#1
|
|||
|
|||
تعامل خير البشر مع المذنب...
الحمد لله الرحمن الرحيم الحمد لله الغفور الكريم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله وصحبه ومن اتبعه سُنة الى يوم الدين جُبل الإنسان على الخطأ فلم يسلم من ذلك أحد الإ من عصمه الله تعالى, لذا كان من الطبيعي أن يوجد في كل مجتمع من يُخطئ, ومن يُذنب , مهما كانت مكانة هذا المجتمع , ومن هذه المجتمعات ـ وهو أفضلها وأرقاها علاقة بالله عز وجل ـ المجتمع الذي كان فيه النبي صل الله عليه وسلم, فشاء الله أن يجعل في هذا المجتمع من يقع في بعض الذنوب والمعاصي لحكمة أرادها الله عز وجل. ولعل من هذه الحكم اخذ الطريقة والهدي النبوي الذي تعامل به الحبيب المصطفى مع أصحاب الأخطاء, فقد كان عليه الصلاة والسلام يحتاط كثيراً في أقامة الحدود , ويأمر المذنب أن يستر على نفسه , ويتوب فيما بينه وبين ربه , فها هو ماعز بن مالك رضي الله عنه يأتيه معترفاً يطلب إقامة الحد عليه , فيرد النبي صل الله عليه وسلم (( ويحك إرجع فأستغفر الله , وتب اليه )) ويتكرر الطلب , ويتكرر الرد, ثم يتأكد النبي صل الله عليه وسلم من صحة عقل ماعز , فلا يجد بداً من إقامة الحد , فيرجمه)). ومع انه بأمي وأمي صل الله عليه وسلم كان يطبق الحدود إلا انه كان ينهى عن سب من أقيم عليه الحد , فبعد أن مات ماعز بن مالك بالرجم قال بعضهم : لقد هَلك , لقد أحاطت به خطيئتهِ , فقال النبي صل الله عليه وسلم (( لقد تاب توبة لو قِسِمت بين اُمة لوسعتهم ) ) _( رواه مُسلم ) . بل يثبت صل الله عليه وسلم انه قد تجتمع في الشخص الواحد المعصية والطاعة , فهذا الرجل يلعن رجلاً ضُرب لشربه للخمر , فيقول عنه نبينا الكريم (( لاتلعنوه فوالله ما علمتُ إلا انه يحب الله ورسوله )) _( رواه البخاري ). وكان بأبي وأمي خير البشر صل الله عليه وسلم يراعي في إقامة الحدود حال المريض من العصاة فيأمر بضرب من إستحق منهم مائة جلدة بغصن كبير فيه مائة غصن ضربة واحدة لضعفة , وكان يعرض بكلامه عن العصاة ولا يصرح فيقول _( مابال اقوام )_ ( رواه البُخاري ), لكنه عليه الصلاة والسلام كان شديد الغيرة على محارم الله, فربما اشتد في تعنيف من وقع في المعصية ولو كان من المقربين . فعندما قتل أسامة بن زيد ـ متأولا ـ رجلا نطق بالشهادتين قال له مربيه ومعلمه (( اقتلته بعد ماقال : لا إله الا الله ))؟ قال اسامة فما زال يكررها علي حتى تمنيت اني لم اكن اسلمت قبل ذلك اليوم )) ـ( رواه البُخاري) وربما أزال المعصية من المتلبس بها بيده إذا علم ان ذلك لاينفٌره , فقد نزع خاتم ذهب من يد أحدهم ونهاه عن لبسه , وربما هجر بعض العصاة زمناً كما في الثلاثة الذين خلفوا , وربما عاقب بعض العصاة بعدم الصلاة عليه بعد وفاته ردعاً لغيره عن مثل فعله . فما إعظم حكمته وما أروع رحمته وما أحلى إتابعه والسير على خطاه. وفي الختام أسأل الله لي ولكم حسن القول والعمل
__________________
وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً |
أدوات الموضوع | |
|
|