![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسوله الامين ثم اما بعد قال الله تعالي {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }المائده 105 ان الله تعالي آمراً عباده المؤمنين أن يصلحوا أنفسهم ويفعلوا الخير ومخبراً لهم أنه من أصلح أمره لا يضره فساد من فسد من الناس سواء كان قريباً منه أو بعيداً. قال ابن عباس عند تفسير هذه الآية يقول تعالى: إذا ما العبد أطاعني فيما أمرته به من الحلال والحرام، ونهيته عنه، فلا يضره من ضل بعده إذا عمل بما أمرته به، عن أبُو أُمَيَّةَ الشعباني ، قالَ: «سَأَلْتُ أبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ فقُلْتُ: يَا أبَا ثَعْلَبَةَ كَيْفَ تقُولُ في هٰذِهِ الآيَةِ {عَلَيْكُم أنْفُسَكُم} قالَ: أمَا وَالله لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيراً، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالَ: بَلِ ائْتَمِرُوا بالمَعْرُوفِ وَتَنَاهُوْا عن المُنْكَرِ، حَتَّى إذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعاً وَهَوًى مُتَّبَعاً وَدُنْيَا مؤْثَرَةً وَإعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِنَفْسِكَ وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَّ، فإنَّ مِنْ وَرَائِكُم أيَامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلَ أجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ. فقلت : يَا رَسُولَ الله أجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ. قالَ: أجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُم».ابي داؤود القَبْضُ: خِلافُ البَسْط هو الإمساك علي الأمر بقوه وقال ابن مسعود رضي الله عنه، سأله رجل عن قول الله {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ }[المائدة:105]، فقال: إن هذا ليس بزمانها، إنها اليوم مقبولة، ولكنه قد أوشك أن يأتي زمانها، تأمرون فيصنع بكم كذا وكذا، أو قال: فلا يقبل منكم، فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من رواية . أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر} رواه الترمذي. ان هذا الحديث هو حديث يخبرنا به النبي صلي الله عليه وسلم عن امرأ كان مستبعد في زمنهم إلا انه قد حدث ألان وان الشاهد علي ذلك ما نراه ألان في الشوارع والمنتزهات وغيرها من اختلاط وضرب علي الطبول وشرب الخمور والتفاخر وإعجاب كل ذو رأي برأيه و......الخ عن عُقبَةَ بن عامرٍ قال: «صلى رسولُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم على قتلى أحدٍ بعد ثماني سنين كالمودِّع للأحياءِ والأموات، ثم طلعَ المنبرَ فقال: إني بينَ أيديكم فَرَط، وأنا عليكم شهيد، وإن موعِدَكم الحوضُ وإني لأنظرُ إِليهِ من مَقامي هذا. وإِني لستُ أخشَى عليكم أن تُشركوا، ولكنّي أخشى عليكمُ الدُّنيا أن تَنافَسوها. ».البخاري فان الدنيا أقبلت اليوم بمقرياتها وزينتها وقد تنافس الناس عليها حتي نسوا أمر الدين وأصبح العبد الصالح غريب في المجتمع كان به جذام وإذا التفت ذات اليمن تذكر ربه ودينه واذا التفت الي الأمام راي الدنيا وزينتها واذا التفت الي اليسار راي الفتن والأهواء وأصبح مشدود بين الدين والدنيا ولكن حبه الي الدين اقوي وحنينه الي الجنة اعزم وصدق فيه المثل الذي أشار إليه رسول الله القابض علي دينه كالقابض علي الجمر واما جزاء حبه لله وصبره علي اداء الطاعات فانه يجازا عليه بالضعف المضاعف كاجر خمسون رجلا يودون مثل هذه الاعمال في جو خالي من الفتن والمغريات اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي علي دينك وصلي اللهم وسلم علي عبدك وخليلك وحبيك محمد صلي الله عليه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|