#1
|
|||
|
|||
وداع رمضان
أُسْكُبْ دُمُوعَكَ إنَّ الشَّهْرَ يَرْتَحِلٌ * ولَا يَعِيْبُ بُكَاءٌ مِنْكَ يَا رَجُلُ
كَأنَّ مَطْلَعَهُ فِي يَومِ مَغْرِبهِ * بَرْقُ السَّمَاءِ تَوَارَى وَهْوَ يَشْتعِلُ يَكَادُ يَصْرَعُنَا لَولَا تَصَبُّرُنَا * لَمَا يَشِيْعُ لَهُ فِي الحَارَةِ الْأجَلُ شَهْرٌ بِأكْمَلَ مِنْهُ نَشْرَ مَغْفِرَةٍ * ولَا بِأخْيَرَ مِنْهُ لَوْ دَعَا الوَجِلُ إذا يَجِيءُ يَضُوْعُ الذَّكرُ أفْئِدَةً * والأَلْسُنُ الرُّطْبُ مِنْ تَرْدِيدِهِ ثَمِلُ يَهْدِي نُفُوسَاً لَكَمْ أَعْيَا بِهَا سَفَرٌ * بَيْدَاءُ سَالِكُهَا فِي زَادِهِ دَقَلُ تَعْمَى قُلُوبٌ بِهِ عَمَّا تُحَصَّلُهُ * جَهْلاً بِخَيْرِ اللَّيَالِي هُنَّ مَا تُصَلُ ومَسجِداً مِثْلَ بَيْتِ النَّحْلِ مُحْتَشِداً * لِلنَّاسِ لَيْلَتُهُمْ فِي سَاحِهِ زَجَلٌ ولَا يَقُومُ لَهُ فِي ذَاكَ يَطْلُبُهُ * إلا الذَّيْنَ لَهُم فِي مَطْلَبٍ أمَلُ فِي عَزْمَةٍ بَهَجِيْعٍ فِتْيَةٌ عَلِمُوا * أنْ لَيْسَ يَدْفَعُ عَنْ آثَامِهِم كَسَلُ وَشُيَّبٌ بِعَزِيْمَاتٍ لَقَد فَطِنُوا * أنْ لَيْسَ يَمْنَعُ عَنْ ذِيْ الشَّيْبَةِ الْأمَلُ يُطَالِعُ القَلْبَ أنْوَارٌ لَهَا شُعَلٌ * وتِلكَ نَسْمَتُهُمْ لِلرُّوحِ تَشْتَمِلُ كَمْ صُحْبَةٌ مِنْهُمُ بِالذِّكْرِ عَامِرَةً * وإِنَّ تُرْبَتَهَا بِالْحُبِّ تَغْتَسِلُ بَادَلْتُ مِثْلَهُمُ الإِيْنَاسِ مُغْتَبِطَاً * لَكِنَّ حَسْرَتَنَا بِالبُعْدِ تَشْتَعِلُ يَا لَيْلَةً شَرُفَتْ بِالوَحْيِ مَنْزِلَةً * إنْ عَسَّ طَالِبُهَا أَنْعِمْ بِهَا بَدَلُ صَفْوُ السَّمَاءِ وَطِيْبُ النَّسْمِ سَاكِنَةٌ * إذَا صَغَيْتَ يَكَادُ الهَمْسُ يَتَّصِلُ غَرَّاءُ شَهْبَاءُ مَحْشُودٌ مَلَائِكُهَا * تَكْفِ الرَّوَاحِلُ مَا ضَاقَتْ بِهِ الْأُوَلُ فَلَمْ تَكُنْ ألْفَاً أو قَارَبَتْ أَلْفَا * وَمَا تُرَاهَا لِغَيْرِ الْلَّهِ تَكْتَمِلُ أَجِدُّ فِيهَا وَخُطْوَاتِي تُسَابِقُنِي * وإِنْ تُثَاقِلْ فَمَا يُجْدِي لَهَا عَمَلُ وَقَدْ أُخَالِسُ حَظَّ النَّفْسِ غَفْلَتَهَا * وَقَدْ تُحَاذِرُ مِنَّي كَيْفَمَا تَنَلُ وَلَو أَقُومُ إلى الْمِحْرَابِ يَغْمُرُنِي * دَمْعٌ سَكِيْبٌ بِهِ الآثَامُ تَغْتَسِلُ عَلّقْتُهَا رَغَباً فِي اللهِ قَدْ مَلَأَتْ * قَلْبِي وَعَلّقَهَا مَا يَأَمْلُ الخَطِلُ إنْ تَرْكَنُوا فَطِلابُ العِزّ بُغْيَتُنَا * أَو تَحْمِلُونَ فَإنَّا خَلْفَ مَنْ حَمَلُوا جِئْتُ الهِلَالَ فَلَمَّا قَامَ يَتْرُكَنِي * أَفْضَى إِلَيَّ وعَهْدَاً ثَمَّ يَا رَجُلُ أَفْطِمْ وَلِيدَ بَنِي الْإنْسَانَ مَوْعِظَةً * ألَّا يَبِيْتَ لِدَارٍ وَهْيَ تَخْتَتِلُ لا يَسْتَفِيْقُونَ عَنْهَا وَهْيَ خَادِعَةٌ * تُخْفِي نَوَاجِزُهَا مَا أَبْدَتِ المُقلُ لَتَطْلُبَنّكَ مَا طَابَ المُقَامُ بِهَا * تُبْدِي مَفَاتِنَهَا والطَّرْفُ مُكْتَحِلُ أمَا تَرَاهَا بُيُوتَاً لا عِمَادَ لَهَا * شَادُوا فَتَهْدِمُهَا واْلحَالُ مُتَّصِلُ أَمَا تَرَاهُمْ رُقُودَا لا حِرَاكَ لَهُمْ * تَجْفُوْ وَتَتْرُكَهُمْ تَبْقَىْ وَإِنْتَقَلُوا يَشْقَى بِهَا ذُو عَزيْمَاتٍ لَهُ أَنَفٌ * فِي السَّائِريْنَ وَإنْ عَلّوا وَإنْ نَهِلُوا إنَّا مُنَادُوكَ إِقْبِلْ مِنَّا يَا رَجُلُ * لَقَدْ بَلَوْتَ فَلا يَغْرُرْ بِكَ الْأمَلُ هَلَّا سَعَيْتَ إلى الْجَنّاتِ تُرْفَلُ فِي * ظِلٍّ ظَلِيْلٍ لَهُ مِنْ فَوقِهِ ظُلَلٌ والحُورُ تَبْقَى كَأبْكَارٍ مُنَشّاةً * حَتَّى يُدَافَعُ عَنْ أَزْوَاجِهَا المَلَلُ القَاصِرَاتُ هِدَابَ الطّرفِ نَظْرَتَهُ * والطَّاهِرَاتُ عَلَا أنْفَاسَهَا خَجَلُ تَسْقِي كُؤُوسَاً لَهُمْ قَدْ جُنِّبَتْ كَدَراً * صَفْواً تَجَانَفَ عَنْهَا شَارِبٌ ثَمِلٌ ولُؤلُؤا نُثِرَتْ بِالعَيْنِ تَحْسَبُهُمْ * مِنْ وَالِدِيْهِمْ إذَا أطْفَالُهُمْ دَخَلُوا يَا مَنْ سَعَى رَغَبَاً فِي الجَاهِ يَطْلُبُهُ * وَالمَالَ يَكْنِزُهُ فَالعُمْرُ مُرْتَحِلُ كَطَالِبٍ دُرَرَاً يَومَاَ لَيَجْمَعَهَا * مِنَ السَّرَابِ فَأَوْهَى نَفْسَهُ الرَّجُلُ |
#2
|
||||
|
||||
جزاك الله تعالى كل الخير وزادك من فضله. |
#3
|
||||
|
||||
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
__________________
قـلــت :
|
أدوات الموضوع | |
|
|