحزانهم ومتضامناً معهم في أعمالهم . *كيف تصفين علاقتكما؟ وهل خفت عليه فيما يقوم به؟ - كانت بيننا علاقة قوية، كنا قريبين في المشاعر، وفي داخلي كنت سعيدة بما يقوم به، لا شك أنه كان بمقدوره أن يظل هنا ويفيد مجتمعه بقناعته ومبادئه، فنحن هنا لسنا في عالم متكامل، ولكن كانت هذه رغبته، وكان ذاك الطريق الذي أراد أن يشقه، وكنت دوماً أدعمه في خياراته وأوصيه بأن ينتبه لنفسه، غير أن الخطر لابد أن يحدق به عندما يقرر أن يرافق البحارة الغزيين في صيدهم أو المزارعين في قطف ثمار حقولهم . وكان سعيداً بما يقوم به وفخوراً بوجوده هناك . وكنت أتفهم مشاعره حتى بعد أن يعود إلى إيطاليا، إذا كنا نتركه بمفرده بضعة أيام، كان يحتاج فيها إلى الاختلاء بنفسه، محاولاً استيعاب الفرق بين عالم عاد للتو منه، بفقره وعوزه، وعالم فيه كل ما يحتاجه الإنسان ويتمتع بحرية التنقل والتعبير . *ماذا كان ينوي قبل وقوع الحادثة؟ - تحدثت إليه في يوم الأحد العاشر من إبريل /* نيسان، أي قبل خمسة أيام من اغتياله، كان طبيعياً لم يلمح إلى أي شيء غير اعتيادي، وأخبرني أنه يرتب أموره للعودة إلى إيطاليا في الأسبوع اللاحق من المكالمة للمشاركة في تجهيز أسطول الحرية، كما كان ينوي الذهاب إلى المملكة المتحدة تلبية لدعوة تقديم كتابه “ابق إنساناً”، حيث كان يحرص على تلبية هذه الدعوات وكان يردد دوماً أدعو كل من لا يعرف عن فلسطين، ليتعرف إليها . *كيف تقرئين ما حدث لنجلك ؟ - غير مفهوم، نحاول أن نتوصل إلى الحقيقة، ولماذا تم اغتياله، هذا ما نريد أن نفهمه ونصل إليه، لماذا فيتوريو؟ ربما لا نصل أبداً إلى الحقيقة، هناك بطء في المحاكمة، لا نعرف إذا كانت هذه طبيعة المحاكمات في غزة، أم أن هناك بطئاً مقصوداً في تقصي الحقيقة، أنا أحترم السلطة والقوانين، لكننا لا نفهم حقيقة ما يجري هناك من جلسات المحاكمة، والمسألة طالت أكثر مما توقعنا، وأصدقاء فيتوريو في غزة مستاؤون من هذا البطء في سير العدالة، نحن لا نطالب بإعدام أحد، وأعلنا موقفنا الرافض لأي حكم بالإعدام، نريد فقط أن نعرف لماذا وقع الاغتيال ؟ ولماذا ولدي تحديداً؟ *بعد عام على الحادثة، هل تعتقدين أن رسالة فيتوريو وصلت؟ - لا شك أن ما حدث ترك أثراً عميقاً في نفوس الكثير من البشر، فاغتيال ناشط سلام أمر ترفضه الإنسانية، لهذا وجدنا أن ما حدث كان منعطفا في مسيرة القضية الفلسطينية وخاصة على المستوى الشعبي هنا في إيطاليا، إذ أقيمت خلال هذا العام العديد من الفعاليات التي تذكر بفيتوريو، ودشن عدد من الجمعيات الداعمة للقضية الفلسطينية والوضع في غزة، ورأينا الكثيرين ممن لا يعرفون عن قضية فلسطين أصبحوا نشطاء مدافعين عنها، لهذا نحن مقتنعون بأن فيتوريو ترك أثراً عميقاً داخل الناس . وتصلني الكثير من رسائل الدعم، تتضمن المحتوى الذي تبناه فيتوريو وجعله عنوان كتابه وهو “ابقَ إنساناً”، وأتمنى فعلاً أن لا تكون كلمات جوفاء وحسب، وأن يلتزم الناس بالبقاء آدميين . رابط الخبر : صحيفة الخليج الإماراتية http://www.alkhaleej.ae/portal/a7d2c...997cc991a.aspx |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: كان يعد فلسطين وطنه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
الوجيز فى الميراث | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-14 03:50 PM |