#1
|
|||
|
|||
أقحوانة الربيع
جميلة أنا !!
لم تكن هذه العبارة قد تبادرت إلى ذهني وأنا أقف أمام المرآة، إنما هي خاطرة تَعنونت هكذا في خيالي وأنا أنظر إلى أقحوانة قد نبتت بجوار بيتي. لطالما تفاءلت بالأزهار والنسيم العليل والأرض المخضرة والطير المرفرفة والجمال الطبيعي الخلاب الذي يأسر لبي عن التفكر في المآسي إلى التدبر في العلل الكونية ومن الشرود في الأحزان إلى تحريك الحس في مجالات الأعمال ومن استرجاع الذكريات الأليمة إلى استحضار دواعي البشرى باجتماع أبدي للأنفس الكريمة.. انطلقت نظراتي تتفحص المكان وتتجول عبر هذه الخضرة أستنشق عبيرها الصباحي وأتزود بطاقة حية أحس بها وهي تخترق بقايا ذرات الكسل في عضلات عيني تخبرني بقوة خفية جبارة أن الجميع انطلق لعمله الدؤوب. النمل يحث في صفوفه المتراصة بين الأشجار.. العصافير لا تكف عن الزقزقة عبر الأغصان .. الفراش يقفز من زهرة إلى أخرى يكسي المشهد رونقا ويزيد المنظر بهاء.. الأزهار قد تفتحت عن ألوان بديعة الصنع والتنسيق.... سبحان بديع السماوات والأرض.. عبر هذا الإبداع الرباني الزاخر بكل ألوان البهاء وتقاسيم الكرم الإلاهي على أنفس المستخلفين.. كنت أحس أنني أتذوق شيئا قليل من الناس ينعم بمذاقه.. وبعيض من البعض يعرف سبيل جعله غداء لذاته .. والزمرة النجيبة هي التي تنجح في صياغة الحكمة من التفكر في مسبباته وملحقاته .. بينما خلق كثير يمضي عبره لا يرى فيه سوى معرقلا لمد حضاراته..وفد كبير يدخل أجزاءه إلى المختبرات ليخرج منها قناعات لأوهامه ونكرانه .. جمع غفير ينظر إليها قائلا: " مشهد جميل" فقط كتعبير استعاره من مسلسلاته..وما داء هؤلاء.. ما يمنع هؤلاء عن الإحساس بما نحسه نحن وبكل هذه القوة التي يستحيل تجاهلها.. ابتعدت عن المكتوب والمسطر في أوراق الواهمين بإصلاح البشرية في انفصال تام عن حدودها الربانية.. وجالت بخاطري قصص العاشقين ( يعني ) وأوهام الهائمين في دروب الهوى (بالضبط) وروايات الثائرين في كل جيل عن حسن الإقتداء والإتباع .. وأشعار المخلدين في كل سفيه ذهن منقاد لهواه.. كثيرون وكثيرات سفهن مشاعرهن بالخوض في المرفوض.. والإستمرار في الممنوع .. وصناعة أحلام من المكروه.. لتمرر بعدها أحاديث غريبة في خفاء .. وتصوغ لنفسها قوانين ودساتير من تراكمات تمويه تميت بها أحاسيس بَرَأَهَا العليم في نفسها بأدق اعتناء.. وتتزحلق( من حيث تحسب نفسها حريصة) في مجاري السفهاء والبلهاء.. طرفان أحدهما يصوغ كلاما يدغدغ دواعي الأهواء في النفس الضعيفة للآخر ليعيد الأخير هذا النسيج وقد كسر به إرادة البناء في داخله.. فتبدأ الحياكة بينهما بشكل عشوائي عبثي لا يبشر بالنجاح .. لماذا؟؟ انفجار الإحساس بالحب( الغير مسموح به والذي هو ليس حبا لكن تنزيلا نسميه في حدود هذه الفقرة بالحب) في غمرة الممنوع سيخلق اضطرابا في النفس بين الإنصياع لهذه الرغبة الجامحة في الإنصياع لدواعيها والتأنيب الشديد ليقين من جهة بعدم صلاحية هذا الهراء ومن جهة لبركان الشكوك الذي يحمله معه هذا النوع من الحب يتشكل بموازاة معه مما يجعله مدمرا لنفسه بنفسه في أغلب الحالات..ماذا لو كان يحبني ويحب أخرى بنفس الشكل.. وما يضمن لي التزامه بما يقول .. وما معيار إخلاصه فيما يعبر عنه .. ما هي مجالات تطبيق هذه المشاعر الجياشة.. هل يحبني فعلا .... السلسلة طويلة لا مجال لحصرها تقوم هذه الزوبعة مع هذا الحب.. وتعضدها زوبعة أخرى هذا لا يصح .. ربما لا يجب علي القيام بهذا ... وهذه ترتبط بالبيئة التي عاش فيها الأطراف وحجج الرفض لهذه العلاقة في ما توارثته الأجيال.. تتراكمان معا وبناء هذا الحب الشيء الذي يجعله هزيلا ضعيفا مريضا في بداياته وطيلة مدة حياته في قلبي الطرفين.. الشك فيروس قاتل والإحساس بالذنب مرارة تنغص السعادة وتهدد استقرارها.. فتتدافع مشاعر الحب بفوضوية في النفس يحسبها الآخر قوة واحدة وهي مجرد اضطراب ومدافعات بين الأحاسيس التي ذكرنا سابقا.. فإذن الحب هذا ضعيف. يدفع الشيطان أصحابه إلى الإنزلاق في الهوى والإكثار من اللقاء و...رغبة في تغديته وتقويته للمدافعة أو قد ينتهي بالزواج فتخبو نار الشكوك والوساوس ليبرز هذا الحب وقد أُنهك وزاد ضعفه وتفاقمت علله، تزيد في قتله تغير في التعامل ناتج عن صرامة المسؤولية والتكليف الذي يبدو ثقيلا على النفس بعد أن فسد الحب الذي يكون في الأصل سبب تليين هذه الصرامة في القلب.. هنا تكون نفس الطرفين منهكة هي الأخرى وفاقدة لحاسة التذوق للجمال والرونق بعد أن استنزفت طاقة كبيرة عند سماع الكلام المعسول في الريبة والشك.. … عدت إلى الأقحوانة أنظر من جديد. كم تبدو عادية هذه الزهرة في عين الكثيرين. بينما يراها الأطباء دواء.. وتراها النحلة غذاء.. وتراها الأنفس الزكية رونقا وبهاء .. وكم تبدو الفتاة عادية في أعين الناس بينما هي تحمل مشاعر لو استطاعت فك شفراتها لصنعت جيشا لا تقوى أشد المخططات فتكا عليه لحاقا.. حين لا تسمح لأحد بتدمير طاقتها بالعبث بمشاعرها وزرع الشك في قلبها وتلويث سمعها بما هب ودب من الكلام التافه وإشغال وقتها بما لا جدوى منه ولا رجاء من وراءه ... وكثير مما بسطت قبل قليل في ذهني بشكل لا أجد غضاضة من وصف صاحبته( كل أنثى مسلمة وقعت في أحباله) بأنها كطفلة صغيرة خلال حبوها تقيأت فبدأت تعبث في هذا القيء لتفاجأ الأم حين تراها فتجري بها إلى الحمام وهي في قرف شديد مما فعلت ابنتها لكنها تبغي غسله في أقصى سرعة عنها لأنها في النهاية تحبها |
#2
|
|||
|
|||
رائع زيزززززي
استمتعت بقراءة ماخطته اناملك يسلمووووو من جد رووعة |
#3
|
|||
|
|||
سلمت يمناك اختي زينب واهلا بك من جديد بيننا
|
#4
|
|||
|
|||
الأخت زينب
شكراً جزيلاً لك تقديم جميل |
#5
|
|||
|
|||
مرحبا بكم أيها الأفاضل وجزاكم الله خيرا..
لعل الله يستعملنا في تغيير الأفهام |
أدوات الموضوع | |
|
|