جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
هل السنة هم أغبى طائفة في سوريا الجزء الأول منطق الأكثرية المدمر"
هل السنة هم أغبى طائفة في سوريا؟!! . الجزء الأول " منطق الأكثرية المدمر"
لا شك أن عنوان المقالة استفزازي جدا , لكن لا بأس بشيء من الجلد المؤلم للذات , من اجل تصحيح المسار و خاصة و أننا اليوم على مفترق للطرق . منطق الأكثرية المدمر عبر التاريخ لطالما أضر بنا التفكير بمنطق الأكثرية . كانت البداية في غزوة حنين حين غرت الكثرة صحابة رسول الله رضوان الله عليهم – و هم خير الأمة من بعده صلى الله عليه و سلم– فكان مصيرهم الهزيمة , ثم النصر بعد استدراك الموقف . يقول سبحانه وتعالى ((لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ )) . التفكير بمنطق الأكثرية يعمي العقل و البصيرة عن الانتباه لأمور أخرى كثيرة – عوامل قوة – لا تقل أهمية – بل و تزيد – عن عامل الأكثرية , و يجعلك لا ترى الأمور إلا من جانب واحد هو " الكم " . منطق الأكثرية يجعلك منفوشا و ساذجا , يجعلك مندفعا بلا عقل و بدون تحقيق لشروط القوة مكتملة . لن ادخل كثيرا في التحليل النفسي لهذه الظاهرة – و هذا ليس اختصاصي على كل حال - . لكن لاحظ بالمقابل كيف أن التفكير بمنطق الأقلية – و منطق " الشعور بالتهديد الدائم و المصيري " – ليس فقط يراعي عوامل القوة الاخرى بل و يحرض العقل على البحث عن عوامل قوة أخرى متنوعة و مبتكرة تعوض ذلك العامل الغير متوفر , و ترفع من مستوى القوة لدى تلك الأقلية في لعبة الأمم , و ما اليهود إلا دليل واضح على ذلك الأمر . الجندي في الجيش مثلا , يجب أن يفكر كما لو أن مصير المعركة متوقف عليه , و على ارض الواقع و في المعركة يعمل بشكل جماعي , نجاح الجندي في المزج بين الأمرين , يجعل مردود كل جندي بحجم جيش . بالنسبة لنا نحن أهل السنة في سوريا : نلاحظ انه و منذ رحيل الفرنسيين , تحكمنا فعليا الأقليات الدينية و الحزبية – التي لا تمت إلى ديننا بصلة – و تسيطر على جوانب حياتنا . ليس علينا أن نظن بأن سبب ذلك هو دعم فرنسا و الغرب لهم فحسب , بل بسببنا نحن أيضا . نحن الذين لطالما فكرنا بمنطق الأكثرية المدمر , الذي بنينا عليه تصورات خاطئة و كارثية . نقول : - نحن أكثرية , إذا لا خوف علينا و لا حزن , و لن يستطيع احد تجاوزنا , و ستكون لنا الحصة الأكبر دائما , و الصدارة كذلك .- لا شك بأن الجميع الآن يلاحظ خطأ هذا التصور , من خلال سحق الأقليات لنا و لا مغيث و مخلص ينجينا من بين أيديهم إلا الله عز و جل – أليس وضعا محرجا لمتحدثي "منطق الأكثرية" - , لا شك أن الجميع أصبح يدرك معنى الغثاء , و ضلال مفهوم " الأكثرية التي لا تهزم ". (( فعن ثوبان ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) : (( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها )) . فقال قائل : ومن قِلّةٍ نحن يومئذٍ ؟ قال : (( بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل، ولينزعنَّ اللّه من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفنَّ اللّه في قلوبكم الوهن )) . فقال قائل : يا رسول اللّه ، وما الوهن ؟ قال : (( حبُّ الدنيا وكراهية الموت )) . )) فهذا درس للصحابة الذين ظنوا ان عامل الاكثرية هو العامل الاهم ( بقولهم : و من قلة نحن يومئذ ؟ ) . - نحن أكثرية , علينا ألا نحسب للأقليات حساب , ألا نخاف منها , بل أن نعطف عليها , نقربها ندنيها , نطمئنها دائما على سلامتها – من باب عطف الكبير على الصغير طبعا – ( تخيل أننا حتى في أسوأ الحالات التي نكون فيها مداسين بالأرجل من هذه الأقليات , نتكلم بهذا المنطق , لا بد أننا بدونا أغبياء و سذج للغاية ) . - نحن الأكثرية , و زيادة في طمأنة الأقليات و إشعارها بأننا لسنا طائفيين أو عنصريين و ظالمين , سنعطيها زيادة عن حاجتها و حصتها , بل سنعطيها كما نأخذ بل أكثر . - نحن الأكثرية , سنعلم أولادنا , و سندرس بالتاريخ أن الأقليات كان لها دور كبير في استقلال الوطن , و مقاومة الاستعمار – "الاستخراب " - ( حتى لو جعلنا المقاومة مقتصرة عليهم و هم قادتها و بدا دورنا نحن ككومبارس أو أتباع مطيعين و ثانويين – يعني تمهيدا للاتي – أو ربما كعملاء أو خانعين ) , بل حتى لو شارك احدهم بإحدى المعارك بالخطأ – كما كان صالح العلي الذي كان مختلف حينها على النفوذ مع الاسماعيليين , و الذي يتحدث أجدادنا بأنه كان قاطعا للطرق – سنصور كما لو انه هو سبب النصر – و العياذ بالله - . - نحن الأكثرية , سنقول لأولادنا كم كان للأقليات دور كبير في رقي الوطن و ....الخ .( بل سنضع كل المؤامرات و الخيانات في رقبتنا إذا تتطلب الأمر ) . - نحن الأكثرية سنعلم أولادنا حب الوطن فحسب , و حب جميع أبناء الوطن دون استثناء , سنعلمهم كل ما من شأنه أن يذوبهم و يميعهم , بل و يحولهم " كأكثرية " إلى هباء منثور ( ولا ادري عندها على أي أساس ستفكر " الأكثرية " بمنطق الأكثرية , بل ستصبح الأقليات هي الأكثرية على ارض الواقع , و لعلنا نعود إلى مقالة " حتى لا يخدع أبناؤنا كما خدعنا " ) . و في المقابل ستقوم الأقليات بالعمل لنفسها فحسب , سوف تستغل كل الظروف , ستعمل بنشاط , و ستجني الثمار بمفردها . (( فالوطن حدود وهمية تجمع بشرا متجاورين , لكن الوطن لا يوحد الاعتقادات و الغايات , فكل يسعى لتحقيق أهدافه هو و غاياته هو . فهذه هي الحياة إنها صراع مستمر , و لو شاء الله لجعل البشر امة واحدة بدون خلافات , فمن عساه يدعي انه يسعى لتوحيدهم تحت رداء المواطنة إلا أعداءه العلمانيين , و من عساه يدعي انه سيحاول جمعهم تحت رداء الإنسانية إلا أعداءه الماسونيين , و كلهم كاذبون ( لأنهم يعلمون استحالة ذلك ) , و أما المسلمون فيدعون كل الناس إلى الحق و هم يدركون استحالة إيمانهم كلهم , إنهم يحسنون حق الجيرة لأي كان , إننا حزب الله – ليس حزب الشيطان الشيعي طبعا - فكيف نبتغي غيره حزبا) لقد تظاهروا بالعمل للوطن – و لا ادري ما عساهم يقولوا غير هذا - , لقد ادعوا أنهم علمانيون و أن الوطن هو دينهم و لأجله يعملون و يخلصون , لقد خدعونا ليس لان كذبتهم كانت محبوكة بذكاء , بل لأننا كنا أغبياء و ساذجين للغاية , لأننا نحن في الحقيقة من خدع نفسه بنفسه . لا شك أن التجهيل و الإفساد و قلة الالتزام و ضعف الروح الإسلامية الأصيلة – على حساب الدعاوى الأخرى الكاذبة كالقومية و الوطنية – ( الاعتزاز بالقومية و الوطنية و... بدل الاعتزاز بالإسلام , و الولاء للوطن و ... بدل الولاء للمؤمنين أولا و أخيرا ) , كل ذلك ساهم في ذلك الغباء . ولن يحاسب أعداؤنا عنا في ذلك , بل نحن من سيحاسب أمام الله عز و جل و أمام التاريخ عن كل ذلك الضلال و الغباء . ربما علينا الابتعاد التام عن مصطلح "الأكثرية و الأقلية" كمقياس وحيد للمقارنة بين شيئين , لأنه مصطلح خادع للغاية . ((إن عدم معرفتك لحقيقة الآخرين جهل , لكن معرفتك بحقيقتهم ثم تجاهل ذلك سذاجة و حماقة بحتة , و اللعبة الدولية لا ترحم الجهلاء و السذج و الحمقى و المغفلين .)) مدونتي http://gond.hiablog.com Zakertok |
أدوات الموضوع | |
|
|