#1
|
|||
|
|||
الصحابي الجليل (سلمة بن الأكوع)
[align=center]سلمة بن الأكوع
سير أعلام النبلاء هو سلمة بن عمرو بن الاكوع (1)، واسم الاكوع: سنان بن عبد الله، أبو عامر وأبو مسلم. وهو من صغار الصحابة . ويقال: أبو إياس الاسلمي الحجازي المدني. قيل: شهد (2) مؤتة، وهو من أهل بيعة الرضوان. روى عدة أحاديث. حدث عنه، ابنه إياس، ومولاه يزيد بن أبي عبيد، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، وأبو سلمة بن عبدالرحمن، والحسن بن محمد بن الحنفية، ويزيد بن خصيفة. قال مولاه يزيد: رأيت سلمة يصفر لحيته. وسمعته يقول: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت، وغزوت معه سبع غزوات (3). عن ابن مهدي: حدثنا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: بيتنا هوازن مع أبي بكر الصديق، فقلت بيدي ليلتئذ سبعة أهل أبيات (4). عن عكرمة بن عمار: حدثنا إياس، عن أبيه، قال: خرجت أنا ورباح غلام النبي صلى الله عليه وسلم بظهر النبي صلى الله عليه وسلم. وخرجت بفرس لطلحة (5)، فأغار عبد الرحمن بن عيينة على الابل، فقتل راعيها، وطرد الابل هو وأناس معه في خيل. فقلت: يا رباح ! اقعد على هذا الفرس، فألحقه بطلحة، وأعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقمت على تل، ثم ناديت ثلاثا: يا صباحاه ! واتبعت القوم، فجعلت أرميهم، وأعقربهم، وذلك حين يكثر الشجر فإذا رجع إلي فارس، قعدت له في أصل شجرة، ثم رميته، وجعلت أرميهم، وأقول. أنا ابن الاكوع ---- واليوم يوم الرضع وأصبت رجلا بين كتفيه، وكنت إذا تضايقت الثنايا، علوت الجبل، فردأتهم بالحجارة، فما زال ذلك شأني وشأنهم حتى ما بقي شئ من ظهر النبي صلى الله عليه وسلم إلا خلفته وراء ظهري، واستنقذته. ثم لم أزل أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا، وأكثر من ثلاثين بردة يستخفون منها، ولا يلقون شيئا إلا جعلت عليه حجارة، وجمعته على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا امتد الضحى، أتاهم عيينة بن بدر مددا لهم، وهم في ثنية ضيقة، ثم علوت الجبل، فقال عيينة: ما هذا ؟ قالوا: لقينا من هذا البرح، ما فارقنا بسحر إلى الآن، وأخذ كل شئ كان في أيدينا. فقال عيينة: لولا أنه يرى أن وراءه طلبا لقد ترككم، ليقم إليه نفر منكم. فصعد إلي أربعة، فلما أسمعتهم الصوت، قلت: أتعرفوني ؟ قالوا: ومن أنت ؟ قلت: أنا ابن الاكوع. والذي أكرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لا يطلبني رجل منكم فيدركني، ولا أطلبه فيفوتني. فقال رجل منهم: إني أظن. فما برحت ثم، حتى نظرت إلى فوارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر (وإذا أولهم) الاخرم الاسدي، وأبو قتادة، والمقداد، فولى المشركون. فأنزل، فأخذت بعنان فرس الاخرم، لا آمن أن يقتطعوك، فاتئد حتى يلحقك المسلمون، فقال: يا سلمة ! إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، (وتعلم أن الجنة حق والنار حق)، فلا تحل بيني وبين الشهادة، فخليت عنان فرسه، ولحق بعبد الرحمن بن عيينة، فاختلفا طعنتين، فعقر الاخرم (بعبد الرحمن فرسه)، ثم قتله عبدالرحمن، وتحول عبدالرحمن على فرس الاخرم، فيلحق أبو قتادة بعبد الرحمن، فاختلفا طعنتين (فعقر بأبي قتادة)، فقتله أبو قتادة، وتحول على فرسه. وخرجت أعدو في أثر القوم حتى ما أرى من غبار أصحابنا شيئا، ويعرضون قبيل المغيب إلى شعب فيه ماء يقال له: " ذو قرد " (6)، فأبصروني أعدو وراءهم، فعطفوا عنه، وأسندوا في الثنية، وغربت الشمس، فالحق رجلا، فأرميه، فقلت: خذها وأنا ابن الاكوع، واليوم يوم الرضع. فقال: ياثكل أمي أكوعي بكرة ؟ قلت: نعم يا عدو نفسه. وكان الذي رميته بكرة، فأتبعته سهما آخر، فعلق به سهمان. ويخلفون فرسين، فسقتهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي حليتهم (7) عنه - " ذو قرد " - وهو في خمس مئة، وإذا بلال نحر جزورا مما خلفت، فهو يشوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله ! خلني فانتخب من أصحابك مئة، فآخذ عليهم بالعشوة، فلا يبقى منهم مخبر. قال: " أكنت فاعلا يا سلمة ؟ " قلت: نعم. فضحك حتى رأيت نواجذه في ضوء النار. ثم قال: إنهم يقرون الآن بأرض غطفان. قال: فجاء رجل، فأخبر أنهم مروا على فلان الغطفاني، فنحر لهم جزورا، فلما أخذوا يكشطون جلدها، رأوا غبرة، فهربوا. فلما أصبحنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة " وأعطاني سهم الراجل والفارس جميعا. ثم أردفني وراءة على العضباء راجعين إلى المدينة. فلما كان بيننا وبينها قريبا من ضحوة، وفي القوم رجل كان لا يسبق جعل ينادي: ألا رجل يسابق إلى المدينة ؟ فأعاد ذلك مرارا. فقلت: ما تكرم كريما ولا تهاب شريفا ؟ قال: لا، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: يا رسول الله بأبي وأمي، خلني أسابقه. قال: إن شئت. وقلت: امض. وصبرت عليه شرفا أو شرفين حتى استبقيت نفسي، ثم إني عدوت حتى ألحقه، فأصك بين كتفيه، وقلت: سبقتك والله، أو كلمة نحوها، فضحك، وقال: إن أظن، حتى قدمنا المدينة.أخرجه مسلم (8) مطولا. عن العطاف بن خالد: عن عبدالرحمن بن رزين، قال: أتينا سلمة بن الاكوع بالربذة، فأخرج إلينا يدا ضخمة كأنها خف البعير، فقال: بايعت بيدي هذه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأخذنا يده، فقبلناها (9). الحميدي: حدثنا علي بن يزيد (10) الاسلمي، حدثنا إياس بن سلمة، عن أبيه قال. أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا، ومسح على وجهي مرارا، واستغفر لي مرارا عدد ما في يدي من الاصابع (11). قال يزيد بن أبي عبيد: عن سلمة: انه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في البدو، فأذن له (12). رواه أحمد في " مسنده " عن حماد بن مسعدة، عنه. ابن سعد: حدثنا محمد بن عمر، حدثنا عبدالحميد بن جعفر، عن أبيه، عن زياد بن ميناء، قال: كان ابن عباس، وأبو هريرة، وجابر، ورافع بن خديج، وسلمة بن الاكوع مع أشباه لهم يفتون بالمدينة، ويحدثون من لدن توفي عثمان إلى أن توفوا (13). وعن عبادة بن الوليد أن الحسن بن محمد ابن الحنفية قال: اذهب بنا إلى سلمة بن الاكوع، فلنسأله، فإنه من صالحي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم القدم، فخرجنا نريده، فلقيناه يقوده قائده. وكان قد كف (بصره) (14). وعن يزيد بن أبي عبيد، قال: لما قتل عثمان، خرج سلمة إلى الربذة، تزوج هناك أمرأة، فولدت له أولادا، وقبل أن يموت بليال، نزل إلى المدينة (15). قال الواقدي وجماعة: توفي سنة أربع وسبعين. قلت: كان من أبناء التسعين، وحديثه من عوالي صحيح البخاري. ______________ (1) طبقات ابن سعد 4 / 305، طبقات خليفة: ت 689، المحبر: 119، 289، التاريخ الكبير 4 / 69، المعارف: 323، المعرفة والتاريخ 1 / 336، مشاهير علماء الامصار: ت 80، المستدرك 3 / 562، جمهرة أنساب العرب: 240، الاستيعاب: 639، الجمع بين رجال الصحيحين 1 / 190، تاريخ ابن عساكر 7 / 245 آ، أسد الغابة 2 / 423، تهذيب الاسماء واللغات 1 / 1 / 229، تهذيب الكمال: 525، تاريخ الاسلام 3 / 158، العبر 1 / 84، الوافي بالوفيات 15 / 321، البداية والنهاية 9 / 6، الاصابة 2 / 66، مجمع الزوائد 9 / 363، تهذيب التهذيب 4 / 150، معجم الطبراني 7 / 5، 41، خلاصة تذهيب الكمال: 126، شذرات الذهب 1 / 81، تهذيب ابن عساكر 6 / 232. (2) تحرفت الجملة في المطبوع إلى " قتل شهيد ". (3) أخرج البخاري 7 / 346 في المغازي: باب غزوة الحديبية، ومسلم (1860) في الامارة، والترمذي (1952) والنسائي 7 / 141 عن يزيد بن أبي عبيد قال: قلت لسلمة: على أي شئ بايعتم رسول الله يوم الحديبية ؟ قال: على الموت، وأخرج البخاري 7 / 399، ومسلم (1815) وابن سعد 4 / 305 من طريق يزيد بن أبي عبيد قال: سمعت سلمة يقول: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، فذكر خيبر، والحديبية، ويوم حنين، ويوم القرد، قال يزيد: ونسيت بقيتها. (4) إسناده حسن، وأخرجه أحمد 4 / 46، وأبو داود (2638)، وابن ماجه (2840)، وابن سعد 4 / 305، وفيه عندهم: وكان شعارنا تلك الليلة: أمت أمت. والتبييت: الطروق ليلا على غفلة للغارة. ومعنى " أمت ": أمر بالموت. (5) في مسلم: وخرجت معه بفرس طلحة أنديه مع الظهر، فلما أصبحنا إذا عبدالرحمن الفزاري..، وفي ابن سعد: وخرجت بفرس لطلحة بن عبيد الله كنت أريد (6) ذو قرد: ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر، قال البخاري في " صحيحه " 7 / 352: وهي الغزوة التي أغاروا فيها على لقاح النبي صلى الله عليه وسلم قبل خيبر بثلاث. قال الحافظ: كذا جزم به، ومستنده في ذلك حديث إياس بن سلمة بن الاكوع، عن أبيه، فإنه قال في آخر الحديث الطويل الذي أخرجه مسلم (1807) من طريقه، قال: فرجعنا، أي: من الغزوة إلى المدينة، فوالله ما لبثنا بالمدينة إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر، وأما ابن سعد، فقال: 2 / 80: كانت غزوة ذي قرد في ربيع الاول سنة ست قبل الحديبية، وقيل في جمادى الاولى، وعن ابن إسحاق: في شعبان منها. (7) أي: صددتهم عنه، ومنعتهم من وروده. (8) رقم (1807) في الجهاد: باب غزوة ذي قرد وغيرها، وهو في " طبقات ابن سعد " 2 / 81، 84، و " تاريخ ابن عساكر " 7 / 248 ب، 249 أ. (9) سنده حسن، وأخرجه ابن سعد 4 / 306 من طريق سعيد بن منصور بهذا الاسناد، وقد تحرف فيه، " عطاف " إلى " عكاف " وهو في " تاريخ ابن عساكر " 7 / 249 ب. (10) تحرفت في المطبوع إلى " زيد ". (11) أخرجه الطبراني في " معجمه " (6267) من طريق الحميدي، وعلي بن يزيد ترجمه ابن أبي حاتم 6 / 209 فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ومع ذلك فقد قال الهيثمي في " المجمع " 9 / 363: ورجاله رجال الصحيح غير علي بن يزيد بن أبي حكيمة وهو ثقة. وهو في " تاريخ ابن عساكر " 7 / 249 ب. (12) أخرجه أحمد 4 / 47 و 54، والبخاري 13 / 30 في الفتن: باب التغرب في الفتنة، ومسلم (1862) والنسائي 7 / 151، 152، والطبراني (6298) وابن عساكر 7 / 250 آ. (13) هو في " طبقات ابن سعد " 2 / 372، ومحمد بن عمر هو الواقدي ضعيف. (14) " ابن عساكر " 7 / 250 ب، والزيادة منه. (15) أخرجه البخاري 13 / 35 في الفتن، وابن عساكر 7 / 250 ب. والربذة: من قرى المدينة على ثلاثة أميال قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة. قال الحافظ في " الفتح ": ويستفاد من هذه الرواية مدة سكنى سلمة البادية وهي نحو الاربعين سنة، لان قتل عثمان كان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وموت سلمة سنة أربع وسبعين على الصحيح منقول..[/align] |
#2
|
||||
|
||||
|
#3
|
||||
|
||||
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: الصحابي الجليل (سلمة بن الأكوع) | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
اشجار وخيول الجنة | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2020-01-05 05:56 PM |