جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
هل تريـــد أن تكون من الخاشعين ؟؟؟
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ(7)" الحمدلله حمدآ كثيرآ مباركآ ناميآ دائمآ مستمرآ لا ينقطع ، حمدأ يرتضيه لنفسه عزوعلى والصلاة والسلام على خير الانام محمد أبن عبد الله الامين الذي حمل الامانة وبلغ الرسالة وجاهد فيها حق جهاده حتى اتاه اليقين من ربه ، وعلى اله وصحبه والتابعيين وتابعيهم بأحسان الى يوم الدين . أما بعد : رسالتي هذه تبحث عن الكيفية التي تمكننا من الوصول الى حالة (الخشوع) وسأتناول الموضوع بشكل مختصر معتمدأ بذلك على شذراة من القران الكريم ومماعرفناه من احاديث رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" وعلى مافهمناه من اقوال واراء علمائنا الاجلاء دون الدخول الى ماقالوه نصوصآ بهذا الشأن لكي لا تأخذنا سعة البحث الى ضياع مانصبوا اليه من طرح موضوعآ بعينه كي تنم الفائدة المرجوة منه فسوف نصب قولنا صبآ بعيدآعن السرد والتطويل وبما مكننا الله عليهم . أقول في البدء ان لكل قارئ هدف فمنهم من يقرأ لمجرد القراءة ومنهم لقضاء وقته ومنهم من يريد ان يجد حلآ لقضية ما ... الخ الارادات ، فأقول ان من يريد الفائدة من رسالتي هذه فليراجع رسالتي الاولى والتى كانت بعنوان (ان لم تكن تراه فأنه يراك) والمنشوره على نفس الموقع وبنفس هذا القسم ، لأنها المحطة التى فيها الزاد الذي يمنحك الارادة والقوة الى المحطات التي تليها والانتقال الواحدة تلك الاخرى حتى نصل الى المحطة الغاية التى من اجلها حملنا زادنا وسرنا ، وهذا يتطلب منا ان نهيئ انفسنا لهذا وان نستحضر كل المستلزمات بسفرنا هذا ، فكل محطة من هذه المحطات نهيأ لها مايلزمها حتى يكون بمقدورنا الانتقال الى المحطة التي تليها وكل واحدة منها تزودنا بقوة وهدي وتمكين ونور لايمكن الاستغناء عنه لتأخذنا الى التي بعدها فتجتمع هذه القوى على تنوعها فينا عندها نصل الى مبتغانا . كيف لنا ان نبدأ ؟ ومن اين نبدأ ؟ فلنذهب سويآ الى رياض سورة المؤمنين نتجول بعقولنا في مشاهدها هذه الرياض اليانعات الباسقات لنشم اورادها ونعيش في عبق عطورها ، كل زهرة منها تأخذنا الى أختها الى ان يأخذنا في نهاية المطاف شذاها . فهذا المشهد الاول وما جاء به من أيات كريمات ففي الصلاة خشوع ، واللغو اعراض , وللزكاة فعل ، وللفروج حفظ , وللامانات والعهود رعاية ، وللصلوات حفظ . اما ماجاء في المشهد الثاني من السورة المباركة والذي يبدأ ، بقوله تعالى : "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ " الى ألاية " ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ" . نجد ان أيات المشهد الثاني بالسورة المباركة تصف لنا الحدود التي يجب ان نلتزم بها ونعمل عليها عما جاء في المشهد الاول حتى نصل الى غايتنا (الخشوع) . اذن لابد لنا ان نمر بهذه المحطات الواحدة تلو الاخرى ملتزمين بتتابعها ومحافظين على حدودها وعاملين على الوجه الذي بينه القران الكريم لنا حتى لاتأخذنا الارادات الخارجة عما يريده الله عزوعلى فتجرفنا بعيدآ ودون ان نشعر فتفتح امامنا طرق وأزقة ماانزل الله بها من سلطان وقد نسلك أحدها واذا بنا قد وصلنا الى شئ لاتحمد عقباه او نبقى ننتقل من زقاق الى اخر حتى ينتهي بنا المطاف واذا نحن قد خسرنا الفسحة التي منحها خالقنا وبارئنا لنا ولا مجال عندها للندم . فعلينا بالقران الكريم وسنتة الحبيب المصطفى كما امرنا الله عزوعلى وكما اوصانا السراج المنير "صلى الله عليه وسلم" ويجب ان يكون هذا ليس ادعاء وكما يفعلة الكثيرون والكثيرون جدآ وانما يجب ان يكون عملآ مدعمآ من القرأن والسنة بما تستأنس به النفوس وتطمئن له القلوب فلا أفراط ولاتفريط أنما هي حدود الزمنا بها رب يستحق العبادة وما علينا الا التسليم بهذا والسمع والطاعة . واليك الجدول التالي ، تبيان لما سوف نتتطرق اليه لاحقآ : المنازل او المحطات الوصف والحدود " الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ" " ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ" " وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ" " ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ " " وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ" "فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ" " وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ" "فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا" " وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" "فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً" " وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" "ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً" "وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ" " ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ" قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق أَخْبَرَنِي يُونُس بْن سُلَيْم قَالَ أَمْلَى عَلَيَّ يُونُس بْن يَزِيد الْأَيْلِيّ عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْدٍ الْقَارِيّ قَالَ سَمِعْت عُمَر بْن الْخَطَّاب يَقُول كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْي يُسْمَع عِنْد وَجْهه كَدَوِيِّ النَّحْل فَلَبِثْنَا سَاعَة فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَة وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ" اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلَا تَنْقُصنَا وَأَكْرِمْنَا وَلَا تُهِنَّا وَأَعْطِنَا وَلَا تَحْرِمنَا وَآثِرْنَا وَلَا تُؤْثِر عَلَيْنَا وَارْضَ عَنَّا وَأَرْضِنَا - ثُمَّ قَالَ - لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيَّ عَشْر آيَات مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّة " ثُمَّ قَرَأَ " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ " حَتَّى خَتَمَ الْعَشْر وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي تَفْسِيره وَالنَّسَائِيّ 1 ـ قال تعالى : " وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ" "المؤمنون_9" . علينا نحافظ على صلواتنا بصورتها التي رسمها لنا الرسول الكريم صلى الله وعليه وسلم حيث قال :(صلوا كما رأيتموني اصلي) اما الحدود والصفة التي عليها هذا الحفظ فهي قد حددت تشبيهآ كما جاء بالاية الكريمة " ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ" اي يجب علينا ان نكون بمستوى القرار المكين في درجة الحفظ فهذا حافضآ (للنطفة) ونحن حافظين (للصلوات) وعلى وجهها الصحيح وهنا اقول كيف لنا الاستطاعة على ان نكون (قرارآ مكينآ) يحمل من المواصفات ان يكون قادرآ متمكن من ان يحفظ الصلوات وعلى مستوى القرار المكين الذي يحفظ النطفة ، اذن اقول وبلا تردد لابد لنا ان نمتلك صفات تهيئ فينا القدرة على ذلك وهذا سوف نجده في رسالتي الاولى والتى عنوانها (ان لم تكن تراه فأنه يراك ) المنشورة على نفس هذا القسم ، فعليك قرائتها او مراجعتها محاولا الايفادة منها ومن خلالها سوف تستشعر بوجود ربك محيطآ بك يراك ويسمعك ويراقبك ، لاني ولانك ايها الحبيب ارى وترى حال المصلين الذين يعيشون حولنا وفي جوارنا وفي حاراتنا فعلينا ان نكون صادقين مع انفسنا بأن المحطة الاولى تتطلب منا اهتماما بالغآ يجب ان نعيه .. 1. 2 ـ قال تعالى : " وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" علينا رعاية العهود والمواثيق المرتبطة بها على أتم وجه وعدم الاخلال بها اما حدود هذه الرعاية وصفتها كالرعاية التي يقوم فيها القرار المكين اتجاه (العلقة) حيث قال تعالى :" * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً" فحدود الرعاية (للعلقة) هي ان هذه (باقية) ولابد لها ان تنتقل في نموها للاطوار التي بعدها فتصبح خلقآ أخر وهذا مااثبته اهل مهنة الطب وقد قال الله تعالى في هذا المقام "ثم كان علقة فخلق فسواى" "القيامة ـ38" ، ثم قال تعالى : "خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ" "العلق _2" فالعهود ان قطعت لا مجال لنقضها والا فانها سوف تخرج من شروط رعايتها والحدود والصفة التي عليها (العلقة) ، وهذا يخالف فطرة الله في خلقه .فقال تعالى : " وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ " "النحل _ 91" ، وقال تعالى : " وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولا" "الاحزاب ـ 15 " فأن نقضت العهود هذا يعني الخروج عن الفطرة التي فطرنا الله عليها فقال تعالى : " الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " "البقرة ـ 27" وقال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " "ال عمران _ 77" وقال تعالى : " وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ " "الرعد ـ 27" واما الذين يراعون عهودهم حق رعايتها فوصفهم الله سبحانه تعالى فقال : " . . . وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" " التوبة ـ111" وقال تعالى : " . . . وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ" "البقرة ـ 40 " قال تعالى : " . . . وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ " "البقرة ـ177" قال تعالى :" لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا " " مريم ـ 78" واخيرآ أقول ان العهود فطرة فطرنا الله عليها فعلينا ان لا نفرط بها . 3ـ قال تعالى : " وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ " علينا واجب رعاية الامانات التي في عاتقنا وعلينا البحث عن الحدود التي تلزمنا لهذا حتى لا نتجاوزها ونعمل بحدودها حافظين عهد الله بذلك ، قال تعالى . : " فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً " فعلينا ان نتعامل مع( الامانات) كأنها (مضغة) والمضغة قال فيها عزوجل ، : " . . . ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى . . . " الحج ـ 5" وهذا يعني ان المضغة قد تستمر وتبقى لتكمل نموها وطورها او انها (تقع) وترجع الى باريئها قبل ان يجعل الله منها خلقآ اخر وهكذا هي الامانات فعلينا الا نفرط في رعايتها ونبقى راعيآ لها فأن اراد صاحبها استعادتها او من له الحق فيها فعلينا ارجاعها اليه وعلى اتم وجه كما سلمت الينا قال تعالى : " فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ" "البقرة ـ283" قال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ " 4 ـ قال تعالى : " وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ" الفروج هي التي تتحكم بحفظ النسل واصالته وعراقته فأذا ماحفظت الفرج حفظ النسل واصوله واذا ضيعنا واهملنا نطفنا ووضعناها بغير محلها ضاع النسل وضاعت الاصالة والعراقة وانقطع وضاع التواتر بالنسل وهذا يؤدي الى حالة تضيع فيه المجتمعات (وهذا فيه كلام كثير لامجال لذكره في هذا المقام) ، وعليه يجب علينا معرفة الحدود التي تلزمنا بذلك ، فقال تعالى : "... فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا... " ماذا تعني العظام هنا ؟ هي أشارة للحدود التي يجب علينا أتخاذها بهذا الصدد ، العظام عند العرب تعني الاصول فقالوا ( هل انت عصامي ام عظامي ) اي هل انت بنيت شخصيتك بنفسك ام اعتمدت في بناءها على ابائك وأجدادك: َقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا حَسَن بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَة عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب عَنْ الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ : مَرَّ يَهُودِيّ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّث أَصْحَابه فَقَالَتْ قُرَيْش يَا يَهُودِيّ إِنَّ هَذَا يَزْعُم أَنَّهُ نَبِيّ فَقَالَ لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ شَيْء لَا يَعْلَمهُ إِلَّا نَبِيّ قَالَ فَجَاءَهُ حَتَّى جَلَسَ فَقَالَ يَا مُحَمَّد مِمَّ يُخْلَق الْإِنْسَان ؟ فَقَالَ " يَا يَهُودِيّ مِنْ كُلّ يُخْلَق مِنْ نُطْفَة الرَّجُل وَمِنْ نُطْفَة الْمَرْأَة فَأَمَّا نُطْفَة الرَّجُل فَنُطْفَة غَلِيظَة مِنْهَا الْعَظْم وَالْعَصَب وَأَمَّا نُطْفَة الْمَرْأَة فَنُطْفَة رَقِيقَة مِنْهَا اللَّحْم وَالدَّم " فَقَالَ هَكَذَا كَانَ يَقُول " مَنْ قَبْلك " وعليه يجب حفظ الفروج بمستوى خلق العظام من المضغة ، فهذه هي حدودها وصفتها . 5ـ قال تعالى : " وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ " ان هذه الايه قد انزلت قبل فرض الزكاة على المسلمين كما قال اهل العلم اذن لابد من انها تحمل معنى اخر والمراد منها شئ اخر والله اعلم قال تعالى :"... فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " ، فكانت نطفة فعلقة فمضغة فعظام فلحمآ فخلقأ أخر اي انشأءه انسان كاملآ فاعلآ مواجهآ للحياه وبكامل وجوهها ، وعليه تتضح مقاصد ومايراد من الاية الكريمة ، ان بكمال هذا الانسان لابد ان يقدم فعل وعمل وعبادة يكون قادرآ لمواجهة مايحذر منه من فعل الشهوات والصغائر او الكبائر هذا العمل هو زكاة حواسه ليبرئها عند باريئها فيعمل عملآ يتسامى عنده العمل المميز من الخيرات . 1. 6 ـ قال تعالى : " وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ " الاعراض عن اللغو ( واللغو هو كل كلام غير مفيد وليس فيه ذكر لله تعالى ) فالابتعاد عن مجالسه وعدم المشاركة بمثل هكذا فعل من هذا الوصف ، عليه يجب ان نتحرى على حدود البعد او القرب من هكذا مجالس وبشكل دقيق حتى لا نتعدى على حدود هذا حكمآ ، وجدت هذا الوصف والحد في قوله تعالى " * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ " وهذا يعني انك يجب ان تتعامل مع هكذا مجالس او احاديث كأنك ميت والميت لاينطق ولايسمع ولايستطيع حراك، هكذا يجب ان يكون موقفنا وعلى هذا الوصف من (اللغو) قال تعالى : " وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا " وقال تعالى : "وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ " فالمرور باللغو والاعراض عنه كما قلنا يجب علينا ان نتعامل مع هكذا مواقف كأننا من الاموات . هكذا انتقلنا من محطة الى اخرى وجدنا خلالها سجايا يجب ان يتحلى بها (القرار المكين) او (الرحم) او (الاناء) الذي هو انت وانا وهي هكذا يجب ان يكون وعلى هذا المقدار وبهذه الحدود وعلى هذه الصفات بلا نقص ولا تبديل ولا تأويل هكذا يجب ان يكون حفظ صلواتنا ورعاية عهودنا واماناتنا وحفظ فروجنا وفعل زكاة حواسنا واعراضنا عن اللغو فأذا امتلكنا هذه الصفات وحدودها فبصبغتنا هذه سوف نكون مهيئين ان شاء الله لان ان نكون من الخاشعين ، والا فلا خشوع حقيقي وقد يمر المرء بحالة يضنها خشوعآ وهي ليست بخشوع فينخدع او يخدع نفسه ، انما الخاشع هذا وصفه وهذه حالته وهذه صفاته . 7 ـ قال تعالى : " الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ " ، قال اهل العلم ان الخشوع في الصلاة : هو حضور القلب بين يدي الله تعالى، مستحضرا لقربه، فيسكن لذلك قلبه، وتطمئن نفسه، وتسكن حركاته، ويقل التفاته، متأدبا بين يدي ربه، مستحضرا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته، من أول صلاته إلى آخرها، فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الردية، وهذا روح الصلاة، والمقصود منها، وهو الذي يكتب للعبد، فالصلاة التي لا خشوع فيها ولا حضور قلب، وإن كانت مجزئة مثابا عليها، فإن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها. فكانوا كما قال تعالى عنهم : " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ " "الحدبد ـ16 " وقال تعالى : " ... خَاشِعِينَ لِلَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً... " "ال عمران ـ 199 " قال تعالى : "... إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" "الانبياء ـ 90" وأقول ان صفة الخشوع وحدوده قد بينها الله تعالى يوم القيامة يوم البعث فقال : " ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ " فكيف هي الحال التي يبعث فيها الانسان ؟ وصفه القران الكريم حيث قال : " ... وَخَشَعَت الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا" "طه ـ 108" قال تعالى : " خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ" "القمر ـ 7" وقال تعالى : " قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ " "النازعات ـ9و8" وقال تعالى : " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ " "النازعات ـ 2" فهكذا سوف تكون الاصوات ، وسوف تكون الابصار ، وسوف تكون القلوب ، وسوف تكون الوجوه ، خاشعة خاشعة خاشعة . " أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" اللهم انا عبادك وابناء عبادك وابناء إيمائك نوصينا بيدك ماض فينا حكمك عدل فينا قضاءك ، نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك اوعلمته احدآ من خلقك او استأثرت فية بعلم الغيب عندك ان تجعل القران ربيع قلوبنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا وغمنا . اسئلكم الدعاء وجزائكم الله خير جزائه وأعدكم وهيئكم ومكنكم بأن تكونوا من الخاشعين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين المصطفى خير الانام محمد الامين وعلى اله وصحبه والتابعين وتابعيه الى يوم الدين وأخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين . بها ابتدئنا واليه ننتهي : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ(7)" |
#2
|
|||
|
|||
شكرا
|
أدوات الموضوع | |
|
|