![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قال الامام القرطبي الإختلاف في الصَّلاة الوسطى يدل على بطلان من أثبت «وصلاة العصر» المذكور في حديث أبي يونس مولى عائشة حين أمرته أن يكتب لها مصحفاً قرآناً. قال علماؤنا: وإنما ذلك كالتفسير من النبيّ صلى الله عليه وسلّم، يدل على ذلك حديث عمرو بن رافع قال: أمرتني حفصة أن أكتب لها مصحفاً؛ الحديث. وفيه: فأملت عليّ {حَـٰفِظُوا عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ} وهي العصر {حَـٰفِظُوا عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ} وقالت: هكذا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقرؤها. فقولها «وهي العصر» دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم فسَّر الصَّلاة الوسطى من كلام الله تعالى بقوله هو «وهي العصر». وقد رَوى نافع عن حفصة «وصلاة العصر» كمارُوي عن عائشة وعن حفصة أيضاً {صَـلَوٰةِ} بغير واو. وقال أبو بكر الأنباري؛ وهذا الخلاف في هذا اللفظ المزيد يدل على بطلانه وصحة ما في الإمام مصحَفِ جماعة المسلمين. وعليه حُجَّةٌ أُخرى وهو أن من قال: والصَّلاة الوسطى وصلاة العصر جعل الصَّلاة الوسطى غير العصر؛ وفي هذا دفع لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي رواه عبد الله قال: شغل المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم الأحزاب عن صلاة العصر حتى اصفرّت الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «شغلونا عن الصَّلاة الوسطى ملأ الله أجوافهم وقبورهم ناراً» تفسير القرطبي 3 /208 قال الامام النحاس قال الله عز وجل {حَـٰفِظُوا عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ} . قال أبو جعفر أما ما ذكر في الحديث (والصلاة الوسطى وصلاة العصر) فيقال إن هذا نسخ أي دفع ويقال إن هذه قراءة على التفسير أي حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر . الناسخ والمنسوخ للنحاس 1/22 و قال الشيخ سليم الهلالي تعليقا على حديث عائشة رضي الله عنها في تحقيقه لكتاب المصاحف لابن أبي داوود : و هذه قراءة شاذة لأنها منسوخة و مخالفة للقراءة المتواترة بحذف ( صلاة العصر ) . قال الامام الطحاوي في مشكل الآثار ( إن صلاة العصر المذكور ذلك في أحاديث عائشة و حفصة و أم كلثوم – رضي الله عنهن – مما كان قرآنا فنسخ و رُدّ إلى ما في مصاحفنا و كذلك كل ما رُوي فيه أنه من قرآن و لا نجده في مصاحفنا فهو مما قد كان قرآنا و نُسخ فأُخرج من القرآن و أعيد إلى السنة فصار منها . و رُوي عن البراء بن عازب قال : نزلت ( حافظوا على الصلوات و صلاة العصر ) ، قرأناها قرآنا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ما شاء الله ثم نسخها الله عز و جل فأنزل الله تعالى {حَـٰفِظُوا عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ } حاشية كتاب المصاحف لابن أبي داود تحقيق الشيخ سليم الهلالي ص 376. قال الامام النووي تعليقا على حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم قوله في حديث عائشة: «فأملت علي حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر» هكذا هو في الروايات وصلاة العصر بالواو، واستدل به بعض أصحابنا على أن الوسطى ليست العصر لأن العطف يقتضي المغايرة لكن مذهبنا أن القراءة الشاذة لا يحتج بها، ولا يكون لها حكم الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأن ناقلها لم ينقلها إلا على أنها قرآن والقرآن لا يثبت إلا بالتواتر بالإجماع، ((وإذا لم يثبت قرآناً لا يثبت خبراً)) ! شرح النووي على صحيح مسلم 5 /104. قلت : حديث البراء بن عازب يدل صراحة على أن آية ( حافظوا على الصلوات و صلاة العصر ) كانت آية من القرآن ثم نسخت . أما حديث عائشة رضي الله عنها و الذي قال فيه أبو يونس «فأملت علي حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى و صلاة العصر» . فله ثلاث احتمالات : (1)الاحتمال الأول قول الحافظ ابن حجر : حديث عائشة قد عورض برواية عروة أنه كان في مصحفها " وهي العصر " فيحتمل أن تكون الواو زائدة، ويؤيده ما رواه أبو عبيدة بإسناد صحيح عن أبي بن كعب أنه كان يقرؤها " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر " بغير واو أو هي عاطفة لكن عطف صفة لا عطف ذات، وبأن قوله والصلاة الوسطى والعصر لم يقرأ بها أحد، ولعل أصل ذلك ما في حديث البراء أنها نزلت أولا والعصر ثم نزلت ثانيا بدلها والصلاة الوسطى، فجمع الراوي بينهما، ومع وجود الاحتمال لا ينهض الاستدلال . (2)و الاحتمال الثاني قول الإمام القرطبي سابقا عن حديث عائشة رضي الله عنها : قال علماؤنا: وإنما ذلك كالتفسير من النبيّ صلى الله عليه وسلّم . و لأنه كما قال الحافظ ابن حجر من رواية عروة أن في مصحفها " وهي العصر "فلفظ :«وهي العصر» دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم فسَّر الصَّلاة الوسطى من كلام الله تعالى بقوله هو «وهي العصر». (3) الاحتمال الثالث قول الامام الطحاوي في مشكل الآثار ( إن صلاة العصر المذكور ذلك في أحاديث عائشة و حفصة و أم كلثوم – رضي الله عنهن – مما كان قرآنا فنسخ و رُدّ إلى ما في مصاحفنا ) . و الله أعلم . ![]() ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|