جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الحلم المنشود : دولة الخلافة الرائدة ام دولة الحجاج ؟
الحلم المنشود
دولة الخلافة الراشدة أم دولة الحجاج بن يوسف بقلم : احمد ابو فرحة بعد إسقاط الخلافة الإسلامية على يد الغرب , و إبعاد الناس عن دينهم الذي ارتضاه لهم رب البرية , و تسليط الغرب الكافر على المسلمين أشكالا و ألوانا مختلفة من الحكام بعباءات مختلفة من قومية و شيوعية و بعثية و ملكية و جمهورية و ديمقراطية و ما شئت من تلك الأنظمة العفنة , قرر بعض المسلمين العمل على الرجوع إلى دينهم و إقامة حكم الله في الأرض . تعددت الرؤى و الأفكار عند الإسلاميين , و تباينت اجتهاداتهم , فمنهم من سقط و زل و كشفت أقنعته الزائفة , و منهم من حكم فعلا . و الذين حكموا أيضا تباينت آراؤهم . فما هي مفهوم الدولة الإسلامية التي ينشدها المسلمون ؟ و لتبيان اختلاف مفهوم دولة إسلامية تطبق شرع الله في الأرض عن أخرى , سنقارن بين أنموذجين من الدول الإسلامية القديمة : الخلافة الراشدة و دولة الحجاج بن يوسف الثقفي . دولة الخلافة الراشدة: باختصار شديد : عدل و شورى و محبوبة عند أغلبية المسلمين باستثناء الكفار و المنافقين , لا ظلم . يقول عمر بن الخطاب : و الله لو تعثرت بغلة لخشيت أن يسألني عنها الله .فالذي حرص على الدابة من المؤكد انه حرص على الإنسان . دولة الخلافة الراشدة أسمى من أن تكتب في كتب أو مقالات . دولة الحجاج بن يوسف : عندما قدم الحجاج بن يوسف لحكم العراق , قال في خطبته الشهيرة لأهل الكوفة – و كان مقنعا ثم خلع عمامته و قال : "أنا ابن جلا و طلاع الثنايا *** متى أضع العمامة تعرفوني أما و الله فإني لأحمل الشر بثقله و أحذوه بنعله و أجزيه بمثله ، والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها ، وإني لصاحبها ، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى" و تابع في خطبته : "أيها الناس إن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه قد ولاني أمركم وأمرني بإنصاف مظلومكم وإمضاء الحكم على ظالمكم , وأخبركم أنه حين ولاني عليكم قلدني بسيفين , سيف الرحمة وسيف العذاب والنقمة , فأما سيف الرحمة فقد سقط مني في الطريق فأضعته وأما سيف العذاب والنقمة فهو سيفي هذا" ثم قرأ خطاب أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان . بالله عليكم أي حكم سيكون بعد هذا الخطاب ؟ و كم دماء ستراق بعد هذا الخطاب ؟ و كم مظلوم سجل في سجل الحجاج ؟ و هل كان الناس يحبون الحجاج ؟ و إن كان هذا كلام القائد و فعله فكيف سيكون فعل الجنود و فكرهم ؟؟!! طبعا للعلم فانه يسجل على دولة الحجاج بن يوسف النقاط التالية , و التاريخ شاهد : 1- الحجاج بن يوسف الثقفي كان من أهل السنة و الجماعة و لم يكن من الخوارج بل حاربهم . 2- الحجاج بن يوسف الثقفي أقام حدود الله و كانت ولايته شرعية بتزكية من أمير المؤمنين . 3- كانت الفتوحات أيام الحجاج على أوجها و على يديه فتحت كثير من البلدان , بمعنى أن لدولة الحجاج بأس شديد و خدم الإسلام و لها محاسن كثيرة . 4- كان معيار الحجاج في اكتمال إيمان المرء هي بيعة أمير المؤمنين و الولاء له , و كان لا يرحم من لا يبايع أمير المؤمنين . 5- كان الحجاج فصيحا بليغا يجذب خطابه كل من فيه شدة و غلظة و حماسة و كان معلما للقرآن و حافظا له في نفس الوقت. 6- قتل الحجاج بن يوسف كثيرا من أهل السنة بالشبهة , و ازدهر عصر الهرج و المرج و الدماء و الأشلاء في عهده , ليس فقط من الأعداء إنما بين المسلمين ! ناهيك عن التعذيب و فنونه ! 7- قتل الحجاج بن يوسف كثيرا من علماء أهل السنة و سعيد بن جبير مثال شاهد و غيره طبعا , فان كان قد قتل من علماء السنة المعتبرين فمن باب أولى انه سفه آرائهم !! 8- كان الحجاج شديدا على المخالف و كان فاقدا لشرف الخصومة , فعندما قتل عبد الله بن الزبير و هو من هو و هو ابن أسماء بنت أبي بكر و ابن الزبير بن العوام , علق جثته أمام الناس 3 أيام تأكلها الطير !! فأي فعلة هذه ؟ 9- الحجاج بن يوسف أول من ابتكر (العيون) و هم المخبرين الذين ينقلون كل كبيرة و صغيرة للأمير .( كان امني و عسكري بامتياز ) 10- طبعا , و كأي شخصية خلافية , فان تاريخ الحجاج كانت فيه مبالغات كثيرة تزيد على ظلمه , لكنها لا تنفي طبعا الحقائق التي ذكرت من بطشه و جبروته . و لعل الكثيرين يقولون : كانت لشدة الحجاج أسبابها و منافعها على المسلمين , بسبب كثرة الفتن التي كانت و لأسباب عديدة . و لكن , نحن نعيش في آخر الزمان , زمان ذقنا فيه من الذل و الهوان و التقتيل على يد أتباع الصليب و من والاهم و من حالفهم , و نرنو إلى دولة إسلامية بعد كل تلك المعاناة . أفتكون هذه الدولة التي ننشدها كدولة الخلفاء الراشدين المبنية على العدل و الشورى أم كدولة الحجاج بن يوسف القائمة على الأشلاء و الدماء ؟ رسولنا صلى الله عليه و سلم يجيب في الحديث الشهير : "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة المصدر http://ahmadabufarha.blogspot.com/20...g-post_23.html |
أدوات الموضوع | |
|
|