#1
|
|||
|
|||
قيمَتُكِ في الحياة
هل تدرين أختي في الله متى تصبحين لكِ قيمة في الحياة؟
هل تذكرين آخر مرة قدمت شيئًا ذا قيمة لدين الله سبحانه وتعالى؟ وكم عدد مرات ذلك؟ إن دورك أيتها الزهرة الجميلة يتمثل في الأشياء التي قدمتيها من أجل هذا الدين، فلتنظري إلى سيرة العظماء من الأنبياء عليهم جميعًا السلام وإلى الصحابة رضي الله عنهم والتابعين، ستجدين أن في سيرة كل بطل منهم قام بتقديم شيئًا لله تعالى. إن الإنسان ككائن كرَّمه الله تعالى، وسخَّر له تلك المخلوقات الضخمة، لابد وأن يكون جديرًا بهذا التكريم، لابد وأن يعبِّر عن قيمة وجوده في الحياة. فإذا كان الناس خلقة واحدة، وتكوينًا واحدًا، فما الذي يفرق إنسانًا عن غيره؟! ما الذي يرفع هذا عن ذاك، وهذه عن تلك؟! إنه الأثر، نعم أثركِ في الحياة أيتها الغالية، ولكن أي أثر؟ إنه الأثر الذي ينطلق من قول الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]، إنه العمل لدين الله تبارك وتعالى، الذي يرفع الله به أقوامًا على آخرين. فليس هناك من شيء يعطي الإنسان قيمة أكثر من إسلامه الذي من أجله يسعى ويحفد، ولرايته يعلي ويرفع، فهذا هو طريق السعادة حقًّا: إن السـعادة أن تعيش لفكرة الحـق التليد لعقيدة كبرى تحل قضيـة الكون العتيد وتجيب عما يسأل الحيران فــي وعي رشيد من أين جئت؟ وأين أذهب؟ لِـمَ خُلِقـت؟ وهل أعود؟ فتشيع في النفس اليقين وتطرد الشـك العنيد وتعلم الفكر السوي وتصنع الخلق الحميد وترد للنهج المسـدد كل ذي عقـل شرود تعطي حياتك قيمة رب الحيــاة بها يشيد ليظل طرفك رانيًا في الأفق للهـدف البعيد فتعيش في الدنيا لأخرى لا تـزول ولا تبيد وتمد أرضك بالسماء وبالملائكة الشهود هذه العـقيدة للسعيد هي الأساس هي العمود من عاش يحملهــا ويهتف باسمها فهو السعيد وهناك قصة رمزية لدِيك ودجاجة، تبين لنا الفرق بين من قبع في إطار نفسه ولم يقدم للناس شيئًا، وبين من يتعدى نفعه إلى الناس فيفيدهم: الدجاجة: كف عن صياحك أيها الديك، فإن صوتك قبيح. الديك: ويحك! صوتي هو الذي يوقظ النائمين، ويؤنس العباد والقائمين، ويبعث الروح في الكسالى والخاملين، فكيف يكون قبيحًا؟! الدجاجة: كفاك فخرًا بنفسك فلي صوت كصوتك. الديك: وهل يقظة كغفلة؟ في الأسحار أصيح وأنت في الأحلام، وأهتف والناس نيام، ويكفيني فخرًا أن المؤمن كان إذا سمع صوتي عند الفجر وثب. الدجاجة: لكن قومًا أزعجهم صوتك فانهالوا عليك بالشتم والسباب. الديك: أموات غير أحياء، أما سمعوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تسبُّوا الديك؛ فإنه يوقظ للصلاة؟) [صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (5101)]. الدجاجة: فما بال طلب الناس علي أكثر؟ الديك: تخدمين دنياهم فيكافئونك بالذبح، وأخدم آخرتهم فيكرمونني بالمدح، وعند مس النار يبين الفرق) [صفقات رابحة، د.خالد أبو شادي، ص(163)]. |
أدوات الموضوع | |
|
|